اطبع هذه الصفحة


لقاء إذاعي بعنوان
العمل التطوعي في عصر التقنية

قدمه عبر إذاعة نداء الإسلام
د.عبدالله بن معيوف الجعيد
@abdullahaljuaid

 

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد: ففي هذا اللقاءِ المباركِ نُسلِّطُ الضوءَ على موضوعِ العملِ التطوعيِّ في عـصرِ التَّقنيةِ، وقبلَ الحديثِ عن العملِ التطوعيِّ لا بُدَّ لنا من وقفةٍ مع مفهومِه أوَّلًا، ثُم عن أهميتِه في الإسلام...

مفهوم العمل التطوعي:


يعدُّ العملُ التَّطوعيُّ أحدَ أشكالِ الخِدْماتِ الإنسانيةِ التي تُقدَّمُ للمجتمعاتِ بدونِ مقابلٍ.

وتنـتشرُ مثلُ هذهِ الأعمالِ (في الغالب) في المناطقِ التي تتعرضُ للحروبِ والكوارثِ، إضافةً إلى الأماكنِ الفقيرةِ التي تحتاجُ إلى المساعدةِ، فيقومُ المتطوِّعون من أفرادٍ وجمعياتٍ بتقديمِ هذهِ الخِدْماتِ للمساعدةِ في حلِّ المشكلاتِ التي يواجهُهَا أيُّ مجتمعٍ.

وفي العادةِ فإنَّ مثلَ هذهِ الأعمالِ التطوعيَّةِ يُـشرفُ عليها أصحابُ الأموالِ والنُّفوذِ، وكلُّ من يستطيعُ أن يُقدِّمَ أيَّ نوعٍ من أنواعِ العملِ التطوُّعيِّ.

ويُعبِّرُ مفهومُ العملِ التطوُّعيِّ عن تقديمِ المعوناتِ والمساعداتِ لكلِّ مَن يحتاجُها بمختلفِ الجهودِ، من أجلِ تحقيقِ غايةٍ ساميةٍ، وهي نـشرُ الخيرِ للناسِ كافّةً، أو للمجتمعِ المحليِّ بصورةِ خاصَّةٍ.

وسُمِّي العملُ التطَوُّعيُّ بهذا الاسمِ لكونِهِ يتمُّ بدافعٍ شخـصيٍّ من القائمينَ به، حيثُ يقومُ الأفرادُ بأداءِ الأعمالِ التطوعيَّةِ على أكملِ وجهٍ بشكلٍ نابعٍ من إرادتهم الشخصيةِ.

ولذلِكَ فإنَّ هذهِ الأعمالَ تعبرُ عن غلبةِ الجوانبِ الخيريَّةِ في الإنسانِ على جوانبِ الشرِ.

حيثُ تدلُّ زيادةُ الأعمالِ التطوعيَّةِ في المجتمعِ على مدى ازدهارِ المجتمعِ وقُوّتِهِ وتماسكِهِ.

فهذهِ الأعمالُ تسهمُ بشكلٍ قويٍّ وملحوظٍ في تطورِ المجتمعِ وشيوعِ الأخلاقِ الحميدةِ بين أهْلِهِ.

وهي تعبرُ عن الفطرةِ السليمةِ للإنسانِ، وطبيعتِهِ، التي تتميَّزُ بالخصائصِ الاجتماعيَّةِ تقودُهُ إلى الانتماءِ للمجتمعِ الذي يعيشُ فيهِ، والسعيِ إلى تطويرِهِ وتقدُّمِهِ، سواءٌ كانَ ذلك في المجتمعِ بصورةٍ عامَّةٍ أو في أماكنِ الدراسةِ والعملِ.

ولهذا فإنَّ الأعمالَ التطوعيةَ تعدُ أحدَ أهمِّ الظواهرِ الإنسانيَّةِ الإيجابيةِ التي تسودُ المجتمعاتِ، كما أنَّ الإقبالَ عليها يدلُّ على مدى الانتماءِ لدى أفرادِ المجتمعِ وتميُّزِهمْ بالسُّلوكيَّاتِ الحضاريَّةِ التي تُرسِّخُ قيمَ التّعاونِ، ونشرِ الخيرِ بين أبناءِ المجتمعِ الواحدِ.

كما يمكنُ تعريفُ العملِ التطوعيِّ بأنهُ كلُّ عملٍ خيريٍ يهدفُ إلى مساعدةِ الأشخاصِ غيرِ القادرين، ومساندتِهمْ، سواءٌ بصورةٍ فرديةٍ أو جماعيةٍ.

ويقـتصرُ الهدفُ من العملِ التطوعيِّ على الحصولِ على الأجرِ والَّثوابِ، ونـشرِ مشاعرِ الفرحِ والسعادةِ في قلوبِ النَّاسِ، من غيرِ انتظارِ أيِّ مردودٍ ماديٍّ أو أرباحٍ لقاءَ هذا العملِ.

وقدْ تطورَ العملُ التطوعيُّ في عـصرِنا الحاليِّ بصورةٍ كبيرةٍ، ليصبحَ أحدَ أهمِّ الأنشطةِ الاجتماعيَّةِ التي تقومُ على نـشرِ القيمِ الإيجابيةِ والخيريةِ.

كما اتَّخذَ أشكالًا متنوعةً، من بذلِ الجهودِ الجسديةِ لمساعدةِ الآخرين، وإنفاقِ الأموالِ، ونشـرِ العلمِ والمعرفةِ، بمختلفِ الوسائلِ المتاحةِ ومن غيرِ طلبِ مقابلٍ ماليٍّ.

أهمية العمل التطوعي في الإسلام:


لقد حثَّنا دينُنا الحنيفُ على العملِ التطوُّعيِّ، وذلك لما للعملِ التطوُّعيِّ من أهميةِ في تحقيقِ التآخي والتآلُفِ والترابُطِ بين أفرادِ المجتمعِ، وهو من الظواهرِ الاجتماعيةِ التي يَتميزُ بها المجتمعُ المسلمُ، كما وصفه
حينما قال: « مَثَلُ المُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى» أخرجه مسلم.

فالمسلمون مُطالبون بالاهتمامِ بالعملِ التطوُّعيِّ والاعتناءِ به رجالًا ونساءً، أفرادًا وجماعاتٍ، وذلك انطلاقًا من قولِ اللهِ
¸: ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [سورة المائدة:2].

وقولِ اللهِ
¸: { لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [سورة النساء:114].

ففي الآيةِ الأولى: تأصيلٌ للتّعاونِ والتكاملِ في العملِ التطوعيِّ.

وفي الآيةِ الثانيةِ: الحثُّ على العمل ِالتطوُّعيِّ باختلافِ أشكالهِ.

وقد كان عبدُ الله بن عباس
ƒ يقول: «لَأَنْ أَعُولَ أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ شَهْرًا أَوْ جُمُعَةً أَوْ مَا شَاءَ اللهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حَجَّةٍ بَعْدَ حَجَّةٍ، وَلَطَبَقٌ بِدَانقٍ أُهْدِيهِ إِلَى أَخٍ لِي فِي اللهِ ¸ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ دِينَارٍ أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ ¸».

وهذا الإمام الحسنُ البصـريُّ
¬ الزاهدُ العابدُ يجسِّدُ لنا مكانةَ العملِ التطوعيِّ فعنه أنه دَخَلَ عَلَى ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ؛ لِيَنْطَلِقَ فِي حَاجَةٍ لِرَجُلٍ، فَقَالَ ثَابِتٌ: إِنِّي مُعْتَكِفٌ، فَقَالَ الْحَسَنُ: «لَأَنْ أَقْـضِيَ حَاجَةَ أَخٍ لِي مُسْلِمٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنِ اعْتِكَافِ سَنَةٍ».

ويقومُ مفهومُ العملِ التطوعيِّ في الإسلامِ على بذلِ الجهودِ بكافَّةِ أشكالِها، سواءٌ منها الماليةُ والعيْنيةُ والعضَليةُ والنفسيةُ من أجلِ توفيرِ الخِدْمَات لفئةٍ معينةٍ من الناسِ، وتقديمِ المساعدةِ لهم بمختلفِ الأشكالِ التي يَحتاجونها.

والعملُ التطوعيُّ من أعمالِ الخيرِ التي تُعدُّ من أخلاقِ وسماتِ المسلمينَ الذين ينبُذون الأنانيةَ، والذين وصفهم اللهُ
¸ في قوله: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [سورة الحشر:9]

وقال تعالى:
(فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ) [البقرة:184].

وقال
¸:  (وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ) [البقرة:177] .

فالإسلام دينٌ اجتماعيٌّ يتصفُ أهلُه بصفاتِ التعاونِ، ويمتلكون القيمَ الإنسانيةَ والاجتماعيةَ المُثلى.

وقد بينت لنا الشـريعةُ الإسلاميّةُ سَعةَ الأعمالِ التطوعيةِ، وفضلَ المشاركةِ فيها وأهميتَها وأثرَها على المجتمعَ المسلمِ.

فالمسلم يتحرَّى الأعمالَ التطوُّعِيةَ الخيريةَ التي يُمكنُه أن يشاركَ فيها ويسارعُ إليها.

فإن لم يجدْ ما يشاركُ فيه فكفُّ أذاه عن الناسِ من الخيرِ الذي يُعتبر من أعمالِ التطوع، فعَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:
«الْإِيمَانُ بِاللهِ وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ» قَالَ: قُلْتُ: أَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «أَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا وَأَكْثَرُهَا ثَمَنًا» قَالَ: قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ؟ قَالَ: «تُعِينُ صَانِعًا أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ ضَعُفْتُ عَنْ بَعْضِ الْعَمَلِ؟ قَالَ: «تَكُفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ». رواه مسلم

وقوله:
(تصنع لأخرق) الأخرقُ هو الذي لا يُحسن أيَّ عملٍ، ولا صنعةَ له.

كما تكمُنُ أهميةُ العملِ التطوعيِّ في الإسلامِ في أنه يُعتبرُ من أخلاقِ العظماءِ والنبلاءِ، كما أن في الإقبالِ عليه تحفيزًا للشباب على اغتنامِ أوقاتِ فراغِهم فيما يَعودُ بالنفعِ عليهمْ، وعلى المجتمعِ بأكملِه.

فتوسيعُ نطاقِ العملِ التطوعيِّ في المجتمعِ المسلمِ يُسهمُ في تعزيزِ القيمِ النبيلةِ والأخلاقِ الساميةِ، كما يُدربُ الشبابُ المسلمُ على علوِّ الهمةِ والبذلِ والعطاءِ، والاهتمامِ بأمورِ المسلمين، والتخفيفِ من المشاكلِ التي تؤثرُ بالسلبِ على المجتمعِ المسلمِ، والحفاظِ على تطوره وتقدمِه، ونبذِ الصفاتِ والخصالِ السلبية، والأنانيَّةِ لدى أفرادِ المجتمعِ المسلمِ.

أشكال العمل التطوعي:


في وقتِنا الحاليِّ تعددتْ أشكالُ العملِ التطوعيِّ التي تعودُ بالفوائدِ العظيمةِ على المجتمعِ، والتي يُمكن للأفرادِ والجماعاتِ أن يُسهموا فيها، ومنها:


أولا: التطوعُ في الدوائرِ والهيئاتِ الحكوميةِ؛
لسدِّ الاحتياجات فيها، وإعانتِها على تقديم خِدْمَاتِها، حيثُ أصبحتْ الدوائرُ الحكوميةُ في مُعظمِ دُولِ العالَمِ تعتمدُ كثيرًا على المتطوِّعين.

ثانيا: التطوعُ في المؤسساتِ الخاصةِ
التي يُحققُ فيها المتطوِّعون العديدَ من الأهدافِ النبيلةِ، فبالإضافة إلى قيامِهم بالأعمالِ التطوعيَّةِ فهم يكتسون من خلالِ هذه الأعمالِ الخبرةَ التي تُفيدهم في حياتِهم العمليةِ والتخصُّصيةِ.

ويمكنُ أن يكونَ التطوعُ قصيرَ الأجلِ يُقدمُ المتطوعون من خلالِه أعمالَهم التطوعيةَ في أوقاتٍ محدَّدةٍ وقصيرةٍ.


ثالثا: التطوعُ الشاملُ
الذي يُؤدِّي فيه المتطوِّعون الأعمالَ التطوعيةَ لفتراتٍ زمنيةٍ طويلةٍ.

رابعا: التطوعُ الالكترونيُّ أو الافتراضيُّ:
وهو عبارةٌ عن الأعمالِ التطوُّعيةِ التي يُقدِّمُها المتطوِّعون من خلالِ شبكةِ الانترنت، أو تطبيقاتِ الهاتفِ المحمولِ.

وعلى اختلافِ أشكالِ التطوُّعِ وطبيعةِ الخِدْماتِ التي يُمكنُ للمتطوِّعين أن يُقدِّموها، فإنَّها هذه الأعمالَ يَجبُ أن تُقدَّمَ في إطارٍ مخطَّطٍ له بعنايةٍ، وفي ضوءِ أهدافٍ واضحةٍ ومحدَّدةٍ، من أجْلِ تحقيقِ المرادِ، وبلوغِ الغايةِ التي تُنفَّذُ الأعمالُ التطوعيَّةُ من أجْلِها.

وَيرجع ذلك إلى أَنَّها أعمالٌ في غايةِ الأهميةِ، تهدفُ إلى سدِّ احتياجاتِ المجتمعاتِ، ويحتاجُها الأفرادُ في مختلفِ أنحاءِ العالمِ.

صور مشرقة للعمل التطوعي في العصر الحالي:


شهدَ عصـرُنا الحالِي تحوُّلاتٍ وتطوراتٍ محوريَّةً في مجالاتِ المعرفةِ والتقنيةِ.

وقدْ أثَّرتْ هذهِ التطوراتُ بصورةٍ واضحةٍ وملموسةٍ على الجهودِ المبذولةِ في الأعمالِ التطوعيَّةِ بصورةٍ عامةٍ، وفي الأعمالِ التطوعيةِ التي يقومُ عليها الشبابُ المسلمون بصورةٍ خاصةٍ.

حيثُ تميَّزَ كثيرٌ مِنْ الشبابِ منْ خلالِ إطلاقِ بعضِ التّطبيقاتِ التي تُقدمُ الخِدْماتِ التطوعيةِ للمجتمعِ، والتي تعودُ بالفائدةِ على المسلمين في مختلفِ المجالاتِ.

فقدْ استغلَ الكثيرُ من الشبابِ الاقبالَ على استخدامِ التقنياتِ الحديثةِ من حواسيبَ وهواتفَ نقالةً ـ في توفيرِ الكثيرِ من التطبيقاتِ المجانيةِ التي يستفيدُ منها المجتمعُ.

ومنها التطبيقاتُ الدينيةُ، مثلُ تطبيقاتِ القرآنِ الكريمِ وتفسيرِه ، التي توفرُ نسخةً إلكترونيةً من القرآنِ الكريمِ يمكنُ استخدامها من أيِّ مكانٍ.

بالإضافةِ إلى بعضِ التطبيقاتِ التقنيةِ التي يستفيدُ منها المستخدمون في احتياجاتِهم المتنوعةِ.

ويمكنُ استعراضُ بعضِ هذهِ التطبيقاتِ وفوائدِها التي انعكستْ على المسلمين في مختلفِ بقاعِ الأرضِ.


أولًا: تطبيقاتُ القرآنِ الكريمِ:


ومنها
تطبيقُ آياتِ القرآنِ الكريمِ الذي يقدمُ القرآنَ الكريمَ من خلالِ واجهةٍ جذَّابةٍ وسهلةِ الاستخدامِ، ويوفرُ تلاوةً للقرآنِ بصوتِ مجموعةٍ من أشهرِ قُراءِ القرآنِ الكريمِ، مع توفيرِ تفسيرٍ واضحٍ مختـصرٍ لآياتِ القرآنِ الكريمِ، كما يقدمُ التطبيقُ المساعدةَ في حفظِ آياتِ وسورِ القرآنِ الكريمِ بشكلٍ سهلٍ ومـيسَّر.

وتطبيقُ
القرآنِ الكريمِ مع المعاني والتفسيرِ: يحتوي هذ التطبيقُ على القرآنِ الكريمِ كاملًا، ملحقًا بهِ كتابُ التفسيرِ المعينِ للواعظين ومجموعةٌ من التفاسيرِ الأخرى، كما يضمُ توضيحًا لمعاني الكلماتِ الغريبةِ.

ويعملُ المتطوعون القائمون على هذهِ التطبيقاتِ بصورةِ مستمرةٍ على تطويرها وتحسينها من أجلِ تحسينِ استفادةِ الناسِ منها.

ولها أهميةٌ كبيرةٌ وفوائدُ عظيمةٌ، حيثُ توفرُ للمسلمين إمكانيةَ الاستفادةِ من أوقاتِ فراغِهمْ واستغلالها في الطاعةِ وفيما يعودُ بالنفعِ عليهمْ في أوقاتِ الانتظارِ في مختلفِ الأماكنِ.

وقدْ شهدتْ هذهِ التطبيقاتُ إقبالًا كبيرًا في الفترةِ السابقةِ؛ نظرًا لانتشارِ وباءِ كورونا، والذي تركَ الكثيرَ من الفراغِ في أوقاتِ المسلمين، نتيجةً لتوقفِ الأعمالِ، وسياساتِ الحجرِ التي فرضتها الدولُ للحدِ من انتشارِ هذا الوباءِ.


ثانيًا: تطبيقُ فرسانِ الطرقِ:


وهو عبارةٌ عن تطبيقٍ يقدمُ خدماتِ الصيانةِ للمركباتِ التي تتعطلُ على الطرقِ السـريعةِ في المملكةِ العربيةِ السعوديةِ من دونِ مقابلٍ.

ويقومُ على هذا التطبيقِ مجموعةٌ من المتطوِّعين من مختلفِ أنحاءِ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ.

ويربطُ هذا التطبيقُ بين أصحابِ المركباتِ المتعطِّلةِ ومقدِّمِي الخِدْماتِ من مهندسينَ وفنِّيينَ.

ويهدفُ هذا التطبيقُ إلى توفيرِ خدماتِ الصيانةِ العاجلةِ والآمنةِ لجميعِ المركباتِ التي تصادفُ أيَّ عطلٍ في الطرقِ الـسريعةِ ويصعبُ على أصحابها الوصولُ إلى نقاطِ الصيانةِ.

ويمكنُ لأصحابِ المركباتِ المعطَّلةِ أن يسجلوا في هذا التطبيقِ من خلالِ أرقامِ هواتفِهمْ، ثُمَّ يحدِّدون نوعيةَ الخِدمةِ التي يحتاجونها، ومنها شحنُ البطارياتِ، وإصلاحُ الإطاراتِ، وسحبُ السياراتِ العالقةِ في الرمالِ، ونقلُ المركباتِ المعطَّلةِ إلى أماكنٍ آمنةٍ ومتخصصةٍ في إصلاحها.


ثالثًا: تطبيقُ العملِ التطوعي:


أصدرتِ الجمعيةُ الخيريةُ للعملِ التطوُّعيِّ بمنطقةِ تبوكَ تطبيقَ
العملِ التطوعي، وهو عبارةٌ عن منصةٍ إلكترونيةٍ يمكنُ للمتطوِّعين التسجيلُ من خلالها للمشاركةِ في الأعمالِ التطوعيَّةِ المختلفةِ.

كما يمكنُ للمتطوعِ اختيارُ طبيعةِ الأعمالِ التطوعيَّةِ التي يَرغبُ في المشاركةِ فيها، والتي تتناسبُ مع إمكانياتِه وقدراتِه والمهاراتِ التي يتقنها والتي يمكنُ أن يُفيدَ بها غيرَهُ من المحتاجين.


رابعًا: فريقُ المدينةِ المنورةِ التطوعي:


وهو عبارةٌ عن مجموعةٍ من المتطوِّعين الذين يَمتلكون مهاراتٍ وخبراتٍ في مجالاتٍ متنوعةٍ، وقدْ قامَ هذا الفريقُ بتقديمِ مبادرةٍ قدموا من خلالها مجموعةً من الدوراتِ التدريبيَّةِ عن بُعدٍ، باستخدامِ التقنياتِ المختلفةِ وفي مجالاتٍ متنوعةٍ.

ويعتبرُ هذا المجالُ من أهمِّ مجالاتِ الأعمالِ التطوعيَّةِ؛ لما لها من مردودٍ عظيمٍ يعودُ بالنفعِ على المجتمعِ، من خلالِ تنميةِ مهاراتِ الشبابِ وتحسينِ خِبراتهمْ في مجالاتِ تخصُّصِهمْ.

ويرى الباحثُ في مجالاتِ العملِ التطوعيِّ الكثيرَ من الإسهاماتِ المميزةِ، التي استفادَ المتطوِّعون فيها من التقنياتِ الحديثةِ في الارتقاءِ بمستوى العملِ التطوعيِّ، وتعميمِ فوائدِهِ على أكبرِ شريحةٍ من الناسِ وخاصةً في المجالاتِ العلميةِ والمعرفيةِ.


 

 
  • المقالات
  • العمل الخيري
  • الكتب
  • الصفحة الرئيسية