اطبع هذه الصفحة


الدلالة على الخير

خالد بن علي الجريش


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وبعد ..
فعن عقبة ابن عمرو الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من دل على خير فله مثل أجر فاعله) رواه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا) رواه مسلم.

من خلال هذين الحديثين العظيمين نعلم ذلك المجال الخصب الواسع لجمع الحسنات وتكثيرها وهو الدلالة على الخير فهو عمل من الأعمال الجارية لصاحبها كل ما عمل بها ذلك المدلول عليها، إنه ميدان فسيح للمسابقة والمنافسة حيث يكتب الله تعالى لك الخير العظيم وأنت ساكت أو نائم أو مشغول أو مريض أو في قبرك فيابشراك بذلك، إن ذلك يدفعنا أن نراجع أنفسنا مع تلك الفرصة العظيمة التي لا تكلف شيئا كبيرة، إن ذلك يجعلنا ندعو الآخرين إلى الخير بشتى الوسائل وإنني أقترح عليك أخي الكريم هذه النقاط التالية:

- أولا:
احفظ عدد قليل من الأحاديث في فضائل الأعمال الثابتة ثم حاول جاهدا ألا تحضر مجلسا يمكن أن تقولها أو بعضها فيه إلا قلتها مع التأكيد على تطبيقها وما يدريك أن أحدا سمعها منك ثم عاش حياته على تطبيقها وتفعيلها ودلالة غيره عليها.

- ثانيا:
إذا رأيت أحدا أخطأ في عبادة من العبادات فسارع إلى توجيهه وإرشاده فإنه بعد ذلك التصويب والإرشاد يكتب لك مثل ما كان يعمل.

- ثالثا:
إذا رأيت أحدا وهبه الله تعالى صوتا نديا بالقرآن فادعه إلى حفظ القرآن أو شيء منه فكم وكم من الحفاظ حفظوا عن طريق التشجيع والتحفيز بمثل هذا الأسلوب فكان لمن شجعهم مثل أجورهم.

- رابعا:
استثمر وسائل التواصل لديك في نشر كل ما هو مفيد واجعل لك في ذلك برنامجا متبعا في أعمال فاضلة يتم انتقاؤها من الكتاب العزيز وصحيح السنة مع التوصية بنشره ليعظم أجرك ولو عملت في ذلك رسالة جماعية في وسائل التواصل لأشخاص تتفق معهم مسبقا على النشر لكان ذلك من أعظم الدلالة على الخير.

- خامسا:
إن كنت إماما تصلي بالناس فالمجال أمامك خصب في قراءتك على جماعتك ما يمكن أن يعرفوا به دين الله تبارك وتعالى من الأعمال والأقوال فما سمعك أحد منهم إلا ولك مثل أجره.

- سادسا:
صغارك وصغار غيرك فرصة كبيرة لتأسيسهم على الخير فلربما سمع ذلك الصغير منك خيرا فشاب في الإسلام وهو يعمل به فيابشراك.

- سابعا:
إن كنت معلما أو كنتِ معلمة فهؤلاء الطلاب والطالبات أمامكم قد أنصتوا لكم وتفرغوا بين أيديكم فأعطوهم مما اعطاكم الله ليكون ذلك ذخرا لكم عند الله عز وجل.

- ثامنا:
وإن كنت خطيبا أو واعظا فهو ميدانك الفسيح فلنستثمر ذلك فهو من الغنائم العظيمة، ومما ثبت في السنة عند البخاري مما هو يسير في تنفيذه وعظيم في أجره ما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)رواه البخاري. فلعلك أخي الكريم تختار من السنة الصحيحة ما خف وتيسر عمله عند الناس لدلالتهم عليه مثل هذا الحديث آنف الذكر لعلك تحظى بالأجر العظيم

- تاسعا :
اسأل الله تعالى أن ينفع بما تقول فالدعاء سبب عظيم للنفع والقبول .

- عاشرا :
لا تستقل شيئا من الخير أن تدل عليه الآخرين فالقليل مع القليل كثير وإن الخير ولو كان قليلا فهو كثير .

أسأل الله عز وجل أن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

 
  • مقالات موسمية
  • توجيهات أسرية
  • الصفحة الرئيسية