صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







السنن عند سماع المؤذن

خالد بن علي الجريش


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

إن للمؤذن فضلاً عظيماً وأجراً كبيراً، حيث ورد في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: (فإنه لا يسمع صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة) رواه البخاري. فإن كان هذا الفضل للمؤذن فإن المستمع للأذان له فضله الكبير الذي يشرع له حين سماعه، وهذا المشروع يتمثل في خمس سنن يسيرة في تطبيقها، وعظيمة في أجرها، ينبغي الحرص عليها عند سماع الأذان وعدم تفويتها.
إن هذه السنن هي من العمل الصالح الذي يكون في صحيفتك يوم القيامة.

السنة الأولى/
أن تقول مثلما يقول المؤذن فتتابعه إلا في حي على الصلاة حي على الفلاح تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وقد ورد في البخاري أن من قال ذلك من قلبه دخل الجنة.

السنة الثانية/
أن تصلي على النبي عليه الصلاة والسلام بعد الأذان مباشرة، حيث يقول عليه الصلاة والسلام: (ثم صلوا علي ثم سلوا الله لي الوسيلة).

السنة الثالثة/
أن تقول الذكر المشهور والمشروع وهو: "اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته" فقد ورد في الحديث قوله عليه الصلاة والسلام: "فمن سأل لي الوسيلة حلت له شفاعتي يوم القيامة"رواه البخاري.

السنة الرابعة/
أن يقول: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، رضيت بالله رباً وبمحمد رسولًا وبالإسلام دينًا. فقد ثبت في صحيح مسلم أن من قال ذلك حين يسمع النداء غفر له ذنبه.

السنة الخامسة/
أن تدعو بما شئت، فقد ورد في حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد". وكما سمعت أخي الكريم أن هذه السنن هي يسيرة، وقد اشتملت على دخول الجنة والشفاعة، وأيضاً على مغفرة الذنوب، وأيضاً اشتملت على الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، واشتملت أيضاً على الدعاء العام، وهذه مصالح عظيمة ينبغي عدم تفويتها إن أمكن ذلك، بل ليس بكثير لو سمعت المؤذن وأنت في طريقك في سيارتك أن تقف لحظات لتطبق تلك السنن، ففي الوقت الواحد خمس سنن، وفي اليوم والليلة خمس وعشرون سنة، وفي الأسبوع خمس وسبعون سنة، وفي الشهر ثلاث مئة سنة، فحافظ عليها، فهي ذكر عظيم، وعمل فاضل يسير، وأجره عظيم، ولا يستغرق منك وقتاً طويلاً ولا جهداً كبيراً.

وإنك لتعجب ممن يسمع النداء ثم ينشغل عن تلك الفضائل العظيمة بحديث جانبي مع صاحبه يمكن تأجيله، أو ينشغل بتصفح وسائل التواصل ونحو ذلك.
وقد كان الشيخ بن باز رحمه الله إذا أذن المؤذن ومعه مكالمة هاتفية أمر المتصل أن ينتظر قليلاً لمتابعة المؤذن، فلنكن كذلك رحمني الله وإياكم.
وليتعلم منا أبناؤنا تلك السنن وأن ننشرها في مجالسنا ووسائل التواصل لدينا ليعم الخير ولنحوز أجر الدلالة عليه، فقد ورد في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) رواه مسلم.

وهذه السنن متكررة في اليوم والليلة كثيراً، وهذا مما يجعلك تحرص عليها وبقوة، فهي خير عظيم على مر الأوقات والشهور، ولو عملت إحصائية لسنة أو أكثر لرأيت خيراً عظيماً في موازين المتابعين. فيا بشراهم بذلك.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعا كذلك. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.



 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
 
  • مقالات موسمية
  • توجيهات أسرية
  • الصفحة الرئيسية