اطبع هذه الصفحة


نظرة سريعة لـ محمد أبو حامد

محمد جلال القصاص


بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

نظرة سريعة لـ محمد أبو حامد


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هديه، وبعد:ـ

محمد أبو حامد كان شخصاً فقيراً أقعده الفقر في "زاوية" يكتسب قوت يومه من تعليم الناس التلاوة، ثم علم الكافر بفساد حاله فاتصل به وعالجه، فرفع خسيسته وجعله مشهوراً، وأعطاه من المال؛ فنبذ كتاب الله وراء ظهره، وسارع في استرضاء من يأتيه بما يحب. وكل يطلب ما يحب ويدفع ما يبغض، أو كما قال الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " كل الناس يغدوا فبائع لنفسه فمعتقها أو موبقها".
هي صفقة بين كافرٍ ومنافق.
يأخذ المنافق المال والسمعة، والكافر يحقق عدداً من الأغراض، يأتي على رأسها غرضان:
أولهما: الطعن في الدين، فأبي حامد "متدين" ، و"مدرس للقرآن" أو "شيخ" ـ كما يقول العوام ـ، ثم هو قد شك ويشكك.
وربما لا تجد كلمات أبي حامد المساحة المرجوة في الجانب الإسلامي، فكل الناس يعلم كذبه، ويستطيع رده، والصف الإسلامي مسلح بأهل العلم
وطلابه يردُّون عليه، ولكنها تجد مساحة واسعة جداً في الصف النصراني.

ولذا تجد هذا الرديء يُفَعَّلُ في الجانب النصراني.. يتحدث في قنوات التنصير، وفي الكنائس عن الإسلام، ليثبِّت الكافرين على كفرهم. وفعل هذا الرديء في الصد عن سبيل الله أشد مئات المرات من فعل "المنصرين" أنفسهم. وسيلقى الله، يقول الله "إن لدينا أنكالاً وجحيماً وطعاماً ذا غصة وعذاباً أليما".

من قبل كان الكافر يفرح بمن يرتد عن دينه، ويهجره للخارج، ثم تطور الأمر فصار الكافر يبقي هؤلاء بالداخل ويثير بهم القلاقل يريد الضغط على صانعي القوانين ليبيح الكفر، أو ليشغلنا بطلب إباحة الكفر.
ثم تطور الأمر فصار الكافر يمسك من يرتد عن دينه ويوجهه للداخل النصراني يتحدث له على أن هذا المرتد "مسلم" يتحدث عن الإسلام.... وهذا الأمر كثير وهو خط موجود عندهم منذ ما يزيد على قرن من الزمان، فقد عمد هؤلاء إلى إخراج القراءات الشاذة للشريعة الإسلامية، أو إخراج الشاذين الذين يقرؤون الشريعة الإسلامية وتسويق تلك البضاعة بين عامتهم. وسل: أين "نوال السعدواي"، وأين " سيد القمني"؟!
إنهم يحاضرون لعوام الكفرة عن الإسلام.!!
نعم: هذه النماذج الرديئة هي التي تتحدث عن الإسلام لعوام الكافرين، يُفعِّلها الملأ من الكافرين لتصدير خطاب خاطئ عن الشريعة. فأبي حامد أحد أفراد ظاهرة أوجدها الكافر في الصف الإسلامي ليثبت بها الكافرين على كفرهم. وهذا أخطر ما تنطوي عليه حالة "محمد أبو حامد".
ثانيهما: اشغال الداخل الإسلامي. كي لا يخرج من ردود الأفعال، ويستهل جهدنا في الرد على أطروحات رديئة مثل هذه.

والحل؟


الدواهي لا يتسبب فيها شيء واحد، وكذا لا يكون حلها بشيء واحد، وإنما تتعدد الأسباب، وتتعدد طرق العلاج، وعلينا ـ إن أردنا حلاً أن نفكك الظاهرة لنعرف السياق الذي أفرزها، فنتعامل معه، فلم يفرز لنا هذا فقط، بل قد أفرز غيره من قبل ـ وعلى سبيل المثال سيد القمني ـ.
ونتعامل مع الشخص الذي يحمل الأفك وينشره بين الناس، بما نستطيع من إجراءات، فتوعية للناس، وتقليباً لهم عليه لما يقترفه من باطل، واستعداء للسلطان لرد هذا الأفاك الأثيم، ... ما نستطيع من وسائل.
وكذا نتعامل مع ما يتساقط من بين أسنانه من كلمات كاذبة خاطئة، نبين عوارها للناس.
يكمن في التعامل مع السياق الذي أفرز أبي حامد وغيره، ويكمن في التعاطي.
إن علينا ـ حال معالجة شاذٍ أو شاذةٍ ـ أن نفكك الظاهرة ونعرف مكوناتها ثم نتعاطى معها واحدة واحدة، وأقل درجات التعاطي هو إبراز : من أين جاءت؟، ومن الذي جاء بها؟، وأين تقف؟

محمد جلال القصاص
28 رمضان 1433هـ


 

محمد القصاص
  • مقالات شرعية
  • في نصرة النبي
  • مقالات في فقه الواقع
  • مقالات أدبية
  • تقارير وتحليلات
  • رسائل ومحاضرات
  • مع العقلانيين
  • صوتيات
  • مقالات تعريفية بالنصرانية
  • رد الكذاب اللئيم
  • اخترت لكم
  • بريد الكاتب
  • الصفحة الرئيسية