اطبع هذه الصفحة


تفعيل المنحرفين

محمد جلال القصاص


بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

تفعيل المنحرفين


في علاقة الكفر بالمنافقين والغافلين يوجد ما يسمى بالتفعيل... يُفعِّل الكفر المنافقين والغافلين، ويكون هذا التفعيل في اتجاهين:

الأول: في اتجاه المخالفين (عصاة وكافرين)، يعطي صورة مغلوطة عن الإسلام عن طريق هؤلاء.
والثاني: في اتجاه المسلمين (البيئة الداخلية) يحدث بهم جدالًا داخليًّا، يشغلنا بأنفسنا، ويذهب بقوتنا.

فعلوا هذا مع قاسم أمين. نقل عنهم، ثم أخذوا ما ظهر باسمه ونقلوه في اتجاهين:
ترجموه ونشروه بين قومهم، يقولون لهم: هذا هو حديث المسلمين عن الإسلام...يوافقنا..ويرضى بمذهبنا فلم ترحلون من الكفر للإيمان؟!.. يثبتون الكافرين على كفرهم.
ونشروه بالداخل الإسلامي فأحدثوا جلبة وصياح في الساحة الإسلامية شغلتنا بأنفسنا. وهكذا فعلوا مع غيره (خليل عبد الكريم مثلًا).

عباس العقاد وقف يومًا حائرًا يتعجب من أنهم يترجمون له كتبًا بعينها ويرفضون ترجمةً كتبٍ أخرى، يقول: الصهيونية تضطهده، وما هي بالصهيونية، إنهم يترجمون ما يخدم أهدافهم.

واليوم التفعيل مستمر: تجد مثلًا: نوال السعداوي، تحاضر في الجامعات الأمريكية كمفكرة إسلامية تتحدث "كعالمة مسلمة " عن الإسلام للكافرين!!!! ، والهدف هو: إضلال الناس هناك.. هو صدهم عن سبيل الله.
وكذا سيد القمني، يحاضر في الكنائس عن الإسلام.. يتحدث عن "الحزب الهاشمي"، وعن "معارك دولة الرسول". بما لا يمكن أن يقبله مسلم.

ويفعِّلون الغافلين والمغرضين، فقد مدُّوا أيديهم "للدعاة الجدد" وأمدوهم بألقاب، وإمكاناتٍ إعلامية ومادية وترجموا بعض أطروحاتهم، فصارت محصلة هؤلاء: إضلال الناس في الغرب... يثبتونهم بشكلٍ ما على الكفر، وتثبيت العصاة على معصيتهم، وإشغال الداخل الإسلامي.

وآخر المفعلين ـ في هذا السياق ـ هو الدكتور أسامة القوصي، ضيفاً على حلقاتهم كـ "شيخٍ سلفي" يتحدث لجمهور البرامج المشبوهة عن "رأي السلفية" في الأحداث الجارية... إنه مفعَّلٌ .. ثم تطرح آرائه بيننا لتشغلنا.

وقد تطاول فصيل سلفي وعرض نفسه على القوم، يريد وصالهم، ولن يكون خيرًا من غيره، سيفعلونه في تثبيت المنحرفين (كافرين وعصاة)... وأقل درجات التفعيل أن يستدلوا بوقوف هذا الفصيل في صف المنحرفين على أن القضية ليست إيمان وكفر، وإنما صراع سياسي. ويفعلونه بداخلنا ليثير شغبًا وننشغل بأنفسنا. وقد بدت البوادر.

ولن يجدوا ما يطلبون. فالقوم لئام، لا يعرفون غير مصلحتهم، ولم يتبعهم أحد واغتنى، حالهم كما وصفهم ربهم " أم لهم نصيب من الملك فإذًا لا يؤتون الناس نقيرًا".


حتى الدول، كل دولة استكانت لهم وأمسكت بحبلهم وصارت في ركابهم ، لم تجن منهم خيرًا، ولن أضرب مثالًا بدولنا وهي تتبعهم من مئات السنين، ولكن بدولة اقرب إليهم ..."دولة جنوب السودان"، بعد قرن من التبعية والمهانة، بعد أن خرجوا من دينهم، وقطعوا الصلة بجيرانهم، أعطوهم "دولة" بلا إمكانات .. وبلا شواطئ يستوردون منها ويصدرون، أعطوهم عداوة مع الجيران ... ابقوا لهم حروباً تأكل شبابهم وترمل نساءهم ... أعطوهم قطعة من الشقاء ......

إنهم يفعِّلون غيرهم لمصلحتهم. فخيرٌ لنا أن نكون رجالًا، وأن ننبذ للقوم على سواء، ونعتز بديننا، ونتناصح فيما بيننا، ونعلم أن ليس عند العدو خير ... فهو عدو ..علينا أن نقرأ التاريخ.. بل أن ننتبه للواقع .. وهو واقع.. .
اللهم اهدنا لأرشد أمرنا، وارزقنا علمًا ينفعنا
 

محمد جلال القصاص
27/ 4/ 2013



 

محمد القصاص
  • مقالات شرعية
  • في نصرة النبي
  • مقالات في فقه الواقع
  • مقالات أدبية
  • تقارير وتحليلات
  • رسائل ومحاضرات
  • مع العقلانيين
  • صوتيات
  • مقالات تعريفية بالنصرانية
  • رد الكذاب اللئيم
  • اخترت لكم
  • بريد الكاتب
  • الصفحة الرئيسية