اطبع هذه الصفحة


من مسلم إلى الإدارة الأمريكية والشعب الأمريكي

محمد جلال القصاص

 
بعد تسرب شيء مما حدث في سجن ( أبو غريب ) , من استعمال الرجال وتعذيبهم و أسر النساء وهتك أعراضهم , وانتشار الخبر في الفضاء عبر الفضائيات وشبكة المعلومات ( الإنترنت ), انكشف شيء من وجه أمريكا القبيح لأعين المغفلين الساذجين من أبناء أمة الإسلام خاصة وبني الإنسان عامة , وكنوع من التجميل ورغبة في ستر ما انكشف من القبح , خرج علينا الرئيس الأمريكي بوش بن بوش يعلن عن هدم سجن (أبو غريب ) وكأن هدم الجدران يُنْسينا ما حدث خلفها , ذكَّرني بحال الصبي حين يرتطم بالأرض فيقوم مرافقه بِرَكْل الأرض مرة ومرتين فيهدأ الصبي ويمضى وكأن شيئا لم يحدث !
وهكذا يأتي قرار هدم جدران السجن استخفافا بعقولنا , ولسان حال بوش يقول : هذا الذي تتكلمون عليه قد هدمته فاسكتوا .

ويا أيها الملأ العتاة المستكبرون في الأرض بغير الحق !.. بوش وباقي إدارته .
هناك سجون أخرى في العراق وخارج العراق أقمتموها بأيديكم وأيدي أذنابكم ، يفعل فيها مثل ما فعل في سجن ( أبو غريب ) , ولو أنكم جادون في الإصلاح فأوقفوا ما يحدث فيها واهدموها , ولا أراكم تفعلون .

ويا أيها الملأ العتاة المستكبرون !
ما زالت قلوبنا تغلي مما فُعل برجالنا ونسائنا في ( أبو غريب ), وغير ( أبو غريب ) , أوَ هذه حريتكم التي تدعون إليها ؟!
زالت الغشاوة عن أعيينا وفهم الذكي والبليد سوء قصدكم واستخفافكم بعقولنا , فماذا فُعل بالمعَذِّبين ومَن ورائهم من المسئولين ؟
لا شيء . اللهم دعاوى عن إحالة بعض الجنود للتحقيق . وذهب كبيرهم " رامسفلد " إليهم يحضهم على اعتقال المجرمين والتعامل معهم , ولا يعني سوي المقاومين الأشراف .

والعجيب أن كثيراً ممن تكلموا في الأمر من بني جلدتكم يتكلمون عَمَّنْ وراء نشر الصور ؟ ولا يعنيهم ما فيها , ولا من فيها وما يُفعل بهم !
وهذا جرم آخر صنعته أيديكم .
فبآلاتكم الإعلامية الضخمة كذبتم على شعوبكم ورسمتم في خيالهم للإسلام والمسلمين أقبح صورة , فقلتم ـ وأنتم كاذبون ـ عن ديننا أنه دين الإرهاب وسفك الدماء وعن نيبه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قاطع طريق ورجل حرب ونساء , وأبعدتم عن أمتكم حال رجالنا الأُوَل الذين كانوا نورا أنار كل مكان نزلوه , فما اغتصبوا وما سجنوا وعذبوا , وما أكرهوا أحدا على ترك دينه .

فجندتم قومكم وراءكم بكذبكم , وصرتم سدا يحجب عنهم نور الإيمان , ويكسيهم بظلمة الجهل والطغيان .
ويوم القيامة تقفون أنتم وهم بين يدي ربكم ، يرجع بعضكم إلى بعض القول ، وتندمون ولات حين مندم .
"...وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه .ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين .قال الذين استكبروا للذين استضعفوا انحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين . قال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا . وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا . هل يجزون إلا ما كانوا يعملون "

أيها الملأ المستكبرون !
أبصرنا فعالكم , وسمعنا مقالكم , فعلمنا يقينا أنكم تكرهون الإسلام والمسلمين . وتحرككم إلى أرضنا أحقاد صليبية , ويحدوا ركبكم إخوان القردة والخنازير .
فما عدنا نسمع لدعاوى الاقتصاد ,وتأمين منابع النفط , وحماية المصالح وأنكم أهل سلم وحرية وإخاء ، وغير ذلك مما يقال , فكله كذب وهراء .

فمن قبل ضربتم الحصار على شعب الأفغان المسلم الضعيف , ورضيتم بموت أطفالهم وشيوخهم بالجوع ونقص الدواء بعد أن وقفوا أمام عدوكم وكسروه . فقط لأنهم ارتضوا تحكيم شرع الله , وضربتموهم بعد الحادي عشر من سبتمبر دون أن تقدموا أي دليل على إداتنهم ... ألقيتم على هذا الشعب الفقير قنابلكم الذكية والغبية ذات الأطنان , فأهلكتم الحرث والنسل ، تسمون ذلك حرية ، وتدعون أن طائرتكم ودباباتكم تحمل الرفاهية والعدل والمساواة , ومضى عام وعامان ولم ير الشعب منكم إلا الإرهاب , وحرب لم تضع أوزارها إلى اليوم , وفتنة بين الشعب تؤججونها ومضت الأحداث لتنطق صراحة بأنكم لم يكن لكم غاية سوى تحطيم هذا الشعب المسلم , والقضاء على هذه الدولة الإسلامية الناشئة , وأن أمر الشعب لا يهمكم في شيء .

وضربتم الحصار على شعب العراق , وقتلتم أطفاله ونسائه ورجاله وألقيتم على أرضه كل محرم في عرفكم لسان حالكم " ليس علينا في الأميين سبيل " تفعلون هذا بحجج أنتم قبل غيركم تعلمون كذبها , وكلها ذرائع كي لا تكون هناك قوة إسلامية ـ وإن كانت مفَرِّطة في إسلامها ـ , وكلها ذرائع افتريتموها لتقيموا في جزيرة الإسلام , وأرض محمد عليه الصلاة والسلام , تأكلون خيرها وتتربصون السوء بأهلها .

وثلاثة عشر عاما وأنتم تحاصرون العراق , ويموت أطفاله أمام أعينكم جوعى ومرضى , وتطلبون وتجاب طلباتكم , وتفتشون كل شيء ولا تجدون أي شيء. ثم ابتلعتم هذا البلد دون إذن من أحد تسخرون من القوانين الدولية .
فبدعاوى كاذبة ـ أنتم قبل غيركم تعلمون كذبها ـ استبحتم حرمات هذا الشعب , واغتصبتم أرضه وماله ..وها أنتم قد دخلتم تريدون إزالة أسلحة الدمار الشامل , فتشتم كل شيء فبل الدخول وبعد الدخول , ثم لا شيء فلم لا تخرجون ؟؟
ببساطة لأنكم لم تجيئوا لهذا , وإنما هو مكر مكرتموه علينا وعلى شعوبكم كي تحطموا هذا البلد المسلم وتحشدوا جنودكم على أرض الإسلام تأكلون خيرها وترهبون أهلها , وتؤمنون يهود .

ولئن خفي علينا الأمر من قبل حين ذهبتم إلى أفغانستان ، فليس يخفى هاهنا , فالعراق أقرب , والصورة أوضح تنطق صراحة بأنكم صليبيون ، تغلى قلوبكم حقدا على الإسلام وأهله , فأنتم حرب على الإسلام في كل مكان .

في العراق ترغون وتزبدون وتحشدون وتجمعون وتضربون ولا تبالون , وكوريا تهددكم وكأنكم لا تسمعون .

وإسرائيل هذا الكيان البغيض ، بأيديكم وأموالكم يهدم البيوت , ويقتل الرجال ويأسر النساء دون أي جرم .. ثم هو عندكم دفاع عن النفس , وحق مشروع . ومن يقاوم من اعتدى على عرضه وماله ونفسه إرهابي يستحق القتل .

وفي السودان أثرتم القلاقل ، وسلحتم إخوانكم في الدين ليقاتلوا حكام البلاد وينازعونهم في الأمر , وتسعون إلى تقسيم هذا البلد واختلاس ثرواته باسم السلام وحقوق الإنسان .

وفي أند ونسيا وقفتم ظهيرا لفئة قليلة من بني دينكم لا تتعدى 1% من هذا الشعب , قامت متمردة على حكام هذا البلد الأصليين حتى صار لهم وطن , وحين قامت فئة أخرى مسلمة تنادي بمثل ما نادى به إخوانكم , أطلقتم عليهم أذنابكم فاستباحوا كل حرام ، وفعلوا وفعلوا باسم القضاء على التمرد ونزع بذور الإرهاب .

ووقفت معكم الباكستان كما لم يقف معكم أعز صديق في حربكم على الإمارة الإسلامية , ومع ذلك فأنتم مع الهند ومن حين لحين تهددون الباكستان وما ذاك إلا لأن القوم مسلمون .

وجولتكم على حصوننا الفكرية .. عقيدتنا... لا تقل خطورة , فأنتم تشجعون كل ما رق لينال من عقيدتنا , وبقوتكم وأتباعكم تغيرون مناهجنا الدراسية , ليخرج ناشئنا وقد ارتو من مائكم الكدر الآسن .

ولكنا سنزرع في قلوبهم أن أرضنا وعرضنا وأموالنا عبثت بهم يدان :
يد فعلت وهي أيديكم قطعها الله بأيدينا , ويد منعت من أراد الجهاد وهي يد أعوانكم من بني جلدتنا .
يد اغتصبت ويد حملت من اغتصب إلى أرضنا... أمنت طريقه ... وأمنت ظهره ... ووقفت بيننا وبين من استغاث من إخواننا .

أيها العتاة الجبارون في الأرض !
سلامكم كاذب , وأمنكم كاذب , ورخائكم كاذب ، وهو لا يعني إلا سلامكم أنتم , ورخائكم أنتم .

أيها العتاة الجبارون !
بَدَى واضحا أنكم تحرككم ( عُقْدَةُ الدَّم ) , وهي عقدة مزدوجة .
دمكم حرام دونه كل شيء ، ودم غيركم حلال يراق لأي شيء .

وما فعلتموه بالهنود الحمر من اغتصاب أرضهم ، وإبادتهم عن بكرة أبيهم بقلوب لا تعرف الرحمة .. وما أمر حفلات التعذيب والسلخ والقتل الجماعي والاغتصاب وبقر بطون النساء منا ببيعيد .
وما فعلتموه باليابان ( هيروشيما و نيكازاكي ) ، و ( الفيتناميين ) . ثم ما فعلتموه في أفغانستان ، والعراق ، وما يفعل بإيدي صبيانكم في فلسطين والفلبين وإريتريا وجنوب السودان ، وما فعل بمباركتكم وتحت أعينكم في البوسنة والهرسك والشيشان . ينطق صراحة أنكم لا تحسبون لدم الغير أي حساب .

وفي المقابل تفدون دمائكم بكل شيء ، فقد خرجتم من الصومال لا تلون على شيء بعد قتل أفراد معدودة ، وانسحبتم من لبنان بعد عملية وحيده ... وإنا نبصر ذلك في كل فعالكم ... فانتم حريصون على أن تضربوا بذراع غيركم حتى لا يسفك دمكم .. وتكون النكاية في غيركم . ونعلم أنكم لن تنسحبون من العراق أو الجزيرة بقتل عشرات من رجالكم .. لان الانسحاب اليوم ليس ورائه إلا الهلاك لكم . ونعلم أنكم ستتجلدون قدر استطاعتكم
، وسيمكر بكم الملا ويكذبون عليكم في وصفنا ونقل ما يفعله مجاهدونا بجنودكم ، ولكن إلى حين ، وبعد حين تدول الدولة ويحقق الله وعده لعباده " كتب الله لأغلبن أنا ورسلي . إن الله قوي عزيز "

محمد جلال
‏المحايد العدد 100

 

محمد القصاص
  • مقالات شرعية
  • في نصرة النبي
  • مقالات في فقه الواقع
  • مقالات أدبية
  • تقارير وتحليلات
  • رسائل ومحاضرات
  • مع العقلانيين
  • صوتيات
  • مقالات تعريفية بالنصرانية
  • رد الكذاب اللئيم
  • اخترت لكم
  • بريد الكاتب
  • الصفحة الرئيسية