اطبع هذه الصفحة


أهذا كتاب مقدس[1] ؟!

عمرو سليم [2]


هناك ثلاثة محاور أساسية حين تتناول من خلالها كتاب النصارى ( المقدس ) ترفضه ولا تقبله .
 
المحور الأول : شهادة القرآن العظيم والسنة النبوية الشريفة على هذا الكتاب بالتحريف ، وهو معلوم من الدين بالضرورة . فليس عندنا من هو أصدق من الله قيلا ، ولا نشك في صدق رسول الله محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لحظة واحدة .  
 
المحور الثاني : يشكك كثير من الباحثين في كَتَبِة الأناجيل ( العهد الجديد )  مثل يوحنا ومَتَّى مثلا  ، وكذا في كتبة ( العهد القديم ) ، ويتكلمون في سيرتهم بأشياء تجعل خبرهم مردود غير مقبول  ، أضف إلى ذلك أنه (وصل إلى أيدينا ثلاث نصوص مختلفة للتوراة ، ولا نتحدث هنا عن ثلاث ترجمات، بل نعني أنه توجد نصوص ثلاثة يستقل بعضها عن بعض ) [3] ، والنصارى أنفسهم مختلفون في عدد الأسفار فمنهم من يرفض أسفار بكاملها ويقول أنها غير قانونية ( أي غير مقدسة ) ، وبعضهم  يعتبر ذات الأسفار التي يرفضها أخوه في الملة وحيُّ من الله ، وفي داخل الأسفار اختلافات كثيرة .
 
المحور الثالث  : وهو محتوى ( الكتاب المقدس ) ، هم يقولون أن الكتاب المقدس كتبه الأنبياء والقديسين بوحي من الله ، حلّ فيهم روح القدس ـ الذي هو أقنوم[4] الله الثالث بزعمهم ـ فأملاهم فهو عين كلام الله ـ بزعمهم ـ .
ونحن نقول أنه كلام بشر فيه من مشكاة النبوة إلا أنه لا يمكن أن يكون ـ يهيئته هذه ـ  كلام الله . فهناك أعداد مكررة ، وهناك كلام جنسي فاضح تخجل من ذكره البغي ، وهناك كلام أشبه ما يكون بحكاوي القهاوي .
 
وحيث أن المقام مقال  وليس بحثا علميا ، فإنني سأقتصر على تناول الفقرة الأخيرة ، وأنقل للقارئ العزيز بعض  الفقرات من  الكتاب ( المقدس ) ليعلم أن هذا الكتاب لا يمكن أن يكون كلام الله .
 
كلام فارغ في الكتاب ( المقدس ) .
ورد في سفر صموئيل الأول [ 25/18 ] . " فبادرت أبيجال وأخذت مائتي رغيف خبز وزقي خمر ، وخمسة خرفان مهيئة ، وخمس كيلات من الفريك ومائتي عنقود من الزبيب ، ومائتي قرص من التين ، ووضعتها على الحمير"
 
" كان طعام سليمان لليوم الواحد ثلاثين كرّ سميذ، وستين كرّ دقيق، وعشر ثيران مسمنة، وعشرين ثوراً من المراعي، ومائة خروف عدا الأيائل واليمامير والأوز المسمن " ( الملوك (1) 4/22 - 23).
 
جاء في سفر الملوك الثاني: الإصحاح السادس الفقرة الثامنة والعشرون وما بعدها: " سألَها: ما بِكِ؟ أجابَت: قالَت لي هذِهِ المرأةُ: هاتي ابنَكِ فنَأْكُلَهُ، وغدًا نأْكُلُ ابني. فطَبَخنا ابني وأكلْناهُ، وقُلتُ لها في اليومِ الثَّاني: هاتي إبنَكِ لِنَأكُلَهُ فأخفَتْهُ "
لا أجد ما أعلق به : يتفقان على أكل ولدهما . بالله أهذا كلام ؟
وفي سفر نشيد الأنشاد [ 8 : 8   ] : ((  لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ ليس لها ثديان ُ، فَمَاذَا نَصْنَعُ لأُخْتِنَا فِي يَوْمِ خِطْبَتِهَا ؟ ))
وجاء في سفر القضاة  [ 21 : 20 ]((  فَأَوْصَوْا بَنِي بَنْيَامِينَ قَائِلِينَ: انْطَلِقُوا إِلَى الْكُرُومِ وَاكْمِنُوا فِيهَا. وَانْتَظِرُوا حَتَّى إِذَا خَرَجَتْ بَنَاتُ شِيلُوهَ لِلرَّقْصِ فَانْدَفِعُوا أَنْتُمْ نَحْوَهُنَّ ، وَاخْطِفُوا لأَنْفُسِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَةً وَاهْرُبُوا بِهِنَّ إِلَى أَرْضِ بَنْيَامِينَ.  ))
ونسأل :أين القداســة في هذا الكلام ؟
 يقول بولس (مؤسس النصرانية الحقيقي) في رسالته الثانية إلى صديقه تيموثاوس [ 4: 19 ]: "سلم على فرسكا واكيلا وبيت انيسيفورس. اراستس بقي في كورنثوس. وأما تروفيمس فتركته في ميليتس مريضاً. بادر أن تجيء قبل الشتاء. يسلم عليك افبولس وبوديس ولينس وكلافدية والاخوة جميعا".

ويقول بولس لصديقه تيطس [تي 3: 12]: "حينما أرسل إليك ارتيماس أو تيخيكس بادر أن تأتي إلي إلى نيكوبوليس لأني عزمت أن أشتي هناك".

ونسأل: هل أصبح السلام على فرسكا وإخوانه ،ودعوى أحد للحضور في المكان الذي سيُشتي فيه بولس وحي من عند الله يتعبد بتلاوته؟؟!!
وفي أسفار الحكمة والشغر ... التي هي للحكمة  تجد هذا العبث . " لكل أمر تحت السماوات وقت، للولادة وقت، وللموت وقت، للغرس وقت، ولقلع المغروس وقت، للبكاء وقت، وللضحك وقت، وللنوح وقت، وللرقص وقت، لتفريق الحجارة وقت، ولجمع الحجارة وقت، للمعانقة وقت، وللانفصال عن المعانقة وقت، للتمزيق وقت، وللتخييط وقت، للسكوت وقت، وللتكلم وقت، للحب وقت، وللبغضة وقت، للحرب وقت، وللصلح وقت" (الجامعة 3/1-8).
 
( شمشون المقدس )
 
قصة شمشون الجبار مصدرها الكتاب ( المقدس ) .
 ومن أعاجيب شمشون في الكتاب ( المقدس )  أنه بينما هو يمشي " إذ بشبلِ أسدٍ يزمجر للقائه، فحل عليه روح الرب، فشقه كشق الجدي، وليس في يده شيء " ( القضاة 14/5 - 6 ).
وبعد هذا الكلام بصفحتين وفي نفس السِفر يحكي لنا الكتاب ( المقدس ) أن شمشون الجبار زنا بعاهرة فأين روح الرب ؟ هل كانت معه وهو يضاجعها ؟؟
وأيضاً لما ربطه قومه وسلموه للفلسطينيين موثقاً " فحل الوثاق عن يديه، ووجد لحي حمار طرياً، فمد يده، وأخذه، وضرب به ألف رجل. فقال شمشون: بلحيّ حمار كُومَةً كومَتَيْن (هكذا)، بلحيِ حمار قتلتُ ألف رجل " (القضاة 15/14-16)،
ووالله كأني بـ ( أبو لمعة ) قد ارتوى من هنا . ولا تضحك فما قصدت ذلك .فشر البلايا ما يضحك
 
ومن غرائب شمشون وعجائبه أنه أحضر ثلاث مائة من الثعالب وربط ذيول بعضها ببعض، ثم أشعل فيها النار، وأطلقها في حقول الفلسطينيين، فأحرقوها انتقاماً من زوجته الفلسطينية التي هجرته(انظر القضاة 15/4-6).
والسؤال :كيف جمع هذه الثعالب! وكيف ربطها جميعاً!  ، وكيف أشعل في زيلها النار ، وكيف صارت مستقيمة وهي مثنى بعد أن أشعلت النار في ذيلها ؟ قصة جِدُّ غريبة.
كلام جنسي فاضح
وفي كتاب النصارى كلام جنسي فاضح ، ولك أن تراجع نشيد الإنشاد [ 7: 1 ـ 9 ] . غزل بكلام يعف عنه السفلة من الناس ، ولا أستطيع نقل شيء منه هنا ، ولكن لك أن تراجعه .
وأنقل لك ما هو أخف من نشيد الإنشاد قليلا لتعلم أنه كلام بغايا وليس كلام الله .
في سفر الأمثال 7 : 16 ، زانية متزوجة تخون فراش زوجها وتخاطب صاحبها بهذه الكلمات :" بالديباج فرشت سريري بموشّى كتان من مصر. عطرت فراشي بمرّ وعود وقرفة. هلم نرتو ودّا الى الصباح. نتلذذ بالحب. لان الرجل ليس في البيت "  
وفي سفر حزقيال [ 23: 19 ] يصف العضو الذكري ، وحجم الماء الذي يخرج منه .
وفي الكتاب المقدس قصص كثيرة لعمليات الزنا بالمحارم ، الأب يزني ببنته ( لوط مع بناته ) ، والأبن يزني بأخته ( بن داود مع بنت داود ) ،  والإبن يزني مع حليلات أبيه ( بن يعقوب مع سريّة أبيه ) .. الخ هذا الهراء .
ويا أهل الكتاب أهذا كلام مقدس ؟
 
وأين هذا من الذكر الحكيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد .
 
يقول الله تعالى : (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ( 130 ) وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ( 131 ) وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ( 132 ) وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى ( 133 ) وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى ( 134 ) قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى ( 135 ) .
 هذا هو كلام الله . 



-----------------------------------------------
[1] الكتاب المقدس عبارة عن قسمين العهد القديم والعهد الجديد ، العهد القديم يتكون من عدة  أجزاء :  الأسفار الخمسة المنسوبة لموسى عليه السلام ، وهي ما يقال لها عند المسلمين التوراة مجازا ، و الأسفار التاريخية منسوبة لعدد من الأنبياء الذين عاصروا هذه المرحلة . ، و أسفار الشعر والحكمة ، والأسفار النبوية ، واسفار الأبوكريفا ـ وهي محل خلاف عندهم ـ ويطلق النصارى لا اليهود على هذا الأجزاء الأربعة اسم العهد القديم ، وتسمى أيضا الكتب والناموس ، ويطلق اسم التوراة على الأجزاء الثلاثة الأخيرة تجوزا .
و العهد الجديد هو مجموعة الأناجيل الأربعة والرسائل الملحقة بها، وينسب إلى ثمانية من المحررين ينتمون إلى الجيل الأول والثاني من النصرانية، وهم متى ومرقس ولوقا ويوحنا أصحاب الأناجيل، ثم بولس صاحب الأربع عشرة رسالة ([1])، ثم بطرس ويعقوب ويهوذا، تلاميذ المسيح الذين تنسب إليهم القليل من الرسائل.
وهؤلاء الكتبة الثمانية بعضهم تتلمذ على يد السيد المسيح (متى – يوحنا – بطرس – يعقوب - يهوذا)، بعضهم تنصر بعد المسيح ولم يلقه (بولس ومرقس تلميذ بطرس)، وبعضهم تنصر على يد من لم يلق المسيح (لوقا تلميذ بولس)  . راجع إن شئت ـ هل العهد الجديد كلمة الله ؟! ، وهل العهد القديم كلمة الله ؟! للشيخ الدكتور منقذ محمود السقار .
[2] مشرف حوار بغرفة ( الإسلام أم المسيحية ) بالقسم العربي بالبالتوك
[3] من ( هل العهد القديم كلمة الله ) للدكتور منقذ محمود السقار صـ 9 . وقد جمع الشيخ صور كثيرة من الاختلاف بين النصوص الموجودة في العهد القديم ، وذكر أحداث ذكرتها التوراة ( الأسفار الخمس ) وهي حدثت بعد موسى عليه السلام ، مما يدل أن التوراة كتبت بعد موسى ـ عليه السلام ـ ودخل فيها ما لم يكن في عهد موسى عليه السلام ثم تناول باقي الأسفار والمزامير الموجودة في العهد القديم ، وأبطل صحة نسبتها إلى من كتبوها ، فليرجع إلى كتابه من أراد أن يستزيد ،   وراجع أيضا للدكتور منقذ السقار كتاب ( هل العهد الجديد كلمة الله ) .
[4] كلمة أقنوم كلمة يونانية الأصل تعني بالعربية شخص .

 

محمد القصاص
  • مقالات شرعية
  • في نصرة النبي
  • مقالات في فقه الواقع
  • مقالات أدبية
  • تقارير وتحليلات
  • رسائل ومحاضرات
  • مع العقلانيين
  • صوتيات
  • مقالات تعريفية بالنصرانية
  • رد الكذاب اللئيم
  • اخترت لكم
  • بريد الكاتب
  • الصفحة الرئيسية