اطبع هذه الصفحة


الكلام على حديث عمران بيت المقدس

عبدالله بن فهد الخليفي

 
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال أبو داود 4296 - : حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الْعَنْبَرِيُّ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ.
ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ الَّذِي حَدَّثَ - أَوْ مَنْكِبِهِ - ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ هَا هُنَا أَوْ كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ. يَعْنِى مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ.
أقول : عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ضعفه جمع
قال المزي في تهذيب الكمال :
قال أبو بكر الأثرم عَن أحمد بْن حنبل: أحاديثه مناكير.
وَقَال مُحَمَّد بْن علي الْوَرَّاق ، عَنْ أَحْمَد بْن حَنْبَل: لم يكن بالقوي فِي الْحَدِيث.
وَقَال أَبُو بَكْر المروذي، عَنْ أَحْمَد بْن حنبل: كان عابد أهل الشام.
وذكر من فضله، قال: لما قدم بِهِ دخل على ذاك الذي يقال له المهدي، وابنته على عنقه.
وَقَال إبراهيم بْن عَبد اللَّهِ بْن الجنيد ، عَنْ يحيى بْن مَعِين: صالح.
وَقَال في موضع آخر : ضعيف
وَقَال عَباس الدُّورِيُّ ، عَن يحيى بْن مَعِين: ليس به بأس .
وكذلك قال عَلِيّ بْن المديني، وأحمد بْن عَبد الله العجلي ، وأبو زُرْعَة الرازي .
وَقَال معاوية بْن صالح ، وعثمان بْن سَعِيد الدارمي ، وعبد اللَّه بْن شعيب الصابوني، عَنْ يحيى بْن مَعِين: ضعيف.
زاد معاوية : فقلت: يكتب حديثه؟. قال: نعم على ضعفه، وكان رجلا صالحا.
وَقَال أَبُو بكر بْن أَبي خيثمة، عَن يحيى بن مَعِين : لا شيء.
وَقَال يعقوب بْن شَيْبَة السدوسي : اختلف أصحابنا فيه ، فأما يحيى بْن مَعِين ، فكان يضعفه ، وأما علي بْن المديني فكان حسن الرأي فيه ، وكان ابْن ثوبان رجل صدق، لا بأس بِهِ ، استعمله أَبُو جَعْفَر والمهدي بعده على بيت المال، وقد حمل الناس عنه
قال عثمان بن سعيد الدارمي ، عن دحيم : ثقة ، يرمى بالقدر ، كتب إليه الأوزاعي ، فلا أدرى أي شيء رد عليه .
و قال أبو حاتم : ثقة .
و قال في موضع آخر : يشوبه شيء من القدر ، و تغير عقله في آخر حياته ، و هو
مستقيم الحديث .
و قال أبو داود : كان فيه سلامة ، و كان مجاب الدعوة ، و ليس به بأس ، و كان على المظالم ببغداد .
و قال النسائي : ضعيف .
و قال في موضع آخر : ليس بالقوى .
و قال في موضع آخر : ليس بثقة .
و قال صالح بن محمد البغدادي : شامي صدوق ، إلا أن مذهبه مذهب القدر ، و أنكروا
عليه أحاديث يرويها عن أبيه ، عن مكحول . مسندة ، و حديث الشامي لا يضم إلى
غيره ، معرف خطؤه من صوابه .اهـ
أقول : وكلمة صالح جزرة تدل على ضعف رواياته عن أبيه عن مكحول خاصة وعلى ما قيل فيه قد خولف من قبل من هو أوثق منه
قال ابن أبي شيبة في المصنف 38364- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ ، قَالَ : عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ ، وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّة ، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّة خُرُوجُ الدَّجَّالِ ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِ رَجُلِ ، وَقَالَ : وَاللهِ إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ.
أقول : وهذا السند أصح عن مكحول و مكحول لم يدرك معاذاً فمعاذ مات قبل عمر بن الخطاب ، وقد رواه البخاري في التاريخ وجعل عبد الله بن محيريز بين مكحول ومعاذ
قال البخاري في تاريخه [ 613 ] عبد الله بن محيريز الجمحي القرشي الشامي أبو محيريز كناه ضمرة عن عبد العزيز مولى كثير عن بن محيريز قال الحسن عن ضمرة مات في ولاية الوليد بن عبد الملك سمع أبا محذورة وأبا سعيد الخدري سمع منه الزهري ومحمد بن يحيى بن حبان و مكحول وابنه عبد الرحمن .
قال بن منذر حدثنا الوليد حدثنا بن جابر عن مكحول وابنه عبد الرحمن قال بن منذر حدثنا الوليد حدثنا بن جابر عن مكحول عن عبد الله بن محيريز عن معاذ رضي الله تعالى عنه عمران بيت المقدس خراب يثرب وحضور الملحمة فتح القسطنطينية ثم ضرب معاذ على منكب عمر رضي الله تعالى عنهما قال أنه لحق.

وقال الحاكم 8297 - فحدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي ثنا
محمد بن شعيب بن شابور ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن مكحول عن عبد الله بن محيريز أن معاذ بن جبل كان يقول :
عمران بيت المقدس خراب يثرب و خراب يثرب حضور الملحمة و حضور الملحمة فتح القسطنطينية و فتح القسطنطينية خروج الدجال قال : ثم ضرب معاذ على منكب عمر بن الخطاب فقال : و الله إن ذلك لحق كما أنك جالس
أقول : وابن محيريز لم يدرك معاذاً فإن بين وفاته ووفاة معاذ أكثر من ثمانين عاماً ، فقد مات معاذ سنة17 ومات ابن محيريز سنة 99
قال ابن أبي عاصم في كتاب [ الآحاد و المثاني ] (1846(
وليس يصح عن معاذ ـ رضي الله عنه ـ إلا ما روى عنه أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أو قدماء تابعي الشام ، وأجلتهم .اهـ
وابن محيريز ليس من القدماء بل هو من أواسطهم ، وعليه فإن الخبر منقطع ولا يثبت

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
 


 

عبدالله الخليفي
  • مقالات
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية