اطبع هذه الصفحة


الربيع بن حبيب بين رأيين

عبدالله بن فهد الخليفي

 
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه

أما بعد :

قال الأستاذ عبدالله الجديع في كتابه تحرير علوم الحديث ( مسند الربيع بن حبيب الأزدي " ويقدمونه على " الصحيحين " .
وهذا " المسند " منسوب إلى الربيع ، وهو بصري معروف من أهل المئة الثانية ، مقارب في الطبقة للإمام مالك بن أنس ، لكنه لم يشتهر عند أهل العلم بالرجال كما اشتهر أعيان طبقته من البصريين أو غيرهم ، والأشبه من خلال دراسة ترجمته أنه رجل صدوق له حديث قليل ، أما هذا " المسند " الذي سموه بـ " المسند الصحيح " فإنا نقبله لو نقل إلينا من أصل صحيح النسبة إلى الربيع ، لكن هذه بغية قصدها بعض معاصري الأباضية منتصراً لثبوت هذا الكتاب ، ولم أر عنده غير الدعوى ، فليس للكتاب نسخة صحيحة ، ولا له إسناد معروف ))

قلت : هذا الكلام فيه نظر شديد

فالذين اسمهم الربيع بن حبيب البصري في كتب التراجم اثنان

الأول :الربيع بن حبيب الحنفي وهو مترجم في تهذيب الكمال وفروعه للتمييز وهو غير الربيع بن حبيب صاحب المسند لأن الإباضي أزدي وهذا حنفي

الثاني :الربيع بن حبيب البصري سمع الحسن وابن سيرين وروى عنه موسى البصري ( انظر التاريخ الكبير للبخاري (3/277)

وقد جعلهما ابن أبي حاتم رجلاً واحداً كما في الجرح والتعديل ( 3/457)

وتابعه على هذا المزي في تهذيب الكمال

وأما ابن حبان ففرق بينهما كما في الثقات (3/349)

وعلى مذهب التفريق يكون الربيع بن حبيب الثاني مجهولاً إذ لا جرح فيه ولا تعديل

وهو غير الربيع بن حبيب الإباضي قطعاً

لأن الإباضي أكبر شيوخه جابر بن زيد وهذا لا يذكر جابر بن زيد في شيوخه

والإباضي لا يروي عن الحسن وابن سيرين مباشرةً كما يتضح للناظر في مسنده

بخلاف هذا المذكور هنا فهما شيخاه المباشران

زد على ذلك أن التسوية بين الإباضي والربيع بن حبيب الثاني ليست أولى من التسوية بين الربيع بن حبيب الحنفي والربيع بن حبيب الثاني كما فعل ابن أبي حاتم

فجميعهم من البصرة وفي نفس الطبقة تقريباً

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
 


 

عبدالله الخليفي
  • مقالات
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية