اطبع هذه الصفحة


تأملات قرآنية ( حتى تتَّبع ملَّتهم )

عامر بن عيسى اللهو

 
 حقيقة قررها القرآن لكل من أراد رضى أهل الكتاب من اليهود والنصارى قال تعالى ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتّبع ملّتهم ) سورة البقرة . هذا منتهى ما يريدون وهذه رغبتهم الحقيقية أن نكون مثلهم في الكفر ( ودّوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء ) سورة النساء . وإنما كان الدافع لهذا هو الحسد ليس إلاّ كما قال تعالى ( ودّ كثير من أهل الكتاب لو يردّونكم من بعد إيمانكم كفّاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبيّن لهم الحق ) سورة البقرة . فهذا هو بيان الله تعالى لنا عن هذه الفئة من البشر فهل بعد ذلك نبحث عن سلام أو وئام أو انسجام معهم ؟!!

إن الذي يسعى للسلام مع اليهود كالذي يريد أن يجلب الماء بالمنخل أو كالذي يسعى برجليه لإدراك طائر فأنى يكون هذا ؟! ذلك لأن اليهود لا يريدون السلام الذي نحن نريده بل يريدون منا ( الاستسلام ) نعم الاستسلام لكل ما يريدونه كما جاء في التلمود الذي يفسرون به التوراة ما نصه ( واجب على كل يهودي أن يعيش في أرض إسرائيل ، وهذا الواجب يعلو على أي التزام آخر ) .

إن كل من يريد أن يفهم وضع اليهود ومخططاتهم بمعزل عن الفهم القرآني فلا شك أنه سيحتار ولا يجد إجابات لكثير من التساؤلات بل سيصل به الأمر إلى أن يثق بإخوان القردة والخنازير .

إن القرآن قد بيّن لنا أن هؤلاء لا ينفع معهم إلا منطق القوة … نعم منطق القوة لأنهم لو ترِكوا فسيعيثون في الأرض فساداً وما المذابح التي اقترفها اليهود في أرض فلسطين ابتداء بمجزرة دير ياسين ومروراً بمذبحة غزة وخان يونس وصبرا وشاتيلا وتل الزعتر وانتهاء بمذبحة الحرم الإبراهيمي وما يمارسونه الآن في القدس الشريف من أبشع أنواع القتل والإبادة ضد المسلمين العزّل عنّا ببعيد .
ولقد صدق الملك فيصل رحمه الله حين قال : إن اليهود كالورم لا يصلح معه إلاّ الاستئصال .

والحـق أخفى ما يكون مجرّداً *** وتراه أوضح ما يكـون مدرّعا
بعض الأنام إذا رأى نور الهدى *** عرف الطريق ولم يضـل المهيعا
ومن البريّة معشر لا ينثـني *** عن غيِّه حـتى يخـاف ويفزعا

يقول أحد الكتّاب : إن اليهود يعرفون قبل غيرهم قوة العقائد وخاصة العقيدة الإسلامية يعرفون تأثيرها وصلابتها واستعصائها على الهزائم أو الاستعباد ، ولهم معها تاريخ طويل ولهذا يحاول اليهود بشتى الطرق إخماد هذه العقيدة حتى يطمئنوا على مستقبلهم الآثم وخططهم الماكرة . أ.هـ فينبغي على المسلمين جميعاً إذا أرادوا أن يعرفوا حقيقة هؤلاء الشرذمة أن يرجعوا إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويتأمّلوا ما ورد فيهما حول طبيعة اليهود والنصارى وبغضهم للإسلام وحرصهم على إطفاء نوره والصدّ عن سبيله فإنهم بذلك سيتعاملون مع الواقع بالشكل الصحيح والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، ولينصرنّ الله من ينصره إن الله لقوي عزيز .
 

سلطان العمري
  • مقالات دعوية
  • كتب ورسائل
  • خطب
  • تأملات قرآنية
  • الصفحة الرئيسية