تأملات قرآنية ( فبما نقضهم ميثاقهم لعنَّاهم )

عامر بن عيسى اللهو

 
إن التأملات القرآنية عن اليهود كثيرة وكثيرة جداً ذلك لأن القرآن قد أفاض في بيان حقيقة الطبع اليهودي وأعطانا فكرة واسعة عنهم حتى نحذرهم ونكون على أتم الاستعداد لملاقاة كيدهم وخداعهم ومن ذلك نقضهم للعهود والمواثيق ، فقد أخذ الله عليهم العهود والمواثيق في أشياء كثيرة فمن ذلك التوحيد لله وعدم الإشراك به والإحسان إلى الوالدين وذي القربى واليتامى والمساكين وأن يقولوا للناس قولاً حسناً وأن يتركوا سفك الدماء وإخراج الناس من ديارهم والتظاهر عليهم بالإثم والعدوان وبالجملة فقد أخذ عليهم العهد في طاعة كل الأوامر المنزلة عليهم في التوراة ( خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا ) سورة البقرة . فلم يراعوا تلك العهود والمواثيق مع رب العالمين !!

ولأجل ذا لعنهم الله لعنة أبدية سرمدية إلى يوم الدين بسبب هذا النقض والعناد ( ومن يلعن الله فلن تجد له نصيراً ) وجعل قلوبهم قاسية كقسوة الحجارة بل هي أشد قال تعالى ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة ) سورة البقرة . فما ظنكم بقلب أقسى من الحجارة هل يكترث لقتل أطفال صغار أو نساء أو رجال عزّل أو يتردد في هدم المساكن والبيوت وتدنيس الحرمات والمقدسات ؟؟

ولا يظننّ ظان أن اليهود الذين نزل فيهم القرآن غير اليهود المعاصرين لنا فهذا سخف ، فاليهود هم اليهود قديماً وحديثاً والقرآن قد تحدث عن اليهود في زمن موسى عليه السلام بصورة الخاطب لليهود الذين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور ) سورة البقرة . ورفع الطور كان في عهد موسى بلا شك ونزول القرآن في عهد محمد عليه الصلاة والسلام .

فالحاصل أن اليهود هم اليهود بل هم في هذا الزمن أخطر وأشد نظراً لادعائهم أن حقهم مسلوب وأنهم قد غصبت أرضهم أضف إلى ما عندهم من التقدم العسكري والسلاح والنووي الذي يهددون به العالم والذي سمح لهم فيه في حين يمنع العالم الإسلامي منه !! مع تسليمنا أن القوة الإيمانية أكبر بكثير من القوة العسكرية المجردة .

وبنظرة أخرى فإن طباعهم اليوم هي الطباع التي تحدث عنها القرآن قبل أكثر من أربعة عشر قرناً فمن منا يجهل أن اليهود وراء نشوب الحربين العالميتين الأولى والثانية ؟ ومن منا لا يدرك أن الفساد الأخلاقي المنتشر في العالم وراءه اليهود وإلا من القائمين على ما يسمى بـ ( هوليود ) ؟؟

إنني أدعو كل شاكٍ في حقيقة انطباق الأوصاف القرآنية على اليهود في الوقت الحاضر إلى قراءة ما سطره اليهود بأيديهم في كتاب ( بروتوكولات حكماء صهيون ) فسيرى ما يذهل اللبيب عن خبث هؤلاء القوم واستحقارهم لغيرهم من البشر وادعائهم بأن كل ما على الأرض ملك لهم .

وبعد ذلك يبقى القول بأن أي مفاوضات ومواثيق سوف لن تجدي أبداً مع عبّاد العجل فلا ينبغي أن نثق بهم وقد خوَّنهم الله ولا يجوز أن نصدقهم وقد كذبهم الله قال تعالى ( الذين عاهدتَ منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرةٍ وهم لا يتقون ) سورة الأنفال . إذا فلا يبقى إلا ما يخشونه ويخافون منه وهو الجهاد في سبيل الله وما الواقع والمشاهد في أرض الإسراء إلا أكبر شاهد على ذلك فلما أمسك الأطفال الحجارة ورموهم بها ارتعدوا وأصبحوا كالثور الهائج يقصفون بالرشاشات والمدافع والطائرات وصدق الله (( لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون )) سورة الحشر .