اطبع هذه الصفحة


تأملات قرآنية ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم )

عامر بن عيسى اللهو

 
قاعدة عظيمة في بيان قضية المصالح والمفاسد فتقدير الله تعالى للإنسان كله خير ومن عقيدتنا أن الله جل وعلا لا يخلق شراً محضاً لا خير فيه بل هو وإن كان شراً في صورته إلا أنه يتضمن كثيراً من الخير لذلك كان من دعائه عليه الصلاة والسلام ( والشر ليس إليك ) فكم من محنة كانت في حقيقتها منحة وكم من بلاء تجلى بعد ذلك عن نعماء لذلك ختم الله الآية بقوله ( والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) سورة البقرة .

ربَّ أمـرٍ تـتـقيـه *** جـرَّ أمـراً تـرتضـيه
خـفي المحـبوب منـه *** وبـدا المكـروه فيــه

ومن هنا لو أردنا أن نطبق هذه القاعدة على الوضع الراهن للأمة الإسلامية وما تعانيه من تسلط إخوان القردة والخنازير على إخواننا في الأرض المباركة أرض فلسطين الحبيبة فإننا سنلمح منحاً من هذه المحنة ونِعماً من هذه النقمة رغم الجراح والأشلاء والقتلى والدماء ولعلي اذكر ما يستحضره الذهن وتسمح به الزاوية فمن ذلك :

1 ) معرفة المسلمين جميعاً لحقيقة اليهود وخبث طويتهم ضد المسلمين وأنهم لا يريدون السلام بمعناه الحقيقي وإنما يريدون منا الاستسلام للذي يريدونه هم .

2 ) اتِّضاح الراعي الحقيقي لقضية الإرهاب التي تلصق زوراً وبهتاناً بالمسلمين فالآن لم يعد خافياً على أحد من هم الإرهابيون بعد المجازر الوحشية التي ترتكب ضد الأطفال والنساء والعزل من الفلسطينيين واللبنانيين مع ذلك تستعمل الأسلحة المحرمة دولياً تحت سمع العالم وبصره .

3 ) تحرك مشاعر الأخوّة الإسلامية في شتى بقاع العالم الإسلامي وتوحد همهم في قضيتهم الكبرى قضية بيت المقدس واشتعال روح الانتقام من اليهود ورفع أكف الضراعة مع الدموع الحارة إلى الله تعالى بالنصر والتمكين للمسلمين ، وما رئي المسلمون توحد همهم بجلاء مثل ما رئي في الأحداث الأخيرة فلله الحمد على ذلك وهو القائل ( وألّف بين قلوبهم لو أنفقتَ ما في الأرض جميعاً ما ألّفت بين قلوبهم ولكن الله ألّف بينهم ) سورة الأنفال ، وإني على يقين لو أن اليهودي ( شارون ) كان يعلم بحصول هذا الغضب الإسلامي ما وطئ برجله القذرة أرض المسجد الأقصى .

4 ) ظهور النماذج العظيمة في التضحية بالغالي والنفيس في سبيل رفع راية الإسلام وحماية المقدسات الإسلامية وقد ضرب لنا أبطال الانتفاضة أروع الأمثلة في ذلك فقد بذلوا نفوسهم رخيصة لأجل قضية الأقصى الشريف ولسان حالهم يقول :

سأحمل روحي على راحتي *** وأُلقي بها في مهاوي الردى
فإمّـا حياة تسر الصديق *** وإمّا ممـات يغيـض العدا

5 ) بروز دور الإعلام في ربط الناس بقضاياهم المصيرية فإن للإعلام دوراً لا ينكر في ذلك ومن هنا فإننا نخاطب الإعلاميين المسلمين ونقول لهم أنتم على ثغرة عظيمة من ثغور الإسلام وعليكم مسؤولية عظيمة في متابعة قضايا المسلمين في شتى بقاع العالم وما الحملة الإعلامية التي دعت إليها حكومة هذا البلد الكريم إلا أصدق دليل على الدور الذي يلعبه الإعلام في ربط المسلمين ووحدتهم ووقوف بعضهم بجانب بعض .
فنسأل الله تعالى أن ينصر دينه ويُعلي كلمته وأن يريد كيد المعتدين من اليهود وأعوانهم في نحورهم وأن يجعل تدبيرهم تدميراً عليهم وأن يُريهم من المسلمين ما كانوا يحذرون .

 

عامر بن عيسى اللهو
  • مقالات دعوية
  • كتب ورسائل
  • خطب
  • تأملات قرآنية
  • الصفحة الرئيسية