صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







قصة الأخ أبي فراس

محمد بن سليمان المهنا
@almohannam

 
بسم الله الرحمن الرحيم


قصة أخينا أبي فراس قصةٌ عجيبة، سأروي لكم شيئاً منها ..

أبو فراس رجلٌ من نصارى العرب، عمره ٧٥ عاماً، يسكن في إحدى الدول العربية مع زوجته وأولاده.

أُصيب أبو فراس من ٧ سنين بفشل كلوي اضطر معه إلى أن يلزم مقاعد غسيل الكلى في المستشفى عدة مرات في الأسبوع.

في المستشفى تعرَّف أبو فراس على بعض الأخصَّائيين في المستشفى وصارت بينه وبينهم ألفة قوية، فقد جمعهم حسن التعامل وطيب الأخلاق.

كان أولئك الأخصائيون من الشباب المسلمين الملتزمين المحافظين على دينهم، فكان أبو فراس يناقشهم ويتحدث معهم عن الإسلام والنصرانية، فكان الإخوة يجيبون أسئلته ويبيّنون له الحق حسب طاقتهم ومعرفتهم.

بعد مدَّة من الزمن قال أبو فراس للإخوة: أنا أحب مكة وأتمنى أن أزورها! لكنَّ الإخوة أخبروه أن ذلك غير ممكن، فمكة لا يدخلها إلا المسلمون.

عند ذلك أخبر أبو فراس الإخوة باقتناعه بالإسلام ورغبته في الدخول فيه، فلقَّنوه الشهادتين: أشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله.

أسلم أبو فراس وحَسُنَ إسلامه، واعتمر رغم مرضه عمرتين، وحجة حجة واحدة، وأقبل على الذِكر والقرآن والعبادة إقبالاً عظيماً، وانشرح صدره انشراحاً عجيباً، واضطر إلى الخروج من بيته لأن أولاده رفضوا فكرة انتقاله إلى الإسلام، فاستأجر شقة زهيدة، لكنه عاش فيها مع القرآن عيشة هنيئة، وصار من أركان مسجد الحي، لا تفوته صلاة ولا حلقة قرآن ولا مجلس ذكر، مع شدة مرضه وتردده على المستشفى من أجل غسيل الكلى.

عاش أبو فراس بعيداً عن أسرته، لكنَّ الله عوَّضه بإخوة له في الله يزرونه ويخدمونه ويؤنِّسونه، ويتناوبون على أخذه لمواعيد المستشفى.

ثم اشتدت حالته الصحية سوءاً، وأُدخل العناية المركّزة بالمستشفى وهو في شِبه غيبوبة، لا يعرف أحداً، ولا يتكلم إلا بالشهادتين: أشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، ومكث على هذه الحال قرابة شهرين.

وقبل أسبوع من الآن جاءه بعض قرابته ومعهم مجموعة من رجال الدين النصراني من بلدة أوروبية! ومجموعة من النصارى العرب، وطلبوا من إدارة المستشفى نقله إلى مستشفى آخر، فأخبرتهم إدارة المستشفى بأن حالته الصحية لا تسمح بنقله، فأصرَّوا ونقلوه إلى مستشفى للراهبات وهو في غيبوبة، فمات بعدها بأيام وهو يردد شهادة التوحيد ولله الحمد والمِنَّة، وذلك قبل فجر يوم الاثنين التاسع من شهر الله المحرم ١٤٣٨هـ الموافق للعاشر من شهر أكتوبر عام ٢٠١٦م.

﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ﴾

اللهم اغفر لأخينا أبي فراس، وارفع درجته، واجمعنا به في جنات النعيم. آمين
 


خدمة "محمد المهنا" الدعوية
00966539330330

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
محمد المهنا
  • مقالات
  • كتب
  • تغريدات
  • خطب
  • الصفحة الرئيسية