اطبع هذه الصفحة


دمويات غزة . حينما تحجر الدمع في عيني أم وأبناءها تحت الأنقاض( تفطر القلب ) !!

المؤمن كالغيث


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد :

غزة .. دماء تسيل ودموع .. تتفجر ونار تتأجج ..

الشهداء في ازدياد .. والجرحى عجز أهل العد عن إحصائهم ..

الدموع .. تحجرت في عيوني كما تحجرت في عيونكم ..

وقفت عيني أثناء المتابعة المستمرة لهذا الجحيم ..

على رجل .. في مستشفى الشفاء في غزة العزة ..

سئل عن سبب مجيئه وهل له جريح في المستشفى أو قتيل ينتظر تأكد خبر موته ..

وإذا بالرجل يصيح أمام العالم .. ليفجعهم بهذا الخبر ..

يقول : يا ناس الذي يستطيع يساعدني .. لا يتأخر ..

عندي الآن خمسة من أفراد أسرتي ( كلهم قتلى ) !!!

السؤال هل هم في المستشفى ؟؟ أم أين ..؟؟

فرد بالفاجعة الكبرى !!

قال وعلى الهواء مباشرة هم : الآن قتلى في الشارع ولم يستطع أحد أن يصل لهم !!

أرجوكم الذي يراني ويستطيع مساعدتي يساعدني أهلي في الشارع ..

فاضت أرواحهم على قارعة الطريق على الشاطئ أصابتهم قذيفة ..

فأهلكتهم عن بكرة أبيهم ..

الإسعافات .. لا تكفي ..

بل ومستهدفة وقد أصيب بعض المسعفين واستشهد منهم آخرين وقت كتابتي المقال الأليم هذا ؟؟!

نداء : ولكن .. من يجيب وهم حتى الآن لم يسعفهم أحد .. آآآه يا غزة !!

-----------------------------

لم أصل لبغيتي ولم أشرع في قضيتي التي أجرت الدمع إجبارا ..


رغم قسوت القلوب .. لكن ..

الذي رأيته قبل قليل .. شيء آخر وقضية أخرى .. سأختصرها لكم ..

ويعلم الله أن دمعي الآن يسابق حروفي ..

أم وخمسة أطفال ..

استوحيت من نهاية الحال ..

صورة مجلسهم ..

أطفال لا أشك أنهم في دائرة الرابعة عشر كأعلى حد ..

كأني بهم من شدة الهلع ..

قد اجتمعوا مع أمهم .. في زاوية المنزل .. والمكان الذي ظنوه آمنا .. نوعا ما ..

وهم يسمعون القذائف تقترب منهم .. كوحش كاسر يترقبون انقضاضه عليهم في أي لحظة

بكاء يرتفع .. دعاء يعلو .. صراخ وهلع ..

رائحة الموت بدؤوا يستنشقونها ..

ويرون صورتها ..

ولك أن تتخيل حالك إذا علمت أنك ميت لا محالة كيف حالك ؟؟

نزع الروح وألم الموت وتعاسة الشقي ورعب الموقف ..

بل كيف سأموت ؟؟ هل سأتمزق ؟؟

أم سأفقد شيئا من بدني فأنزف حتى الموت ..؟؟

أم سأختنق ... أم سيقــ .....

-هكذا تصورت الموقف -
وإذا بقذيفة في الحقيقة .. تقصفهم .. فتهدم المبنى كاملاً ..

لينقطع صوت الأم المسكينة .. !

وبناتها الخمسة .. !!

سكوت .. ألم .. وموت أشد من كل موت ..

كسرت عظامهم الضعيفة جدر الدار ..

وأنضبت دموعهم تربان الهدم ..

خالطت شعور البنات الصغار التراب ..

اجتمع خلق كثير .. لينظروا في هذه الدار .. أين ضيوفها وأين عمارها أين هم الآن ..؟؟

وبدؤوا يحفرون في زاوية المنزل بين الأنقاض علهم يجدون شيئا ..

وبدؤوا في التنقيب بآلات حديثة ..؟!

بأيديهم .. لا آلات .. ولا مساعدات .. قمة الضعف .. والألم ..

بأيديهم .. الضعيفة ..

يبحثون عن أهلنا تحت الأنقاض ..

وأثناء إزالتهم لشيء من الجدر ليظهر لهم ساعد صغير .. لا يقوى على حمل جرة صغيرة

فكيف بجدر الدار ؟!

ليسحبوها ( ميتة ) .. !! حملوها ..

وبعد قليل .. الطفلة الثانية .. ( ميتة ) ..

والثالثة وكانت المفاجأة ..

(( لم تنس في خضم الأزمة أن لها ربا مشتاقا لعباده .. ))

فرفعت سبابتها .. لم يخلف أصابعها .. الهدم ..

وإنما رفعتها .. لله جل جلاله .. شهادة لله ..

أنها ماتت ناطقة باسمه ..

وبقي إصبعها هذا شاهدا .. على جرائم العالم تجاهها ..

وتحكي صمت المسلمين ..

مشهد مؤلم ..

أحببت وصفه لك ..

حتى تعلم أننا لم نقف إلا على ما نقلته فقط كاميرا أو اثنتين ..

والباقي .. أمر لا يعلمه إلا الله ..

والله وحده المستعان ..

اللهم يا مهلك فرعون وقومه وقارون وجنده ..
يا ناصر المظلوم .. وكاشف الكرب عن الكروب ..
عجل بفرج غزة ..
اللهم انصر المجاهدين نصرا مؤزرا ... واجعل رصاصة المجاهد بقذيفة اليهود أثر وضررا اللهم .. أرنا في يهود يوما لا ينساه أحفادهم حتى الساعة ..
يثبت فيه ذلهم .. ويشقى فيه حيهم وناصهم ومعينهم..
وأقر عيننا بابتسامة ضعاف غزة .. يا أرحم الراحمين ..

يارب دعوناك وليس عندنا صالح عمل ولكن مذنب توسل باعترافه بذنبه إلا كشفت عن إخواننا في غزة .. يا أرحم الراحمين ..


كتب بدم القلب ودمع العين
المؤمن كالغيث
www.saaid.net/Doat/almomen
ade2006@hotmail.com

 

المؤمن كالغيث
  • قصص مؤثرة
  • تربويات
  • رسائل دعوية
  • إصدارات إلكترونية
  • Insured like rain
  • الدورات والبحوث العلمية
  • رمضانيات
  • الصفحة الرئيسية