اطبع هذه الصفحة


المؤمن كالغيث والشيخان : الشمسان ومساعد الطيار ومشكلة على صحن الإفطار ( تربويات ) !!!

المؤمن كالغيث

 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :

أسأل الله لي ولكم العون والسداد وأن ينفع بي وبكم البلاد والعباد ..


ذهبت في فجر يومي ذاك للصلاة في المسجد النبوي وقررت العودة سريعا لأحد جوامع المدينة النبوية

حيث كان تقام دورة علمية ..

والموجود في الجدول (( مسائل في أحكام العبادات )) لأحد المشائخ الفضلاء ..

فلما دخلت وأفسح لي زملائي من طلبة العلم بالقرب من الشيخ محبة منهم وكان الحضور جيدا ..

جلست وتجاذبنا سويا بعض اللطائف والكل مستعد للدورة الفقهية كما هو المعلن ..

وإذا برجل فاضل يربو على الخمسة والأربعين يقينا قد خالط بياض لحيته الكثة سواد الشباب الذي يتمتع به ..

فجلس ووعظنا عن الموت .. ابتداءا موعظة أثارت استغراب الطلبة حيث أن المعهود أن يتحدث عن الفقه والتفقه

فبدأت علامات التعجب .. وإذا نفاجأ أن الجدول قد حصل عليه تعديلا ..

وإذا بي مع موعد مع فني الذي أحبه وأتخصص فيه ..

دورة تقريب الفرائض ..

والمتحدث الشيخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن بن سليمان الشمسان ... رعاه الله ..

لم أصدق هذه النعمة حيث أني متشوف جدا لحضورها ولكن موعدها المتأخر قد يحول دون حضورها لدنو

سفري للإجازة الصيفية حيث انتهى العام الدراسي وأنهينا معها الدراسة الجامعية مستعدين لمرحلة الماجستير

نسأل الله العون والمدد في الفصل المقبل ..

الحق يقال ..

أنني ذهلت مع طلبة العلم الين بجواري من سلاسة أسلوبه و لطافة عباراته وأنه يجعل شبح هذا العلم ..

من أيسر اليسير وهذا هو المطلوب ..

دعابة عارضة .. وسؤالا مليحا وابتسامة دائمة ومشاركة تفاعلية مع لوحة يشرح من خلالها ..

زينها :

جمال خطه فكان جميل الخط جدا .. وينوع الخطوط ما بين الفينة والفينة ..

استمتعنا بأسلوبه .. كثيرا وخلال ثلاثة أيام أنجز ما أباشر تدريسه في المسجد النبوي في شهر ..

في سلاسة وروعة بل وباشر جميع الطلاب التقسيم مباشرة من أول يوم !!!


وأظهر فعلا الجانب المشرق الأصلي لهذا العلم ..

وكنت (( لمحبتي )) لهذا العلم جدا أكثر الموجودين مشاركة ..

وعند العودة مباشرة ألخص الدرس على الحاسوب لينتفع زملائي ممن لم يحضروا أو فاتتهم بعض النقاط .

وأزود الشيخ بنسخة يومية لكل مجلس ..

فكأنني وقعت من الشيخ موقعا طيبا .. وكلنا في الدورة أحببناه جدا لما كان يتمتع به من لطافة عالية .. !!

وكان إذا سجل هاتف أحد الطلاب في جواله يسبقه بكلمة شيخ رغم أننا من أبنائه وفي سنهم ولكنها أخلاق العالم..

وهو هدفي من هذا المقال أن أعرض لكم صفات العالم الرباني الذي يحرص على التربية .. والعلم ..

وقد سأل ذات مرة .. عن مسألة وكنت من أول من حلها .. وجلست أنتظر حتى ينتهون ولم أحب أن أسبقهم ..

وهم من طلاب الجامعة الإسلامية وطلاب الجامعة إذا طلبوا العلم فلا تعجب من حرص لا يخطر لك على بال ..

والله إني لأستحي أن أتكلم بحضرتهم في مسألة ...

وإذا بالشيخ ينظر إلي ويقول :

هاه يا مؤمن خلصت ؟؟

فقلت : نعم يا شيخ ..

قال : هات خليني أشوف ..

وذهبت ولسرعتي لم أراع التنظيم بقدر صحة الجواب ..

فقال لي : نظم نظم دفترك وين هذا وليه نسيت هذا ؟؟

ورجعت وزينت الإجابة كما تنبغي وزيادة ..

وعدت إليه فابتسم وقال :

قل : آمين ؛ عسى والديك في الجنة ... قلت وإياكم شيخي ..

وهكذا تمضي الدورة حتى شارفت على نهايتها .. وكل يوم يزاد العدد ويتعلق الناس بهذا الأب الحنون ..

وكنت إذا كتبت الملخص أحيانا الشيخ ربما أغفل نقطة ورأيت أنها مهمة فأدرجها في الشرح ..

فلما أعرضها عليه .. يُسَر سرورا عظيما .. والحق يقال أنه أثار في همة وقادة جديدة ..

وقد أنشأت جدولا أعددته فأعجب به إعجابا شديدا .. وشرفني وقال :

أنا لي كتابا وذكرت هذا الطريقة ولم أنظمها تنظيمك .. ولكن جزاك الله خير سأجعلها في الطبعة الثانية بإذن الله .

فسبحان من أعطاه هذا التواضع .. وقد تأثرت بذاك كثيرا ..

أعطيته أوراق لدرس مضى فقال لي : أريدك ولم أعدت منه ذلك .. وأنا خجول جدا أسلمه الأوراق وأهرب حياء

فجلست معه : وسألني عن الفرائض وعلمي بها فأخبرته أني أباشر تدريسها في المسجد النبوي ..

فقال لي : يا ( المؤمن كالغيث ) لا توقف الدروس حتى لو سافرت .. من المدينة افتح درس أينما تكون ..

لا تفكر أن توقف دروس الفرائض ...

قلت له : أسأل الله أن يلهمني شكرها ..

ثم بدأ ينصحني حول الطلب وغيره .. واستفدت كثيرا من ذاك ..

ثم اعترضت سيرته كتابه فقلت له يا شيخ الكتاب لا يوجد في الأسواق .. وأتمنى الحصول عليه ..

ولم تكن معه إلا نسخة واحده وهي التي يأتي بها .. للدرس ..

فلم يتردد وقال : خذ هذه وإذا أذنت لي أكتب لك عليها إهداء ..

فكتب على كتابه النفيس (( تقريب الفرائض )) إهداء إلى أخي في الله المؤمن كالغيث أخوك عبد الرحمن بن سليمان الشمسان


فازددت حرجا منه بذاك ..

ثم لم يبرح أن زاد الكرم كرما ..

وقال إنت الآن مشغول ؟؟

قلت له / والله يا شيخي ما عندي الآن إلا الذهاب لإعداد ملخص درس اليوم .. فقط ..

قال : أريدك أن تأتي معي لنتناول الإفطار عند رجل قريب هنا .!!

قلت : والله يا شيخ أنا استحي من ظلي وهذه المجالس بالذات أخجل من الذهاب إليها ..

فقال لي : أبدا إذا تعزني قم معي .. هيا .. !!

فما زال .. وأنا أحاول حتى لم يبرح أن أخذ بيدي وقمنا سويا .. حتى وصلنا لباب الجامع وكنت يمينه فقدمته فقال لي :

جميعا جميعا نخرج سويا .. فخرجنا سويا .. من الباب..

وفعلا : ذهبت معه لأحد معارف الشيخ .. ودخلت معه وأجلسني في صدر المجلس حتى أصبحت ضيفا والشيخ هو المضيف وهذا من أعجب التواضع والتربية ..
فجلسنا ... فقال للذين في المجلس وهم كبار في سنهم ..

وبهذه العبارة أعرفكم على الشيخ :

(المؤمن كالغيث) زميلي في دورة الفرائض .. !!

يحضر ماجستير في الفقه في الجامعة ..

ولساني حينها مقطوع حيث وضعني في مكان لا أستحقه أبدا حيث أعرف مكاني من العلم أني لم أضع قدمي فيه

ولكنه التواضع .. من رجل في مقام الوالد حفظ الله الجميع ..

ثم لا يزال يقرب لي التمر والقهوة وأنا أحاول أن أرده عن هذا حيث وقعت في حرج شديد ..

فالشيخ يقدم القهوة للطالب !! هذه معضلة ..

ولكنه التواضع والتربية ..

ولعلكم تنظرون إلى وجهي وقد نال خدي حمرة لا تخفى ورأسي مطرق ولا يكاد يسمع لي همساً ...

يحاولون أن يحصلوا على كلمة بشتى الطرق ولكن الحياء ازداد من تواضع هذا العالم الجليل ..

لأفاجأ بضيف يدخل المجلس فلما رأيته من بعيد ..

وإذا به الشيخ المعروف وله برامج في التفسير في قناة المجد ..

الشيخ الفاضل الدكتور مساعد الطيار .. حفظه الله ومعه أحد خواصه من الطلاب ..

فازداد المجلس ملاحة .. رغم أني قد حضرت جالس كثيرة ولكن بلطافة ذاك المجلس يندر إعادته ..

فلما أقبل بدأت قصة جديدة من التربية حيث قام شيخنا الشيخ عبد الرحمن الشمسان وهو في ظاهره

يكبر الشيخ الطيار فقام وأفسح له في المجلس ..

وهكذا تواضع العلماء فلم يرض الشيخ الطيار وجلس شيخنا في مكانه وتأخرت قليلا عن مكاني ليجلس فيه الشيخ

الطيار وكان في صدر المجلس فأصبح عن يساري الشيخ الطيار وبجواره شيخنا حفظهما الله .. وإياكم

وكانا يتبادلان اللطائف والطرائف بكل أدب واحترام وهذا عجيب ولا عجب فهذا أثر العلم ..

ودارت بعض المسائل العلمية ..

ومن ثم .. جاء الفطور .. وكان خفيفا كخفة ذاك المجلس على الروح والنفس بعد المعاناة الدراسية ..

( فول – قلابة – زبادي –جبنة )

منتخب الإفطار المتواضع والذي جمعنا على سفرة وكنا تقريبا ستة وكنت سادسهم ..

وكان على يساري الشيخ الطيار وكان غاية في اللطافة والدعابة .. وهذا ما عرف عنه .. وعن شيخنا حفظهما الله

وكنت أنا والشيخ الطيار قد اشتركنا في صحن ( فول )

وصب صاحب الدار زيت الزيتون على الصحن حتى كاد أن يستقل بنفسه عن الفول بطبقة جديدة !!

وبدأنا الفطور اللطيف وأنا صامت ( طبعا ) ولما بدأت بالأجل وأكلت من صحن الفول وإذا بالزيت قد جمع عندي

وقل عند الشيخ الطيار ... فاشتكى الشيخ الطيار وقال لصاحب الدار :

صب لنا زيت زيتون الرجال ( المؤمن كالغيث ) أخذ علينا الزيت ما بقي لي شيء !!

فأطرقت خجلا جدا و غمزني بيده مع ضحكة لطيفة .. فسبحان من حلا العلماء بصنوف العلم والآداب ..

والمؤمن الحق من يجعل له في كل ضحكة درسا في حياته وكل دمعة كذلك .. لا تمر عليه المواقف مرور الكرام

فما دام يفكر في كل ما يمر عليه ويجعله درسا يستفيد منه لا شك أنه في خير وإلى خير ..

حينما رفع شيخي الفرضي يده عن الطعام منتهيا .. رفعتها معه مباشرة ..

واستأذن الشيخ واستأذنت معه ..

وكان المنسق معه .. في الدورة العلمية ..

يناقشه في دورة العام المقبل .. وكيف ومتى ؟؟

وكنت ثالثهما ..

ثم مضينا وأعادني إلى سيارتي .. بجوار الجامع الذي سرنا من عنده ..

وعدنا إليه ... ونحن في الطريق أوصاني بالنية الطيبة في الطلب حتى يهيئ لي الله كل خير ..

وقال لي مقولة عجيبة :

قال الأمام أحمد : انوِ الخير فما دمت في خير ما نويت الخير .

سطرها على جبيني وفؤادي .. وودعته وقد نلت منه حفاوة لا توصف ولا أستحقها ولكن سبحان من ستر القبيح

وأظهر الحسن ..

فكم من درس أثر في كثيرا عرضته لك كقصة وعليك استخراج الفوائد في زمان قل فيه العلماء الربانيون ...

وقل فيه الناصح والمعين ..


والحمد لله رب العالمين ..

كتبه ..
المؤمن كالغيث
www.saaid.net/Doat/almomen 
ade2006@hotmail.com 

 

المؤمن كالغيث
  • قصص مؤثرة
  • تربويات
  • رسائل دعوية
  • إصدارات إلكترونية
  • Insured like rain
  • الدورات والبحوث العلمية
  • رمضانيات
  • الصفحة الرئيسية