اطبع هذه الصفحة


رمضانيات : اليوم العشرين من رمضان
(( المقال الأخير والختامي ))

المؤمن كالغيث

 
أحبابنا الأفاضل ..

أسأل الله لكم القبول والتوفيق .. وأن يجعلكم في شهركم هذا من المقبولين ..

--------------------------------------------

بكيت بكاء مرا بالأمس ...

لم أحتمل فجأة أن أواجه مع هذا الموقف !!

موقف مؤلم .. حصل لي ( المؤمن كالغيث ) كاتب هذا المقال .
شغلتني نفسي الأمارة بأمر ما بالأمس تسبب لي في التأخر عن صلاة القيام والذي يبدأ الساعة الثالثة ..

ولو كان ما أخرني مهما لم أتوقع .. أنه أهم من الحدث الأليم .. الذي .. جعلني أهل دموعا لا انقطاع لها ..

بعدما انتهيت وبقي في الوقت شيء لأدرك فيه صلاة القيام ..

انطلقت مسرعا بسيارتي .. لأحد الأئمة .. الذين يحلقون بالناس في صلاة القيام ...

حبا وخشوعا خوفا ورجاءا ...

ولكني .. حينما اقتربت .. فوجئت .. بان الإمام يدعو .. !!

يدعو !! ...

هذه آخر ليلة .. !! ربما ..

المواقف مزدحمة .. !!! اضطررت أن أطوف بالمسجد أكثر من طواف ..

الدعاء سينتهي ... !!

الليلة الأخيرة .. ستذهب ولن تعود ولن أعود ...ربما

يا الله !! لا تجعلني ممن هان عليك .. فصرفته عن لذة مناجاتك ..

يا الله !! لا تجعلني ممن حرمتهم فضل القرب منك .. في هذه الليلة ... فحرمتهم من الوقوف بين يديك .. !!

يا الله .. !! يا الله .. !!

أوقفت السيارة في مكانها وانطلقت هائما على وجهي ... فلم استفق إلا وأنا في الصف !!

رفعت يدي .... مع من أدركوا القيام كما ينبغي .. !!

وأشعل فؤادي هنا حرقة التقصير ... في شهر رمضان .. !!

تخيلت تصرم هذا الشهر ... وتصرمي بعده ...

وسأندم بل سأعض أصابع الندم .. على كل دقيقة ..

فرطت فيها ...

لم أقرأ فيها قرآنا ..

لم أدع الناس فيها إلى كلمة طيبة ..

لم أحاسب نفسي فيه على خطيئة ..

وداعا رمضان !!

والله لم تفرح عيني بقرب عيد ...

ولم تهنأ بلبس جديد ..

لأني لا أستحق العيد الذي جعله الله لم صام وقام ..

وبكى بالليل والناس نيام ...

لمن رفع يديه .. في دياجي الظلمات ...

يرجو رحمة ربه ... ويخشى عذابه ..

وأعجب لكثير من ( المسلمين )

الذي سلبوا رمضان روحه .. وجعلوه بلا لون ولا رائحة عبقه ..

فرغوا أنفسهم فقط .. لمشاهدة المنكرات ..

وتتبع السيئ في القنوات ..

لم يقرؤوا آية ... !!

لم يتصدقوا صدقة ... لم يفطروا صائما ..

لم يتبعوا جنازة ... لم يحفظوا فيه لسانا .. بل وربما ( أعاذنا الله وإياكم) عرضا ..!!

واااااا أسفى على وداعك يا غالي ..

وااا أسفي على انصرامك يا شهر التائبين..

وآسفى ... على ذهابك ... يا شهر العفو عن المذنبين ..

يا .. شهر العتقاء من النار ..

عزائي يا رب أن رحمتك سبقت غضبك ..

وان عفوك أظل أهل المعاصي ..

وأقل عثرات أهل الخطايا ...

**
(( اللهم أعد علينا شهر رمضان أعواما عديدة وأزمنة مديدة .. ))

لم يقلها الإمام ...

إلا وفاضت عيني حزنا
...

لعلي لا ألقاه هذا الحبيب ..

فوداعا رمضان ..

ختم الإمام دعاه .. ومسحت عيني .. !!

وأطرقت رأسي وخرجت .. أصطنع البسمة وفي خاطري .. من الألم ..

ما إن مفاتحه لتنوء به العصبة ...

خرجت ... وأنا أبكم ..

وجعلت عيني ناطقة ودمعي يخبر الخبر ..

مجمل أمري ..

يحكي عبارة

وداعا رمضان ...

إلى لقاء .. آخر ..

آه ... ثم آه ..

على كل حال ..

(( عيدكم مبارك )) مقدما

وكل عام وأنتم بخير

كتبه :
المؤمن كالغيث
في آخر ليلة من ليال هذا الشهر الكريم ...

--------------------------------------

هذا الموقف المر ذقته قبل سنة أو سنتين ..
فأحببتك أن تعيشه أخي / أختي حتى تستيقظ قبل هذه اللحظة الأليمة ...
وتعلم أنه بقي لك عشرة أيام .. !!
فماذا أنت صانع ولقرب ربك فاعل ..
حتى تستحق التهنئة يوم العيد .. الذي حرمنا حق التهنئة به سنين !!
فهو يوم الجوائز للصائمين القائمين وليس لنا نحن المفرطين..
والله وحده المستعان ..

------------------------------------

هذا ونسأله سبحانه في ختام المقالات الرمضانية ...

أن يجعل ما قدمته خالصا صوابا وأن يديم نفعه وأن يصرف عن خطئه وأن ينفع به كاتبه وقارئه وناقله ومن تسبب فيه وهو فضيلة الشيخ د.عادل العبد الجبار

المشرف على خدمة جوال (بيوت مطمئنة ) وكذا القائمين عليها
ونظرا للعشر وقربها نوقف المقالات ونختم ..
وأعتذر عن أي قصور بشري ..
وأسأل الله القبول

باقة شكر ودعاء خالصة :
شبكة عباد الرحمن على تبني نشر المقالات .. والجهد الكبير في تحسينها وغيرها .
صاحب موقع ( دمعة ندم ) : طالب الجنان .. على جهده الكبير في إنجاح هذا العمل .
موسوعة طريق الجنة .


كتبه الفقير إلى عفو ربه
المؤمن كالغيث
www.saaid.net/Doat/almomen 
ade2006@hotmail.com 

 

المؤمن كالغيث
  • قصص مؤثرة
  • تربويات
  • رسائل دعوية
  • إصدارات إلكترونية
  • Insured like rain
  • الدورات والبحوث العلمية
  • رمضانيات
  • الصفحة الرئيسية