اطبع هذه الصفحة


انظروا كيف صرف الله عز وجل الشيعة
عن الهداية إلى الاستبصار !!

محمد بن حسن المبارك

 
اصطلح الشيعة المعاصرون على تسمية من ارتد عن دين الاسلام الى دين الرفض بالمستبصرين .
وذلك كرد فعلٍ حوزي على ظاهرة المهتدين من الشيعة الى دين الاسلام ومذهب اهل السنة و الجماعة .
---------------------
و الاستبصار مشتق من الابصار
و لا يستلزم الابصار الهداية ، فإن المرء قد يبصر الشيء و لكن لا يعمل به .
و لذلك وصف الله عز و جل الآيات التي جاء بها موسى عليه السلام الى فرعون و قومه بأنها مبصرة فقال تعالى :
{ فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ} سورة النمل - الآية 13 .
-------------
أمَّا لفظ الاستبصار تحديداً فلم يرِد في القرآن الكريم إلاَّ في آية واحدة .
و العجيب ان استعمال ذلك اللفظ في تلك الآية كان للتعبير عن أحوال أممٍ عرفت الحق و أبصرته ، و لكنهم آثروا الضلالة على الهدى ، و الباطل على الحق ، و الكفر على الاسلام . و تلك الآية هي قوله تعالى :
{ وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين } سورة لعنكبوت ـ 38 .
فبيَّن الله عز وجل بتلك اللفظة ان الحق كان قد اتضح لعاد وثمود ، و أنهم اختاروا الضلالة على علم وبصيرة .

---------------
أما ترى أن الله عز و جل أخبر عن فرعون و قومه أنهم اختاروا الضلالة على علم وبصيرة ، بدليل قوله تعالى :
{ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ } سورة النمل - الآية 14.
و لذلك وصف الله عزوجل ـ في الآية السابقة لها ـ الآيات التي جاء بها موسى بأنها مبصرة فقال تعالى :
{ فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ } سورة النمل - الآية 13.
-------------------
ثم اقرأ تفاسير الشيعة أنفسهم لتلك اللفظة القرآنية الكريمة تجد نفس المعنى ، يقول الطبرسي في "مجمع البيان" :
{و زين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل} أي فمنعهم عن طريق الحق {و كانوا مستبصرين} أي و كانوا عقلاء يمكنهم التمييز بين الحق و الباطل بالاستدلال و النظر و لكنهم أغفلوا و لم يتدبروا و قيل معناه إنهم كانوا مستبصرين عند أنفسهم فيما كانوا عليه من الضلالة.

 

محمد آل مبارك
  • مقالات
  • تحقيقات ومؤلفات
  • فرق ومذاهب
  • تراجم
  • أدبيات
  • الصفحة الرئيسية