ينبغي أن تفهم :
أن كل من حكم بنجاة تارك العمل الظاهر - مع القدرة وعدم العذر- فقد أخرج
العمل من حقيقة الإيمان الشرعي .
ولو ظل يردد مئات المرات : الإيمان قول وعمل !!!
وقد عقدت مقارنة - سابقا - بين كتاب عدنان وكتاب الزهراني ، وأثبت فيها أنهما
متفقان على :
1- ان عمل الجوارح من الإيمان
2- وان تاركه معرض للعقوبة
3- وان الإيمان يزيد وينقص
4- واتفقا على ذم المرجئة والرد عليهم
5- واختلفا في إطلاق ان العمل شرط كمال ، وهو خلاف لفظي بينهما .
وسأعيد نشر هذه المقارنة ، تحت موضوع الاخ محب أهل البيت : الاخ الموحد
وقد نسيت طلبه ولم اتذكره الا اليوم .
ومن أراد الوقوف على إجماع أهل السنة في انه لا يجزيء القول والتصديق وعمل
القلب ، من دون عمل الجوارح فاليرجع إلى الحوار الذي تم بيني وبين الزهراني (
ابو عمر الكناني ) وكذلك حوار الاخ العبد الكريم معه .
للفائدة :
قال شيخ الاسلام في شرح العمدة 2/86
وهو يقرر كفر تارك الصلاة ، وان
الصلاة عمل لا بد منه :
" وأيضا فإن الايمان عند أهل السنة والجماعة قول وعمل كما دل عليه الكتاب
والسنة وأجمع عليه السلف ، وعلى ما هو مقرر في موضعه : فالقول : تصديق الرسول
، والعمل : تصديق القول ، فإذا خلا العبد عن العمل بالكلية لم يكن مؤمنا .
والقول الذي يصير به مؤمنا قول مخصوص ، وهو الشهادتان ، فكذلك العمل هو
الصلاة " .
وقال " فإن حقيقة الدين هو الطاعة والانقياد ، وذلك انما يتم بالفعل لا
بالقول فقط ، فمن لم يفعل لله شيئا فما دان لله دينا ، ومن لا دين له فهو
كافر " انتهى .
تذكر انه يدلل على كفر تارك الصلاة ، فلا تتوهم انه يعني بالعمل والفعل : عمل
القلب !!!
وتأمل ذكره للشهادتين .... حتى لا تظن أن قوله " مؤمنا " ليست كقوله " مسلما
" .
وقال شيخ الاسلام
( 7/611) : " وهذه المسألة لها طرفان
: أحدهما : في اثبات الكفر الظاهر .
والثاني : في اثبات الكفر الباطن .
فأما الطرف الثاني فهو مبني على مسألة كون الايمان قولا وعملا كما تقدم ، ومن
الممتنع أن يكون الرجل مؤمنا ايمانا ثابتا في قلبه بأن الله فرض عليه الصلاة
والزكاة والصيام والحج ويعيش دهره لا يسجد لله سجدة ولا يصوم رمضان ولا يؤدي
لله زكاة ، ولا يحج الى بيته ، فهذا ممتنع ، ولا يصدر هذا الا مع نفاق في
القلب وزندقة ، لا مع ايمان صحيح ..."
وقال
" وقد تقدم ان جنس الاعمال من لوازم ايمان
القلب ، وان ايمان القلب التام بدون شيء من الاعمال الظاهرة ممتنع ، سواء جعل
الظاهر من لوازم الايمان ، او جزء من الايمان كما تقدم بيانه " .مجموع
الفتاوى 7/616
وقال /202في مناقشته لسؤال للجهمية اورده ابو الحسن الاشعري :
" أحدها : انكم سلمتم إن هذه الاعمال لازمة لإيمان القلب ، فإذا انتفت لم يبق
في القلب إيمان ، وهذا هو المطلوب ، وبعد هذا فكونها لازمة أو جزءا نزاع لفظي
" .
وقال
7/621 " وقد تبين ان الدين لا بد فيه من قول
وعمل ، وانه يمتنع ان يكون الرجل مؤمنا بالله ورسوله بقلبه أو بقلبه ولسانه ،
ولم يؤد واجبا ظاهرا ، ولا صلاة ولا زكاة ولا صياما ولا غير ذلك من الواجبات
..." .
قال الامام الآجري في الشريعة ( 2/611
ت: الدميجي )
" قال محمد بن الحسين : اعلموا رحمنا
الله تعالى وإياكم : أن الذي عليه علماء المسلمين أن الايمان واجب على جميع
الخلق ، وهو تصديق بالقلب ، وإقرار باللسان ، وعمل بالجوارح .
ثم اعلموا أنه لا تجزيء المعرفة بالقلب والتصديق الا ان يكون معه الايمان
باللسان نطقا ،
ولا تجزيء معرفة بالقلب ونطق باللسان حتى يكون عمل بالجوارح ،
فإذا كملت فيه هذه الثلاث الخصال كان مؤمنا .
دل على ذلك الكتاب والسنة وقول علماء المسلمين " .
وقال 2/614 ت: الدميجي )
" فالأعمال – رحمكم الله تعالى –
بالجوارح تصديق للايمان بالقلب واللسان .
فمن لم يصدق الايمان بجوارحه : مثل الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج
والجهاد وأشباه لهذه ، ورضي من نفسه بالمعرفة والقول : لم يكن مؤمنا ، ولم
تنفعـــه المعرفة والقول ، وكان تركه العمل تكذيبا منه لايمانه ، وكان العمل
بما ذكرنا تصديقا منه لايمانه ، وبالله تعالى التوفيق " انتهى كلام الآجري.
وقال أيضا في كتابه الاربعين حديثا ،
المطبوع مع الشريعة ص 422
" اعلموا رحمنا الله واياكم ان الذي
عليه علماء المسلمين واجب على جميع الخلق : وهو تصديق القلب ، وإقرار باللسان
، وعمل بالجوارح .
ثم إنه لا تجزيء معرفة بالقلب ونطق باللسان حتى يكون معه عمل بالجوارح .
فإذا اكتملت فيه هذه الخصال الثلاثة كان مؤمنا ، دل على ذلك الكتاب والسنة
وقول علماء المسلمين ...
ولا ينفع القول اذا لم يكن القلب مصدقا بما ينطق به اللسان مع القلب ...
وإنما الايمان بما فرض الله على الجوارح تصديقا لما أمر الله به القلب ، ونطق
به اللسان ، لقوله عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا
ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون )
وقال عز وجل ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة )
وفي غير موضع من القرآن ، ومثله فرض الحج وفرض الجهاد على البدن بجميع
الجوارح .
والاعمال بالجوارح تصديق عن الايمان بالقلب واللسان .
فمن لم يصدق بجوارحه مثل الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد
وأشباه هذه ، ومن رضي لنفسه بالمعرفة دون القول والعمل لم يكن مؤمنا .
ومن لم يعتقد المعرفة والقول كان تركه للعمل تكذيبا منه لايمانه [كذا ]
وكان العمل بما ذكرنا تصديقا منه لايمانه ، فاعلم ذلك .
هذا مذهب علماء المسلمين قديما وحديثا ،
فمن قال غير هذا فهو مرجـــــــــيء خبيـــــــــــــث ، فاحذره على دينك ،
والدليل عليه قوله عز وجل ( وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين
حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة " انتهى كلام الآجري
رحمه الله .
*********
وأما الرد المفصل على كلام الأخ الشمري ،
فأرجو الا أضطر إليه ، فإن القضية قضية " فهم " ... !!!
وحسبي ان أشرت إلى نقطتين فقط : معنى
إدخال العمل في الإيمان ، وان عدنان لا يختلف مع القائلين بان العمل شرط كمال
الا في اللفظ ، وهو متفق معهم في الحقيقة .
وأضيف أمرا ثالثا :
دافع الأخ الشمري عن " عناوين " كتاب عدنان .
وأنا أقول إن " العناوين " من أسوء ما في هذا الكتاب .
وخذ مثالا :
قال ص 33 " لا يكفر المسلم حتى يترك
أصل الإيمان القلبي ( الاعتقاد ) " انتهى .
وساق على هذا أقوالا لشيخ الاسلام .
وعنوانه هذا باطل ، بل هو - داخل الكتاب - يخالفه .
فيا أولي الفهم : ألا ترون كفر من ترك النطق باللسان ؟!!!!!!!
فما معنى هذا الحصر ؟؟؟؟؟؟؟
والمؤلف يقرر هذا في ثنايا كتابه .
وكيف تنقل عن شيخ الإسلام هذا المعتقد ، وهو ممن يكفر تارك الصلاة .
وكان ينبغي أن ترد كلامه المجمل والمشتبه إلى المفصل والمحكم .
وخذ مثالا ثانيا لطامة العناوين
قال ص 55
" لا يكفر أحد بالتعيين إلا إذا لم يختلف أي عاقلين على كفره وهنا يقال أقيمت
عليه الحجة " انتهى .
فهل هذا العنوان يصدر من عاقل ؟؟؟!!!!!!!
قد كفر العلماء نفرا من أهل البدع والزندقة كابن عربي الصوفي ، وهناك " علماء
" وليسوا عقلاء فقط !!!!! يرونه من سادات الأولياء !!!!
وقس على هذا غيره . وخذ مثلا : نصر أبو زيد !!! وانظر كم عاقلا !!!!! ينازعك
في تكفيره
وخذ حيدر حيدر .....
والعجب أن يضع تحت هذا العنوان : صفحتين لا علاقة لهما بهذا التخريف .
وأيضا :
فلا علاقة لهذا الشرط الفاسد بإقامة الحجة ، فإذا أقام العلماء الحجة على شخص
وثبتت ردته ، فما قيمة رأي ( العقلاء بعد ذلك ؟؟؟؟؟!!!!!) وكم في الجهال
والطغام من عقلاء !!!!! سيعترضون على قرار العلماء !!!
( انظر دفاع ابن عربي عن فرعـــون !!!).
[ كتب هذا المقال بتاريخ
3/8/2000 ، بمنتدى الفوائد].