اطبع هذه الصفحة


مقتطفات من روائع الكتابات السياسية (16)

د. خالد سعد النجار

 
بسم الله الرحمن الرحيم


يملك العديد من مفكرينا السياسيين رؤية جيدة لواقع الحال الذي يمر بأمتنا، هذه الرؤية من الرصانة والعمق ما يجعلها إضاءات نحن في أمس الحاجة لها في ظل هذه الأحداث الهادرة التي تموج بالأوطان الإسلامية خاصة والعالمية عامة، لذلك رأيت أن أقتطف طرفا من هذه الرؤى، وأجمعها في نظم نضيد، لتكون عونا للمسترشد، ونبراسا للمقتدي، لكن لا يفوتني أن أذكر أنها اجتهادات بشرية ربما يعتريها بعض المآخذ، وهذا ما لا ينكره البصير، فأسأل الله أن يعم النفع بها، ويجنبنا الزلل، إنه نعم المولى ونعم النصير.

بدأ الحوار الشعبي مع النظم السياسية بلغة «إرحل»!! وإلا… فلحظة الانفجار وقعت، وحواجز الاستبداد تهشمت، والنظم السياسية سرعان ما تبلورت في صيغة نظم بلطجة، وحقيقة أجهزتها الأمنية القمعية انكشفت، وانفضحت دموية جيوشها التي خلت من أية عقيدة قتالية، أو تحديد لهوية العدو، وتبين للعامة من الناس أن نظم الاستبداد ومن ورائها نظم الهيمنة، على السواء، بدت أمام ناظريهم وفي قرارة أنفسهم، خالية تمامًا من أية مرجعية عقدية أو أخلاقية أو إنسانية أو فلسفية تبرر وجودها أو سلوكها الوحشي . [أربع قضايا تعصف بالنظام الدولي: الثورات العربية ونقطة اللاعودة، موقع أمة بوست]

ما تزال الجيوش العربية تعتمد على استيراد أسلحتها من الخارج، وعجزت بلدان المنطقة طوال نصف قرن عن إرساء صناعة عسكرية محلية، تعتمد على الموارد الذاتية، وظلت حتى الآن وفية للصفقات العسكرية مع شركات الأسلحة العالمية.
غير أن هناك مجموعة من العوائق، التي تمنع بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من إنشاء بنية صناعية للتسليح المحلي، على رأسها افتقار دول المنطقة لرأس المال البشري في هذا المجال، إذ ترتكز الصناعة الحربية على المعرفة، والقدرة على الابتكار، علاوة على القيام بالأبحاث العلمية التقنية.
وتحتاج صناعات الأسلحة طاقات بشرية هائلة متنوعة في التخصصات، تشمل خبراء الرياضيات التطبيقية، والإلكترونات، وهندسة الطيران، والكهرباء، والميكانيكا، والفيزياء النووية، والكيمياء، وغير ذلك من الفروع المتعلقة بمجال صناعة الأسلحة.
الأمر الذي تفتقده بلدان المنطقة العربية نتيجة واقع التعليم والتدريب المنخفض، بالإضافة إلى هزالة البحث العلمي في الوطن العربي كمًّا وكيفًا.
من جانب آخر، تمثل الهوة الواسعة التي تفرق بين البلدان العظمى، وبلدان العالم الثالث، على مستوى التقنية العسكرية، مصدر إحباطٍ لكافة المشاريع البدائية في إنتاج الأسلحة، حيث يصبح محكوم عليها بالفشل مسبقًا، ومنه تفضل البلدان العربية الاعتماد على استيراد الأسلحة الحديثة، بدل المخاطرة بالانخراط في مشاريع محكوم عليها سلفًا بمحدودية النجاح، أمام الأسلحة المتطورة التي تعرضها شركات الأسلحة العالمية. [ماذا تعرف عن الصناعة العسكرية العربية؟، خالد بن الشريف]

إن الفوضى التي صنعها النظام الاستعماري العالمي ردا على ثورات الشعوب السلمية هي الشكل المسلح الراعي للفساد والحامي له خارجيا. بناء عليه تكون التنظيمات الإرهابية الصناعية والطبيعية بما فيها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الدموي إنتاجا مباشرا لفساد النظام الاستبدادي وهي الحامي الأول لهيكل الاستبداد العربي. لا يمكن أن يكون الإرهاب من إنتاج الشعوب العربية بل لا يمكن أن يكون إلا من إنتاج الأنظمة الاستبدادية والقوى الدولية الحامية لها والحامية للفساد المُوجد لها. [الفساد عربيا.. أم المعارك أفقيا، محمد هنيد]

نعم، سلخ الإسلام كالذبيحة وتقطيعه، بل وتفتيته لجعله مقبولا ومباحا في الغرب! وخاصة: أن يتم عمل الجزارين الشائن هذا بأيدي المسلمين، أي أن يقوموا بذبح دينهم بأيديهم.. تلك هي المطالب الرئيسية التي يفرضها من يديرون اللعبة السياسية القذرة، وكل من يتواطأ معهم، سواء أكانوا فاتيكانيين وسياسيين أو غيرهم. فالكتابات واللقاءات أو حتى الندوات التي تفترش أخبارها الساحة الإعلامية العالمية الأوروبية يتزايد إيقاعها حتى الغثيان من القرف والأكاذيب.[سلخ الإسلام وتقطيعه، د. زينب عبد العزيز]

وهل لي تكرار أن محاولة اقتلاع الإسلام تتم بوحشية منذ 11/9، وهي أحد قرارات مجمع الفاتيكان الثاني، وذلك بإصدار قرار تنصير العالم، في نفس الوقت الذي قام فيه المجمع بتبرأة اليهود من دم المسيح، رغم وضوح النصوص الحالية التي تؤكد قتلهم للسيد المسيح، وخاصة تحديد "أن اليهود ليسوا بحاجة الى التبشير"!! وهو ما يعني تحديدا: حرب شرسة ضد الإسلام وحده. كما أن باباوات ما بعد المجمع الفاتيكاني الثاني متورطون بدناءة في هذه المذبحة الدائرة. ولا أذكر منهم سوى الأخير: فأثناء زيارته الخاطفة لمصر يوم 28ـ29 إبريل 2017، التقى برجوليو على انفراد بالقيادات الثلاث السياسية والدينية، ونفث فيهم سمومه وفر عائدا. ويوم 3 مايو، أثناء أول قداس يعقده مع أتباعه، قال وهو يقص عليهم موجز رحلته في القاهرة، أنه قد اقترح على هؤلاء المسؤولين الثلاثة تنفيذ "العلمانية الصحية"، أي فصل الدين عن الدولة. وهو ما يعني المجزرة التي تدور حاليا في تزايد مقزز، بأيدي بعض المسلمين وبعض الكنسيين العملاء. [المصدر السابق]

نقرر بأسى شديد أن العالم العربي لم يعد له عقل يديره ويرشده، الأمر الذي جعل مصائره تصنع في خارجه. تشهد بذلك الجهود التي تبذلها القوى الكبرى لحل المشكلات المعقدة في كل من ليبيا وسوريا واليمن
عبرت عن ذلك صحيفة القدس العربي حين ذكرت في ١٨/١ أن اللاعبين في المنطقة الآن هم: الإسرائيليون والروس والأميركان والإيرانيون. ولم يكن ذلك تقديرا مبالغا فيه لأن القامات والأوزان العربية تراجعت بحيث أصبحت قاصرة عن الإسهام بشكل فاعل في صناعة المصير. [مستقبل لا نراه ويأس نحذر منه، فهمي هويدي]


 

د/ خالد سعد النجار
alnaggar66@hotmail.com

 

د.خالد النجار
  • تربية الأبناء
  • المقالات
  • بين زوجين
  • موسميات
  • مع المصطفى
  • تراجم وشخصيات
  • إدارة الذات
  • زهد ورقائق
  • مع الأحداث
  • قضايا معاصرة
  • القرآن الكريم وعلومه
  • التاريخ والحضارة
  • من بطون الكتب
  • الصفحة الرئيسية