اطبع هذه الصفحة


مَازِلْنَا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ

د. خالد سعد النجار

 
بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله العزيز الغفّار، الواحد القهّار، مصرّف الأمور ومقدّر الأقدار، أوصى بالإحسان إلى الجار، ووفق من اجتباه ليكون من الأخيار، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيّد الأبرار، وعلى آله وصحبه المبرئين من الشوائب والأكدار.
أما بعد
روى البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: «مَازِلْنَا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ»

** الفاروق، أبو حفص، عمر بن الخطاب الذي أعز الله به وأظهر الدين .. لُقِّبَ بالفاروق لأنَّ الله عز وجل فرق به بين الحق والباطل، وأيد به الدين، ونصر به الإسلام.
قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: كَانَ إسْلَامُهُ عِزًّا ظَهَرَ بِهِ الْإِسْلَامُ بِدَعْوَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَرَوَى التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إلَيْك بِأَبِي جَهْلٍ أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ) قَالَ: وَكَانَ أَحَبَّهُمَا إلَيْهِ عُمَرُ
[الترمذي وأحمد وصححه الألباني، وأورده القاري في "المصنوع في الموضوع" بلفظ: «أحد العمرين» وقال: لا أصل له بهذا اللفظ]

** أسلم عمر في السنة السادسة من البعثة، فكان من أعظم الناس شدة على كفار قريش، وإن كان قبل إسلامه شديداً على المسلمين؛ لكنه بعد أن أسلم كان من أشد الناس على الكفار حتى أنزل الله عند إسلامه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال:64]، أي: يكفيك من حصل إسلامهم فلا تبال بتأخر غيرهم، وكون نزولها عند إسلامه دليل على مزيد فضله حتى كأنه هو المقصود من الآية وحده -رضي الله عنه- .

** عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: لما أسلم عمر -رضي الله تعالى عنه-، قال المشركون: لقد انتصف القوم منا.
//وعن ابن عباس أيضا: لما أسلم عمر -رضي الله تعالى عنه- نزل جبريل عليه السلام على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال يا محمد استبشر أهل السماء بإسلام عمر.
// في زيادة لحديث الباب قال ابن مسعود: والله لقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي بالكعبة [أي: عندها] ظاهرين آمنين حتى أسلم عمر فقاتلهم حتى تركونا فصلينا [أي وجهروا بالقراءة وكانوا قبل ذلك لا يقرءون إلا سرا].
//وعن صهيب لما أسلم عمر جلسنا حول البيت حلقا وطفنا وانتصفنا ممن غلظ علينا.

** الفاروق أَحَدُ الْعَشَرَةِ الْمَشْهُودِ لَهُمْ بِالْجَنَّةِ، وَأَحَدُ الْخُلَفَاءِ الْأَرْبَعَةِ، وُلِدَ بَعْدَ حادث الْفِيلِ بِثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَأَسْلَمَ بَعْدَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا وَإِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً.

** عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: أُرِيتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَنْزِعُ بِدَلْوِ بَكْرَةٍ [أي أستقي بالدلو باليد على البكرة] عَلَى قَلِيبٍ [بئر] فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ [استقى] ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ [الدلو العظيمة] نَزْعًا ضَعِيفًا وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا [أي تحولت ورجعت إلى الكِبَر، والغرب الدلو العظيمة قال أبو بكر الأنباري: هذا مثل، أي أن عمر لما أخذ الدلو عظمت في يده لأن الفتوح كانت على عهد عمر أكثر مما كانت في أيام أبي بكر، ومعنى استحالت انقلبت من الصغر إلى الكبر] فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا يَفْرِي فَرِيَّهُ [أي يعمل عمله] حَتَّى رَوِيَ النَّاسُ وَضَرَبُوا بِعَطَنٍ [الموضع الذي تُناخ فيه الإبل إذا رويت .. ضرب ذلك مثلاً لأيام خلافتهما، وأن أبا بكر قصرت مدةُ أمره ولم يفرُغ من قتالِ أهلِ الرِّدة لافتتاح الأمصار، وعمر قد طالت أيامُه وتَيَسَّرَتْ له الفُتوح وأفاء اللهُ عليه الغنائمَ وكنوزَ الأكاسرة]
//قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فَذَكَرَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَضْعَفُ وَسَوَاءٌ أَرَادَ قَصْرَ مُدَّتِهِ أَوْ أَرَادَ ضَعْفَهُ عَنْ مِثْلِ قُوَّةِ عُمَرَ، فَلَا رَيْبَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَقْوَى إيمَانًا مِنْ عُمَرَ. وَعُمَرُ أَقْوَى عَمَلًا مِنْهُ كَمَا قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: مَازِلْنَا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ؛ وَقُوَّةُ الْإِيمَانِ أَقْوَى وَأَكْمَلُ مِنْ قُوَّةِ الْعَمَلِ، وَصَاحِبُ الْإِيمَانِ يُكْتَبُ لَهُ أَجْرُ عَمَلِ غَيْرِهِ، وَمَا فَعَلَهُ عُمَرُ فِي سِيرَتِهِ مَكْتُوبٌ مِثْلُهُ لِأَبِي بَكْرٍ فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي اسْتَخْلَفَهُ.

** عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعِنْدَهُ نِسْوَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ عَالِيَةً أَصْوَاتُهُنَّ عَلَى صَوْتِهِ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قُمْنَ فَبَادَرْنَ الْحِجَابَ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَدَخَلَ عُمَرُ وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَضْحَكُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: عَجِبْتُ مِنْ هَؤُلَاءِ اللَّاتِي كُنَّ عِنْدِي، فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الْحِجَابَ. فَقَالَ عُمَرُ: فَأَنْتَ أَحَقُّ أَنْ يَهَبْنَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ عُمَرُ يَا عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ أَتَهَبْنَنِي وَلَا تَهَبْنَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْنَ: نَعَمْ أَنْتَ أَفَظُّ وَأَغْلَظُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِيهًا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا قَطُّ إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ.

** عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ عُرِضُوا عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، فَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَ، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ دُونَ ذَلِكَ، وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ اجْتَرَّهُ. قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الدِّينَ»

** عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي حَمْزَةُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ شَرِبْتُ -يَعْنِي اللَّبَنَ- حَتَّى أَنْظُرَ إِلَى الرِّيِّ يَجْرِي فِي ظُفُرِي أَوْ فِي أَظْفَارِي ثُمَّ نَاوَلْتُ عُمَرَ. فَقَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ؟ قَالَ: «الْعِلْمَ»
//وقال ابن مسعودٍ: لو وضع علم أحياء العرب في كفة الميزان، ووضع علم عمر لرجح علم عمر. ولقد كانوا يرون أنه ذهب بتسعة أعشار العلم. ولمجلس كنت أجلسه من عمر أوثق في نفسي من عمل سنةٍ.
//وقال الشعبُّي: من سرَّه أن يأخذ بالوثيقة في القضاء فليأخذ بقضاء عمر، فإنه كان يستشير.

** عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَبْلَكُمْ مِنْ الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، فَإِنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَإِنَّهُ عُمَرُ.

** ولقد نزل كثير من آيات القرآن موافقا لرأي عمر -رضي الله عنه- وعاتب الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- مخالفته رأي عمر في قصة أسرى بدر ... فقد نزل القرآن بموافقته في أسرى بدرٍ وفي الحجاب وفي مقام إبراهيم.
//فأما أسرى بدرٍ فإن أبا بكر أشار على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يأخذ منهم الفداء، وأشار عمر أن تُضرب أعناقُهم، فهوى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما قال أبو بكرٍ، ولم يهو ما قال عمر. ونزل القرآن بقول عمر: {ما كان لنبٍّي أن يكونَ له أسرى حتى يثخنَ في الأرض}
//وأما قصَّة الحجاب، فإن عمر -رضي الله عنه- كان يقول: يا رسول الله، احجب نساءك، فإنه يدخل عليك المنافق والمرتاب. فأنزل الله آية الحجاب.
//وأما قصة مقام إبراهيم، فروى الترمذيُّ عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلىًّ. فنزلت: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلىًّ}.
وقال علي -رضي الله عنه-: ما كنا نبعد أنَّ السكينة تنطق على لسان عمر.

** عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- يَقُولُ: وُضِعَ عُمَرُ عَلَى سَرِيرِهِ فَتَكَنَّفَهُ النَّاسُ يَدْعُونَ وَيُصَلُّونَ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ وَأَنَا فِيهِمْ فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَجُلٌ آخِذٌ مَنْكِبِي فَإِذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَتَرَحَّمَ عَلَى عُمَرَ وَقَالَ: مَا خَلَّفْتَ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ، وَحَسِبْتُ إِنِّي كُنْتُ كَثِيرًا أَسْمَعُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: ذَهَبْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَدَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ.

** عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: رَأَيْتُنِي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ [مصغر الرمصاء، ولقبت بها لرمص كان بعينها، وهو وسخ أبيض يجتمع بموق العين إذا هاجت بالرمد وتلصق منه الأشفار، واسمها سهلة بنت مِلحان الأنصارية زوجة أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري وهي أم سليم أم أنس بن مالك]
وَسَمِعْتُ خَشَفَةً [الصوت ليس بالشديد] فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا بِلَالٌ، وَرَأَيْتُ قَصْرًا بِفِنَائِهِ جَارِيَةٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: لِعُمَرَ. فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ فَأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ. فَقَالَ عُمَرُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعَلَيْكَ أَغَارُ

** يعملنا قول ابن مسعود أن نكون أهل إنصاف وحق مع علماء وقادة ومربين وإصلاحيين ومثقفين ومبدعين كنا أعزة بهم وبمسيرتهم وجميل حركتهم وكنا نستشهد بهم وما كان من تكويننا وإبداعاتنا إلا ثمرة من عطائهم وجميل تربيتهم، وهذا والله منتهى الاعتراف والعلم والفهم والوعي.

** ما زلنا أعزة منذ ...
فليسطر كل واحد منا كلمة في خلده يتبعها بتكملة الجملة بما يراه، وإذا لم يجد مكانا لها ولا جوابا عليها .. عندها فقط فليعلم أنه أول الخاسرين، لأنه لن يكون له اعتراف به وتقدير لجهوده ومكانته إذا لم ير عزة فيمن نقل له وعلمه

 

جمع وترتيب
د/ خالد سعد النجار
alnaggar66@hotmail.com


 

د.خالد النجار
  • تربية الأبناء
  • المقالات
  • بين زوجين
  • موسميات
  • مع المصطفى
  • تراجم وشخصيات
  • إدارة الذات
  • زهد ورقائق
  • مع الأحداث
  • قضايا معاصرة
  • القرآن الكريم وعلومه
  • التاريخ والحضارة
  • من بطون الكتب
  • الصفحة الرئيسية