اطبع هذه الصفحة


الجرح النازف

د. خالد سعد النجار

 
بسم الله الرحمن الرحيم  

فلسطين الجرح النازف في قلب الأمة المسلمة، والتي كانت ضحية مخططات ومؤامرات خارجية وداخلية.. في كتابه الرائع «كارثة فلسطين، الحقيقة والمؤامرة»، يكشف الحاج «محمد أمين الحسيني» عن طرفا من هذه الأسرار باعتباره شاهد عيان لضياع فلسطين، ورجل صدق يؤتمن على ما يذكره، حيث طبع الكتاب لأول مرة عقب وقوع كارثة فلسطين بإعلان قيام إسرائيل سنة 1948 ويحمل صفات صاحبه الذي عايش وشاهد وجاهد وأخلص حتى لقي ربه.

** يقول مقدم الكتاب الأستاذ هشام عوّاض: وهذا الكتاب من الكتب النادرة التي تشفي غليل القارئ الغيور في الرد على الاتهامات التي لا تزال تتردد إلى الآن عن الفلسطينيين مشككة في وطنيتهم وانتمائهم وتطمس على جهادهم واستشهادهم!! مما يدل على وجود أيد خفية تبث سموم هذه الدعايات الصهيونية الإسرائيلية وتمنع المصل الواقي والترياق الشافي من الوصول للفلسطينيين أنفسهم وللعرب وللمسلمين وللناس في العالم كله.

   ** وهو كتاب فريد في بابه يكشف أسرار لم تنشر في غيره، وحقائق غيبتها أصوات نفير الدعاية الصهيونية العالمية.. كما أنه ينفرد بتشخيص الداء «الكارثة» ويصف له العلاج الناجع من واقع تجربة صاحبه مع الأحداث التي أفنى فيها عمره.

** الفلسطينيون لم يفرطوا في أراضيهم

أكثر الأراضي التي اشتراها اليهود كانت تمتلكها أسر إقطاعية من خارج فلسطين لبنانية وسورية، كآل سرسق وآل سلام وآل التيان وآل الصباغ وآل الجزايرلي وآل شمعة والقوتلي.. يقول الدكتور «روبين آرثر» -من رجال الوكالة اليهودية أمام إحدى لجان التحقيق-: إن تسعة أعشار الأراضي التي اشتراها اليهود حتى عام 1929م اشتريت من مالكين غير فلسطينيين يعيشون خارج فلسطين.

** إن الفلسطينيين قد حرصوا على أراضيهم كل الحرص، وحافظوا عليها رغم الإغراءات المالية الخطيرة من قبل اليهود، ورغم الضغط الاقتصادي عليهم بمختلف الوسائل من قبل الانجليز. 

ومنذ تأسيس المجلس الإسلامي الأعلى الذي انتخبه الفلسطينيون لإدارة المحاكم الشرعية والأوقاف والشئون الإسلامية في فلسطين عام 1922م قام بأعمال عظيمة لصيانة الأراضي الفلسطينية من الغزو اليهودي، فمنع بواسطة المحاكم الشرعية التي كان يشرف عليها بيعا أو قسمة أي أرض كان للقاصرين نصيب فيها، وكذلك اشترى المجلس من أموال الأوقاف الإسلامية كثيرا من الأراضي التي كانت عرضة للبيع، وأقرض كثيرا من أصحاب الأراضي المحتاجين قروضا من صناديق الأيتام ليصرفهم عن البيع، وكان يعقد مؤتمرا سنويا من العلماء ورجال الدين لتنظيم وسائل المقاومة لليهود الطامعين في الأراضي.

وقد بذل المجلس الإسلامي الأعلى مبالغ طائلة في سبيل إنقاذ الأراضي، واشترى بعض القرى برمتها، وبذل جهودا عظيمة وأقام قضايا في المحاكم في هذه السبيل، ووفق في إقناع كثير من القرى ببيع أراضيها إلى المجلس الإسلامي الأعلى، وجعلها وقفا على أهلها.

على أن الكثير ممن باعوا أراضيهم أو كانوا سماسرة للبيع قد فتك فيهم الشعب الفلسطيني، ولم ينج منهم إلا من فر من البلاد ولجأ إلى أقطار أخرى.

** ومؤتمرات العلماء التي كنا نعقدها سنويا وكذلك الهيئات الدينية كانت تصدر الفتاوى بتكفير من يبيع الأرض أو يسمسر على بيعها، وتعتبره مرتدا لا يدفن في مقابر المسلمين وتجب مقاطعته وعدم التعامل معه، وقد أصدر مؤتمر «كهنة الأرثوذكس العرب» في فلسطين قرارات مماثلة.       

** ما انفك الانجليز –منذ احتلالهم فلسطين- يساعدون اليهود بمختلف الوسائل على التسليح والتدريب والتنظيم العسكري، في الحين الذي كانوا يحرمون فيه جميع ذلك على عرب فلسطين، بل يحكمون بالإعدام على من يحوز أي نوع من السلاح والعتاد، حتى إن وزير المستعمرات البريطانية مستر «كريتش جونز» اعترف في تصريح له في مجلس العموم البريطاني أن "الذين حكمت عليهم المحاكم العسكرية البريطانية بالإعدام شنقا من العرب لحيازتهم أسلحة أو ذخيرة كانوا 148 شخصا" هذا بضعة ألوف فتك فيهم الانجليز خلال ثورات 1936-1939م.

** فلما اشتد ساعد اليهود بالسلاح والتدريب والتعضيد البريطاني، قاموا بمحاولاتهم الثالثة وهي الوصول إلى أهدافهم عن طريق القوة، وظهرت هذه المحاولة بجلاء في اعتداءات اليهود عام 1929م- 1939م- 1947م وغيرها.

ولكن عرب فلسطين على قلة وسائلهم صدوهم ببسالة وهزموهم شر هزيمة في جميع المعارك رغم مساعدة الانجليز لهم وحشدهم القوات العسكرية البريطانية بقيادة مشاهير قوادهم كالجنرال «دل» والمارشال «ويفل» وغيرهما لخضد شوكة عرب فلسطين.

ولما سقط في أيدي الانجليز واليهود معا، ويئسوا من ترويض عرب فلسطين، وإخضاعهم بالوسائل آنفة الذكر، عمدوا إلى أساليب أخرى كان سلاحهم فيها الخداع والدهاء مما أدى إلى وقوع كارثة فلسطين.

وشارك في هذا الخداع وهذا التضليل بعض ملوك العرب وأمرائهم، فبعد أن قبل شريف مكة الحسن بن علي تفسير «هوجارت» المضلل والخادع لوعد بلفور عام 1918م، تدخلوا مرة أخرى لإنهاء إضراب وثورة 1936م، وإعادة الثقة في بريطانيا!!

** تهمة أن عرب فلسطين لم يدافعوا عن بلادهم هي فرية لا ظل لها من الحقيقة، فالناس جميعا يعلمون كيف كافح أهل فلسطين اليهود والانجليز معا، مدة ثلاثين عاما لم يقهروا خلالها أبدا، رغم كثرة القوات البريطانية وقوات الشرطة المحتلة وقوى اليهود المنظمة.

ومن ذلك ما قاله هتلر من أنه معجب كل الإعجاب بكفاح عرب فلسطين وبسالتهم، وكذلك جاء في بيان رسمي وجهه هتلر إلى الألمان في السوديت: اتخذوا ألمان السوديت من عرب فلسطين قدوة لكم، إنهم يكافحون انجلترا أكبر إمبراطورية في العالم، واليهودية العالمية معا، ببسالة خارقة، وليس لهم في الدنيا نصير أو مساعد، أما أنتم فإني أمدكم بالمال والسلاح، وإن ألمانيا كلها من ورائكم.

** وقد جاء في كتاب ألفه الجنرال «ولسون» الذي اشترك في المعارك ضد عرب فلسطين، ذكر مستفيض لبطولة عرب فلسطين خلال المعارك الدامية التي جاهدوا فيها القوات البريطانية إذ ذكر ما خلاصته:

"أن خمسمائة من ثوار عرب فلسطين يعتصمون في الجبال ويقومون بحرب عصابات، لا يمكن التغلب عليهم بأقل من فرقة بريطانية كاملة السلاح [أي خمسة عشر ألف جندي]".

** وفي الحرب العالمية الأولى عندما صمد لواء واحد من الجيش العثماني مؤلف من أقل من ثلاثة آلاف جندي فلسطيني في وجه فرقتين بريطانيتين أمام غزة وكبدهما خسائر فادحة وأرغمهما على التقهقر حتى العريش عام 1917م، وأصدر أحمد جمال باشا القائد التركي -الذي اشتهر بخصومته للعرب- بيانا رسميا أشاد فيه بالشجاعة الفذة التي أبداها أولئك الجنود الفلسطينيون في غزة أمام أضعاف أضعافهم من جنود الأعداء، وأنها بسالة خارقة تذكر بالشجاعة التي أبداها آباؤهم من قبل عندما حموا هذه البقاع المقدسة بقيادة صلاح الدين الأيوبي.

** براعة الفلسطينيين في حرب العصابات

ولا شك أن كل منصف يعترف بأن مجاهدي فلسطين لم يغلبوا على أمرهم ولم يقهروا في ميدان الكفاح حينما كانوا يحاربون اليهود والانجليز معا حرب العصابات التي حذقوها، والتي هي أجدى وأنجع من مكافحة الجيوش النظامية، وأعظم أثرا وأقل نفقة، وبحرب العصابات القائمة على أسس التضحية والاستماتة والبسالة استطاع الفلسطينيون أن يقضوا مضاجع أعدائهم أمدا طويلا، وأن ينزلوا بهم الخسائر الفادحة، واستطاعت حركة الجهاد الفلسطيني في أعوام 36 و 37 و 38 و 1939م أن تسيطر على معظم الأراضي الفلسطينية بل عليها كلها إذا استثنينا قليلا من المدن التي انحصر الجنود الانجليز داخلها وقتا غير قليل في انتظار النجدات.

** الانجليز يسلحون اليهود ويدربونهم

وفي الحوادث الأخيرة ظن الانجليز الذين جردوا أهل فلسطين خلال الحرب العالمية الثانية من أسلحتهم، وشردوا قادتهم وسجنوا الألوف من مجاهديهم وأرهقوهم ظلما وعدوانا كما يفعلون اليوم في المكافحين من رجال ماو ماو في الوقت الذي كانوا يسلحون فيه اليهود ويدربونهم وينظمونهم ويساعدونهم بواسطة هيئه عسكريه إنجليزية  كان يرأسها القائد «وينجت» المعروف- ظن الانجليز أن كفه اليهود الحربية أصبحت راجحة وأن في استطاعتهم أن يتسلموا فلسطين حسب وعد بريطانيا القديم لهم فأعلنت بريطانيا أنها ستنسحب من فلسطين، ولكن أهل فلسطين رغم ضعف وسائلهم عامي 1947 - 1948 قاموا بكفاح شديد أرغم به يهود القدس وعددهم نحوه 115 ألفا على رفع رايات التسليم بعد أن أرهقوهم وحسروهم وقطعوا عنهم الماء والعتاد، وقد توسطت الهيئة الدبلوماسية في القدس حينئذ وجاءت بعثه من بعض أعضائها إلى دمشق في مارس 1948 م لمفاوضه الجامعة العربية والهيئة العربية العليا في هذا الأمر.

** يقول الكاتب فلسطين ناصر النشاشيبي: إن ضرب المناطق اليهودية المكتظة بالسكان كفيل بان يدفع مئات الآلاف إلى الهروب أسلوب «اضرب واهرب» مع عمليات نسف وإرهاب فدائيين بحيث لا يبقى جسر ولا نفق ولا خط حديدي ولا إذاعة ولا خزان مياه ولا محطة كهرباء ولا مصنع قد نجح في السابق وسوف ينجح في اللاحق

** تفوق العرب في المعارك على اليهود

وفي غضون ذلك كانت المعارك الكبيرة ناشبة بين العرب واليهود ففي مكان يعرف بالدهيشة بين القدس والخليل نشبت معركة كبيرة في 17 مارس سنه 1948 قتل فيها بضع مئات من اليهود وواقع منهم 350 أسيرا وغنم المجاهدون أسلحتهم وذخائرهم ونحو 150 سيارة كان قسم كبير منهم من المصفحات والمدرعات، ووقعت معارك صوريف وبيت سوريك وسلامه ويافا، ومعارك أخرى في المنطقة الشمالية قهرت فيها العصابات الفلسطينية اليهود وهزمتهم.

** في تلخيص الوضع القتالي ذلك الوقت، قال رئيس شعبه العمليات في هيئه أركان الهاجاناه في تقريره الذي قدمه في أول أبريل 1948 م: يجب أن نذكر أن كل مراحل المعركة حتى الآن قد أملاها علينا العدو، ولم نتمكن حتى الآن من التأثير على المجرى الاستراتيجي والعملياتي للمعركة التي تطورت من مجرد أحداث وصدامات إلى حرب بين قوتين شبه نظاميتين.. والحل الوحيد هو أخذ زمام المبادرة العملياتية بأيدينا ونحن نتطلع إلى إحراز نصر حاسم عسكري ضد العدو

** ولما شرع اليهود في استعمال المتفجرات وعمدوا إلى النسف قابلهم المجاهدون بما هو أدهى وأمر فنسفوا عماره بالستين بوست والوكالة اليهودية وشارع بن يهودا برمته ومحله المنتفيوري وغيرها، مما قصم ظهر اليهود وجعلهم يطالبون بالعدول عن حرب المتفجرات.

وقد أبدى المجاهدون الفلسطينيون من البسالة التصميم والتضحية ما ضمن لهم التفوق ورجوح الكفة على اليهود، حتى أن الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت بواسطة مندوبها في الأمم المتحدة في 23 مارس سند 1948  عدوله عن تأييد قرار تقسيم فلسطين، وقد وقعت جميع هذه الحوادث قبل تدخل الجيوش العربية فلسطين

 ** 12 ألف شهيد فلسطين

وقد بلغ عدد الذين استشهدوا من أهل فلسطين في ميادين الجهاد نحو 12 ألف شهيد، وبلغ عدد من أصيب منهم بجراحات وعاهات دائمة ضعف العدد وهذا بالإضافة إلى ألوف من السكان المدنيين ولاسيما من الشيوخ والنساء والأطفال الذين قتلهم اليهود والمستعمرون، كما أن خسائرهم المادية إلى ما قبل نشوب الحرب العالمية الثانية تقدر بعشرات الملايين من الجنيهات، فإن السلطات البريطانية نسفت أقسامًا برمتها من مدن يافا واللد وعشرات من القرى العربية وأتلفت مزروعات أهلها ومواشيهم وممتلكاتهم

** المؤامرة الإنجليزية لإبعاد الفلسطينيين عن ميدان القتال

ولما رأى الإنجليز واليهود هذا الجد والتصميم والاستماتة من عرب فلسطين، وأن حرب العصابات تزداد توسعا واندلاعا وأن أمدها سيطول، وستكون لها نتائج خطيرة في إثارة الشرق العربي والعالم الإسلامي لجئوا إلى الحيلة لوقف حرب العصابات وإبعاد المجاهدين الفلسطينيين عن ميدان المعركة؛ لأنهم بطبيعة الحال أشد العناصر العربية تصميما على القتال، واستماتة في الذود عن وطنهم وأنفسهم وممتلكاتهم. فعمد الانجليز إلى تعديل خطة الدول العربية التي كانت قررت في اجتماع «عالية-لبنان» في السابع من أكتوبر عام ١٩٤٨م أن يكون المعول في حرب فلسطين على أبنائها، وأن تمدهم الدول العربية بالأسـلحة والأموال وما إلى ذلك من وسائل المساعدة، وأن لا تدخل الجيوش العربية النظامية فلسطين، ولكنى عندما شعرت في ذلك الحين برغبة بعض الشخصيات العربية الرسمية في إدخال الجيوش العربية فلسطين وباندفاعها في هذا السبيل، أوجست في نفسی خيفة وأبديت ارتيابي وخشيتي من أن تكون وراء ذلك دسيسة أجنبية وعارضت في هذا معارضة شديدة.

ولم تكن الدول العربية موافقة على إدخال جيوشها إلى فلسطين ولكن تيار الضغط الأجنبي على بعض الشخصيات المسئولة في الدول العربية في ذلك الحين كان بدرجة من الشدة اجتاح معها كل معارضة، ودخلت الجيوش العربية وكانت مصر من أشد الدول معارضة لدخول جيشها في الحرب، ثم دخلت بتأثير دوافع متعددة كما ظهر في المحاكمات الأخيرة أمام محكمة الثورة، فقد قيل في صدد دخول الجيش المصري حرب فلسطين: (إن المرحوم النقراشي أسر إلى أحد كبار المصريين وقتئذ - ليهدئ من روعه ومعارضته- أن الإنجليز متحمسون لدخولنا الحرب، وأنهم وعدوه بمد الجيش المصري بالأسلحة والذخيرة التي يحتاج إليها، ولم تكن جميع يحتاج إليها)

** إن فكرة الجامعة العربية وفكرة دخول الجيوش العربية في ذاتهما فكرتان لا غبار عليهما إن كانتا في إطارهما الإسلامي الجامع، أما اجتماع القوالب مع تفرق القلوب فهو الضلال المبين والخسران والهزائم والنكسات؛ ذلك أن دخول جيوش الدول العربية الخمس في آن واحد مع عدم التنسيق بينها وجعل القيادة العامة في يد الملك عبد الله بن الحسين عديم الخبرة العسكرية واستعانته بقائد الجيش الأردني الجنرال البريطاني «چون یاجوت جلوب» كمستشار فعلى وحيد، وغيرها من عوامل الخذلان جعلت السيد محمد أمين الحسيني يتوجس خيفة، وقد تحققت مخاوفه.

** الجيوش العربية تحت قيادة جنرال إنجليزي !!

فلما دخلت الجيوش العربية فلسطين سلمت قيادتها العملية إلى الجنرال «جلوب» الانجليزي، وصدر أمر الملك عبد الله "بإلغاء منظمة الجهاد القدس الفلسطينية [حركة مقاومة عسكرية سرية قامت بدورها في الثورات الفلسطينية العديدة ضد الاحتلال البريطاني والصهيوني خاصة عام ١٩٤٧م تحت قيادة عبد القادر الحسيني، وكانت قوته الضاربة قوامها ٥-7 آلاف رجل بالإضافة إلى مجاهدين مقيمين في قراهم يبلغ عددهم ١٠ آلاف رجل، وكان وراء قرار حل المنظمة جلوب باشا!!] وجمع القوى والعصابات التابعة لها"، وإلغاء «جيش الإنقاذ» المؤلف من المتطوعين، وطلب إلغاء الهيئة العربية العليا لفلسطين. ووضعت خطة محكمة لإبعاد الفلسطينيين عن میدان الجهاد والسياسة، وكل ما يتعلق ببلادهم ومستقبلهم وحياتهم

** والملك عبد الله هو ابن الشريف الحسين بن على أمير الحجاز والشقيق الأصغر للأمير فيصل الكبير، ملك الأردن ومؤسسها، ولد بمكة، قاد في الحرب العالمية الأولى حملات المساعدة لبريطانيا في شبه جزيرة العرب، اختارته بريطانيا أميرًا على شرق الأردن عام ۱۹۱۹م، ومنحته استقلالاً ذاتيا عام ١٩٢٣م، ومنحته معونة سنوية قدرها ۱۸۰,۰۰۰ جنيه إسترليني مع تعهده باحترام التزامات بريطانيا الدولية تجاه فرنسا والحركة الصهيونية وضم الجزء الغربي من فلسطين على أساس التقسيم. اتخذ لقب ملك المملكة الأردنية الهاشمية عام ١٩٤٦م واغتيل عام ١٩٥١م على باب المسجد الأقصى بواسطة خياط فلسطيني .

** دعايات مضللة وتهم باطلة تذاع عن فلسطين

ولتبرير إبعاد الفلسطينيين عن ميدان المعركة قامت دوائر المخابرات البريطانية واليهودية، وغيرها من الدوائر الموالية لها، بدعايات واسعة مضللة وإشاعات مبطلة عن الفلسطينيين تكيل لهم فيها جزافًا أفظع التهم من تجسسهم على الجيوش العربية وبيعهم جنودها وضباطها لليهود، ونحو الأكاذيب التي لا ظل لها من الحقيقة، ولا يعقل أبدًا أن يرتكبها الفلسطينيون الذين هم أعظم الناس مصيبة باليهود والاستعمار وأشدهم حنقا عليهما، واستغل الخصوم بعض حوادث التجسس التي كان يقوم بها أفراد من اليهود نشئوا في البلاد العربية وحدقوا لغتها وعاداتها، وقد بثتهم دوائر الاستخبارات اليهودية في كل الجهات وهم يرتدون الثياب العربية حتى ظن أنهم من عرب فلسطين،

على أن أهل فلسطين كغيرهم من الشعوب منهم الصالحون ومنهم دون ذلك، ولا يبعد أن يكون بينهم أفراد قصروا أو فرطوا أو اقترفوا الخيانة، ولكن وجود أفراد قلائل من أمثال هؤلاء بين شعب كريم مجاهد كالشعب الفلسطيني لا يدمغ هذا الشعب، ولا ينتقص من كرامته، ولا يمحو صفحة جهاده العظيم

** إن التطورات والأحداث التي حدثت في العالم العربي بعد كارثة فلسطين ولاسيما بعد ثورة مصر في ٢٣ يوليو تموز ١٩٥٢م، كانت كفيلة بإظهار الحقائق سافرة للأمة العربية، رغم ما بذله المستعمرون واليهود وأولياؤهم وصنائعهم المأجورون من جهود كبيرة لتظل تلك الحقائق خافية عن الشعوب العربية والإسلامية، وأن تقلص نفوذ الاستعمار في العالم العربي ونمو القومية العربية وتماسكها واندماجها في السنوات الأخيرة ونضوج الوعي القومي قد أسكت كثيرا من أبواق الدعاية المضللة، وأخرس كثيرًا من السنة السوء التي أطلقها الأعداء لتشويه صفحة جهاد عرب فلسطين


جمع وترتيب
د/ خالد سعد النجار

alnaggar66@hotmail.com

 

 
 

 
  • تربية الأبناء
  • المقالات
  • بين زوجين
  • موسميات
  • مع المصطفى
  • تراجم وشخصيات
  • إدارة الذات
  • زهد ورقائق
  • مع الأحداث
  • قضايا معاصرة
  • القرآن الكريم وعلومه
  • التاريخ والحضارة
  • من بطون الكتب
  • الصفحة الرئيسية