اطبع هذه الصفحة


سلسلة الفوائد (4)

علي بن عبدالعزيز الراجحي


14ـ قال ابن القيم :

إسماعيل: هو الذبيح على القول الصواب عند علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم( زاد المعاد من خير هدي العباد 1/71) .

15ـ قال ابن القيم :

وكمل الله له من مراتب الوحي مراتب عديدة :
إحداها : الرؤيا الصادقة وكانت مبدأ وحيه صلى الله عليه و سلم وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح
الثانية : ما كان يلقيه الملك في روعه وقلبه من غير أن يراه كما قال النبي صلى الله عليه و سلم : [ إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله فإما ما عند الله لا ينال إلا بطاعته ] الثالثة : أنه صلى الله عليه و سلم كان يتمثل له الملك رجلا فيخاطبه حتى يعي عنه ما يقول له وفي هذه المرتبة كان يراه الصحابة أحيانا
الرابعة : أنه كان يأتيه في مثل صلصلة الجرس وكان أشده عليه فيتلبس به الملك حتى إن جبينه ليتفصد عرقا في اليوم الشديد البرد وحتى إن راحلته لتبرك به إلى الأرض إذا كان راكبها ولقد جاءه الوحي مرة كذلك وفخذه على فخذ زيد بن ثابت فثقلت عليه حتى كادت ترضها
الخامسة : أنه يرى الملك في صورته التي خلق عليها فيوحي إليه ما شاء الله أن يوحيه وهذا وقع له مرتين كما ذكر الله ذلك في [ النجم : 7 ، 13 ]
السادسة : ما أوحاه الله وهو فوق السماوات ليلة المعراج من فرض الصلاة وغيرها
السابعة : كلام الله له منه إليه بلا واسطة ملك كما كلم الله موسى بن عمران وهذه المرتبة هي ثابتة لموسى قطعا بنص
القرآن وثبوتها لنبينا صلى الله عليه و سلم هو في حديث الإسراء
وقد زاد بعضهم مرتبة ثامنة وهي تكليم الله له كفاحا من غير حجاب وهذا على مذهب من يقول : إنه صلى الله عليه و سلم رأى ربه تبارك وتعالى وهي مسألة خلاف بين السلف والخلف وإن كان جمهور الصحابة بل كلهم مع عائشة كما حكاه عثمان بن سعيد الدارمي إجماعا للصحابة(1/78)

16ـ قال ابن القيم :

ثم أكرمه الله تعالى بالنبوة فجاءه الملك وهو بغار حراء وكان يحب الخلوة فيه فأول ما أنزل عليه { اقرأ باسم ربك الذي خلق } [العلق :1] هذا قول عائشة والجمهور
وقال جابر : أول ما أنزل عليه : { يا أيها المدثر }
والصحيح قول عائشة لوجوه :
أحدها : أن قوله : ما أنا بقارئ صريح في أنه لم يقرأ قبل ذلك شيئا
الثاني : الأمر بالقراءة في الترتيب قبل الأمر بالإنذار فإنه إذا قرأ في نفسه أنذر بما قرأه فأمره بالقراءة أولا ثم بالإنذار بما قرأه ثانيا
الثالث : أن حديث جابر وقوله : أول ما أنزل من القرآن { يا أيها المدثر } قول جابر وعائشة أخبرت عن خبره صلى الله عليه و سلم عن نفسه بذلك الرابع : أن حديث جابر الذي احتج به صريح في أنه قد تقدم نزول الملك عليه أولا قبل نزول { يا أيها المدثر } فإنه قال :
[ فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء فرجعت إلى أهلي فقلت : زملوني دثروني فأنرل الله : { يا أيها المدثر } ] وقد أخبر أن الملك الذي جاءه بحراء أنزل عليه { اقرأ باسم ربك الذي خلق } فدل حديث جابر على تأخر نزول { يا أيها المدثر } والحجة في روايته لا في رأيه والله أعلم .( زاد المعاد من خير هدي العباد 1/84) .

 

علي الراجحي
  • مقالات دعوية
  • رسائل وبحوث
  • علم الفرائض
  • علم أصول الفقه
  • سلسلة الفوائد
  • الاستشارات التربوية
  • مختارات متنوعة
  • الصفحة الرئيسية