اطبع هذه الصفحة


رفضت أمي بسبب لون الزواج

علي بن عبدالعزيز الراجحي


بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال :
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته :
أخي الفاضل لن أطيل عليكم سأحكي قصتي وأرجو منكم أن تدلوني علي حل لأني تعبانة نفسياً أنا فتاة أبلغ من العمر ZZسنه بدأت قصتي عندما كنت بسنة ثانية من الجامعة تعرفت إلى شخص من خارج الجامعة كان يأتي إلى بيت ابن خالته في بناية التي يوجد بها بيتنا بدأت علاقتي عن طريق الهاتف طوال مدة دراستي لم أره إلا مرة واحدة في جامعة خوفاً منه علي أتممت دراستي وقال إنه يريد أن يأتي لخطبتي أخبرت أمي بذلك لكن أمي رفضت بشده لكون الشخص اسمر البشرة بقيت أحاول مع أمي لم يجدي نفعا ثم بدأت أكلم أخواتي المتزوجات لكي يقنعنها معي فشلت جميع محاولاتي كان لدي أختي هي التي تضغط علي أمي بالرفض وكان هو يهدني بقينا فترة لم يحدث خلالها شيء ثم بدأت من جديد لكن هذه المرة مع أبي أخبرته اختي وزوجها بالقصة فوافق أبي فرحت كثيرا ولكن ذلك لم يدوم طويل لان زوج أختي أخبر أخي الكبير ورفض بشدة لكونه أسمر واقنعو أبي بذلك وقعت الكثير من المشاكل بسبب الموضوع تقدم لخطبتي قريب لنا فرفضت وهم حاولوا إجباري لكن لم أوافق أريد أن أجد حل لأن الشخص الذي أحبه و الذي يجبني لا يريد أن يرتبط بإنسانة أخري برغم أني قالت له أن يعيش حياته وأن ينساني ورفض بشده ذلك وهو مازال متماسك بي وأنا أحبه ولا أريد الارتباط بشخص غيره . تواصلنا إلى حل أن نتزوج عن طريق المحكمة . أرجوا منكم أن تنصحوني أرجوا بسرعة .

الجواب :
الأخت الفاضلة/ نجمة حفظها الله من ليبيا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في هذا الموقع المبارك وفي هذا الركن ركن استشارات موقع لها أون لان فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بالموقع في أي وقت وفي أي موضوع .
أختي أن موضوعك مركب من جانبين :
الجانب الأول : أنه مشكلة اجتماعية وهو ما يكون في بعض المجتمعات من التمسك يبعض العادات والتقاليد وعدم التسامح بالزواج الإ يحسب رأي أحد الوالدين لسبب بسيطة كاللون أو القبيلة أو البلد وتشدد بعض الأمهات بذلك .
وهذه المشكلة يمكن حلها من عدد من الأمور من ذلك ما يلي :
1ـ تحاول البنت أن يغرس عند الأم مفهوم الإسلام الصحيح لا سيما في جانب نظرة الإسلام لموضوع الزواج وأن الرجل ليس باللون أو الشكل أو بالوظيفة أو غير ذلك من مظاهر الحياة الدنيا والتي ليس هي في ميزان الشريعة المحمدية وأنه لا يعارض مبادئ الدين الإسلامي .
2ـ ذكر بعض النصوص الشرعية للأم بالأسلوب المناسب والطريقة الجميلة ، فإن الله تعالى قد جعل التفاضل بين أهل الإسلام، إنما هو التقوى، كما قال تعالى: ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) سورة الحجرات آية 13، فأخبر تعالى أن التفاضل إنما يكون بالتقوى والدين وليس بالمظهر واللون، وهذا هو الذي قرره النبي صلى الله عليه وسلم، كما أخرجه الترمذي في السنن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله وسلم :( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) حديث حسن .
3ـ السعي في معرفة الأشخاص القريبين المؤثرين سواء كانوا رجال أم نساء على الأم والاتصال بهم وجعلهم يتحدثوا معها والسعي في حل المشكلة .

الجانب الثاني: أنها مشكلة عاطفية وحلها يكمن في ما يلي :
1ـ أن يعلم الإنسان أن كل شيء في هذه الحياة الدنيا مكتوبة عنده سبحانه وتعالى وأن التعليق به سبحانه هو السبيل الوحيدة للخروج من هذه المشكلات .
2ـ عليك يا أختي أن تعلمي أن التفكير في هذه الأمور الكبيرة والهامة في حياة الإنسان يكون بالعقل والتفكير والتدبر وليس بالعاطفة ، لأنه أمر الزواج ليس مدة مؤقت أو رحلة استجمام قصير .
3ـ عليك بالاستخارة وهو أن يدعو بعد السلام من الصلاة والأفضل أن يرفع يديه لأن رفعهما من أسباب استجابة الدعاء ، والدعاء الوارد هو ما ثبت من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال : عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني له قال ويسمي حاجته). رواه البخاري .
ولا مانع من تكرر الاستخارة حتى يتبن لكي الأمر سوف كان بالقبول والإقبال أم بالرفض والإمتاع .
4ـ لا ينبغي للمسلم أن يتمنى الموت إذا ضاقت به الدنيا وزادت همومه وهجمت المشكلات عليه لأن في تمني الموت نوع من الاعتراض على قدر الله سبحانه وتعالى
بل الواجب على المسلم أن يفوض أمره إلى الله سبحانه وتعالى.
5ـ لو لم يحصل الزواج بينكما ، فليس هذه نهاية الدنيا بل يسأل الإنسان الخير أينما هو وليعلم ويدبر ما جاء من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قول الحبيب عليه الصلاة والسلام (أحفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً ) حديث صحيح.
6ـ أن الواجب صرف الأوقات في المفيد من الإعمال وسؤال الله جل وعلا التيسير بالزواج وتعجيله بالزوج الصالح.
7ـ ولا أرى الزوج عن طريق المحكمة .

ومسك الختام الله أسال لك التوفيق والسداد وان يختار لك الخير العظيم في الدنيا والآخرة .

26/5/1430هـ

 

علي الراجحي
  • مقالات دعوية
  • رسائل وبحوث
  • علم الفرائض
  • علم أصول الفقه
  • سلسلة الفوائد
  • الاستشارات التربوية
  • مختارات متنوعة
  • الصفحة الرئيسية