اطبع هذه الصفحة


كيف أبعدها عن حياتنا

علي بن عبدالعزيز الراجحي


بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال :
معاملة زوجي للنساء يتعامل يتعامل معهم بكل رقة مما يدخلني في دائرة المشاكل حيث إن كل واحدة منهن يحكي له مشاكلها وبلذاتغير المتزوجات والآن توجد واحدة دخلت حياتنا وتحكي مشاكلها وترسل له مسجات على التلفون وتقول انها تعتبره اخاها الاكبر .. ارشدوني كيف ابعدها عن حياتنا وكيف استطيع ان اجعل زوجي يغير معاملته للنساء حتى لا نقع في المشاكل حيث انني اصبحت اتضايق من هذا الحال علما ان هذه البنت وجدت منها مسج في تلفون زوجي كتبت فيها
I miss you so much
علما انها موظفة معه في نفس الشركة وتراه كل يوم ارشدوني ماذا افعل . وما معني انت ترسل فتاة رسالة كهذه لرجل متزوج تراه كل يوم ؟؟؟؟؟؟


الجواب :
الأخت الفاضلة/ رقية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات مشروع ابن باز الخيري، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بالموقع في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح لك زوجك وأن يغفر له وأن يتوب عليه، وأن يرزقه القناعة بالحلال.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فو الله إنها لمصيبة حقاً أن يستعمل العبد ما حرم الله، وأن يقيم علاقة محرمة رغم أن عنده زوجته الطيبة الحلال، التي هي أولى بكل كلمة حب ولمسة عطف وحنان، إنها نزعات الشيطان، وسوء التربية، وضعف الخوف من الله، والتفلت الواضح من التكاليف الشرعية، وانعدام أو ضعف الإيمان باليوم الآخر.

وأنصحك أختي رقية أن تنظري بداية في نفسك وسلوكك معه، وهل أنت مقصرة في حقه، لاحتمال أن تكوني قد شغلت بأعمال عنه، وأهملت الاهتمام بنفسك وجمالك وملابسك ونظافتك، لأنه مع الأسف الشديد توجد كثير من الزوجات ما إن تنجب ، إلا وتنشغل نهائياً عن زوجها، حتى يشعر بالإهمال وعدم الاهتمام، مما يضطره إلى البحث عمن يهتم به، أو يسمعه بعض العبارات العاطفية المعسولة خارج بيته ، وقد يسعى في حل مشكلات نسائية سواء كانت زميلات في العمل أو غير ذلك، وبذلك تكون الزوجة هي السبب في ضياع زوجها وتدمير حياتها.

لذا أنصحك بضرورة الاهتمام بنفسك وعدم الانشغال عنه، مهما كانت الظروف، وأن تشعريه بأنه عريس دائماً وأنك عروسة دائماً ، وأنك له أولاً وقبل كل شيء، وحاولي إسماعه العبارات والكلمات العاطفية، واخرجي معه في رحلات أو جلسات خارج المنزل، واملئي عليه فراغه وحياته، وأرسلي له رسائل بالوسائل المناسبة عبر جواله أو أيميله فيها من كلمات الحب والعاطفة ما يعوضه عن غيرك، وعليك كذلك بالدعاء له بالصلاح والهداية والعفة والحياء من الله وأن يحفظه من الفتن ما ظهر منا وما بطن .

وحاولي ربطه بصحبة صالحة إن أمكن، وافعلي ما يمكنك فعله من رسائل الجذب والإغراء، وأنا واثق من قدرتك على ذلك، خاصة وأنك ما زلت في بداية الحياة الزوجية وبمقدورك فعل الكثير والكثير من الإغراءات الزوجية.

وأن تبحثي عن إمراة عاقلة تقوم بمناصحة هذه البنت بالطريقة المناسبة بدون أن تعلم أنكي المرسل .
وأن تختاري الوقت المناسبة الذي يكون فيها الزوج مطمئن البال منشرح الصدر لفتح الموضوع ومناقشته فيها بالأسلوب الجميل والعبرة الحلوة وتسخرجي منه الحلول لهذه المشكلة .

كما أن تحرصي على سلامة مظهرك ونظافة بيتك وكمال أخلاقك، حيث أنها كلها مؤهلات السعادة، والرجل مهما تغير أو تبدل يميل دائماً للزوجة الصالحة التي إذا نظر إليها سرّته وإذا غاب عنها حفظته، وبذلك تستطيعين الاحتفاظ بزوجك وحمايته بإذن الله تعالى.
وختاماً حاولي استثمار مشاعره الإيجابية نحوك وكوني له دائماً الظل الذي يجد فيه الراحة والإمتاع، ولا داعي للقلق أو الخوف طالما أنت والحمد لله على صلة بالله رب العالمين، ولعل في ذلك ما يعيد لك الراحة ويقوي علاقة زوجك بك، وحرصه على الاحتفاظ بك وعدم التفكير في غيرك.. المهم هو التزام الصدق مع خالقك سبحانه
ولا تنسي أختي من الدعاء الصادق في أوقات الإجابة أن يصلح هذا الزوج وان يجعله قرة عين لكم ، وأن تبحثي له عن أصدقاء صالحين من الأقربين وغيرهم ، والله أسال أن يهدي هذا الزوج وأن يصلحه وأن يعود إلى رشده.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى إله وصحبه أجمعين .

28/4/1430هـ

 

علي الراجحي
  • مقالات دعوية
  • رسائل وبحوث
  • علم الفرائض
  • علم أصول الفقه
  • سلسلة الفوائد
  • الاستشارات التربوية
  • مختارات متنوعة
  • الصفحة الرئيسية