أحب طبيبي فكيف أقنعه بالزواج بي؟

علي بن عبدالعزيز الراجحي

بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا فتاة أحلم بالزواج منذ سبع سنوات ولم يأتي النصيب وأنا أعاني من فراغ عاطفي بالاضافه إلى نشاط جنسي أتعبني كثيرا مشكلتي هي إني أحببت طبيباً وتعلقت به تعلقاً شديداً فهو يهتم بي وبمشاعري ومحترم جداً وأخلاقه جداً عاليه فهو منذ إن تعرفت عليه لم يطلب مني أمراً سيئا البته أحببته وأشعرته بحبي له وطلبت منه الزواج لكنه رفض وقال السبب في رفضه إنه يعاني من الاكتئاب ويأخذ دواء له وأنا أعاني من الاضطراب الوجداني ثنائي القطب واتعالج منه فقال كلانا نتعالج فنسبة إصابة الأبناء جدا خطيرة ولكني رغم هذا ما زلت ألح عليه وألح بسبب شدة العاطفة والنشاط الجنسي الذي أتعبني كثيرا فأنا لا أريد الحرام أبدا وأريد الستر ودائما اسأل الله العفاف ولكن شدة عاطفتي دعتني إلى المكالمات أيضا هو يصف نفسه بأنه إنسان سيئ وأنا لم أرى منه شيئا سيئا أبدا فهو محترم لأبعد الحدود كلامه جداً محترم لايوجد فيه أي شيء يدل إنه سيئ ربما يقول لي هكذا حتى لا ألح عيه بالزواج أيضا صرح لي بأنه لا يصلي وأحيانا يفطر في رمضان وإنه مدخن ولكن من شدة تعلقي به قلت إني سأساعده في الصلاة وفي أمور دينه لأنه ذو ثقافة دينية عالية ودائما ما يقول لي أحاديث كنت أحفظها ويذكرني بالله كثيرا فهو كما ذكرت جدا محترم ومثقف ولكن لاادري لماذا لا يصلي رغم الثقافة الدينية العالية زبدة الموضوع إني أحبه وتعلقت به وأريد إن أقنعه بالزواج مني ولكن ما الوسيلة حيث الحيت عليه كثيرا ويرفض وأخر مرة قبل يومين قبل سفره حيث إنه سافر إلى الخارج لإكمال متطلبات دراسته في الخارج وقلت له فكر بالموضوع وبعد إلحاح قال لي حسنا سأفكر فيه وانأ لا أدري هل قالها حقيقة أم إنه يريدني التوقف عن الإلحاح ولكن أسلوبه هذه المرة كان مختلف فيه جدية نوعاً ما ماذا تشيرون علي أرشدوني فأنا أعاني من العاطفة الشديدة والنشاط الجنسي ولا أريد الحرام أبدا أبدا أريد العفاف والستر وأريد الزواج أرشدوني .

وجزأكم الله خيراً.

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة سميرة من هذه البلاد المباركة مرحباً بك في هذا الموقع استشارات موقع لها أو لاين، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك .
أن مشكلتك هي من ضمن المشكلات التي يعاني منها بعض من النساء الذين لم يكتب الله عز وجل لهن الزواج حتى الآن ولاشك أن الحلم بالزواج وتمني الاقتران بزوج من النعم التي يتفضل المولى جل وعلا على الإنسان . وسبب مشكلتك أختي السائلة هي التعلق بهذا الشخص تحديداً ونصيحتي لكي تكون من خلال هذه النقاط :ـ
1ـ أن تعلمي علم اليقين لاشك فيه ولا ريب أن كل شيءمسلم:ه الحياة الدنيا مكتوبة عنده سبحانه وتعالى وهو ركن من أركان الإيمان لقوله تعالى (إنا كل شىء خلقناه بقدر )سورة القمر : 49 و ثبت في صحيح مسلم من قول النبي صلى الله عليه وسلم مجيباً جبريل حين سأله عن الإيمان:قال الإيمان:أن تُؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتُؤمن بالقدر خيره وشره).فجعل الإيمان بالقدر سادس أركان الإيمان.
قال طاووس رحمه الله وهو أحد التابعين كما في صحيح مسلم :أدركت أناساً من أصحاب رسول الله يقولون:كل شيءٍ بقدر .
فالزواج من الأشياء المكتوبة على بني آدم فيجب عليك الرضا والصبر لاسيما وأنتي في مقتبل العمر.
2ـ عليك يا أختي أن تعلمي أن التفكير في هذه الأمور الكبيرة والهامة في حياة الإنسان يكون بالعقل والتفكير والتدبر والتمعن والاستشارة وأخذ أمر الزواج بالجدية والاهتمام وليس بالعاطفة والحب المجرد والتسرع وعدم معرفة عواقب الأمور لأنه أمر الزواج ليس لمدة مؤقتة أو رحلة سفر .
3ـ عليك بالاستخارة وهو أن يدعو بعد السلام من الصلاة في صلاة نافلة .
4ـ لا ينبغي للمسلم أن يكره الحياة وذلك بسبب فوات جزء من العمر لم يتزوج .
5ـ لو لم يحصل الزواج بينكما فليس هذه نهاية الدنيا بل يسأل الإنسان الخير أينما هو وليعلم ويدبر ما جاء من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قول الحبيب عليه الصلاة والسلام (أحفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً ) حديث صحيح.
6ـ أن الواجب عليك استغلال الأوقات في المفيد من أمور الدنيا والآخرة من الالتحاق بالإعمال المناسبة من دورات تعليمية وحضور اللقاءات النافعة.
7ـ أن التعلق بهذا الرجل على ما لدي من المخالفات الشرعية من ترك للصلاة والإفطار في رمضان ولا يخفى أنهما من أركان الإسلام فتركهما خروج من الملة المحمدية فترك التواصل والبعد عنه هو الأسلم لدينك ولحياتك .
8ـ البعد عن كل ما يهيج العزيزة الجنسي من مشاهدة القنوات الفضائية .
9ـ أن أفضل طريقة هي عدم الاستمرار في التواصل مع هذا الشخص وصرف النظر عنه لاسيما والظروف الصحية والنفسية لكما لا تشجع على التوصل والزواج في المستقبل.
10ـ سؤال الله جل وعلا التيسير بالزوج الصالح فالدنيا فيها رجال يبحثون عن الزوجة المناسبة لهم .
11ـ الحذر كل الحذر في مستقبل الأيام من التواصل مع الرجال عبر وسائل الاتصال المختلفة وهو منزلق خطير ومدخل من مداخل الشيطان على المرأة المسلمة .
12ـ عرض نفسك على طبيبة نفسية للعلاج مما أصابك من أعرض نفسية.
13ـ ومسك الختام أن تتأملي أختي قول الله تعالى ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) سورة البقرة:216.
والله أسال للجميع التوفيق والسداد وأن يحفظهم من كل سوء .
وصلى الله على نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم .

22/12/1430هـ