صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







أبي يقف في طريق زواجي بمن أحب!.

علي بن عبدالعزيز الراجحي


بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاة تقدم لي شاب متزوج ولديه أطفال عمره 38 سنة، وكانت بيننا علاقة حب قبل الخطوبة.
وهو يحبني كثيرا أكثر مني، وطلبني من أبي عدة مرات.
وقال لأبي أي طلبات أنا مستعد، حتى طلب من أبي أنه سيكتب شقة باسمي وفعل المستحيل؛ لكن أبي لم يوافق، ولا يريد لأنه عرف بعلاقتنا السابقة.
ولكن الرجل جاء وتقدم وأهان نفسه لكي فقط يتزوجني ومستعد بالذي يريده والدي!
ولكن للأسف لم يوافق أبي!
أرشدوني ماذا أفعل؟
أنا أريد أن أعف نفسي وأصونها من الحرام بالحلال معه.
وأبي واقف في طريقنا.
ماذا أفعل من طريقة لإقناع، دلوني جزاكم الله كل خير عني.
أنا والله تعبانة نفسيا، وجاءني اكتئاب وفي حيرة من أمري ولا أقدر على مواجهة أبي..
ساعدوني أعانكم الله، وشكرا؟


الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
الأخت الكريمة : ريم
رغم أن العلاقة التي قامت بينك وبين هذا الرجل قبل أن يتقدم لخطبتك علاقة مرفوضة من حيث المبدأ؛ إلا أنه حينما تقدم لخطبتك قد غير مسار تلك العلاقة إلى المسار الصحيح.
وقد لاحظت أنك لم تذكري شيئا عن المميزات التي يتحلى بها خطيبك المذكور من دين وخلق وسلوك حميد.
وأخشى أن يكون شعورك بحبه لك ووعده بمنحك شقة باسمك قد حجب عنك بعض الجوانب التي قد تجعلك تعيدين النظر في قبولك به من عدمه.
لا تفهمي من كلامي أني أدعوك لرفضه بالمطلق؛ فهذا لا يمكن لي القطع به, ولكني أردت فتح عقلك لخيارات أنت بحاجة لتمعنها وفحصها قبل القرار الأخير الذي قد يكون تحت مؤثرات عاطفية متوهجة مبنية على العلاقة القائمة بينكما.
إذا كان رفض والدك لهذا الشخص مبني على العلاقة السابقة بينكما والتي أرجو أن لا تكون قد تجاوزت الخطوط الحمراء الشرعية فهو رفض في غير محله خاصة إذا كان الرجل يتحلى بصفات تؤهله ليكون زوجا مناسبا لابنته.
أما إن كان لديه أسباب أخرى قد أدركها أكثر منك بحكم حكمته ودرايته ومسؤوليته الأبوية؛ فهذا يجعلنا نؤيد ما ذهب إليه من رفض هذا الخاطب.
لا أعلم مستوى والدك الثقافي وإدراكه وحكمته ولكن ليس من الصعب عليك مفاتحته في الموضوع دون مواربة أو خجل ويمكنك الاستعانة بوالدتك أو أحد أخوتك أو من تثقين به من أرحامك الأدنين للتحاور مع والدك، وبيان أن تلك المعرفة التي كانت لك مع هذا الخاطب لم تتعدى التوافق العادي وحسن النية بهدف الزواج.
كما يمكن لهذا الخاطب أن يرسل من يتوسط له عند والدك ممن يكن له والدك الاحترام والتقدير لعله يقتنع بقبول زواجك منه.
كل هذا بعد قناعتك التامة بعقلك وعاطفتك على حد سواء بأنه زوج مناسب لك ترضين خلقه ودينه.
ولا حرج عليك في اللجوء لأحد أخوتك أو أرحامك لجمع مزيد من المعلومات عن هذا الخاطب فيما يتعلق بسلوكه وتدينه وأخلاقه حتى تكوني على بينة تامة من أمره.
خاصة وأن مثل تلك العلاقات العاطفية التي تتم قبل الزواج تظهر الوجه الحسن وتخفي وراءه القبيح الذي لا يظهر إلا بعد عقد الزواج من خلال الحياة الزوجية العادية.
ثم عليك باللجوء لربك واستخارته وطلب العون منه والدعاء الخالص بأن يختار لك ما فيه الخير لك في دينك ودنياك.
ثم أوصيك وصية أكيدة بأن لا يؤثر موقف والدك من هذا الخاطب على برك به والإحسان إليه والتقرب منه، وطلب رضاه.
وقد يكون هذا مفتاح لقلبه للتجاوب مع طلبك وتحقيق رغبتك فهو والدك ولن يسعى إلا لما فيه الخير لكِ. وإن بدى لك خلاف ذلك.
وفقك الله لكل خير وأسعدك في الدارين. والله الموفق.


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
علي الراجحي
  • مقالات دعوية
  • رسائل وبحوث
  • علم الفرائض
  • علم أصول الفقه
  • سلسلة الفوائد
  • الاستشارات التربوية
  • مختارات متنوعة
  • الصفحة الرئيسية