اطبع هذه الصفحة


زوجي كثير الغياب عن المنزل!

علي بن عبدالعزيز الراجحي


بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال :
السلام عليكم :
أنا متزوجة ولي حوالي ست سنين . زوجي ما قصر معي بشي الله يجزاه خير .
بس أنه يداوم دوام حكومي صباحا حتى الظهر ثم يذهب للمحل مايجي ألا حول العصر يجي يأكل له شي ثم يرجع للمحل مره ثانيه ولا يجي ألا بعد العشاء وبعد ماأدق عليه وأتكلم ومدري إيش على أن المحل يسكر إذا أذن العشاء بس هو يرجع للمحل والخميس أيضا يروح الصبح للمحل ولا يجي ألا حول العصر يأكل شي ويرجع للمحل إلى بعد العشاء بساعة أو أكثر ولا يرجع ألا بالقيل والقال لو ماأدق ماجا يرجع ويتعشى ثم ينزل عند أمه ساعة أو أكثر ثم يرقى وينام على طول وبالأجازات كذا مافيه طلعات سفريات ولا شي على هالروتين بس يوم الجمعة بالزعل يطلعنا بعد العشاء ثم من نطلع وهو يقول راسي يوجعن تعبان .
مع العلم أنه يوم الجمعة بعد الصلاة يتغدى عند أمه ثم يطلع قبل العصر يروح للمحل ولا يجي ألا حول المغرب وإذا زعلت ولا شي زعل وقال ليه أنت كذا وجلس يهوش و يزعل .
وإذا قلت له ودي نسافر نطلع نغير جو قال ماأقدر ومو لازم وإذا ضاق صدري ولحيت زعل ولا يعطي وعود عشان أسكت بس لأنه إذا جا وقت الوعد وقلت له يالله قال أنت ماتقدرين ولا شي ويهوش ويزعل من تزوجنا وهو كذا .
أنا عندي منه ولدين .
الله يجزاك خير ودي تفيدني بأقرب وقت لأن لي سنه وأكثر وأنا تعبانه نفسين بس أبكي وبدأت أقرا من التعب اللي يجيني وتغيرت نفسيتي معه وجتني فتره مالي خلق أشوفه أكرهه حتى الأن بس أحاول أجامل بس لازم يوميين أبكي .
مع العلم أنه ماقصر بحنان حتى الطلبات يلبيها لي بس هذا مايفيد إذا كان هو مايجلس عندي أبغى أشوفه أسولف معه .


الجواب :
الأخت الصابرة حفظها الله ووفقها لكل خير
كما ذكرت بنفسك إن مشكلتك يشاركك فيها الكثير من الزوجات وهي عدم وجود الزوج بالمنزل لانشغاله ، ولكن هذا الانشغال يختلف من زوج لآخر ، فمن الأزواج من هو مشغول بتجارته ومنهم من هو مشغول برفاقه ومنهم من هو مشغول بهواياته .
أما أنت وأمثالك ممن انشغل أزواجهن بالتجارة الذي هو خير من مشاهدة الأفلام الهابطة والقنوات الغير طيبة أو السهر في أماكن مزعجة للمرأة من دون فائدة ترجى في الدنيا ولا في الآخرة بل هي حسرات عليهم وعلى من يعولون ..!!!
وتأكدي أختي الكريمة أنه لا يخلو بيت من مشكلة وأن الإنسان خلق في كبد، ولكن النظرة لحجم المشكلة ونوعيتها والتعقل في ذلك يعالج كثيراً من المشاكل .
أيضاً أنبهك لأمر هام وهو ألا تتملك مشكلتك عليك عقلك ونفسيتك فهذا يفسد الحياة . فيفترض في الإنسان أن يحاول جاهداً أن يعزل المشكلة عن نفسه ويبتعد عنها .. فلا تدعي المشكلة تأتي على الأخضر واليابس في حياتك فتفسدها. وحاولي عزل المشكلة عن السلوك مع الزوج بالفعل والكلام وكذلك سلوكك مع أولادك ، ثم عليك أن تنظري إلى محامد زوجك وفضائله فإن هذه النظرة تقارب بين الزوجين وتزيل كثيرا من العقبات والمشاكل كما أنها تساعد الزوجة في تحسين نفسيتها كلما ذكرت نعم الله عليها .
اجعلي أيضا لنفسك برنامجاً ونظمي وقتك مع أولادك فوقت للحفظ والمراجعة وآخر للمذاكرة ووقت للترويح فأنت كمن يزرع نباتات يسقيها كل يوم ويراها تنمو وتكبر.
أما عن زوجك : فأقول له إن لربك عليك حقاً ولنفسك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً فأعط كل ذي حق حقه فزوجتك وأولادك رعية وأنت راعيها .
كذلك استقباله حال دخوله المنزل من خلال لبس أجمل الثياب ، وسؤال عن حاله وظروفه اليومية وعن أحوال تجارته .
أختي لا أرى أبداً ترك هذا الزوج بأي شكل من الأشكال ولا التهرب منه بل التقرب منه .
أن تعزيز تقوية العلاقة بينك وبين أهل زوجك يساعد في جانب من مشكلتك من حيث تشجع الزوج على الذهاب إلى أهله ودعوتهم إلى المنزل ، وأيضاً أدخلهما في حل المشكلة .
لا أرأى الطلاق حل لهذه المشكلة .
ولا تنسي أختي من الدعاء الصادق في أوقات الإجابة أن يصلح هذا الزوج وان يجعله قرة عين لكم ، والله أسال أن يهدي هذا الزوج وأن يصلحه وأن يعود إلى رشده.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.
(موقع لها أون لاين)
1/4/1431هـ

 

علي الراجحي
  • مقالات دعوية
  • رسائل وبحوث
  • علم الفرائض
  • علم أصول الفقه
  • سلسلة الفوائد
  • الاستشارات التربوية
  • مختارات متنوعة
  • الصفحة الرئيسية