اطبع هذه الصفحة


التعلق بمن رفضته وأبيته

علي بن عبدالعزيز الراجحي


بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال :
خطبني احد الأشخاص وهو يملك مواصفات جميلة إلا أن ظروفه كانت صعبة بالنسبة لي ..وكنت اكلمه بالهاتف وصبرت على أشياء كثيرة حتى يسير كل شيء..وبعد أن رحل أحببته..كيف أنساه الآن له شهرين وزيادة أنا فعلا لا اعرف شعوره تجاهي لكن لا أريد أن أؤمل بعودته أريد أن أنساه وشكراً .


الجواب :
أختي الكريمة: أشكر لك تواصلك مع موقع واعي وعلى أخذ المشورة.
إن المتأمل لهذه الحياة الدنيا وما فيها من أحوال أفراح وأتراح وما يمر على الإنسان من أوقات تسر وأوقات تحزن، وأنتي عندما تقدم هذا الخاطب ثم رحل وهكذا هي الحياة الدنيا ضحك وبكاء وفرح وحزن.
أظن أن مشكلتك في نظرك هي رحيل هذا الخاطب، ومشكلتك في نظري تشمل أمرين هما:
1ـ تكليمك لهذا الخاطب قبل إتمام العقد وهذا خطأ وهو بوابة ومدخل للشيطان والمرأة لا تصبح زوجة لرجل إلا بعد العقد.
2ـ عدم صبرك عندما ذهب ورحل عنك، ولم تذكري أختي ما هو سبب رحيل هذا الخاطب عنك ؟
وحل هذان الأمرين يكون من أتباع الخطوات التالية:ـ
1ـ تذكر أن جميع الأشياء يمكن أن تنساه مع مرور الوقت ومن ضمن ذلك هذا الخاطب.
2ـ أن تعلمي علم اليقين أن هو كل شيء في هذه الحياة الدنيا أما هو مكتوب على الإنسان لقول الله تعالى ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) سورة القمر: 49.
وتأملي هذا الحديث الجليل الذي يحتوي على معالم تربوية للإنسان في هذه الحياة الدنيا لو تدبرها ثبت في الحديث عن ابن عباس قال : كنت خلفت رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فقال : يا غلام إني أعلمك كلمات أحفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف . رواه الترمذي قال الشيخ الألباني : صحيح .
3ـ قد يكون انصراف هذا الخاطب خير لكِ وانظري إلى قول الباري ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) سورة البقرة: 216
4ـ عليك باللجوء إلى الله جل وعلا بالدعاء الصادق وبفعل الخيرات وترك ما يبغضه يقول سبحانه وتعالى ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) سورة الطلاق : 2 ، 3
5ـ اشغلي وقتك بالمفيد من الأقوال والإعمال وحضور المجالس النافعة .
وأخيراً:ـ الله أسال لكِ التوفيق وأن يحقق لكِ ما تمناه من خير الدنيا والآخرة.
ومسك الختام : عليك بالدعاء في الأوقات الفاضلة فهو قريب من عباده سبحانه وتعالى .
وصلى الله وسلم على حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .

8/7/1431هـ


 

علي الراجحي
  • مقالات دعوية
  • رسائل وبحوث
  • علم الفرائض
  • علم أصول الفقه
  • سلسلة الفوائد
  • الاستشارات التربوية
  • مختارات متنوعة
  • الصفحة الرئيسية