اطبع هذه الصفحة


استشارة بخصوص الاستمرار أو الإنفصال

علي بن عبدالعزيز الراجحي


بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
تزوجت بشخص كنت أعرفه قبل الزواج، ولم أتزوج من قبله وقررنا الارتباط؛ لأننا أردنا أن نكمل بالطريق الصحيح، لكن بدون علم أهله لأنه قبيلي وأنا خضيرية، ولن يرضوا أبداً بهذا الزواج, طبعاً أهلي وافقوا على الزواج؛ لأنهم خافوا عليَّ من شبح العنوسة، لكن كان شرط زوجي أن لا ننجب أطفالاً؛ بسبب اختلاف العروق.
قبل الزواج كنت أفكر فقط بالارتباط به ( تفكيراً عاطفياً ) وقبلت بالشرط ظاهرياً لكن داخلياً كنت أرفض هذا الشرط.
الآن وبعد مرور 3 أشهر من الزواج، أعاني من عدة مشاكل :
1/ أهل زوجي لا يعلمون بالزواج؛ لذلك ينام في بيت أهله، وأنا أنام وحدي بالمنزل إلا في بعض الأيام.
2/ يتغيب طوال اليوم عن البيت؛ لأن عنده محلاً تجارياً، وبعد الانتهاء من العمل يذهب لبيت أهله؛ حتى لا يشكُ بالأمر.
3/ يرفض نهائياً فكرة الأطفال .
4/ أهله لاحظوا التغير الذي طرأ على ابنهم؛ لذلك أصروا عليه بالزواج لكن هو رفض الأمر.
5 / يخاف من الخروج علناً معي حتى لا يرانا أحد من أقاربه.
6/ أشعر كثيراً بالألم في داخلي لأنه يخفيني عن أهله.
7/ زوجي دائماً يردد لي بأنه سوف يتزوج خلال العام المقبل؛ حتى يرزق بالذرية من زوجة يختارها أهله، ومن نفس الطبقة الاجتماعية .
مع العلم بأن زوجي إنسان يخاف الله، ومحترم ويقدرني كثيراً، ولا يرغب في الانفصال عني، لكن يريد لزواجنا أن يظل سراً وبدون أطفال، وأنا إنسانه أريد أن أعيش الأمومة، وأريد حياة آمنة؛ لأن حياتي الآن مربوطة بجهل أهله فيها؛ لأنه أخبرني إذا وصل الأمر لأهله فسوف يطلقني.
وأهلي لا يعلمون شيئاً عن الموضوع.
أكتب لكم هذه الرسالة، وحالتي النفسية سيئة جداً وأشعر بالصراع الداخلي بين قلبي وعقلي.
فقلبي يريد استمرار الزواج وعقلي يرفضه.
فأتمنى أن ترشدوني لما هو في صالحي.

الجواب :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد عليه من الله أفضل الصلاة وأزكى التسليم .

أهلاً وسهلاً في هذا الموقع المبارك (زاوية الاستشارات) بمشروع ابن باز المبارك .
مشكلتك من ضمن المشكلات التي هي من إنتاج الزيجات التي تقوم على عدم مراعاة العادات الاجتماعية والقواعد الشرعية التي جاءت بتحصيل المصالح ودر المفاسد .
هذا الزواج الذي تم بينكما بتفكير بالعاطفة وليس بالتعقل لا سيما وقد تم بدون حضور أهل الزوج .
هذا الزوج الذي أقدم على الاقتران بكِ بدون موافقة أهله وعدم سؤالكم أهله وأقاربه لاشك أن تفريط بينكما فأين أهلك ؟؟
ولم لِم يحضروا أهله الزواج ؟؟
أن أي مشكلة من المشكلات لا تحل بمشكلة أخرى فشبح العنوسة لا يعالج بالتسرع والعجلة في مثل هذه الأمور المصيرية .
وانظري أختي كيف هي نتائج عالج المشكلة بمشكلة أخرى ، التي هي سبعة نتائج ليست بالحسنة كما ذكرتي ؟
وتأملي عبارتكِ ( فقلبي يريد استمرار الزواج وعقلي يرفضه ) .
الزوج سوف يهتم بالمتعة وهذا هو هدفه الذي يختلف عن أهدافك .
وأرى أن أفضل علاج وأسهل لحل مثل هذا المشكلة هو عدم الاستمرار ، ومبررات قولي ما يلي :ـ
1ـ نية الزوج بالزواج من امرأة تناسب الزواج للجانب الاجتماعي ؟
2ـ أختلف الأهداف بينكما من هذا الزواج .
5ـ الزواج الذي تم لم يراع الجانب الاجتماعي بينكما .
4ـ كثرة المشكلات التي حدثت بعد الاقتران بهذا الزوج .
5ـ الزوج يريد الاستمرار بدون أطفال وكذلك بسر ومن غير أعلام .
وأخيراً تأملي قول الله تعالى :( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) سورة البقرة : آية 216 ، والله يعوضك خيرا منها ؛ فلا يكن عندك شيء من التضجر؛ لأنك لا تدري كيف يكون وضعك معه في المستقبل في حال الاستمرار.
وختام المسك عليكِ بالعلاج الرباني وهو دعاء المولى جل وعلا أن يعوضك الله خير.
وصلى الله وسلم على حبيبنا ورسولنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
(تم نشرها بموقع مشروع ابن باز)
2/4/1431هـ


 

علي الراجحي
  • مقالات دعوية
  • رسائل وبحوث
  • علم الفرائض
  • علم أصول الفقه
  • سلسلة الفوائد
  • الاستشارات التربوية
  • مختارات متنوعة
  • الصفحة الرئيسية