اطبع هذه الصفحة


أخاف أن يفشل هذا الزواج لأني تعرفت عليه في الانترنت!

علي بن عبدالعزيز الراجحي


بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال :
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته..
أنا فتاة أبلغ من العمر24 سنة وعندي مشكلة وأريد مساعدتي بحل حكيم والرد على استشارتي بأسرع وقت ::
أنا فتاة محافظة (ولا أكلم الشباب) ولكن حصلت لي في إحدى المرات التي كنت ألعب فيها لعبة على الإنترنت تعرفت على شاب وبعد حديث عادي قال إنه يريد الزواج من حضرية وأنه ارتاح لي ويريد الزواج مني وحادثني على الإيميل ثم على الهاتف وأنا لست مرتاحة لهذا الوضع وطلبت منه أن نترك الاتصالات وهذا الفعل وأنه حرام وأنا لا أريد الحرام ولكن كان يصر علي ثم طلب مني رقم عائلتي لكي يتقدم لي ويتزوجني وهو رجل (حسب معرفتي به) طيب وخلوق عمره 37 سنة مطلق وله بنتان وهو قبيلي وأنا حضريه.
مشكلتي هي أني أحببته وهو كذلك ولكن أنا أخاف أن يفشل هذا الزواج لأنه بطريقة غير صحيحة ولأن هناك بعض الفروق بيننا (العمر- سبق له الزواج- قبيلته ) وأنا مترددة هل أقبل هذا الزواج أم لا؟
أرجو مساعدتي والإجابة بالتفصيل وشكرا , وأرجو الإجابة الخاصة لمشكلتي ولو وجد مشكلات مشابهه وجزاكم الله خيرا.

الجواب :
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات لها أون لاين، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا تواصلك بالموقع في أي وقت وفي أي موضوع .
أختي إن موضوعك مركب من جانبين :

الجانب الأول : إنه مشكلة اجتماعية وهو ما يكون في بعض المجتمعات من التمسك يبعض العادات والتقاليد ومن ذلك الزواج من نفس القبيلة وعدم التسامح للابن من خارجها وتشدد بعض الأمهات والإباء بذلك .
وهذه المشكلة يمكن حلها من عدد من الأمور من ذلك ما يأتي :
1ـ يحاول الشاب (الخطيب ) أن يغرس عند أمه مفهوم الإسلام الصحيح لا سيما في جانب نظرة الإسلام لموضوع الزواج من خارج القبيلة وأنه لا يعارض مبادئ الدين .
2ـ ذكر بعض النصوص الشرعية للأم بالأسلوب المناسب والطريقة الجميلة ، فإن الله تعالى قد جعل التفاضل بين أهل الإسلام، إنما هو التقوى، كما قال تعالى: ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) سورة الحجرات آية 13، فأخبر تعالى أن التفاضل إنما يكون بالتقوى والدين، وهذا هو الذي قرره النبي صلى الله عليه وسلم، كما أخرجه الترمذي في السنن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله وسلم :( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) حديث :حسن .
3ـ السعي في معرفة الأشخاص القريبين المؤثرين سواء كانوا رجال أم نساء على أمه والاتصال بهم وجعلهم يتحدثوا معها حول سبب الامتناع والسعي في حلها.
4ـ إن هذه العادات بدأت في الزوال لا سيما بعد انتشار العلم الشرعي والوعي الاجتماعي وخروج كثير من الناس عن تلك التقاليد الموروثة.

الجانب الثاني: أنها مشكلة عاطفية وحلها يكمن في ما يأتي :
1ـ أن يعلم الإنسان أن كل شيء في هذه الحياة الدنيا مكتوبة عنده سبحانه وتعالى وأن التعليق به سبحانه هو السبيل الوحيدة للخروج من هذه المشكلات .
2ـ عليك يا أختي أن تعلمي أن التفكير في هذه الأمور الكبيرة والهامة في حياة الإنسان يكون بالعقل والتفكير والتدبر وليس بالعاطفة، لأنه أمر الزواج ليس مدة مؤقت أو رحلة استجمام قصير.
3ـ عليك بالاستخارة وهو أن يدعو بعد السلام من الصلاة والأفضل أن يرفع يديه لأن رفعهما من أسباب استجابة الدعاء ، والدعاء الوارد هو ما ثبت من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال : عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني له قال ويسمي حاجته). رواه البخاري .
ولا مانع من تكرر الاستخارة حتى يتبن لكي الأمر سوف كان بالقبول والإقبال أم بالرفض والإمتاع .
4ـ لو لم يحصل الزواج بينكما ، فليس هذه نهاية الدنيا بل يسأل الإنسان الخير أينما هو وليعلم ويدبر ما جاء من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قول الحبيب عليه الصلاة والسلام (أحفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً ) حديث صحيح.
5ـ أن الواجب صرف الهمة والجدية التي تتمتع بها الأخت الفاضلة نحو استغلال الأوقات في المفيدة من الإعمال وسؤال الله جل وعلا التيسير بالزواج وتعجيله بالزوج الصالح.
ومسك الختام الله أسأل الله لك التوفيق والسداد وأن يختار لك الخير في الدنيا والآخرة.



 

علي الراجحي
  • مقالات دعوية
  • رسائل وبحوث
  • علم الفرائض
  • علم أصول الفقه
  • سلسلة الفوائد
  • الاستشارات التربوية
  • مختارات متنوعة
  • الصفحة الرئيسية