اطبع هذه الصفحة


خطبة: من معين الهجرة النبوية
الجمعة 14/1/1440هـ جامع موضي السديري بالرياض 

محمد بن ابراهيم بن سعود السبر

 

الحمد لله ...

أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102].

عباد الله : يقول الله تبارك وتعالى : {إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة:40].

لقد كانت الهجرة النبوية من مكة المشرفة إلى المدينة المنورة حدثًا تاريخيًا عظيمًا، ولم تكنْ كأيِّ حدث، فقد كانت فيصلًا بين مرحلتين من مراحل الدعوة الإسلامية، هما المرحلة المكية والمرحلة المدنية، وإذا كانت عظمة الأحداث تُقاس بعظمة ما جرى فيها والقائمين بها والمكان الذي وقعت فيه، فقد كان القائم بالحدث هو أشرف وأعظم الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أشرف مكانًا وأعظم من مكة والمدينة، وقد غيرت الهجرة النبوية مجرى التاريخ، وحملت في طياتها معاني التضحية والفداء، والأخوة والصحبة، والصَّبر والنصر، والتوكل واليقين، وجعلها الله فاتحة للخير وطريقًا للنصر والعزة، ورفع راية الإسلام، وتشييد دولته المدنية الإسلامية .

لم تكن قريش تعلم أن الله أذن لنبيه صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة، وبينما هم يحيكون مؤامرتهم كان النبي صلى الله عليه وسلم قد غادر بيته في ليلة السابع والعشرين من شهر صفر السنة الرابعة عشر من البعثة وأتى إلى دار أبي بكر رضي الله عنه في وقت الظهيرة متخفّيًا على غير عادته، ليخبره بأمر الهجرة، وخشي أبو بكر أن يُحرم شرف صحبة النبي صلى الله عليه وسلم، فاستأذن في صحبته فأذن له، وكان قد جهّز راحلتين استعدادًا للهجرة، واستأجر رجلًا مشركًا من بني الديل يُقال له عبد الله بن أُريقط الليثي وكان خرّيتا (ماهرًا وعارفًا بالطريق) ، ودفع إليه الراحلتين ليرعاهما، واتفقا على اللقاء في غار ثورٍ بعد ثلاث ليالٍ، في حين قامت عائشة وأختها أسماء رضي الله عنهما بتجهيز المتاع والمؤن، وشقّت أسماء نطاقها نصفين لوضع الطعام فيه، فسمّيت من يومها بذات النطاقين، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بأن يتخلّف عن السفر ليؤدي عنه ودائع الناس وأماناتهم، وأن يلبس بردته ويبيت في فراشه تلك الليلة تمويها على المشركين. ثم غادر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه من باب خلفي، ليخرجا من مكة قبل أن يطلع الفجر.

ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن الطريق الذي ستتجه إليه الأنظار هو طريق المدينة المتجه شمالًا، فقد سلك الطريق الذي يضاده وهو الطريق الواقع جنوب مكة والمتجه نحو اليمن، حتى بلغ إلى جبل يعرف بجبل ثور.

وانطلق المشركون في آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه، يرصدون الطرق، ويفتشون في جبال مكة، حتى وصلوا غار ثور، وأنصت الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه إلى أقدام المشركين وكلامهم يقول أبو بكر رضي الله عنه: " قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وأنا في الغار: " لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا!"، فقال صلى الله عليه وسلم: « يا أبا بكر! ما ظنك باثنين الله ثالثهما»" صحيح البخاري.

ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار ثلاث ليال حتى انقطع عنهم الطلب، ثم خرجا من الغار ليلة غرة ربيع الأول من السنة الرابعة عشر من البعثة، تحفهما رعاية الله.

وعلى الجانب الآخر لم يهدأ كفار قريش في البحث وتحريض أهل مكّة للقبض على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه أو قتلهما، ورصدوا مكافأة لمن ينجح في ذلك مائة ناقة، وقد استطاع أحد المشركين أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم من بعيد، فانطلق مسرعًا إلى سراقة بن مالك وقال له: "يا سراقة، إني قد رأيت أناسًا بالساحل، وإني لأظنّهم محمدًا وأصحابه"، فعرف سراقة أنهم هُم، فأخذ فرسه ورمحه وانطلق مسرعًا، فلما دنا منهم عثرت به فرسه حتى سقط، وعاد مرة أخرى وامتطى فرسه وانطلق فسقط مرة ثانيةً، لكن رغبته في الفوز بالجائزة أنسته مخاوفه، فحاول مرة أخرى فغاصت قدما فرسه في الأرض إلى الركبتين، فعلم أنهم محفوظون بحفظ الله، فطلب منهم الأمان وعاهدهم أن يخفي عنهم، فأمنه النبي صلى الله عليه وسلم ووعده بسواريْ كسرى، وأوفى سراقة بوعده فكان لا يلقى أحدًا يبحث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أمره بالرجوع، وكتم خبرهم.

وفي طريقهم إلى المدينة نزل الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه بخيمة أم معبد، فسألاها إن كان عندها شيء من طعامٍ ونحوه، فاعتذرت بعدم وجود شيء سوى شاة هزيلة لا تدرّ اللبن، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الشاة فمسح ضرعها بيده ودعا الله أن يبارك فيها، ثم حلب في إناء وشرب منه الجميع.

وانتهت هذه الرحلة والهجرة المباركة بما فيها من مصاعب وأحداثٍ، ومعجزات وكرامات، ليصل صلى الله عليه وسلم إلى أرض المدينة المنورة بسلام وأمان.

لقد كانت الهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة انطلاقة لبناء دولة الإسلام، وإعزازًا لدين الله تعالى، وفاتحة خير ونصر وبركة على الإسلام والمسلمين، ولذا فإن دروس الهجرة الشريفة مستمرة لا تنتهي ولا ينقطع أثرها، وتتوارثها الأجيال جيلًا بعد جيل، ومن هذه الدروس:

عظم دور المرأة المسلمة في الهجرة فقد لمعت في سماء الهجرة أسماء كثيرة فهذه عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، التي حفظت لنا القصة ووعتها وبلغتها للأمة، وهذه أختها أسماء ذات النطاقين، التي ساهمت في تموين الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار بالماء والغذاء، وكيف تحملت الأذى في سبيل الله، كما روى ابن إسحاق وابن كثير في السيرة النبوية أنها قالت: "لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه أتانا نفر من قريش، فيهم أبو جهل بن هشام، فوقفوا على باب أبي بكر، فخرجت إليهم فقالوا: "أين أبوك يا بنت أبي بكر؟" قالت: قلت: "لا أدري والله أين أبي؟"، قالت: "فرفع أبو جهل يده، وكان فاحشًا خبيثًا فلطم خدي لطمة طرح منها قرطي" قالت: ثم انصرفوا".

فهذا درس تتعلمه نساء المسلمين جيلًا بعد جيل؛ يتجلى من خلال الدور الذي قامت به عائشة وأختها أسماء رضي الله عنهما حيث كانتا نعم الناصر والمعين في أمر الهجرة؛ فلم يخذلا أباهما أبا بكر مع علمهما بخطر المغامرة، ولم يفشيا سرّ الرحلة لأحد، ولم يتوانيا في تجهيز الراحلة تجهيزاً كاملاً، إلى غير ذلك مما قامتا به

إن المتأمل لحادثة الهجرة والتخطيط لها، يدرك حسن توكل النبي صلى الله عليه وسلم على ربه، ويقينه أن الله حافظه وناصر دينه، وهذا التوكل لا ينافي الأخذ بالأسباب فقد شاء الله تعالى أن تكون الهجرة النبوية بأسباب عادية من التخفي والصحبة والزاد والناقة والدليل، ولكن لا يعني دقة الأخذ بالأسباب حصول النتيجة دائمًا، لأن هذا أمر يتعلق بأمر الله ومشيئته، ومن هنا كان التوكل واليقين والاستعانة بالله، لتقتدي به أمته في التوكل على الله، والأخذ بالأسباب. 

وفي قول أبي بكر رضي الله عنه" يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه؟!"، فقال: «يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما»"، يقول النووي: "وفيه بيان عظيم توكل النبي صلى الله عليه وسلم حتى في هذا المقام، وفيه فضيلة لأبي بكر رضي الله عنه وهي من أجَّل مناقبه".

وفيه اثبات معية الله لخلقه فالمعية الخاصة بأوليائه وخلص أصفيائه بحفظه ونصره فهو مع الذين اتقو والذين هم محسنون ومع الصابرين أما العامة فهي لكل أحد (وهو معكم أينما كنتم). فهو مع خلقه بعلمه وأحاطته وسمعه وبصره سبحانه.   

وفي هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وقعت معجزات حسية، هي من أعلام نبوته، ودلائل ملموسة على فضله ومنزلته، وحفظ الله ورعايته له، ومن ذلك ما جرى له صلى الله عليه وسلم مع أم معبد، وما حدث مع سراقة بن مالك ووعده إياه بأن يلبس سواري كسرى، ففي نزوله بخيمة أم معبد من المعجزة شيئا عجبا حيث دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم للشاة الهزيلة بالبركة ومسح عليها ثم حلب وشربوا، وكانت هذه المعجزة سببًا في إسلام أم معبد هي وزوجها.

ويصف أبو بكر رضي الله عنه ما حدث مع سراقة فيقول:" فارتحلنا بعد ما مالت الشمس وأتبعنا سراقة بن مالك، فقلت: "أُتينا يا رسول الله"، فقال: «لا تحزن إن الله معنا»، فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فارتطمت به فرسه إلى بطنها، فقال: "إني أراكما قد دعوتما عليَّ، فادعوَا لي، فالله لكما أن أرد عنكما الطلب"، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم فنجا، فجعل لا يلقى أحدًا إلا قال: "كفيتكم ما هنا"، فلا يلقى أحدا إلا رده، قال: "ووفَّى لنا" رواه البخاري. قال أنس: "فكان سراقة أول النهار جاهدًا (مبالغًا في البحث والأذى) على نبي الله صلى الله عليه وسلم، وكان آخرَ النهار مَسْلَحةً له . أي: حارسًا له بسلاحه".

ومرت الأيام وأسلم سراقة بعد فتح مكّة وحنين، وفتحت بلاد فارس وجاءت الغنائم في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأعطاه عمر سواري كسرى تنفيذًا لوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى*  إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} [النَّجم:3-4].

قال الماوردي: " فمن معجزاته صلى الله عليه وسلم: عصمتُه من أعدائه، وهم الجمُّ الغفير، والعددُ الكثير، وهم على أتم حَنَقٍ عليه، وأشدُّ طلبٍ لنفيه، وهو بينهم مسترسل قاهر، ولهم مخالطٌ ومكاثر، ترمُقُه أبصارُهم شزرًا، وترتد عنه أيديهم ذعرًا، وقد هاجر عنه أصحابه حذرًا حتى استكمل مدته فيهم ثلاث عشرة سنة، ثم خرج عنهم سليمًا، لم يكْلَم في نفسٍ ولا جسد، وما كان ذاك إلا بعصمةٍ إلهيةٍ وعدَه الله تعالى بها فحققها، حيث يقول: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} فعَصَمَه منهم".

عباد الله : الصراع بين الحق والباطل صراع قديم وممتد، وهو سنة إلهية قال الله: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسمُ اللهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج:40]، ولكن هذا الصراع معلوم العاقبة كما قال تعالى: {كَتَبَ اللهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [المجادلة:21].

ومكر وكيد أعداء الإسلام بالدين وأهله أمر مستمر ومتكرر في كل زمان ومكان، فعلى الداعية إلى الله أن يلجأ إلى ربه، وأن يثق به، ويتوكل عليه، ويعلم أن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، كما قال عز وجل: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30].

وفي الهجرة يبرز عظم دور الشباب في نصرة الحق ويتجلى ذلك في الدور الذي قام به علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين بات ليلة الهجرة على فراش الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يخشَ من القتل، تضحية بحياته في سبيل الإبقاء على حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وشاب آخر من أبطال الهجرة عبد الله بن أبي بكر؛ حيث كان يستمع أخبار قريش، ويزود بها النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وكان عامر بن فهيرة مولى أبي بكر يرعى في رعيان أهل مكة، فإذا أمسى أراح عليهما الغنم فاحتلبا وذبحا، فإذا غدا عبد الله بن ابي بكر من عندهما إلى مكة اتبع عامر أثره بالغنم يعفي عليه.

وفي الهجرة بيان عظم شأن الأمانة ورد الحقوق لأهلها فقد تآمرت قريش على قتل النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، ورغم ذلك لم ينسَ أن يوصي علياً قبل هجرته ويوكله برد الودائع التي أودعوها عنده.

عباد الله : الأمة بحاجة مُلحَّة إلى الاستفادة من دروس الهجرة النبوية، وأنَّ المسلمين الأوائل صنعوا تاريخًا مشرفًا، وهو ما يوجب على الأجيال الحالية استلهام روح آبائهم وأجدادهم لتقديم نموذج حضاري متميز يحتذى فقد تركت الهجرة المباركة آثارًا جليلة على حياة المسلمين، ليس فقط في عصر النبوة، ولكنها امتدت لتشمل كل عصر ومصر، بقيمها الأخلاقية والتشريعية التي تنظم حياة الفرد والأسرة والمجتمع، وسيرته عليه الصلاة والسلام هي القدوة والأسوة الحسنة، قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}.

بارَكَ الله لي ولَكم في القرآنِ والسنة ونفعني وإيّاكم بما فيهِما منَ الآيات والذكر والحكمة، أقول قولي هذا، وأستغفِر اللهَ العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرّحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله وكفى وسمع الله لمن دعا، أمّا بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى اللهِ. وأعلموا عباد الله أن الهجرة الحقيقية هي هجرة القلوب إلى الله تعالى والإخلاص في التوجه إليه في السر والعلانية قال صلى الله عليه وسلم: (فمن كانت هجرتُه إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)؛ متفق عليه.

ومن الهجرة هجرة ما يُعبد من دون الله قال تعالى: (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ)، ومنها هجرة العصاة، ومجانبة مخالطتهم قال تعالى:(وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا)، وهو الذي لا عتاب فيه. وهجرة الذنوب المعاصي، وقال صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلِم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه)؛ متفق عليه. فهجران الشر والبعد عنه، وطلب الخير ومحبته، من حميد الأخلاق؛ التي جاء محمدا صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارمها.

اللهم رحمتك نرجو، وإياك ندعو، فأدم علينا فضلك، وأسبغ علينا نعمك، وتقبل صلواتنا، وضاعف حسناتنا، وتجاوز عن سيئاتنا، وارفع درجاتنا، يا رب العالمين.

   
 

محمد السبر
  • خطب دعوية
  • مقالات دعوية
  • تحقيقات وحوارات صحفية
  • الصفحة الرئيسية