صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







انتخابات مصر .. وحرب غزة

طارق حسن السقا

 
هل كان من الممكن أن تصل أحداث حرب " العار " على غزة إلى غير ما وصلت إليه لو كانت في مصر انتخابات حرة نزيهة ؟ هل كان من الممكن أن يتغير سيناريو أحداث هذه الحرب الفضيحة – أو الفاضحة - ( سمها ما شئت) و تستمر لمدة ثلاثة أسابيع من الدمار والتقتيل والتخريب والفساد والإفساد الذي لم نر له مثيلا من قبل لو كان للصندوق الانتخابي قوة يشعر بها أهل الحكم والإدارة في بلادنا ؟

رغبات الملايين

نعم ... لو كانت الحكومة المصرية تدرك أنها تأتي إلى سدة الحكم بقوة الصندوق الانتخابي لحسبت ألف حساب لكل خطوة تخطوها , ولكل قرار تتخذه , ولاحترمت أراء وتوجهات ومشاعر الملايين من أبناء هذا البلد . أولئك الذين كانوا تواقين لأن تفعل حكومة بلادهم أي شيء لرد هذا العدوان الغاشم على شعب غزة الأعزل , أولئك الذين كانوا تواقين لفعل أي شيء لإنقاذ أطفال ونساء وشيوخ وبيوت أهل غزة من الدمار والتدمير . ومع ذلك منعوا ليس من تقديم العون لإخوانهم هناك , لكن منعوا حتى من مجرد التعبير ( التعبير !!! ) عما تجيش به صدورهم في شكل مسيرات أو مظاهرات مثل بقية خلق الله في بلاد الله .
نعم ... لو كانت في بلادنا انتخابات حرة ونزيهة لاستجاب النظام المصري لرغبات الملايين من أبناء الشعب المصري وقام بتوظيف ما يملكه من أوراق ضغط على حكومة الكيان الغاصب ، كالتهديد بسحب السفير المصري من تل أبيب وقطع إمدادات الغاز، وفتح معبر رفح إذا لم توقف إسرائيل عدوانها فورا على شعب غزة الأعزل .

مكسور العين

أيضا ... لو كان عضو البرلمان المصري يعلم أن قوة الصندوق الانتخابي هي التي وضعته تحت قبة البرلمان لاحترم هذه القوة , وعبر عن طموحها وآمالها وآلامها . وتكلم باسمها , وعمل معها يدا بيد للضغط على الحكومة , وردها إلى جادة الصواب ممارسا بذاك دوره الأساسي الذي خوله له الدستور .
فلو كانت في بلادنا انتخابات حرة ونزيه لاستجاب عضو البرلمان المصري لطموح الملايين ممن اختاروه , وليس لطموح وآمال من زوروا له الانتخابات وجاءوا به إلى البرلمان وهو مكسور العين . لا دور له إلا أن يصفق , ويطبل , ويهلل , ويحلل وهو لا يدري خطورة وأبعاد ما يفعل داخليا وخارجيا.

ليست أبعديات خاصة

لو كانت كتيبة الإعلاميين في مصر الرسمية تعلم أن قوة الصندوق الانتخابي هي التي وضعتهم في هذه المكانة , وأنهم يعملون في مؤسسات إعلامية مفترض أنها ملك للشعب , وأن هذه الجماهير العريضة تدفع الضرائب من قوتها وقوت أولادها من أجل أن يكون في مصر إعلام قوي محترم يعبر عن رأي و توجهات الملايين من أبناء هذا البلد , لو كانت تعي ذلك لتفاعلت هذه الكتيبة مع توجهات ومشاعر الملايين في بر مصر وعملت على إنقاذ امة تذبح , ورحمت ضعف شعب يباد .

فلو كانت في بلادنا انتخابات حرة نزيهة لتحسبت كتيبة الإعلاميين الرسمية ألف ألف مرة قبل أن يُخرجوا ألسنتهم للملايين من أبناء الشعب المصري مع كل إطلالة لهم في وسائل إعلامنا القومية والتي من المفترض أنها مملوكة لهذه الملايين وليست أبعديات خاصة لهؤلاء يعبرون فيها عن وجهات نظرهم الخاصة - والخاصة جدا - دون أدنى اعتبار لوجهات نظر ومشاعر الملايين من أبناء هذا البلد .
نعم.... لو كانت في بلادنا انتخابات حرة نزيهة لتغير سيناريو الدمار والتدمير , والفساد والإفساد , والقتل والتقتيل لأطفال ونساء وشيوخ وشهداء غزة الأبرار .

توبة

إن أثار العدوان الغاشم على شعب غزة , والسقوط الكبير الذي وقعت فيه مصر الرسمية أثناء إدارتها لهذه الأزمة يدعونا بأن نتوجه بدعوة صادقة لكل إنسان ساهم يوما من الأيام في تزوير إرادة الأمة على أرض مصر سواء كان هذا التزوير في انتخابات رئاسية , أو انتخابات تشريعية , أو انتخابات محلية , أو انتخابات مهنيه , أو انتخابات طلابية أو حتى انتخابات مجلس إدارة مركز شباب في أصغر قرية أو أبعد نجع على أرض مصر . أدعوا هؤلاء جميعا إلى التوبة والندم والإقلاع عن جريمة تزويرهم إرادة هذه الأمة .

دعوة

باسم دماء أطفال غزة , باسم أشلاء الضحايا التي مزقت قلوب الملايين عبر العالم وهم جالسون في بيوتهم يتابعون الذبح والتقتيل على الهواء مباشرة , باسم آلاف الأسر التي شُردت , باسم أنات الثكالى , وأهات الحيارى , باسم القنابل الفسفورية , باسم ما يقرب من ثلاثة ملايين طن من المتفجرات ألقاها الصهاينة على غزة , باسم عشرات الأطفال الذين صُفيت عيونهم , وبُترت سيقانهم , وتفحمت لحومهم , وكسِّرت عظامهم , أتوجه إلى هؤلاء وأدعوهم إلى أن يتوبوا إلى الله ويرددوا من قلوبهم بإخلاص :
تبنا إلى الله .
ورجعنا إلى الله .
وندمنا على ما فعلنا من الذنوب والمعاصي .
وعزمنا على ألا نعو د إلى تزوير الانتخابات في بلادنا أبدا ما حيينا .

انتكاسات

إن كل الدلائل تشير إلى أن الانتكاسات الكبرى في بلادنا( والبلاد التي جنب بلادنا ) سببها الأول والأخير هو تزوير إرادة الشعوب التي مصدرها الأول هو تزوير الانتخابات في أي مستوى من مستوياتها . فهذا التزوير يفسح المجال لتولية من لا يصلح . وعندما يتولى من لا يصلح إدارة البلاد والعباد – في أي مكان من أرض الله - فلا تنتظروا غير النكسات والنكبات داخليا وخارجيا .
 



هامش أول :
" الشجرة لكي تنمو أن تُقلم ؛ فمن حق الحياة لكي تصلح أن تنقى من هؤلاء السفهاء والعتاة والآثمين. " (فقه السيرة - للشيخ محمد الغزالي ) .

هامش ثان :

" السياسة هي أن تسير وراء الجماهير لا أن تسير الجماهير وراءك . " (كنت رئيسا لمصر - محمد نجيب )

هامش ثالث
لا جدال عندي في أن النظام المصري سقط أخلاقيًا في امتحان غزة ، مثلما لم يسقط من قبل. وليس هذا دفاعًا عن حماس بل عن مصر التي أعشقها قبل كل شيء! " ( من مقال السقوط للدكتور- حسن نافعة - جريدة المصري اليوم )

هامش أخير :
" همه بيعملوا كده ليه ..همه مش خايفين من ربنا" . ( أم عبده - سيده مصرية )
 

طارق حسن السقا
alsaqa22@hotmail.com
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
طارق السقا
  • الفرد المسلم
  • الأسرة المسلمة
  • المجتمع المسلم
  • الحكومة المسلمة
  • أستاذية العالم
  • أعداء الأمة
  • الصفحة الرئيسية