اطبع هذه الصفحة


دقيقتين فقط!

د.محمد السيد

 
هذا ليس مقال احاول فيه سبك عبراتي لتصل بعد توفيق ربي الى قلبك.
وانما هي مجرد مشاهدة لواقع رايته بأم عيني رايت قبر رجل له اولاد كانو يحبونه في الدنيا كثيرا وكان من ابر الاباء باولاده حبا وعطفا ورحمة.
وله ايضا اخوانا واقرباء واصدقاء الكل كان يحبه ويتودد له.
ربما كان ينقل هم موته عنهم وكيف يصبرون على فقده بل وعلى الحياة من بعده.
ها انا اليوم ارى قبره بين الفينة والفينة ورايت قبورا امثاله كثيرة تجد الابن او الاخ او الصديق يغيبو عن ذلك القبر اسبوعا اوشهر او اكثر لكن يشتركو في شي واحد !!
هو مدة مكثهم للدعاء عند ذلك القبر!! وتذكر ذكريات الود لذلك المقبور لن تتجاوز الدقيقتين فقط!!

لم يشفع الحب والمودة الا لدقيقتين
لم تشفع الذكريات الا لدقيقتين
لم يشفع المعروف الا لدقيقتين
لم يشفع الشوق الا لدقيقتين
لم تشفع الابوه الا لدقيقتين
لم تشفع الامومة الا لدقيقتين
لم تشفع الاخوة الا لدقيقتين
لم تشفع الصداقة الا لدقيقتين

هي دقيقتين فقط وعلى عجل وربما اتت وقت دفن ميت ولم تخصص له وربما تكون دقيقتين كل شهرين او كل سنة وبعضهم لم يزار ...
اي دنيا هذه ؟!
لك اهل
لك مال
لك عمل
يرجع الاهل ولك دقيقتين ان وفقهم الله لزيارتك ويرجع المال لينشغلو به عنك ويبقى راس مالك الاصيل الذي لايفارقك ابدا وهو عملك الصالح اكثر منه اليوم وتنوع به وجود اخلاصك فيه وسوف يغنيك عن اي زيارة فهو الصاحب الذي لايغيب
"انا عملك الصلح"
والله لو يعلم الانسان سرعة نسيان الناس له بعد موته لانشغل في مرضات ربه.


كتبة الواعظ لنفسه
محمد السيد
رجب ١٤٤١

 

د.محمد السيدة
  • مقالات
  • كتب
  • سلاسل تربوية
  • الصفحة الرئيسية