اطبع هذه الصفحة


الوالدية في العمل الخيري
(وتجربتي مع هذا الانسان)

د.محمد السيد

 
عندما تعيش في مدينه صغيرة وتترعرع بها ، وتكون في صغرك تعيش أخبار وذكريات العمل الخيري بمعناه الشامل ،من إغاثة وقرآن ودعوه ،فقط مجرد سماعنا لهذه الأخبار وحضور بعضها ونحن في المراحل الأولى للدراسة ،تجد اسما دائما يتكرر، سواء في حلقات الذكر ومحافلها ،أو في أزقة وشوارع مدينتنا الجميلة، فتسمع دعوات الفقراء والمساكين له،بل تكاد تجزم أنه لا يوجد أمرا فيه اصلاح أو خير أو خدمة لهذا الوطن وأهله، إلا وتجد اسمه وأثره يملؤ المكان،
وكبرنا وتخرجنا من الجامعة، وكبرت أحلامنا ،ويقدر الله لي أن ألتقي بذلك الإنسان (الوالد والصديق والقدوة)الشيخ حامد عايش الحمدي فكان لقاءا لن أنساه أبدا وهو يقول لي(أنتم من تكملون الطريق) ، محبته وبشره ومحياه شجعني أن أطرح عليه إنشاء المستودع الخيري، ووالله إنني لأتذكر فرحته بهذه المبادرة ،وقال لي كل ماتحتاجه فأنا معك في كل شي،
والحمدلله أنه كان المانح الأول لإقامة هذا الكيان الذي بنى مئات البيوت، ورسم الخير، ولايزال يسير بكل اتقان،
فهنيئا لذلك الوالد حامد عايش، المحفز لكل خطواتنا ،
وما هي إلا شهور ، فإذا به يتصل علي، ويطلب مني طلبا شعرت باتصاله أنني قريب منه، ولا يمكن أن إرد له طلب،
فقال: يا ابني لماذا لا تشرف على القسم النسائي لجمعية تحفيظ القران؟،فقلت له: ابشر وبإذن الله ،ربي يعينني،
قال لي: سيفتح الله عليك ويعينك وأنا معك في كل شي....
فهل يعلم ذلك الوالد المانح ،أن دور الشامخات وصلت اليوم الى ٢٨ دارا في كل أحياء مدينة أملج،أي خير لك ؟، أي فضل لك؟،أي روح محفزه تسكن في كيانك ؟ أيها الوالد العظيم.
ثم تشرفت أن أكون مع والدي في مجلس إدارة جمعية البر، وكأنني في أكاديمية تعلم كل من يريد أن يتكامل في العمل الخيري ، وكل من يريد أن ينجز ويعمل ويركز في مشروعه ،
لقد كان هو الرجل المحب للجميع ،المحفز للجميع ،الوالد للجميع ،حتى لو لم يشعر به الجميع.
وياليت كل مجالس الإدارة في ربوع بلادنا، ينمذجو تجربته النادرة في جعل مجلس الإدارة فاعلا ،حتى يصبح كل عضو في المجلس له مشروعه ولجنته وكيانه يقوم على تطويره،
مركز المعاقين -المستودع الخيري-لجنة الأيتام-لجنة الأسرة-لجنة الزواج-اللجنة الصحية..
وكثير من هذه اللجان تحول إلى جمعية مستقلة ،تضيئ سماء مدينتنا بكل تميز...
أي خير هذا ياوالدي الغالي..
اليوم مضى على مسيرتي مع هذا المانح العفيف الراقي الوالد الحنون ،أكثر من عشرين سنة،
لا إذكر يوما قابلني بدون ابتسامه ،لا أذكر يوما أتيته لإي موضوع إلا وأجد تحفيزه من عينيه قبل لسانه،لا أخفيكم أن البعض ينتقد (روح الرحمه فيه)!
فأقول لهم (في نفسي) بيننا الأيام ،ستخبركم عن هذه الرحمة والوالديه، كيف ستستظلون بظلها ، وتعلمون أن هذا الإنسان يحمل منهجا يرفعه الله به.
وها نحن نراه اليوم يتقلد شيئا بسيطا من منح الله له في الدنيا.
الشيخ حامد عايش يجعل كل انسان منا يقترب من المصلحة العامة في العمل الخيري.
شكرا أبي ومعلمي وملهمي وصديقي والمحفز لمسيرتي.

كتبه
د. محمد السيد
١٢/رمضان/١٤٤٠

 

د.محمد السيدة
  • مقالات
  • كتب
  • سلاسل تربوية
  • الصفحة الرئيسية