اطبع هذه الصفحة


من أقوال السلف عن القرآن الكريم

فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

 
 بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فعن تميم الداري رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الدين النصيحة )) قلنا: لمن ؟ قال: (( لله, ولكتابه, ولرسوله, ولأئمة المسلمين وعامتهم )) [أخرجه الإمام مسلم] قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: النصيحة لكتاب الله تعلمه, وتعليمه, وإقامة حروفه في التلاوة, وتحريرها في الكتابة, وتفهم معانيه, وحفظ حدوده, والعمل بما فيه, وذب تحريف المبطلين عنه.

فالسعيد من صرف همته للقرآن, والموفق من وفقه الله لتدبره, يقول الإمام الزركشي رحمه الله, في كتابه " البرهان في علوم القرآن ":
السعيد من صرف همته إليه, ووقف فكره وعزمه عليه, والموفق من وفقه الله لتدبره, واصطفاه للتذكير به وتذكره فهو يرتع منه في رياض ويكرع منه في حياض.

يوجد أقوال لعلماء الأمة من المتقدمين والمتأخرين عن القرآن الكريم, جمعت بفضل من الله وتوفيقه بعضاً من أقوال المتأخرين, أسأل الله أن ينفع الجميع بها


فضل القرآن الكريم:

**
القرآن العظيم...اشتمل...الأمر بكل عدل وإحسان وخير, والنهي عن كل ظلم وشر فالناس في ظلمة إن لم يستضيئوا بأنواره, وفي شقاء عظيم إن لم يقتبسوا من خيره

**
كتاب الله...أشرف الكتب وأجلها وفيه صلاح القلوب والعلوم الكثيرة.

**
القرآن العظيم,...أعظم رحمة رحم بها الرحمن عباده, فمن قبلها فقد قبل خير الواهب, وفاز بأعظم المطالب والرغائب.[العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي]

*
كلام الله كله هدى وكله شفاء وكله نور وكله حكمة وبيان[العلامة عبدالله الجبرين]

**
أكمل كتاب, كشف به ظلمات الجهل وأسباب العذاب, وأماط به عن نفائس العلوم وذخائرها الحجاب, وكشف به عن حقائق الدين وأسراره ومحاسنه النقاب, وأخلص به العبادة للعزيز الوهاب, وفتح به لنيل مآرب الدارين الباب, وأغلق باتباعه والعمل به دون الشر جميع الأبواب, تحيي بوابل علومه القلوب النيرة أعظم مما تحيي الأرض بوابل السحاب.[العلامة محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي]

بركات القرآن الكريم وكثرة خيراته:

**
يقول الله جل وعلا: ﴿ وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأنعام:155] قوله: ﴿ مُبَارَكٌ معناه: أن هذا الكتاب مبارك, أي: كثير البركات, والخيرات, فمن تعلمه وعمل به غمرته الخيرات في الدنيا والآخرة, لأن ما سماه الله مباركاً فهو كثير الخيرات والبركات قطعاً, وكان بعض علماء التفسير يقول: اشتغلنا بالقرآن فغمرتنا البركات والخيرات في الدنيا, تصديقاً لقوله: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ  [الأنعام:92] ونرجو أن يكون لنا مثل ذلك في الدنيا, وهذا الكتاب المبارك لا ييسر الله للعمل به إلا الناس الطيبين المباركين.

[العلامة محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي]

**
قوله: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ  [الأنعام:155] أي: فيه الخير الكثير والعلم الغزير, وهو الذي تستمد منه سائر العلوم, وتستخرج منه البركات فما من خير إلا وقد دعا إليه ورغب فيه, وذكر الحكم والمصالح التي تحث عليه, وما من شر إلا وقد نهى عنه, وحذر منه, وذكر الأسباب المنفرة عن فعله, وعواقبها الوخيمة.

**
لا شيء أعظم بركة من هذا القرآن, فإن كل خير ونعمة وزيادة دينية أو دنيوية, أو أخروية, فإنها بسببه, وأثر من العمل به.[العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي]

الوصية بالقرآن الكريم: تلاوةً وتدبراً وعملاً:

الوصية بكتاب الله إكثاراً من تلاوته بالليل والنهار, وتدبراً له, وعملاً به, ورجوعاً إليه في كل شيء, لأنه خير كتاب, وأفضل كتاب, وأصدق كتاب.
.....فالسعيد من تدبره وتعقله, وعمل بما فيه.[العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز]

تلاوة القرآن:

**
ينبغي للمسلم أن لا يمر عليه شهر على الأقل إلا وقد قرأ القرآن كله _ هذا هو الحد الأخير _ وإن قرأه فيما هو أقل من ذلك في كل عشرة أيام مرة, بحيث يختمه ثلاث مرات فهذا أحسن. وإذا قرأه في كل سبعة أيام فهذا أحسن, وإذا قرأه في كل ثلاثة أيام مرة فهذا أحسنن.

**
المسلم... كلما زاد من تلاوة القرآن زاد أجره واستنارت بصيرته, وحياة قلبه. [العلامة صالح بن فوزان الفوزان]

تلاوة القرآن بتدبر:

**
الله يقول في كتابه: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ  [ص: 29]، فلا بد من التدبُّر، والتدبر هو تفهُّم المعنى، ﴿ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ يتعظوا به. [العلامة محمد بن صالح العثيمين]

**
لا أنفع للعبد من التفكر في القرآن والتدبر لمعانيه.

**
قوله: ﴿  لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ ﴾ أي: هذه الحكمة من إنزاله, ليتدبر الناس آياته, فيستخرجوا علمها ويتأملوا أسرارها وحكمها, فإنه بالتدبر فيه والتأمل لمعانيه وإعادة الفكر فيها مرة بعد مرة, تدرك بركته وخيره, وهذا يدل على الحثّ على تدبر القرآن, وأنه من أفضل الأعمال, وأن القراءة المشتملة على التدبر أفضل من سرعة التلاوة التي لا يحصل بها هذا المقصود.[العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي]

من فوائد تدبر القرآن

**
في تدبر كتاب الله مفتاحاً للعلوم والمعارف, وبه يستنتج كل خير, وتستخرج منه جميع العلوم, وبه يزداد الإيمان في القلب, وترسخ شجرته. [العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي]

**
يتميز بتدبر آياته الخطأ من الصواب, والقشور من اللباب﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29] [العلامة محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي]

**
إذا قرأت القرآن بتدبر وتمعن وحضور قلب وتفكر في معانيه فإنه يزيل عنك أوهاماً كثيرة, ووساوس عظيمة, ويبعث في قلبك الطمأنينة, ويقوي فيك الإيمان, ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال:2]  وكلما أكثر الإنسان من تدبر هذا القرآن فإنه يزيد إيمانه, ويزيد يقينه, ويطمئن قلبه, ويزيد علمه وفقهه فإنه لا يشبع منه العلماء ولا تفنى عجائبه, ولا يخلق من كثرة الرد. [العلامة صالح بن فوزان الفوزان]

**
بتأمُّل القرآن يفتح الله على الإنسان معاني ما كان يعرفها, ولا تخطُر له على البال, قال الله عز وجل ﴿ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مُدَّكر ﴾ [القمر:17] وجرب تجد لأن القرآن تبيان لكل شيءٍ وهذا كلام الله عنه والذي يحول بيننا وبين هذا التبيان لكل شيءٍ هو عدم إقبالنا على القرآن والتأمل فيه والتفكر فيه وإلا لو أننا تأملناه لوجدناه تبياناً لكل شيءٍ.

**
القرآن كتاب في العقيدة وفي السلوك وفي العبادة وفي المعاملات, وفي كل شيءٍ. ولهذا أنا أحثكم ونفسي على الحرص التام على القرآن تلاوةً وتدبراً وعملاً به, وجرب نفسك, ارجع للقرآن في هذه الأمور, وانظر ماذا يحصلُ لقلبك من الإيمان وانشراح الصدر ونور القلب ونور الوجه, هذا شيء مُجرَّب. [العلامة محمد بن صالح العثيمين]

الإخلاص والتدبر يثمران حصول الهداية من القرآن:

في قول الشيخ   [شيخ الإسلام ابن تيمية]: " من تدبر القرآن طالباً للهدى منه " تنبيه إلى أن الانتفاع بالقرآن, وحصول المعرفة وظهور الحق, لا يحصل بمجرد التدبر بل لا بد من صحة النية وسلامة القصد, وذلك بأن يكون القصد من التدبر طلب الهدى,
والفرقان بين الحق والباطل.  [العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك]

القرآن الكريم شفاء للأمراض الحسية:

**
القرآن شفاء للأجسام دعنا من أمراض القلوب فهي أمراض خفية تُداوى بهذا الوحي العظيم لكن حتى الأمراض الحسِّيَّة فإنها تُداوى بهذا الوحي العظيم.

**
الأمراض قد تُشفى بقراءة القرآن, وهذا أمر واقع شهدت به السنة, وجرت عليه التجارب [العلامة محمد بن صالح العثيمين]

من امتلأ قلبه من القرآن لم يقبل الباطل:

إذا امتلأ القلب بالقرآن فإنه إن جاءه حق يوافق ما في القرآن فسيقر في القلب على الصواب, وأما إن أتاه ما ليس بحق إن أتاه باطل من جهة الشهوات أو من جهة الشبهات فإن القلب الذي امتلأ بالقرآن يرد الباطل يقبل الحق, وإذا عرض له شيء من الباطل فسرعان ما يحرقه نور القرآن.
[الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ]


قراءة القرآن في البيوت من أسباب وجود البركة فيها وقلة الشياطين:

القراءة في البيوت والصلاة فيها,...من القربات, ومما يحبُّه الله عز وجل, وهي سبب من أسباب وجود البركة في البيت, ومن أسباب قلَّة الشياطين فيها, لأنها تنفر من سماع ذِكر الله, فهي تكره سماع الخير وتحبُّ سماع الشر. فكلما كان أهل البيت أكثر قراءةً للقرآن وأكثر مذاكرةً للأحاديث وأكثر ذكراً لله وتسبيحاً وتهليلاً, كان أسلم من الشياطين وأبعد منها وكلما كان البيت مملوءاً بالغفلة, وأسبابها من الأغاني والملاهي والقيل والقال, كان أقرب إلى وجود الشياطين المشجعة على الباطل.  
[العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز]

القرآن الكريم ينير القلب ويذهب الهموم والأحزان:

معنى:(( أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي )) أن القرآن بمنزلة المطر وقلبك بمنزلة الأرض فالمطر إذا وقع على الأرض أنبتت وجاءت بأنواع الثمار الجميلة النافعة, فالقرآن إذا حلَّ في قلبك أنتج الإيمان, وأنتج الخوف من الله وعظمة الله والإقبال عليه, واستنار قلبك, وذهب همّك, وجلَّى حزنك
[العلامة عبدالله بن محمد ابن حميد]

لا ينتفع بالقرآن الكريم إلا أصحاب العقول:

قال الله عز وجل: 
﴿ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ  [آل عمران: 7]؛ أي: لا يتعظ وينتفع بالقرآن إلا أولو الألباب؛ أي: إلا أصحاب العقول، فلا يتذكر بهذا القرآن ولا بغيره إلا أصحاب العقول؛ لقوله: ﴿ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾، وكلما ازداد الإنسان عقلًا، ازداد تذكرًا بكلام الله عز وجل، وكلما نقص تذكُّره بالقرآن، دلَّ على نقص عقله؛ لأنه إذا كان الله حصر التذكر بأولي الألباب، فإنه يقتضي انتفاء هذا التذكر عمَّن ليس عنده لُبٌّ. [العلامة محمد بن صالح العثيمين]

العمل بالقرآن الكريم:

الإنسان لو عمل بالقرآن وإن لم يكن يحفظه فهو من أهل القرآن ومن المتمسكين به
[العلامة صالح بن فوزان الفوزان]


تلاوة القرآن عند نزول البلاء:

كان صاحب اللمحات يعزي نفسه, ويطرح البلبال عنه بتلاوة القرآن, وهل في غير القرآن من عزاء في مُرِّ البلاء. ﴿
 أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28] [ الشيخ عبدالله بن عبدالغني خياط]

الدعاء عند قراءة آية وعد أو وعيد:

أقرا القرآن ولا شك سيمُر بك في القرآن آياتُ وعيدٍ وآيات وعدٍ وآيات ترغيبٍ وآيات ترهيبٍ وكُلما مرت بك آيةُ وعدٍ أو ثوابٍ ادعُ الله وكلما مر بك آيةُ وعيدٍ وترهيبٍ استعذ بالله وبهذا تحيي الوقت بذكرٍ ودُعاءٍ وجرِّب تجد.
[العلامة محمد بن صالح العثيمين]

تيسير الله عز وجل وتسهيله لحفظ القرآن وفهم معانيه:

**
قوله: ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴾ أي: ولقد يسرنا وسهلنا هذا القرآن الكريم, ألفاظه للحفظ والأداء, ومعانيه للفهم والعلم, لأنه أحسن الكلام لفظاً, وأصدقه معنى, وأبينه تفسيراً, فكل من أقبل عليه, يسّر الله عليه مطلوبة غاية التيسير, وسهله عليه.

** قوله: ﴿ عَلَّمَ الْقُرْآنَ أي: علم عباده ألفاظه ومعانيه, ويسرها على عباده, وهذا أعظم منة ورحمة, رحم بها العباد, حيث أنزل عليهم قرآناً عربياً, بأحسن الألفاظ, وأوضح المعاني, مشتمل على كل خير, زاجر عن كل شر. [العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي]

النظر المحرم وسماع الغناء يمنع المرء من أن يستلذ بالقرآن:

**
النظر يجعل القلب شيئاً فشيئاً في ظلمة, وإذا تأملت فإن الذي يطلق نظره,  ويسعى في الشهوات من جهة النظر المحرم إلى النساء لا يستلذ للقرآن كثيراً.

**
أعظم ما يصد به المرء عن القرآن: النظر, والغناء. [الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ]

فائدة:
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في كتابه " نزهة السماع في مسألة السماع ": اعلم أن سماع الأغاني يضادُ سماع القرآن, من كل وجهٍ, فإن القرآن كلام الله, ووحيه ونوره, الذي أحيا به القلوب الميتة, وأخرج العباد به من الظلمات إلى النور والأغاني ولآتها مزامير الشيطان, فإن الشيطان قرآنه الشعرُ, ومؤذنه المزمار, ومصائدهُ النساء. كذا قاله قتادة وغيره من السلف.

فائدة:
قال الحسن رحمه الله: تفقدوا الحلاوة في الصلاة, وفي القرآن, وفي الذكر, فإن وجدتموها فامضوا وأبشروا, وإن لم تجدوها فاعلموا أن الباب مغلق.

الحفظ القليل للقرآن مع الإتقان أفضل من الكثرة التي فيها لحن وخطأ:

إتقان القرآن وعدم اللحن أحسنُ من الحفظ الكثير الذي فيه لحن وفيه خطأ فكونك تحفظ قليلاً من القرآن, وتتقنه, وتعربه على الوجه المطلوب, أحسن من كونك تقرأ كثيراً, لا تحسن قراءته على الوجه المطلوب.
[العلامة صالح بن فوزان الفوزان]

إياك أن يزهدك في كتاب الله تعالى كثرة الزاهدين فيه:

أكثر المنتسبين للإسلام اليوم في أقطار الدنيا معرضون عن التدبر في آياته غير مكترثين بقول من خلقهم: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد:24] لا يتأدبون بآدابه, ولا يتخلقون بما فيه من مكارم الأخلاق يطلبون الأحكام في التشريعات الضالة المخالفة له. فإياك يا أخي ثم إياك, أن يزهدك في كتاب الله تعالى كثرة الزاهدين فيه.


[العلامة محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي]


وفي الختام فمن أحبّ القرآن الكريم فقد أحبّ الله جل جلاله, ورسوله صلى الله عليه وسلم  قال ابن مسعود رضي الله عنه:, من كان يحبُّ القرآن فهو يحبُّ الله ورسوله. وقال سهل التستري رحمه الله: علامةُ حبِّ الله, حبُّ القرآن.

وقال أبو سعيد الخراز رحمه الله: من أحب الله أحب كلام الله, ولم يشبع من تلاوته.

فلنكثر من تلاوة القرآن بتدبر فيسهل علينا قراءته, قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: الذي يداوم على ذلك يذل له لسانه, ويسهل عليه قراءته, فإذا هجره ثقلت عليه القراءة, وشقت عليه


ولنجاهد أنفسنا على عدم السرعة في التلاوة لأن ذلك يمنع التدبر, قال الحافظ ابن حجر: الإفراط في سرعة التلاوة...ينافي المطلوب من التدبر والتفكر في معاني القرآن


ومما يعين ذلك معرفة أن التلاوة بالتدبر أكثراً أجراً, قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: القراءة بالتدبر أعظم أجراً.

ولنعلم أن المقصود من تلاوة القرآن العمل بما دل عليه, فإذا علمنا عملنا, فكان للقرآن تأثير على قلوبنا وجوارحنا. 


كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ