اطبع هذه الصفحة


فوائد مختصرة من تفسير سورة القصص للعلامة ابن عثيمين

فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

 
 بسم الله الرحمن الرحيم
 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من تفسير من سورة " القصص " للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة, لا تزيد عن سطرين, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

القرآن الكريم والسنة النبوية:

&القرآن مُبين لنا لكل الأمور إما من القرآن نفسه أو مما يرشد إليه أي السنة النبوية

& القرآن والسنة تحلان كل ما يعرض لنا من مشكلات في أمور ديننا, أو دنيانا, ولكن المشكلة هي القصور في فهم النص لدى بعض الناس.

& أحيانا تعترضنا مسائل, ونبحث عنها في كتب الفقهاء, فقهاء الحنابلة, وفقهاء الشافعية, وغيرهم, فما نجدها, فنرجع إلى القرآن والسنة, فنجدها واضحة جلية.

& الرجوع إلى الكتاب والسنة يفيد الإنسان حقيقة فائدتين عظمتين الأولى الطمأنينة والاستقرار. الثانية: أنه يستطيع أن يقنع غيره, ويُطمئن غيره.

قصة موسى علية الصلاة والسلام مع فرعون:

& قصة موسى...من أهم القصص التي وردت في القرآن الكريم, وقد تكررت في مواضع مختلفة بأساليب مختلفة.

& أهمية قصة موسى مع فرعون, ولهذا تكفل الله تعالى بتلاوتها على النبي صلى الله عليه وسلم لأهميتها, وبيان فوائدها.

& إني لأرجو أن تجمعوا القصة من جميع أطرافها في القرآن, واستخرجوا ما فيها من فوائد.

الدار الآخرة:

& الناس إذا رأوا شخصاً تاجراً كبيراً قد أنعم الله عليه بالمال, قالوا: ما شاء الله, إنه صاحب حظ, ولكن هؤلاء قصار النظر, إذ إن الحظ الحقيقي هو حظ الآخرة.

& أهل العلم الذين يعلمون حقائق الأمور, يدرون أن هذه الدنيا ليست بشيء, وأن ثواب الآخرة أعظم وأحل,

& الدار الآخرة للذين لا يريدون عُلواً في الأرض, والعلو هنا سواء كان عُلُواً عن أوامر الله, أو علواً على عباد الله.

العاقبة للحق وأهله:

& من استضعف لقيامه بالحق فلا بد أن تكون العاقبة له لأن قوله ﴿ ونُريدُ أن نمن على الذين استضعفوا ﴾ وإن كانت في سياق بني إسرائيل فغيرهم داخل في العموم.

& النصر لقائل الحق في حياته, أو لمقالته بعد وفاته.

& انظروا الآن إلى من سبق من أهل العلم, كم من عالم أوذي في الحق سواء قتل أم لا, تجدوا مقالاته ما زالت باقية, ومنتشرة أكثر من غيره, وهذا واضح لمن تأمله.

الذنوب والمعاصي:

& ما من شيء يكون في الأرض من فتنٍ, وحروبٍ, وقتالٍ, وجدب, وغيره, إلا بسبب المعاصي.

& ترى البلاد الآمنة المطمئنة التي يأتيها رزقها رغداً من كل مكان...ثم تفاجأ بأنها دمرت مساكنها, وبيوتها, وأمنها, ورخاؤها, بسبب المعاصي.

& الهرج الذي كثُر في هذا العصر, كلُّ ذلك بسبب المعاصي التي تفعل, فهي عقوبة للعُصاة الذين أُصيبوا بهذه, وإنذار للآخرين.

ــــــــــــــ

الدعوة إلى الله عز وجل:

& أعداء الرسل سوف يلقبون من يدعون بدعوة الرسل بمثل هذه الألقاب, فيقولون عنهم: رجعيون, متأخرون, مُتزمتون, متشددون, متعصبون, وما أشبه ذلك.

& فلنُطمئن أنفسنا على أننا إذا دعونا إلى الله على حق وعلى بصيرة فسيكون أمامنا من يقول لنا مثلما قالوا للرسل, فما دامت الدعوة واحدة فعدوها واحد.

& لا ينبغي للمرء أن يُثنيه عن قول الحق ردُّه, أو وصفه هو بالعيوب.

& يجب أن نكون متعاونين فيما نحن عليه من دعوة الحق, وألا يخذل بعضنا بعضاً, خلافاً لما كان عليه حال الناس اليوم, فإنهم في هذا الباب ليسوا بمتعاونين.

& أهل الدعوة تجدهم غير متعاونين, لأنهم أولاً: كل واحد لا يهمه إلا نفسه. ثانياً: أنهم ربما يختلفون في أمر بسيط جزئي من أُمور الدين ويتعادون في ذلك.

& الإنسان إذا جدَّ واجتهد في دعوة الناس إلى الهدى, فلم يهتدوا, فإن عليه أن يتلو هذه الآية: وهي: ﴿ إنك لا تهدى من أحببت

الفرح:

& المراد بقوله:﴿ قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون﴾ [يونس:58] هو الفرح بفضل الله الديني: العلم والإيمان.

& الفرح ينقسم إلى قسمين: فرح يكون...حاملاً للإنسان على رضاه بنعمة الله... وقيامه بما أوجب الله عليه فيها. الثاني: فرح بطر وترفع وعدوان وبغي.

& المراد بالفرح الذي نفى الله محبته فرح البطر والأشر.

& الفرح الطبيعي الذي ما يحمل على الأشر والبطر والكبرياء, هذا أمر لا يذم الإنسان عليه.

ـــــــــــــــ

& الإنسان...إذا فرح...بما جاءه من المال, لأنه يحب أن يبذله في سبيل الله, أو في طلب العلم أو في بناء المساجد أو في التصدق على الفقراء, يكون هذا الفرح محموداً

معاونة الكفار:

& المعاونة للكفار تكون معاونة عسكرية, ومعاونة فكرية, ومعاونة مالية ومعنوية, فكلُّ ما فيه معاونة الكفار ومساعدتهم وتقويتهم, فإنه حرام.

& لا يجوز معاونة الكفار بأي وجه من وجوه المعاونة وهو من أخطر الأمور لأن الله يقول: ﴿ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين﴾[المائدة:51]

النوم:

& نوم الليل أفيد للجسم من نوم النهار, حيثُ جعل الله الليل محل سكن ووقته, وهذ أمر مشاهد.

& في نوم الليل سكون, بخلاف نوم النهار, فالإنسان يُحسُّ بالراحة لكن ليس كالليل     

أعمال من قام بها ففيه شبه من فرعون وهارون:

& من علا في الأرض, وطلب العلو على الخلق, فهو شبيه بفرعون ووارثه, وبئس الرجل من كان فرعون إمامه.

& من استكبر عن الحق فيه شبه من فرعون وجنوده.

& من اعتقد أن ما رزقه الله من كسبه فهو مشابه لقارون في عدم اعترافه بنعمة الله فالذي يقول: حصلت على هذا بيدي وبمعرفتي بالأمور...فنقول أنت مشبه لقارون

متفرقات:

& طمأنة المحزون ببشارته بمستقبله, لأنه يقول: ﴿ إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين

ـــــــــــــــــ

& فضيلة امرأة فرعون من قولها: ﴿لا تقتلوه﴾ وفيها أيضاً دليل على فراستها, لأنها توقعت أن ينفعهم, ولكن حدث بعض ما توقعته, فقد نفعها هي فقط, وضرَّ فرعون.

& التفاؤل كلام, فامرأة فرعون قالت: ﴿ قُرتُ عينٍ لي ولك ﴾ فتفاءلت به خيراً, فحصل لها ذلك, وصار قُرّة عين.

& تلطف هذه المرأة في مخاطبة أبيها, لقولها: ﴿ يا أبتِ ﴾ ولهذا قالوا: لا ينبغي للإنسان أن ينادى والده باسمه, كأن يقول: يا عبدالرحمن,...وما أشبه ذلك

& جنود الظالم ظلمة, لأنه ما قال: نجوت من الظالم, بل قال: ﴿من القوم الظالمين﴾ وهو كذلك...ولهذا لو أمرك الأمير...بأمرٍ تعرف أنه ظالم فيه, فإن طاعتك له محرمة.

& ينبغي أن يتحرى الإنسان في جميع أحواله من كان قوياً أميناً, لقولها: ﴿  إن خير من استأجرت القوي الأمين ﴾...وباختلال أحد الوصفين يختلُّ العمل.

& فصاحة اللسان لها تأثير قوى في القبول, أو الرفض, وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( إن من البيان لسحرا)) لقوله: ﴿ هو أفصح مني لساناً

& ينبغي للإنسان أن يبقى في المكان الذي فارقه فيه صاحبه, لأن موسى قال لأهله ﴿  امكثوا﴾ حتى يستطيع أن يرجع إليهم, وكذلك هُم لا يضلون عن الطريق.

& الظلم سبب لحرمان الظالم من الهُدى, لقوله: ﴿ إن الله لا يهدي القوم الظالمين

& المعروف أن الإنسان إذا حزن بشيءٍ, فإنه يُخففُ من آلام الحزن على نفسه أن يتحدث به إلى أحد إلى أحدٍ من الناس لمن يتصل به.

& الحكمة الإنجليزية المشهورة ( فرق تسد ) أصلها فرعوني, لأن فرعون هو أول من جعل أهل الأرض شيعاً, حتى يسود عليهم.

& الخبر مكتوم ما لم يظهر, فإذا ظهر لواحدٍ, فثِق أنه سيتشعب.

ـــــــــــــــ

& قد يكون التمكين للإنسان في الأرض بتمكين قوله حتى يكون له سلطان على المؤمنين.

& من آيات الله عز وجل أن يلقى موسى في مكان الخوف فلا يموت, ثم يعيش بين أحضان فرعون الذي كان يتبع أولاد بنى إسرائيل فيقتل أبناءهم ويستحيي نساءهم.

& كلُّ إنسان يسُرُّه أن تُساء, ويحزنه أن تُسرَّ, فهو عدو, وكُلُّ إنسانٍ يسُرُّه أن تُسرَّ, ويُحزنه أن تحزن, فهو ولي.

& الإنسان قد يسعى لما فيه حتفه, لأن هؤلاء سعوا فيما فيه حتفهم, فقد التقطوا هذا الطفل الذي سيكون عدواً لهم وحزناً.

& الواقع أن الإنسان له حال قبل نزول البلاء, وله حال بعد نزوله, ولهذا لا ينبغي للإنسان أن يعرض نفسه للبلاء.

& قلّ من يحلف بالله كاذباً إلا أُصيب في الدنيا قبل الآخرة وفي الآخرة إصابته واضحة...أن يلقى الله وهو عليه غضبان لكن الغالب أن تعجل له العقوبة في الدنيا  

& الله تعالى إذا أراد أمراً هيّأ له أسبابه, وأن الله لما أراد أن يوحي إلى نبيه موسى في ذلك المكان, هيّأ له أسبابه تُوصله إلى النار التي رآها وقصدها.

&  حسن معاملة موسى لأهله, إذ جعل يتطلب لهم ما يدفئهم, وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( خيركم خيركم لأهله, وأنا خيركم لأهلي ))

& بعض الناس قد يكون مجلسه مُباركاً ينفع الحاضرين, إما بالذكر, وإما بالعلم, وإما بالمال, وإما بالآداب والأخلاق, هذه بركة لا شك.

& كُلُّ من كان للرسول أتبع كان إلى النصر أقرب, وكلُّ من كان اتباع الرسول أبعد كان من النصر أبعد.

ـــــــــــــ

& الإحسان إلى عباد الله, فهو بذلُ الندى, وكفُّ الأذى.

& القومية العربية...هذه القومية ما انتصرت مُنذ نشأت إلى اليوم, ولن تنتصر أبداً, بل لا تزداد إلا فشلاً وتفرقاً وتصدعاً وقتالاً فيما بينها.

& من تحرى العدل, فإنه يُوفق للهداية, فالعدلُ سبب للهداية.

& الإنفاق من المحرم لا ينفع المرء, لكن ينفعه إذا أنفقه يُريد التخلص منه, بمعنى لا يلحقه شيء من جرائه, وينفعه, لأن إنفاقه للتخلص منه توبة, والتوبة تنفع العبد.

& ينبغي الإعراض عن اللغو, وهو الكلام الذي لا فائدة فيه, ولا خير منه, والفعل يقاس عليه, فلا ينبغي للإنسان أن يمضى وقته في أفعال لا خير فيها.

& تجد أكثر الناس انشراحاً في الصدور هم الكرام, وأنه إذا أعطى إنساناً عطيةً يحد بذلك سُروراً وانشراحاً.

& النسيان يطلق على أمرين: أحدهما: الذهول عن الشيء المعلوم الذي علمته, ثم ذهلت عنه, الثاني: الترك.

& من كان متقياً لله عز وجل فالعاقبة له في كُلّ حال, ولكنها تكون له باعتبار شخصه وعمله أحياناً, وتكون له باعتبار عمله دون شخصه.


كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ