اطبع هذه الصفحة


فوائد مختصرة من المجلد الخامس من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة العثيمين

فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

 
 بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه فوائد مختصرة, من المجلد الخامس, من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة العثيمين, رحمه الله أسال الله أن ينفع بها

رؤية الله عز وجل يوم القيامة:

& نحن نؤمن إيمانًا جازمًا, لا شك عندنا فيه, أننا نرى الله عز وجل يوم القيامة, أي إن الناس المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة, وأسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم.

& من العجب العجاب أن بعض الناس أنكر رؤية الله, أسأل الله أن يهديه, ولا أستطيع أن أقول: حرمه الله رؤيته, لا أستطيع والله ذلك, لأن الدعوة عليه بهذا صعبة جدًا, لكني أقول: أسألُ الله أن يهديه, حتى يؤمن بما دلَّ عليه النصّ.

& قال بعض العلماء: نسأل الله تعالى أن يحرم رؤيته من ينكر رؤيته وهو دعاء شديد لا شك والأولى أن نقول: اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون نسأل الله لهم الهداية.

الرضا بالله والنعيم:

& والله لو رضينا بالله عز وجل, ما كنا لنحزن أبدًا على ما يصيبنا, وعلى ما يخالفنا, ولقلنا: هذا تدبير الله, وهو أعلم بنا, وهو ربنا,  فإذا رضى الإنسان بالله صار في نعيم.

الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم:

& نصحنا واحدًا من الناس قال: والنبي تخبرنا عن كذا وكذا. يسأل عن دينه, فقلتُ: لا تحلف بالنبي, الحلف بالنبي شرك, قال: والنبي لا أحلف بالنبي, فحلف بالنبي ألا يحلف بالنبي.

من بدع شهر رجب:

& صلاة تسمى صلاة الرغائب, وتكون في أول ليلة جمعة بين المغرب والعشاء, وهي اثنتا عشرة ركعة, فهذه بدعة, ولا يحل للإنسان أن يتعبد بها, لأن هذه الصلاة تحتاج إلى دليل, وليس هناك دليل.

& في شهر رجب أحدث بعض الناس صدقات في أول ليلة منه, وحلوى تقدم, واحتفالًا يشبه الاحتفال بالعيد, فمن أين جاء هذا؟ هل كان الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه يفعلون هذا؟ الجواب: لا, إذن هو بدعة.

& أحدث بعض الناس صيام رجب, وصيامه على الخصوص لم يرد في حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام, ولهذا كره الإمام أحمد رحمه الله إفراد رجب بالصوم.

& إحداث احتفال ليلة سبع وعشرين من رجب بناء على أنها ليلة المعراج هذا خطأ تاريخي وخطأ شرعي, تاريخي لأن ذلك لم يثبت, وتعبدي لأنه حتى لو ثبت أن المعراج في تلك الليلة فإحداث عبادة فيه أو احتفال أو عيد هو بدعة.

قلب الكافر:

&لو فتشت في قلب الكافر لوجدته في جحيم ولو كان في أكثر ما يكون من الترف البدني فالنعيم نعيم القلب أما نعيم البدن فهو ترف مآله الترف فهم في جحيم الدنيا بما يحدث في قلوبهم من الظلمة والوحشة من الله والوحشة من الخلق وسوء الظن بالله

& الكافر...إذا فكر في الموت ضاق صدره, وضاقت عليه الدنيا كلها, وإذا أصابه مرض اصطلى قلبه من النار.

& الكافر إذا رأى غيره يفوقه مالًا أو قوةً أو أولادًا مات حسرة, لأنه حسود, فلذلك نقول الفجار في جحيم في الدنيا وفي الآخرة.

ــــــــــــــــ

طلب الثبات من الله عز وجل:

& ما من إنسان إلا وهو محتاج إلى الله عز وجل أن يثبته, فإن لم يثبتك الله هلكت, إن الشيطان يضربك بالسهام في كل وقت, إن رأى منك إقبالًا على الطاعة أصابك بالوسواس, وإن رأى منك إدبارًا أصابك بالتأثير, فاصح وانتبه.

السلام أصبح مجهولًا بين الناس:

& إذا لقيت أخاك وقلت: السلام عليك, يكتب لك عشر حسنات, وما أكثر ما فرطنا في الحسنات ما أكثر ما لقينا إخوتنا ولم نسلم بل إني أقول لكم إذا سلم الإنسان على شخص استنكر فالسلام الآن أصبح مجهولًا بين الأمة الإسلامية

المعاصي والذنوب:

& المعاصي تحول بين المرء وبين العلم حتى يلتبس عليه الشيء الواضح... فالمعاصي تحول بين المرء وبين فهم كتاب الله وسنة رسوله, فإذا أشكل عليك مسألة فاستغفر الله, كرر الاستغفار فيفتح الله عليك.

& كما أن المعاصي تحول بين الإنسان وبين العلم فإنها تحول بين الإنسان وبين الطاعة...فالذنوب توجب الذنوب.

& الذنوب تتراكم على القلب حتى تحول بينه وبين رؤية الحق, وتحول بين الحق وبين الوصول إلى هذا القلب ولذلك فتش قلبك فإذا رأيت من قلبك أنه لا يتأثر بالقرآن ولا يعظم القرآن...فاعلم أنه قد ران على قلبك ما كنت تكسب من الأعمال السيئة

& جزاء من عصى الله عز وجل أن يذيقه الله الذلّ في الحياة الدنيا قبل الآخرة.

& قال العلماء: إذا رأيت الرجل يعصي الله ونعم الله تعالى عليه وافرة, فاعلم أن هذا استدراج من الله, والاستدراج مآلهُ الخيبة.

ـــــــــــــــ

تفسير الكشاف للزمخشري:

& احذروا التفاسير التي يخشى منها إما في العقيدة كتفسير بعض المعتزلة كالكشاف وهو تفسير الزمخشري.

& هو تفسير جيد لكن في علم اللغة: بلاغةً وإعرابًا وتصريفًا, وغير ذلك, والمفسرون الذين من بعده والذين ينحون منحاه كلهم عيال عليه, يأخذون من كلامه, لكن فيه اعتزال. وهذا مشكل, فهو يفسر القرآن على مذهب المعتزلة.

& الطالب الذي لا يدرك حقيقته يسير وراءه معجبًا بقوة أسلوبه حتى يهلك, فاحذروا مثل هذه التفاسير, وعليكم بالتفاسير الأثرية.

الوصية بالتفاسير الموثوقة:

& عليكم بكتب التفسير الموثوقة, التي يوثق بمؤلفيها في دينهم وعقيدتهم, مثل تفسير ابن كثير, وتفسير الشيخ ابن سعدي, وتفسير القرطبي على ما فيه من بعض المخالفات.

تفسير العلامة ابن القيم للقرآن الكريم:

& ابن القيم رحمه الله...إذا تكلم على الآية أشبع, فعليكم بما تجدونه في تفسير ابن القيم مما فيه من الفوائد العظيمة.

دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب:

& ألف العلماء مؤلفات في درء تعارض النصوص الصحيحة وبينوا أوجه الجمع بينها وممن ألف في ذلك محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله صاحب" أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن, ألف جُزءًا مفيدًا سماه: دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب

 

ــــــــــــ

من يضحك من فعل المؤمن بما يوافق الكتاب والسنة:

& إذا رأيت أحدًا يضحك من فعل المؤمن بما يوافق الكتاب والسنة فصفه بأنه مجرم, فإذا ضحك إنسان على شخص مطبق للشريعة كإعفاء اللحية فهذا حرام, لأن الله قال: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْ كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَضۡحَكُونَ ﴾ [المطففين:29]

الموقف ممن يسخرون من المؤمنين:

& الذين...يسخرون من المؤمنين, وموقف المؤمنين منهم يجب أن يكون موقف الصابر الصامد الذي لا تزحزحه هذه العواصف, وسوف تكون العاقبة لأهل الحق طال الزمان أم قصُر....فالعاقبة للمتقين إما في الدنيا والآخرة, وإما في الآخرة

من عجر عن العمل وكان من عادته أن يعمله فإنه يكتب له أجره كاملًا:

& لنفرض أن إنسانًا من عاداته أن يتهجد في الليل, وأن يكثر النوافل, ولكنه سافر ومنعه السفر من أن يفعل ما كان يفعله في الحضر, فيكتب له الأجر كاملًا

& إنسان مرض, كان من عادته أن يصوم يومي الاثنين والخميس, وأن يكثر النوافل, ولكنه مرض, ولم يتمكن من ذلك, فإنه يكتب له الأجر كاملًا.

فكر على أي حال تموت, اسأل الله جل وعلا حُسن الخاتمة:

& الحياة الدنيا منقضية منتهية, لن تدوم, ولكن الشأن كل الشأن على أي حال يموت الإنسان ولذلك لا تفكر متى تموت ولا أين تموت...لكن فكر...على أي حال تموت واسأل الله دائمًا حسن الخاتمة وأن يجعل خير عمرك آخره, وخير عملك خواتمه

من علامات ليلة القدر:

& ليلة القدر...أحيانًا يمُنُّ الله على من يشاء من عباده فيجد في إحدى ليالي العشر انشراحًا في صدره, وطمأنينة في قلبه, ورغبة في الخير, وهذا من علامات ليلة القدر.

ــــــــــــــــ

استعمال الحكمة في الدعوة إلى الله:

& يجب الصبر واستعمال الحكمة وعدم العنف, والذي لا يأتي اليوم يأتي غدًا, والذي لا يأتي غدًا يأتي بعد غدٍ, والذي لا يدركه الإنسان في حياته ودعوته حق يدركه بعد موته, فإن الداعي إلى الحق له أجر من عمل به ولو بعد موته فلا تستعجل

& نجد أن عاقبة العنف والشدة وأن يريد الإنسان أن يهتدي الناس بين عيشة وضحاها فيلجأ إلى القوة, نجد أن العاقبة سيئة, وتكون العاقبة سيئة ليس فقط على هؤلاء الذين باشروا هذا الفعل الأهوج, ولكن حتى على غيرهم من دعاة الحق.

الخروج على الحكام:

& اعلم أن منابذة الحكام من الأمور المنهي عنها, نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم, وأمرنا أن نصبر, فقال: (( من كره من أميره شيئًا, فليصبر عليه, فإنه ليس أحد من الناس خرج على السلطان شبرًا, فمات عليه, إلا مات ميتةً جاهلية ))

& أحثُّ إخواننا الذين يجدون في ولاتهم ما يُخالف شريعة الله, مما لا يصل إلى الكفر, أحثهم على الصبر وانتظار الفرج, وأن يدعو إلى الله تعالى بالحكمة, وألا يحاولوا إطلاقًا أن يخرجوا الخروج المسلح, فإن عاقبة ذلك سيئة.

& من درس التاريخ من أوله إلى يومنا هذا علم حقيقة ما وقع, وأنه لا يحصل من ذلك إلا الشر والبلاء, فلنصبر ولنحتسب حتى يأتي اللهُ بأمره.

العفو:

& إذا جاء أخوك يعتذر إليك بكونه جنى عليك أو اغتابك عند الناس فإن من حقه عليك الحق المستحب أن تعفو عنه وأنت إذا عفوت عنه فأجرك على كريم, وهو الله وأجرك على الله أحسن من كونك تقتص لنفسك ﴿فَمَنۡ عَفَا وَأَصۡلَحَ فَأَجۡرُهُۥ عَلَى ٱللَّهِۚ

ـــــــــــــ

الفتن كثيرة:

& الفتن أنواع كثيرة, فتن حسية في تعذيب الإنسان وسجنه وغير ذلك, وفتن معنوية بالتضيق النفسي على أهل الخير, وفتن فكرية بالتشكيك في الإسلام وفي شرائعه. فكلُّ هذا سيكون, وكلُّ هذا كائن, لكن موقفنا الصبر, والله مع الصابرين. 

تطهير القلوب:

& يوم القيامة تُختبر السرائر, وليس الظواهر, والسرائرُ: القلب.

& طهروا قلوبكم من الشرك, ومن الشك, ومن النفاق, ومن الحقد والغل على المسلمين, إلى غير ذلك مما يجب أن يطهر القلبُ منه, لأن المدار يوم القيامة على ما القلوب.

& يوم القيامة ما يحاسب الإنسان على أعماله الظاهرة وإلا لنجح المنافقون, لأن المنافقين يأتون بالأعمال الصالحة ظاهرها الصحة, لكن على قلوب خربة, فإذا كان يوم القيامة خانتهم قلوبهم, فتُبتلى السرائر.

& أحث نفسي وإياكم يا إخواني على إصلاح الباطن, وعلى تفقد القلب, فكلنا يتوضأ, ويطهر ظاهره, وكلنا يغتسلُ من الجنابة, ويطهرُ جسمه كله, لكن القلب هل منّا من يغسله كل يوم؟ قلَّ من يغسله.

& فتش عن قلبك هل القلب ثابت مطمئن بالإيمان مخلص لله فأبشر بالخير وهل هو على خلاف ذلك فصحح المسار وصحح النية, وأخل قلبك من الحقد والبغضاء للمسلمين, وأخل قلبك من الشك والشرك والنفاق حتى تكون العاقبة لك حميدة.

&طهر قلبك وفكر في قلبك هل فيه إنابة إلى الله وهل فيه إخلاص لله وهل فيه محبة لما شرع الله وهل فيه محبة لعباد الله الصالحين أو لا؟ طهر قلبك فهو الأصل والمدار

ــــــــــــ

وحدة الأديان والتقارب بينها:

& سمعنا أن بعض الكفار من النصارى واليهود يقول: يجب أن يكونوا المسلمون والنصارى واليهود على حد سواء, ويسمونه وحدة الأديان, أو التقارب بينها, فسبحان الله! لا يمكن هذا للمسلمين.

& أن نجعل دين النصارى واليهود دينًا قيمًا مقبولًا عند الله, لا والله أبدًا, والذي يساوي بين هذه الأديان الثلاثة على خطرٍ عظيم

& كيف يمكن أن نقول: الأديان واحدة, والله عز وجل يقول: ﴿ وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينًا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ﴾ [آل عمران:85] ؟ فلا يمكن أن يقول هذا مسلم

& ندحض قول من يحاولون اليوم أن يخلطوا بين الحق والباطل, ويقولون: هذه أديان سماوية! اليهود على دين سماوي, والنصارى على دين سماوي, والمسلمون على دين سماوي! نقول: هذا أكذب الكذب, وأكذب كلمة قالها قائلها هذه الكلمة.

& هل اليهود الآن على دين سماوي؟ لا والذي فطر السموات والأرض, ليسوا على دين سماوي, بل على دين باطل, نسخه الله تعالى بشريعة موسى.

& هل النصارى الذين يسمون أنفسهم ( مسيحيين ) نسبة للمسيح, هل هم على دين الحق؟ لا والذي فطر السموات والأرض, إنهم على دين باطل, أي: منسوخ, نسخ برسالة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم, فليسوا على دين.

& لا يمكن الجمع بين الأديان أبدًا, دين الإسلام دين مستقل لا يحتاج إلى تكميل, ولا يحتاج إلى دين آخر, والديانات الأخرى كلها منسوخة بالدين الإسلامي.

& إن هؤلاء الذين ذلوا وانخنعوا أمام الدول الكافرة يريدون أن يقاربوا بين الإسلام والكفر. قبح الله هذه الفكرة, فإنها فكرة إلحاد, فكرة تقتضي أن لا دين.

ــــــــــــــــ

& أيها المسلمون لا تنخدعوا بهذه الأفكار الباطلة المنحرفة التي تريد أن تفتت دينكم, وأن توهن قوتكم, دعوا هؤلاء الشياطين من بني آدم, فإنهم والله ما دعوا إلا الكفر.

قتال اليهود:

& اليهود...الذين كانوا يقاتلونهم كانوا يقاتلونهم للعروبة والقومية, ولذلك لم ينجحوا, ولو قاتلوا بالإسلام, مع تطبيقهم له عقيدة وقولًا وعملًا, لانتصروا عليهم بالتأكيد, لأن أذل عباد الله اليهود.

في القرآن حلُّ كُلّ شيءٍ يُشكل عليك:

& في القرآن حلُّ كلِّ شيءٍ يُشكلُ عليك, والدليل: ﴿ وَنَزَّلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ تِبۡيَٰنًا لِّكُلِّ شَيۡءٍ﴾ [النحل:89] لكن أحيانًا يكون بيان القرآن بالإصالة, وأحيانًا يكون بيان القرآن بالإحالة على السنة, وأحيانًا يكون الأمرُ واضحًا في القرآن.

& ما من إنسان يتدبر القرآن إلا وجد فيه من العلوم العظيمة ما لا يجدها في غيره فإن جئت في النحو وجدت شواهد وإن جئت البلاغة وجدت شواهد...وإن جئت في العقائد وجدت شواهد, وفي الفقه وجدت شواهد, وفي كل شيءٍ.

العشر الأوائل من ذي الحجة:

& يظن بعض الناس أن العشر الأواخر من رمضان أفضل من العشر الأوائل من شهر ذي الحجة, والأمر بالعكس, العمل الصالح في العشر الأوائل من ذي الحجة أحبُّ إلى الله من العمل الصالخ في العشر الأواخر من رمضان.

& تجد العشر الأوائل من شهر ذي الحجة تمرُّ بالناس, ولا يقدرون لها قدرًا, لا في الصيام, ولا في الصدقة, ولا في قراءة القرآن, ولا بكثرة الصيام, لأنهم يجهلونها.

ـــــــــــــ

الحلف مع قرن ذلك بمشيئة الله جل وعلا:

& كثير من الناس يحلفون بدون أن يقولوا: إن شاء الله, وهم إذا قالوا: إن شاء الله حصلت لهم فائدتان عظيمتان: الأولى: أن الله يُيسر لهم ما حلفوا عليه. الثانية: أنه لو حلف ولم يتم اليمين, لم تكن عليه كفارة.

تزكية النفس:

& التزكية للنفوس تكون في حق الله, وحق الآدميين, فالتزكية لها في حق الله بأن تقوم بطاعة الله, وأن تترك ما نهى الله عنه بصدر منشرح ونفس راضيةٍ, والتزكية لها بالنسبة للمخلوقين بأن تعاملهم بما تُحبُّ أن يعاملوك به, هذا هو الميزان.

& زكِ نفسك مع الناس, أحسن الخلق, أحبّ لهم ما تحب لنفسك, أعنهم على فعل الخير, حذرهم من فعل الشر.

الذهاب إلى مدائن صالح:

& ثمود قوم صالح...مدائنهم الآن معروفة, ويكثر تردد الناس إليها, لكن مع الأسف فإن كثيرًا من الناس يذهب إليها للاعتبار بقوة هؤلاء القوم ونحتهم المساكن من الجبال, ويرون هذا من الآثار, وهذا والله عين الخطأ.

& النبي صلى الله عليه وسلم مرّ في طريقه إلى تبوك بهذه المدائن, فقنع رأسه أي غطاه, وأسرع السير وقال: (( لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين, فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم, لا يصيبكم ما أصابهم ))

& أنصح إخواني الذين يذهبون إلى هذه الأماكن ألا يذهبوا إلا بالشرط الذي فاله النبي عليه الصلاة والسلام وهو أن يكونوا باكين, فإن لم يكونوا باكين فلا يدخلوا عليهم, ولا يقربوهم.

ــــــــــــ

استحضار امتثال أمر الله ومتابعة الرسول عند أداء العبادة:

& في كل العبادات نستحضر أننا نفعل هذا امتثالًا لأمر الله, لأن هذا يؤدي إلى قوة اليقين, ونفعل هذا اتباعًا للرسول صلى الله عليه وسلم, هذا يؤدي إلى كمال محبة الرسول صلى الله عليه وسلم والتأسي به.

بشارة عظيمة للمؤمن:

& إذا رأيت الله تعالى قد يسرك لليسرى, وأعانك على نفسك, وأعطيت ما يجب عليك بذله. واتقيت ما يجب عليك اجتنابه, وصدقت بخبر الله ورسوله, إذا رأيت من نفسك هذا فاحمد الله فإنك ممن ييسرون لليسرى ومن أهل السعادة.

الآخرة خير لمن اتقى:

& الآخرة خير لمن اتقى, فأي إنسانٍ متقٍ فالآخرة خير له, حتى القبر خير له من قصوره التي فارقها في الدنيا, لأنه يفتح له باب إلى الجنة ويأتيه من روحها ونعيمها, وينسى ما كان فيه من النعيم في الدنيا.

& حتى...في أول يوم يموت فيه الإنسان فيه فإنه يرى أن موته خير من الدنيا, ولهذا إذا حمل الإنسان على نعشه وخرج به من بيته يقول: قدموني, قدموني, لأنه عند الموت قد بشر بالجنة, فيقول: قدموني, قدموني, اللهم اجعلنا من هؤلاء.

& السنة هي الإسراع في غسل الميت وتكفينه والصلاة عليه ودفنه, لأنه إذا كان من المتقين فالآخرة خير له كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡر لِّمَنِ ٱتَّقَىٰ 

& ما يفعله بعض الناس إذا مات الميت انتظر حتى يأتي أهله من أقطار بعيدة, ويبقى يومًا أو يومين, فهذا جناية على الميت, وإساءة إليه, لأن الميت الصالح يقول: قدموني, قدموني, وهؤلاء حبسوه عما أعدّ الله له من النعيم.

ـــــــــــــ

القنوات الفضائية:

& أحذر غاية التحضير من شرور الدشوش ذوات القنوات الفضائية, لأن فيها من المفاسد العظيمة في الأخلاق, وفي العقيدة, وفي الأفكار ما لا يعلمه إلا الله عزوجل

& لا يجوز لصاحب هذه الدشوش الخبيثة أن يبيعها لإنسان آخر, بل يجب عليه أن يكسرها, فإن الله إذا حرم شيئًا حرم ثمنه, وكذلك إذا باعها فسوف يستعملها المشتري على وجه محرم وإذا باعها كان من باب التعاون على الإثم والعدوان.

نعم الله جل وعلا:

& إذا رأيت الله أنعم على أخيك بنعمةٍ, فافرح له, لأنه لا يتم إيمانك حتى تفرح له.

& إذا أردت أن يُنعم الله عليك بنعمة فأحبّ لأخيك ما تُحبهُ لنفسك.

& إذا رأيت بنفسك مرضًا فلا تنظر للصحيح, بل انظر للذي هو أشد منك مرضًا حتى تعرف نعمة الله عليك.

& من التحدث بنعمة الله, ولا سيما لأهل العلم, أن ينشروا علمهم بين الناس.

& إذا أنعم الله عليك بنعمة وتحدثت بها, إظهار لفضل الله, وشكر لنعمته, فهذا خير, أما إذا ذكرتها لتستعلي بها على الناس, وتبين للناس أنك فوقهم فهذا لا يجوز, فليس من هذه الأمة من كان يفخر بالأحساب والأنساب.

& حدث بنعمة الله من غير افتخار على عباد الله.

& من الناس من إذا أنعم الله عليه بنعمة أشرك وبغى, وعصى واستكبر, واستعان بها على المعصية, ومثل هذا نعلم أن هذه النعمة في حقه نقمة واستدراج.

& من الناس من إذا أنعم الله عليه النعمة استعملها في طاعة الله, وإذا استعملها في المباح استعملها على وجه لا إسراف فيه ولا تقتير وتصدق منها...هذه أيضًا نعمة.

ـــــــــــــ

الأكل والشرب بالشمال:

& لا تظنوا أن الأكل باليسار سهل, بل هو حرام, والدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يأكل أجدكم بشماله, ولا يشرب بشماله, فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله )) ولذلك لا يحلُّ لنا أن نتأسى بالشيطان.

& قد تسلط الشيطان على أعداء الإسلام وهم الكفار, فجعلهم يأكلون باليسار, لأنهم جنود الشيطان, وحزب الشيطان, وليس لنا أن نتأسى بأعداء الإسلام

& كذلك الشرب يكون باليمين, لكن إذا كان الإناء ثقيلًا, ولا تستطيع أن تمسكه بيد واحدة, فلك أن تستعين بيدك اليسرى.

زاد المعاد في هدى خير العباد, للعلامة ابن القيم رحمه الله:

& ذكر ابن القيم رحمه الله في " زاد المعاد في هدي خير العباد " وهو كتاب جليل فقهي وتاريخي وأدبي, أحثُّ كل واحدٍ منكم على اقتنائه, ذكر في قصة أُحد مصالح عظيمة, وحِكمًا عظيمة.

الابتلاء لمصلحة الإنسان:

& قد يبتلي الله سبحانه وتعالى الإنسان بالفقر لمصلحة الإنسان حتى لا يطغى بالرزق والنعمة...فلا تظن إذا ضيق الله عليك الرزق أن الله مهينك, بل هذا قد يكون من مصلحتك, ومن تربتك, كما نحجب عن المريض مثلًا عن شهي الطعام.

من تجارب الشيخ رحمه الله:

& الإنسان _ سبحان الله اسأل مجربًا _ كلما تأمل كتاب الله اتضح له من المعاني ما لم يكن يعرفها من قبل.

&نحن قد جربنا وسمعنا من جرب أن النصيحة باللطف والإقناع أنفع بكثير من العنف

ـــــــــــــ

كلَّ ما شرعه الله و كل ما قدره لحكمة قطعًا:

& كلُّ ما يمُرُّ بك من أحكام الله الكونية, وأحكام الله الشرعية, فكلها صادرة عن حكمة, لكن العقول قد تُدرك هذه الحكمة, وقد لا تدركها, إلا أننا نؤمن بأن كلَّ ما شرعه الله أو كل ما قدره لحكمة قطعًا.

& إذا آمنت إيمانًا حقيقيًا بأن الله أحكم الحاكمين لزم من ذلك الايمان الاستسلام لقضاء الله القدري, ولقضاء الله الشرعي.

& إذا قدَّر الله على خلقه حُروبًا, أو مجاعةً, أو مرضًا, أو زلازل, أو صواعق, فإنك تعلم أن هذا لحكمة, وتؤمن بهذا, فيهون عليك الأمر, لأن هذا إنما أتى من عند الله الذي هو أحكم الحاكمين.

& إذا ابتلاك الله بمرض لازمك على الرغم من العلاج, وعلى الرغم من الرقية, فإنك تعلم أن لهذا حكمة عند الله عزوجل. ومن الحكمة أن يوفقك للصبر حتى تنال درجة الصابرين, والصبر درجة عالية, لا ينالها إلا من امتحن فصبر.

& يا أخي الزم هذه القاعدة: كلُّ ما قضى اللهُ عليك أو على غيرك فاعلم أنه لحكمةٍ, إن وفقت لفهمها فهذا المطلوب, وإن لم توفق فيكفي أن تؤمن بأن ذلك حُكمُ الله, ولله تعالى الحكمة البالغة: ﴿أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَحۡكَمِ ٱلۡحَٰكِمِينَ﴾  [التين:8]

القوانين المخالفة للشريعة:

& ووالله ما في القوانين المخالفة للشريعة خير, بل كلها شر, ولو لم يكن منها إلا العدول عن شريعة الله لكان ذلك كافيًا, ولكن كما قال عز جل: ﴿ إِنَّهَا لَا تَعۡمَى ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَلَٰكِن تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ﴾  [الحج:46]

 

ـــــــــــــ

العاقبة للمتقين:

& أوجه كلمتي هذه إلى الشباب, خاصة الذين وفقوا للالتزام...بدين الله وآمنوا بالله واتجهوا اتجاهًا سليمًا, ولكنه يحصل لهم إيذاء, إما من بعض أصحابهم سابقًا, وإما من بعض أهليهم...فأقول لهؤلاء: اصبروا, اصبروا, اصبروا, فإن العاقبة للمتقين.

التوكل على الله يحفظ الإنسان من تسلط الجن عليه:

& الجن تتسلط على كل من خاف منها, وضعف توكله على الله, لكن إذا توكلت على الله عزوجل فهو نعم المولى ونعم النصير, يمنعك من هؤلاء الجن, ويحميك منهم.

لا تقل: لا سمح الله, وقل: لا قدر الله:

& كثير من الناس يقول: لو حصل زلزال لا سمح الله لكان كذا وكذا, وهذا غلط, فلا تقل: لا سمح الله, فهل أحد يكره الله عز وجل حتى يسمح أو لا يسمح, نقولُ: لا, لكن قل: لا قدر الله, من التقدير, ولا تقل: لا سمح الله.

يبشر المؤمن وهو في سياق الموت بالجنة فتخرج روحه منقادة:

& الإنسان إذا مات وخرجت روحه فإنه إن كان مؤمنًا _ وأسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يجعلني وإياكم من المؤمنين _ بُشِّرَ بالجنة وهو في سياق الموت.

& إذا بُشِّر الإنسان عند الموت بهذه البشارة العظيمة سهُل خُرُوج روحه, وخرجت منقادة كما تُسحبُ الشعرةُ من العجين, فيسهل انقيادها وخروجها, لأنها بشرت برضا الله عز وجل.

& كثير من الأموات إذا شاهدته بعد موته وجدت وجهه أحسن مما كان حيًّا وأنور, وربما بعضهم يتبسم, لأنه بُشِّرَ بالجنة: ﴿ وَأَبۡشِرُواْ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ﴾ [فصلت:30]

ــــــــــــــــ

الإكثار من قول: سبحان الله وبحمده, سبحان الله العظيم:

& أكثر يا أخي من هذه الكلمة حتى وأنت في شغلك, حتى وأنت تمشى, وأنت نائم, وأنت قائم, وأنت قاعد: " سبحان الله وبحمده, سبحان الله العظيم" لأن الله يحبُّ ذلك, ولأنها ثقيلة في الميزان.

رجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه:

& إذا خلا الإنسان عن مشاغل الدنيا في مكان لا يُقبلُ عليه إلا الله, وأحضر قلبه وذكر الله بلفظ الذكر, أو ذكر الله بعظمته وجلاله وسلطانه وقدرته, فإن عينه تفيضُ من الدمع شوقًا إلى الله عز وجل ومحبةً لله, وتعظيمًا لله تبارك وتعالى.

من فوائد الإيمان بالقدر:

& الإيمان بالقدر له فوائد عديدة, منها طمأنينة القلب, أن الإنسان يطمئن قلبه, وينشرح صدره لما وقع, لأنه يعلم أنه بقضاء الله, ويعلم أنه لا يتخلف, وهذه نقطة مهمة, فلا يمكن تغير ما كان عما كان.

المؤذن أعلى رتبة من الإمام:

& المؤذن أعلى رتبة من الإمام, فالإمام يأتي ويصلي بأصحابه ثم ينصرف, أما المؤذن فيسمعه كل ما حوله, ويشهد له يوم القيامة, والمؤذنون أطول الناس أعناقًا, أي: رقابًا يوم القيامة, شرفًا وفخرًا لهم يتميزون به عن الناس يوم القيامة.

& المؤذن لا يتعلق به المصلون الذين يصلون في المسجد, بل المصلون الذين يصلون في المسجد, ومن يسمع صوته حتى الناس في بيوتهم يتعلقون به.

& المؤذن يتعلق المسلمون به في ركنين من أركان الإسلام, وهما: الصلاة والصيام, وليست الصلاة فقط, ولهذا كان المؤذن أعلى رتبة من الإمام

ـــــــــــــ

من بورك له في شيء فليزمه:

& مما يقطع حياة الإنسان وينزع البركة عن عمله أنه يتخبط, فيبدأ بالعمل ثم يعود إلى عمل آخر, ثم يعود إلى عمل ثالث, وهلم جرًّا, وهذا غلط, فهذا مما يقطع حياتك وعملك.

& يؤثر عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: " من بورك له في شيء فليزمه " فإذا رأيت أن الله قد بارك لك في هذا العمل فاستمر فيه.

الأصول الثلاثة, للشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله:

& شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب, له رسالة صغيرة, سماها " الأصول الثلاثة " ونحن ننصحُ جميع إخواننا أن يقرؤوا هذه الرسالة لما فيها من العقيدة السليمة الصافية

دعاء الأموات سفه في العقل وضلال في الدين:

& زيارة القبور لدعاء القبور, سفه في العقل, وضلال في الدين, سفه في العقل, لأن هذا الميت لا ينفع نفسه فكيف ينفعك أنت؟ كيف تأتي إلى جثة هامدة ربما تكون الأرض أكلتها إلا ما شاء الله ثم تدعوها؟

& هل يمكن لهذا الميت أن ينقذك من شيءٍ؟ الجواب: لا والله أبدًا, هو نفسه محتاج للدعاء, فكيف تدعوه, هذا سفه.

& كيف تقول للميت: يا فلان أعطني كذا, ارزقني مالًا, زوّجني, سُبحان الله, امرأتي لا تحملُ, اجعلها تحمل, هذا سفه في العقل, وضلال في الدين.

& أهل القبور لا ينفعونك, ولا يحلُّ لك أن تدعوهم.

& إياك يا أخي أن تتعلق إلا بالله عز وجل اسأل الله, فلا واسطة بينك وبينه.

ــــــــــ

التدخين:

& مسألة ابتلي بها كثير من الناس...وهي التدخين, وهو حرام, والدليل من القرآن قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ﴾ [النساء:29] والدخان سبب لأمراض تقتل الإنسان, فمن أكبر أسباب السرطان الرئوي والحلقي شرب الدخان.

& التدخين سبب لثقل العبادات على المدخن, ولا سيما الصوم, تجد الصوم عند المدخن أثقل شيءٍ, حتى الصلاة ثقيلة عليه, فلو حان وقت صلاة وهو يشتهي أن يشرب سيجارة تكون الصلاة ثقيلة عليه, والذي يثقل عن العبادات لا خير فيه.

& نجد المدخن يبتعد ابتعادًا تامًا عن مجالسة أهل الإصلاح, لأن أهل الصلاح سوف يمنعونه مباشرة أو حياءً أو يمتنع قهرًا إذا قالوا: لا تدخن, وكل شيء يُنفرك عن مخالطة أهل الصلاح فلا خير فيه.

& أشير على من ابتلي بهذا التدخين أن يتوب إلى الله عزوجل, وأن يمرن نفسه على تركه. لكن قد يقول: أنا لا أستطيع أن أدعه مرو واحدةً, فهل من الممكن أن أدعه على فترات؟ الجواب: نعم, ممكن.

& أكثر المدخنين نسأل الله لنا ولهم الهداية ليس عندهم عزيمة ولا قوة شخصية, يغلبهم الهوى والنفس فيعجزون عن تركه, لكن لو مرنوا أنفسهم لتركوه.

& سوف يسأل الإنسان يوم القيامة عن ماله, لماذا صرفته في هذا الدخان؟

حياة الإنسان فيها عبر:

& الزمان كله حقيقة عبر, بل إن الإنسان في حياته اليومية وحياة الإنسان منًا قصيرة يجد العبر, فقد تجد إنسانًا بدون أي سبب معلوم, يومًا مسرورًا, ويومًا مغمومًا, بل إن الإنسان ربما يأتي عليه في اليوم الواحد سرور وحزن دون أي سبب.

ــــــــــــ

جعل الله ذلك في موازين حسناتك:

& انتبه إلى كلمة يقولها الناس اليوم, إذا فعلت خيرًا قال: جعل الله ذلك في موازين عملك, وهذه الكلمة فيها نظر, والصواب أن تقول: جعل الله ذلك في موازين حسناتك.

الرابح بهذه الدنيا:

& الرابح بهذه الدنيا هو المؤمن. والثاني: العامل بالصالحات. والثالث: الذي يوصي غيره بالحق. والرابع: الذي يوصي غيره بالصبر.

قسمة الإنسان ماله بين ورثته:

& من الناس من يقسم ماله بين أولاده بحسب الإرث, يعني يقدر أنه يموت ثم يقسم ماله بين ورثته, وهذا ليس بجائز, فليس من الصواب أن تقسم مالك بين أولادك, أرأيت لو مات أحدهم أيكون وارثًا لو مات أحدهم قبلك؟ ما يكون وارثًا.

& ربما تحتاج المال, فلا تتعجل يا أحي, ولا تقسم مالك بين ورثتك, ودع مالك بيدك, وإذا قضى الله عليك فإنهم سوف يرثون على حسب فرائض الله تبارك وتعالى

محبة الله عز وجل ومتابعة الرسول عليه الصلاة والسلام

& أي إنسان يقول: إني أحب الله, وهو لا يتبع الرسول, فهو كاذب في قوله... انظر هل أنت تتبع الرسول فأنت صادق في محبة الله, وهل أنت تخالفه فأنت كاذب

& احرص _ يا أخي _ على معرفة شريعة النبي صلى الله عليه وسلم ثم احرص على اتباعها, ثم أبشر بالثمرة التي لا يشبهها ثمرة ألا وهي محبة الله, والله تعالى إذا أحبَّ عبدًا فلا تسأل عن مرتبته ومنزلته.

& كلما كان الإنسان أتبع لرسول الله كان أحبَّ إلى الله.

ـــــــــــــ

الربا:

& يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه: إنه ورد من الوعيد على الربا ما لم يرد في أي ذنب آخر سوى الشرك, لعن النبي صلى الله عليه وسلم آكل الربا, وموكل الربا وشاهدي الربا وكاتب الربا كلهم لعنوا على لسان محمد صلى الله عليه وسلم

& الفائدة الربوية خسارة وليست بفائدة, ولذلك أحسن ما نقول في فوائد الربا: إنها زيادة ربوية, ولا نسميها فائدة, وإلا كنا تابعين لهؤلاء الذين يتهاونون في الربا.

الساهون عن صلاتهم:

& قال الله تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ﴾ [الماعون:5] أي: غافلون مفرطون لا يبالون, متى قاموا من النوم صلوا, لا يبالون إن صلوا مع الجماعة أو مع غير الجماعة, ساهون عنها.

& إذا كان الذي يصلي وهو غافل ويل له, فمن لا يصلي أبدًا أشدُّ وأشدُّ.

سورتا الإخلاص:

& سورتا الإخلاص هما قوله تعالى: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ ﴾ وقوله تعالى: ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾ كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بهاتين السورتين في سنة الفجر, وفي سنة المغرب وفي ركعتي الطواف لما تضمنتاه هاتين السورتين من الإخلاص لله عز وجل

من وجد في بيته حية:

ما ذا نفعل إذا وجد الإنسان في بيته حية...نقول:...أُحرجُ عليها ثلاث مرات, أقول: أنت مني في حل إن بقيت في بيتي, فإذا كانت جنية ستخرجُ, وإذا كانت ثعبانًا عاديًا فستظل مكانها, لأنها لا تفقه, فإن بقيت فاقتلها, لأننا نعلم أنها ليست جنية.

ـــــــــــ

الوسواس:

& رجل...ابتلي بالوسواس فتجده يتوضأ ثم يظن أنه لم ينو فإذا نوى وبدا ظن أنه لم يغسل يديه وبعد قليل ظن أنه لم يغسل وجهه فتجده يتوضأ أربع مرات ننصح الذين ابتلاهم الله بذلك أن يستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم وأن يقتصروا على مرة واحدة

& الشيطان يأتي للإنسان وهو متوضئ, ويقول: إنك أحدثت, وربما يحس بحركة في السبيلين, فنقول له: استعذ بالله, وابق على طهارتك.

& يبتلى بعض الناس في الصلاة بالوسوسة فإذا أراد أن يكبر في الصلاة كبر ثم يقول بعد قليل لعلي لم أكبر فيعيد التكبير مرة ثانية وثالثة ورابعه وكذلك في القراءة يشك وفي الركوع وفي السجود هذا كله يجب أن يطرحه الإنسان وألا يلتفت إليه  

& بعض الناس يلحقه الوسواس في مجتمعه. فتراه يمُرُّ الناس فيقول: الناس ينظرون إلى نظرة غضب وكراهةٍ. وهذا مما يوسوس إليه الشيطان به....والذي ينبغي للإنسان هو أن يعتقد أن الناس ينظرون إليه نظر رضا وفرح حتى يدخل السرور على قلبه.

& نرى بعض الناس إذا تكلم أخوه بكلام يحتمل معنيين: حسنًا وسيئًا يحمله على السيئ, وهذا من الوسواس, لأن الذي ينبغي للإنسان أن يحمل كلام أخيه على الأحسن, لا على الأسوأ.

& من الناس من يلحقه الوسواس في زوجته يوسوس أنها إذا تكلمت في الهاتف فإنها تخاطب فلانًا...وهذا لا يجوز, لأن الأصل السلامة, والأصل في العفاف.

& من الناس من يلحقه الوسواس في أهله في مسألة الطلاق...حتى أن بعض الناس يقول له الشيطان: استرح من هذا الوسواس وطلقها, وهذا لا يجوز, فالمرأة تم العقد عليها على وجه صحيح, والأصل بقاء العقد, وأنك لم تطلق.

ـــــــــــــ

متفرقات:

& من اعتقد أن دينًا سوى الإسلام قائمًا يرضاه الله فهو كافر, لأنه مكذب لله عزوجل, فقد قال الله تعالى: ﴿ وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينًا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ﴾ [آل عمران:85]

& أحوال الآخرة لا تقاسُ بأحوالِ الدنيا, وهذه قاعدة ينبغي أن تعرفوها, فيما أخبر الله به عن اليوم الآخر.

& الله عز وجل حكيم في شرعه, فالشيء الذي يصعب على النفوس أن تنتزع منه مرة واحدة يكون بالتدرج.

& الويل في القرآن الكريم كلمة وعيد وعذاب, وإنما تكون كلمة وعيد وعذابٍ لأن من وجهت إليه يستحق هذا الوعيد والعذاب.

& العمل الصالح ما جمع شرطين: الأول: الإخلاص لله. والثاني: اتباع شريعة الله.

& ينبغي للمفتي إذا سُئل عن شيءٍ ورأى أن المستفتي أخطأ فيما هو أهم أن ينصحه

& هنا قاعدة مهمة في العربية: إذا أتى اسم استفهام مقترنًا بالنفي, فهو للتحقيق, فإذا قال: ﴿ ألم يجدك﴾ يعني: قد وجدك.

& إذا ترك الإنسان الشيء لله عوضه خيرًا منه, وجعل في قلبه حلاوة الإيمان.

& التين والزيتون معروفان, أقسم الله بهما لما فيهما من الخير والبركات, وقيل: إنه أقسم بهما لأنهما في أرض الشام التي هي مكان بعث الأنبياء من بني إسرائيل.

& قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية, ونعم الكتاب هي.

& ينبغي للإنسان ألا يحب المرء إلا لله, وهذا من كمال اليقين أن تحب المرء لا تحبه إلا لله.

ــــــــــــــــــ

& كتاب " الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان " لشيخ الإسلام ابن تيمية, ذكر فيه آيات عجيبة جرت لبعض السلف الصالحين.

& اسأل ربك كل شيء, ولا تقل: هذا بسيط, ما أحتاج أن أسأل الله إياه, بل اسأل الله كل شيء, لأن ملجأك هو الله عز وجل.

& كل شك بعد الفراغ فلا عبرة به في كل العبادات, حتى في الطواف, فلو أنه بعد أن طاف وانتهى من الطواف وذهب ليصلى ركعتين خلف المقام شك هل طاف سبعًا أو ستًا. قلنا: لا عبرة به.

& يقال للعائن: إذا رأيت ما يُعجبك فقل: بارك الله عليك. فإذا قال العائن هذا فإنه بإذن الله لن يُصيب أحدًا بعينه.

& كلما رأيت مدحًا للعلم في القرآن والسنة فإنما المراد به العلم الشرعي, والمراد بالعلم الشرعي: العلم بالله وبأحكامه وبأفعاله.

& بنو آدم يوسوس بعضهم لبعض, تجد الرجل يسير في طريق مستقيم, فيأتيه واحد من الناس, ويتكلم معه, ويوسوس له, ويقلب تفكيره رأسًا على عقب, وهذا مشاهد


كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ