اطبع هذه الصفحة


فوائد مختصرة من المجلد التاسع من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة العثيمين

فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

 
 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه فوائد مختصرة من المجلد التاسع, من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة محمد بن صالح العثيمين, رحمه الله, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

الحج ليس نزهة وليس سياحة:

& الحج يا إخواني ليس نزهة وليس سياحة, ولكن الحج عبادة, وليس بلازم أن يكون كل شيء من الترف عندك, بل إني أخشى أن يكون الترف من أسباب قسوة القلب.

شروط الحج:

& أولًا: الإسلام, وضده الكفر. ثانيًا: البلوغ, وضده الصِّغر. ثالثًا: العقل, وضده الجنون, رابعًا: الحرية, وضدها: الرّق, خامسًا: القدرة, وضدها: العجزُ  

& الحج لا يجب على كل إنسان, لكن بين الله من يجب عليه الحج بقوله: ﴿ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلاۚ ﴾ [آل عمران:97]...والاستطاعة نوعان: استطاعة بالمال, واستطاعة بالبدن.  

& الاستطاعة بالمال: فأن يكون عند الإنسان ما يحج به من المال زائدًا على نفقاته وحاجاته وضرورياته, وقضاء ديونه...أما الاستطاعة بالبدن فأن يكون الإنسان قادرًا على الحج بلا مشقة.

& إذا تمت شروط الحج وجب على الإنسان أن يبادر به, وألا يؤخره...لأن الإنسان لا يدري ما يعرض له فهو الآن قادر وربما يكون في العام القادم غير قادر وربما يموت

وجوب تعلم أحكام الحج على من وجب عليه الحج:

& إذا وجب الحج على الإنسان فإنه يجب عليه أن يتعلم كيف يحج, لا أن يذهب مع الناس هكذا, سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته, رأيت الناس يفعلون شيئًا ففعلته, بل يجب عليه أن يتعلم أحكام الحج, ليعبد الله على بصيرة.  

طرق تعلم الحج:

& كيف يحج؟ طريقان: الأول: قراءة الكتب التي يثق بمؤلفيها. الثاني: ملازمة أحد العلماء, والسؤال والاستفهام, سواء لازمه في البلد قبل أن يأتي للحج, أو سافر معه وصحبة, فإن صحبة العلماء كلها خير.

استحضار معنى التلبية:

& أنت حين تقول: لبيك لا شريك لك في الربوبية, كذلك لا شريك لك في الألوهية يعني في العبادة, فلا تعبد غير الله, لا يقولك ولا بفعلك, فالعبادة لله وحده, ومن تعبد لغير الله فهو مشرك.

محظورات الإحرام:

& أولًا: الجماع ثانيًا: وسائل ومقدمات الجماع ثالثًا: التطيب رابعًا: حلق الرأس خامسًا: قتل الصيد سادسًا: لبس القميص والعمائم والسراويلات والبرانس والخفاف سابعًا: النقاب والقفازان. ومن محظورات الإحرام تغطية الرأس.

& محظورات الإحرام إذا فعلها الإنسان ناسيًا أو جاهلًا أو مكرهًا فلا إثم عليه ولا فدية عليه, والدليل قول الله تبارك وتعالى: ﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ ﴾ [البقرة: 286] فقال الله: قد فعلت.

ــــــــــــــــــ

تغطية الرأس:

& يجب أن تعلموا أن تغطية الرأس حرام على الرجال دون النساء, أما المرأة فإنها تستر رأسها وتستر وجهها أيضًا إذا مرّ الرجال قريبًا منها, لأنه يجب عليها أن تستر الوجه وأن تستر الرأس عن الرجال الذين ليسوا من محارمها

وقوف الإنسان في مكانه في عرفه وعدم تكلف الذهاب إلى الجبل:

& أوصيكم إذا رأيتم أولئك القوم الذين يتكلفون ويذهبون إلى الجبل أن تقولوا قفوا في مكانكم فهو أفضل, لأن النبي قال: ( وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف) فكأنه يقولوا: لا تكلفوا أنفسكم في الحضور إلى هذا المكان, بل وقفوا كل واحد مكانه.

من جامع في الحج قبل التحلل الأول ترتب على جماعة خمسة أمور:

& من جامع في الحج قبل التحلل الأول ترتب على جماعة خمسة أمور: 1- الإثم 2- فساد النسك 3- وجوب إتمامه 4- وجوب قضائه من العام القادم 5- فدية, وهي بدنه يذبحها في القضاء. إذا الجماع هو أعظم محظورات الإحرام.

الرمل في الطواف:

& الرمل: هو إسراع المشي بدن هزّ الكتفين, ويكون في الثلاثة أشواط الأولى

& أصل الرمل كان لإغاظة قريش, وليُرِى المسلم أعداء الله أنه قوي, ولكن للأسف أن كثيرًا من المسلمين أذناب للكفار يرون ماذا يفعل الكفار فيتبعونهم والواجب أن يكون المسلم معتزًا بدينه قويًا بدينه لأن العزة لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام وللمؤمنين

& ينبغي لنا أن نتذكر ونحن نطوف بالبيت رملًا, أن نتذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يفعل هذا, ثم نتذكر أن المقصود من هذا الرمل في الأصل إغاظة المشركين, وبيان أننا أقوياءُ.

ــــــــــــ

الحكمة من رمي الجمرات:

& الحكمة الأولى: التعبد لرب العالمين سبحانه وتعالى. ثانيًا: الاقتداء بسيد المرسلين, محمد صلى الله عليه وسلم فإنه رمى. ثالثًا: إقامة ذكر الله وتعظيمه.

الحكمة من الطواف بالبيت:

& أولًا: تعظيم الله. ثانيًا: الاقتداء برسول الله. ثالثًا: إقامة ذكر الله.

ليس أن يُعذب الإنسان نفسه بالطواف, ويتأذى بالزحام, لا, المقصود التعبد لله, والاتباع لرسول الله, وإقامة ذكر الله.

عدم رفع الصوت في الدعاء لا في المطاف, ولا في المسعى:

& لا ترفع صوتك في الدعاء, لا في المطاف ولا في المسعى, واتق الله. قال الله تبارك وتعالى﴿ٱدۡعُواْ رَبَّكُمۡ تَضَرُّعًا وَخُفۡيَةًۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ﴾[الأعراف:55]وأنت إذا دعوت وجهرت اعتديت على إخوانك, وشوشت عليهم, فلا يدرون ما يقولون فاتقِ الله.

& المشرع للمسلمين في الطواف وفي المسعى أن يدعوا ربهم تضرعًا وخفية, تضرعًا في القوب, وخفية في اللسان, بدون صوت مزعج.

نصيحة للذين منَّ الله بأداء الحجِّ والعُمرة:

& أدعو إخواني المسلمين بعد رجوعهم من الحج أن يستقيموا على دين الله, وأن يتقوا الله عز وجل فيحافظوا على الصلوات, ويؤدوا الزكاة, ويصلوا الأرحام, ويبروا الوالدين, ويعاملوا الناس بما يحبون أن يعاملهم الناس به.

& أحث إخواني المسلمين على أن يجعلوا حجهم هذا مرحلة انتقال من حسن إ أحسن, لا أن يجعلوه مرحلة مرت وتزول بما يُفعلُ بعدها من المعاصي.

 

ــــــــــــــ

التعلق بالأموات:

& يوجد أناس يحرصون على الحج والعمرة, لكنهم يتعلقون بالأموات, فيأتي الإنسان إلى القبر الذي يعتقد أنه قبر ولي فيتضرع إلى صاحب القبر: يا سيدي. يا ولي الله, أريد منك كذا, أُريد منك كذا, وهذا كفر بالله عز وجل وشرك.

خسارة عظيمة:

& نرى أنه من الخسارة العظيمة أن بعض المسلمين يحرصون على الحج والعمرة, ويبذلون الغالي والنفيس من أعمارهم وأموالهم, لكنهم يضيعون الصلاة, وهذا من قلب الحقائق, فالمحافظة على الصلوات أوجب من المحافظة على الحج والعمرة.

حديث موضوع مكذوب:

& حديث: (( من حجَّ فلم يزرني فقد جفاني )) حديث موضوع مكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم, ولا يجوز لأحدِ أن يتكلم به إلا إذا قال: هذا حديث موضوع مكذوب على الرسول علية الصلاة والسلام

تكرار العمرة في سفر واحد:

& موافقة السنة خير من كثرة العمل, ووالله ما نحن بأحرص على الخير من رسول الله صلى الله عليه وسلم, والنبي صلى الله عليه وسلم ما كرر العمرة أبدًا, ولهذا نرى أنه لا عمرتين في سفرٍ واحدٍ, بل عمرة واحدة.

الحذر من الإعجاب بالعبادة:

& كم من إنسان كثرت عباداته, وختم له بسوء الخاتمة _ والعياذ بالله_ أسأل الله أن يعذبنا وإياكم من العجب, لأنه معجب, مُدل بعمله على ربه, كأنه يشعر بأن الفضل له على الله.

ـــــــــــ

لا يغلب اثنا عشر ألفا من قلةٍ:

& قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( لن يغلب اثنا عشر ألفًا من قلةٍ )) اثنا عشر ألفًا لا يمكن أن يُغلبوا من قلةٍ, لو قام الجن والإنس ضدهم ما غلبوهم بل يُغلبون بفعلهم المعاصي, التي تحطم قوة المسلمين ويُغلبون بالتنابز والتعادي والتفرق

& انظر إلى حال المسلمين اليوم حفنة من اليهود _ لعنهم الله _ تفعلُ بالمسلمين ما تفعل لأن المسلمين إيمانهم ضعيف, فالإسلام إما ضعيف أو مفقود, والتوحيد أيضًا إما ضعيف أو مفقود في بعض الديار الإسلامية.

& الائتلاف والاجتماع, وشعور المسلم بأن المسلم أخوه فلا يظلمه, ولا يكذبه, ولا يخذله ولا يحقره ذهبت هذه الصفات فأين الأخلاق الإسلامية فكيف وهذا حالنا نتمنى أن ننتصر على أعدائنا ونحن في أنفسنا ما انتصرنا على أنفسنا؟  فهذا خطأ ووهم.

من سجد لغير الله فقد أشرك:

& إن قيل: رجل ذهب إلى قبر فسجد لصاحب القبر أيكون مشركًا أو لا؟ قلنا: هو مشرك, لأنه سجد لغير, والسجود لا يكون إلا لله عزوجل.

بركة العمر:  

& الله تعالى إذا أنزل لإنسان البركة في عمره صار يعمل في الزمن القليل ما يعمله غيره في زمن كثير.

إذا سلم عليك إنسان وانحنى لك فانهه:

& إذا سلم عليك إنسان وانحنى لك فانهه, لا تقل: والله الرجل أكرمني, لا أحب أن أُخجله, بل انهه عن هذا, لأن هذا أعظم هدية تهديها إليه, مما نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام.

ـــــــــــ

المعاملات المحرمة:

& المعاملات المحرمة تدور على ثلاثة أشياء الأول: الظلم الثاني: الميسرُ الثالث: الربا

& الله حرم الظلم على عباده, قال الله في الحديث القدسي ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي, وجعلته بينكم محرمًا, فلا تظالموا) وهذه القاعدة ينطبق عليها أنواع كثيرة كالغش والكذب والتدليس

& الميسرُ: هو المغالبة التي يكون فيها الإنسان إما غانمًا وإما غارمًا, فكل معاملة تشتملُ على ميسرٍ فإنها محرمة يقول الله تعالى﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡس مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [المائدة:90]

& الربا قاعدة من قواعد المعاملات, الأصل فيه التحريم, لقوله تعالى: ﴿ وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْ﴾ [البقرة:275] فكل معاملة فيها ربًا سواء كان صريحًا أو خداعًا فإنها حرام.

& ربا الخداع أعظم من الربا الصريح, لأن ربا الخداع تضمن الضرر الناتج من الربا, مع مخادعة الله عز وجل فيكون جامعًا بين قبيحين: الأولُ قبح الربا. الثاني: المخادعة ومخادعة الرب عزوجل ليست بالأمر الهين

& لقد رأينا كثيرًا من الذين يتحايلون على الربا بالطرق الملتوية أصبحوا فقراء, يتكففون الناس, وكان عندهم أموال كثيرة, فعلى المؤمن أن يتقى الله عز وجل, وأن يقنع بما آتاه الله, وأن تكون معاملته على وفق شريعة الله.  

مجاهدة شيخ الإسلام ابن تيمية لأهل البدع في كتبه العظيمة:

& شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله...جاهد وجالد علماء الكلام والفلاسفة والجهمية والمعتزلة وجميع أهل البدع في كتبه العظيمة المشهورة.

ـــــــــــــ

العادات يمكن أن تكون عبادات:

& إن قال قائل: هل يمكن أن تكون العادات عبادات؟ فالجواب: العادات إذا قصد الإنسان بها الاستعانة على عبادة الله صارت عبادة, فمتى أردت الاستعانة بها على عبادة الله صارت عبادة.

الاجتماع بالأبناء, والأكل والشرب معهم:

& بعض الناس لا يجتمع مع أولاده لا في مجالس ولا في أكل ولا شرب, ثم يريد أن يبروه وأن يقوموا بحقه, وهو لا يجتمع بهم, كيف هذا يا أخي, اجعل أولادك يتغدون معك ويتعشون معك ويفطرون معك ويجتمعون معك وتألفهم أكثر مما تتألف الأجانب

خطر النساء عظيم:

& النبي صلى عليه الصلاة والسلام ما ترك في أُمته فتنة أضرَّ على الرجال من النساء, فعليكم عباد الله بحماية نسائكم, وإذا خرجت إلى المسجد أو السوق فإنها تخرج غير متبرجة, ولا متطيبة, حتى يسلم الناس من فتنتها وتسلم هي من فتنتهم

شروط النكاح:

& الشرط الأول: الإيجاب والقبول. الشرط الثاني: تعين الزوجين. الشرط الثالث: رضا الزوجين. الشرط الرابع: الولي. الشرط الخامس: الإشهاد.

الصداق ( المهر ):

& الأفضل أن يخف بقدر الإمكان لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (( أعظم النساء بركةً أيسرهن مئونة )) والمهر ليس للأب ولا للأخ ولا لأي ولي كان ولكن المهر للزوجة....فليس للأم ولا للخالة ولا لأحد من الناس فالمهر كله للزوجة

 

ـــــــــــــــــ

الطلاق:

& الطلاق في الأصل مكروه, فيُكره أن يطلق الرجل زوجته إلا لسبب شرعي, لأنه إذا طلق فاتت عليه مصالح النكاح, وكسر المرأة لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (( كسرُها طلاقها ))

& على الرجل إذا رأى من امرأته ما يكره أن يصبر, فقد يُبدلُ الله القلوب, وقد تختلف الأمور, قال الله تعالى: ﴿ فَإِن كَرِهۡتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡـًٔا وَيَجۡعَلَ ٱللَّهُ فِيهِ خَيۡرًا كَثِيرًا﴾ [النساء:19]

& نجد كثيرًا من الناس يطلق زوجته وفي الحال يندم, ثم يأتي إلى العلماء يسألهم عن المراجعة, ولكن لو صبر لكان خيرًا له.

& إذا طُلقت المرأة فلا تطلقُ في كل حالٍ, فالطلاق له أحوال معينة, فيطلقها وهي حامل, أو يطلقها في طهر جامع فيه, فهذا طلاق السنة, وإن طلقها حاملًا وقد جامعها قريبًا فهو طلاق سني.

& الطلاق يكون حرامًا في حالين: إذا طلقها وهي حائض, أو طلقها في طهرٍ جامعها فيه.

& قد يستحب الطلاق إذا رأى الرجل أن الزوجة لا يمكن أن تعيش معه ورأى أن صدرها ضيق...فإن من الإحسان إليها أن يطلقها ليريحها ويحسن إليها, فإن بعض النساء يكون في قلبها كراهة للزوج إما بسببٍ أو بغير سببٍ, فالأفضل له أن يطلق

& في هذه الحال إذا طلق الرجل زوجته هل يحلُّ أن يأخذ شيئًا من المهر الذي أعطاها؟ فالجواب: نعم, يحلُّ له ذلك.

& عدة الحائض ثلاث حيض....وإن كانت لا تحيض فعدتها ثلاثة أشهر.

ـــــــــــــ

الوصية بكثرة العبادة:

& الوصية...بكثرة العبادة, وأن تحرص على أن لا تفوتك ساعة ولا أقل من ساعة إلا وأنت تعبد الله عز وجل, ومع ذلك اسأل الله الثبات, ولا تفخر بنفسك, ولا تعجب بنفسك.

ملاحظة القلوب:

& إذا عملت عملًا صالحًا من صلاةٍ أو ذكرٍ أو قراءةٍ أو صومٍ أو صدقةٍ, فانظر إلى أثره على قلبك من الإنابة, والإقبال على الله, والتوبة إليه, حينئذٍ أبشر بالخير, وأن العمل قد آتى ثمره وآكله.

& إن كان قلبك كما هو حجر يابس لا يلين, فاعلم أن هذه الأعمال لم تنفعك, فيجب ملاحظة القلوب, وصلاحها, وإنابتها إلى الله دون مراعاة الشكل والظاهر, فالشكل والظاهر ماء تسقي به الشجرة, فتروى به الأصول.

العاطفة ربما تكون عاصفة:

& العاطفة ربما تكون عاصفة, كثير من الناس يندفع وراء العاطفة بدون أن يفكر ويقدر وينظر في الأمور وهذا الاندفاع وراء العاطفة سيحول هذه العاطفة إلى عاصفة لأن العاطفة إذا لم يكن لها كوابح من الشرع والعقل أردت بصاحبها إلى الهلاك ولا شك

& أنا لا أقول: لا تتكلم بلا عاطفة, لأن الكلام بلا عاطفة قد يكون ميتًا, لكنني أقول: لا تتكلم بعاطفة حارة تحرق ما أمامها, بل تكلم بعاطفة موزونةٍ بالشرع والعقل, فلو أننا سرنا وراء العواطف لهلكنا وأهلكنا.

& ما أكثر الذين يسيرون في هذا الزمن بالعواطف بدون أن ينظروا إلى النتائج, وبدون أن يحققوا في الأمر, وهذا خطر عظيم على دينهم ودنياهم

ـــــــــــــــ

سلامة عقائد من لم يدخل في علم الكلام:

& من لم يدخل علم الكلام فهو في عافية منه, ولذلك تجد العجائز والشيوخ الذين لم يدخلوا هذا العلم الذي هو كاسمه كلام, كلام في كلام, تجد عقائدهم سليمة ما فيها أي تشكيك, ولا أي تأويل, ولا أي تحريف.

السؤال عن الدليل لا عن مذهب فلان:

& والله نأسف كثيرًا إذا أفتينا أحدًا فقال: وما مذهب فلان؟ أعوذ بالله! يا أخي, إذا أفتاك أحد فلا تقول: ما مذهب فلان؟ بل قل: ما الدليل على ذلك من كلام الله ورسوله؟ لأننا نحن مُتعبدون بشرع الله واتباع رسول الله.

الخُلة بالإسلام والتقوى:

& لا خلة في عروبةٍ, ولا خُلَّة في عُجمةٍ, ولا خُلَّة في أي وطن, ولا في أي بلدٍ, إلا بالإسلام والتقوى, ﴿ ٱلۡأَخِلَّآءُ يَوۡمَئِذِۭ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوٌّ إِلَّا ٱلۡمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف:67]

الصدق:

& القول بالصدق...واجب...والصِّدِّيقون في درجةٍ عالية تلي درجة النبوة ...فالصدِّيقية هي الدرجة الثانية من درجات الذين أنعم الله عليهم...فالصدق منجاة تُنجي صاحبها في الدنيا والآخرة.

لا تتعقد كل ما سمعت حتى يكون لك به علم:

& لا تعتقد كل ما سمعت حتى يكون لك به علم, ولا تتحدث عن كل ما رأيت إلا بعلم, والبصر قد يُخطئ, فقد ترى أحيانًا المتحرك ساكنًا, والساكن متحركًا, ويُرى الشبح من بعيد لا يدري أإنسان هو أم حيوان.

ـــــــــــــــــ

من أسباب الزنا:

& الاختلاط بين الشباب والشابات في المدارس وغيرها...هذا بلا شك من ذرائع الزنا, ويجب علاج المشكلة بأن يفصل الشباب عن الشابات في المدارس وأن يلتزم النساء بما دلَّ عليه كتاب الله وسنة رسوله من الحجاب الشرعي الذي يتضمن تغطية الوجه.  

استحلال الربا:

& في الأمة الإسلامية من يستبيح الربا, يقول: إنه حرام, ولكن يتعامل به تهاونًا, ومن المسلمين من يستبيح الربا حكمًا أو فعلًا.

& من الناس من يقول إن الربا المحرم هو الربا المشتمل على الظلم, أما الربا الذي يقصد به الاستثمار فإنه لا بأس به, يقول الله: ﴿ وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْ ﴾ [البقرة:275]....فالربا حرام سواء كان فيه ظلم أو لم يكن.

& من المسلمين من استحلوا الربا, وقد قال الله تعالى: ﴿ فَأۡذَنُواْ بِحَرۡب مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ فإن الله عز وجل يسلط على هذا المرابي من يحمل السلاح عليه وقد يكون المراد بالحرب حربًا معنوية تشتت الأمة وتفرق الأمة وتفسد الأمة كأنما وقعت بينها حروب.

تعليق الرجاء بالله عز وجل:

& من يتوكل على الله فهو حسبه وكافيه فلو اجتمع من في الأرض جميعًا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك, والذي كتبه الله عليك لو اجتمعت الأمة كلها على أن يدفعوه عنك فلا يمكن أن يفعلوا فيجب أن نُعلق الرجاء بالله

& تعلق الناس بغير الله خوفًا ورجًا, فتجدهم يعلقون رجاءهم بأناس من البشر لقوتهم أو لكثرتهم, وكأن الحياة والموت بيد  البشر...وهذا ينُمُّ عن سفهٍ في العقل, وضلال في الدين.

ــــــــــــــ     

تقوى الله ونصر الله:

& الله إذا أراد نصرَ أحدٍ صيّر له من أسباب النصر ما لا يخطر على البال, وقد قال الله تعالى: ﴿  وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجًا  * وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ  ﴾ [الطلاق:2-3] 

الظلم مرتعُه وخيم:

& الظلم مرتعُه وخيم, والظالم لن يفلح, لأن الله تعالى قال في القرآن: ﴿ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّٰلِمُونَ  ﴾ [الأنعام:21] وقال الله تعالى: ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُصۡلِحُ عَمَلَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ  ﴾ [يونس:81] فالمفسد لن يصلح عمله, والظالم لن يفلح أبدًا.

& إننا نثق بأن الظالم لن يفلح أيا كان....ولكن لا يجب ألا يغيب عن بالنا مسألة مهمة وهي أن الله قد يملي للظالم ويمهله, ولا يأخذه بسرعه حتى يلجأ المظلوم إلى الله حقيقة, وحتى يرتفع الظالم, ويظن أنه لا يمكن أن يضعه أحد.

القومية:

& الاعتصام بالقومية لم يفد الأمة شيئًا, بل إن الأمة تمزقت في الحال التي يجب أن تكون متماسكة فيه, فتمزقت الأمة وتفرقت, وصار بعضهم يقتل بعضًا, ويسبى بعضهم بعضًا...فيجب أن يكون...الاعتصام بالإسلام لا بأي شيءٍ سواه.

النصارى يد واحدة على المسلمين:

& النصارى يد واحدة على المسلمين, ويودون أن يسحقوا المسلمين سحقًا, وألا يكون للإسلام اسمًا, ولكن بحول الله سبحانه وتعالى سوف ينصر دينه ويعلي كلمته, وما ذلك على الله بعزيز

ــــــــــــــ               

الدعاء الدائم بعز الإسلام والمسلمين:

& ادعو لإخوانكم دائمًا في السجود وبين الأذان والإقامة, وفي آخر الليل, وإذا دخل الإمام يوم الجمعة إلى أن تقضى الصلاة.

& احرصوا على الدعاء الوارد عن النبي عليه الصلاة والسلام: (( اللهم منزل الكتاب, ومجري السحاب, وهازم الأحزاب, اهزمهم وانصرنا عليهم )) وما أشبه ذلك, ولا تيأسوا, ولا تقنطوا من رحمة الله, فإن فرج الله قريب.

& اللهم بعزتك وقدرتك وقوتك أعزّ الإسلام والمسلمين على أعدائهم.

الخروج على الحكام:

& الخروج على الحكام أشد ما يكون من المحرمات, لما فيه من سفك الدماء, واستحلال الحرام, والرجل يقتل أخاه المسلم يستحل دمه, وما أكثر الويلات والحسرات في الأمة الإسلامية حين استباح الخوارج وأمثالهم الخروج على الأئمة.

& الخروج على الأئمة كله شرّ, وكله بلاء, وما يحصل به من الفساد أعظم مما يحصل به من المصلحة إن كانت, وإلا فلا مصلحة فيه.

& الكلام الذي يحصل به الثورة على الأئمة محرم, لأنه وسيلة إلى الخروج على الأئمة, حيث تُشحن قلوب الناس بُغضًا وعداوة لولاة الأمور, وبالتالي تنقلب هذه العداوة وهذا البغض إلى صراح مسلح والعياذ بالله.

& اقرءوا التاريخ في الماضي وتدبروا التاريخ الحاضر, وماذا حصل في القيام على الحكام من البلاء والشر...وانتهاك الأعراض المسلمة, واستحلال الدماء والأموال.

& لا يغرنكم اندفاع المندفعين الذين لا يملكون لأنفسهم ولا لكم ضرًّا ولا نفعًا بل يوقعونكم في الشرك ويقفوا مُتفرجين أو يدخلون معكم غمار الفتنة وتكون النتيجة سيئة


كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ