اطبع هذه الصفحة


في رثاء شهداء مجزرة المسجدين

حامد خلف العُمري

 
عليكم سلامُ اللهِ ما طاف أو دعا
بمكةَ ركبٌ أو أتمَّ فودَّعا

رأيت رصاصَ الكفر قد سيق نحوكم
فأحسب أنْ داعي الشهادةِ أسمعا

و ما كان للإنسانِ بدٌّ من الردى
و لا حولَ إذ تأتي المَنونُ فيَمنَعا

و هَوّن وجدي إذْ عَرجتُم بأنّكم
على خيرِ حالٍ يعجبُ الناسَ أجمعا

طهارةِ أبدانٍ و طُهرةِ موضعٍ
و خاتمةٍ حسنى و أَنَّىَ بها معا

على أن ما يُوهي فؤادي من الأسى
خليقٌ له ثهلان أن يتصدعا

لحى اللهُ أقواماً تفاقم لؤمُها
تناضلُ كي يبقى الصليبُ مُلمَّعا

تُجادلُ إِن كان المُصاب بمسلمٍ
و تذرف في أحزانِ صهيون أدمُعا

و أحمقَ ذا طيشٍ يؤملُ شُهرةً
يُزاحمُ من بين الجموعِ ليُسمَعا

ينمقُ ألفاظا و يزعم حِكمةً
و قد بات من أدنى المروءة بلقعا

يظن ضعيفٌ أنْ تُطَلُّ دماؤكم
و قُبِّحَ ظنٌ ما أحطَّ و أوضعا

فمن كان ربُّ الكونِ يطلب حقه
فكيف له من بعد ذا أن يُضيَّعا

و لكنما الأقدار تمضي لحكمةٍ
و إن كان فيها ما أقضَّ و أوجعا

و ليس على الأموات يُبكي و إنّما
على قصرِ قومٍ ركنُه قد تضعضعا



 

حامد العُمري
  • المقالات
  • القصائد
  • الصفحة الرئيسية