صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







جامعة الإمام والدور الريادي في الأمن الفكري

د.محمد بن سرّار اليامي
@Abn_srar


إن تعاهد الجامعات السعودية  والكليات الشرعية  خاصة  لترشيد خطوات الجيل ذكورا وإناثا لهو مطلب من أهم مطالب المجتمع الصالح،الماحافظ على مكتسباته،الطامح نحو مستقبل راق ،بأيدي أبناء وبنات هذا الوطن المعطاء؛فالجامعات السعودية  عليها مسؤلية  عظيمة  جدا ،تجاه الوطن،وتجاه أبناء وبنات الوطن ،فهم بناته،وحماته،ورعاته؛اليوم وغدا،وبعد غدا؛إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها،لذا لزم الجامعات بعامة  والكليات الشرعية  بخاصة ؛ أن تتعاهد فئة  الشَّباب،والشابات؛ وتُجلي لهم أهميَّة  الأمن الفكريِّ في الحية ، وتحرص على تعزيز عقولهم ووقايتهم من الأفكار المنحرفة ؛ ووقايتهم من الشعارات الكاذبة ، وتسعى إلى تحقيق ذلك بأكور منها:
1- بيان أحكام الشَّريعة  المُتعلِّقة  بالمسائل الأمنيَّة  لهم، كخطرالخُروج على ولي الأمر،ومايحصل معه من فتنة  وإراقة  دماء وضياع دين ودنيا؛ وخُطورة  قتل المُسلم بغير حقّ؛ وعظم خطرخفر ذمَّة  المُعاهد، ونحو ذلك.
2- التربية على الوسطيَّة  في الدِّين والاعتدال في التَّديُّن وغرس ذلك في عُقولهم،وقلوبهم، وبيان خُطورة  ضده.
3- التحذير من منابع الشبهات،ومناهج أهل البدع والمحدثات،والمصادر الفاسدة  التي يرجع إليها بعض المُغرَّر بهم؛فيبنون عليهامُعتقداتهم الباطلة .
4- التفطن لأثر الجانب العاطفيِّ وخطورة شحنهم،فإن ذلك يستسلط على أدق مشاعرهم ؛فيؤثرعليها،وكذلك أثره الخطير والبالغ على جانب التَّأصيل العلميِّ المنهجي .
5- لا بد من العناية  بترسيخ مبدأ الإحساس بالمسؤوليَّة  تجاه قضية  الأمن،فهو مسؤلية الجميع؛ لأنَّ بقاء الجنس الإنسانيِّ والحية إجمالا؛لاتكون إلا به،و في جميع الجوانب؛ بل وكذا التَّقدُّم والازدهار والتَّرقِّي في درجات الحضارة ؛ كُلُّ ذلك لا يكون إلا مع الأمن،
فالشرائع السماوية  جميعها أجمعت على؛أمن هذه الكليات الأساسية  للحية  وهي: الدِّين والعرض والعقل والمال والنفس؛وممايجدر التأكيد عليه في ظل هذه المتغيرات المعاصرة ،التأكيدعلى التعددية  الفكرية ،ومسائلها المؤسسة لها؛وذلك أن تُبرز هذه الجامعات والكُلِّيَّات ثقافة  الاختلاف والتنوع،بل والتعدد، لا ثقافة  المُخالفة والمشاحنة ،والقطيعة ،فثقافة  الاختلاف تهدف إلى الوصول إلى الغاية  المُوحَّدة ، ولو تنوعت السبل،وكذا لا يتولَّد منها المُخالفة ، وإذا نشرذلك أثمر ثمار تعايش،ووحدة ،وألفة ،فمنها :
1- إن اختلافَّ العُقول والطِّباع،يجعل الأذواق،والفهوم،في اختلاف،وتنوع؛مع التأكيد بأن هذا الدِّين قويٌ متينٌ، ولن يُشاد الدين أحد إلا غلبه.
2- إنعاش حركة  الاجتهادالعلمي الفقهي المُنضبط بالضَّوابط الشَّرعيَّة ، لتظلَّ هذه الشَّريعة  مُتجدِّدة ؛ فيها صلاحَ لكُلِّ: إنسانِ؛ وزمانِ؛ ومكانِ.
3- تحجيم موارد التَّعصُّب للرَّأي الأعوج؛ أو الفكر الأخدج؛أو المنهج الأعرج.

كذلك مماينبغي للجامعات أن تقوم به،هوتجلية  بواعث التَّطرُّف ودوافع الغلو،وتفكيك خطابه،وبيان إنحرافه الفكريِّ،
فالباعث النَّفسيُّ؛ وهو ما يتعلَّق بانطباع توهُّمٍ في النَّفس له أبعادٌ مُتعدِّدة ، فحينا اتهام للنفس بالتَّقصير ، فيرى في الإفراط سبباً إلى ذلك، وتارة  بالقياس مع الفارق على حال الأوَّلين دون استكمال الأدوات فهم الحية والطور الذي يعيشه،وعاشوه ..
وكذلك باعث الحالُّ، ممايراه في محيطه،وتشكله له وسائل الإعلام المؤثرة  والمتنوعة كذلك ..
ومن البواعث كذلك لذلك الباعث العلميُّ، وهذا مُرتبطٌ بخلل في الفهم، وسُوء التلقي،و يكون تارة  بسُوء في التنزيل، ويكون تارة  أُخرى بسبب الخلط بين الدِّين والتَّديُّن؛ وجعل دين الإسلام وتديُّن الناس شيءٌ واحدٌ،وهذا باطل ..
مرورا بالباعث السَّياسيُّ، والذي يعتقد بعض التيارات،والجماعات،
والأحزاب أنَّهابتربية  الناشئة على التشدُّد في المُواجهة  يُمكنها أن تتغلَّب على خصومها ..
وهنا يكون دور الجامعات في إحتواء الجيل ذكورا وإناثا،وفي توازن الخطاب الديني مع متطلبات الحية  المسلمة  الكريمة  التي رضيها الله لنا،وجعلها قدرنا في هذه الحية  ...

بقي أن أقول
شكرا لكل صرح شامخ في بلادي يعلمني قيمته،ويزرع في نفسي حبه،وشكرا لكل معلم غرس في نفسي حب بلادي ،وربط روحي بها،وحرك وجداني بمكة  وطيبة ،فعرفت قدرها ...
شكرا ألف لمعلمي في مرحلة  الإبتدائية ،والمتوسطة ،
والثانوية ،والجامعة ،
والدراسات العليا ...
نعم ...
أحببت بلادي ..
دمتم بعافية  ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...


وكتبه
د . محمد بن سرار اليامي
عضوهيئة التدريس في كلية الشريعة  وأصول الدين بجامعة  نجران ...
11/5/1439



 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
محمد اليامي
  • رسائل دعوية
  • رسائل موسمية
  • فوائد من الكتب
  • المتميزة
  • كتب دعوية
  • الصفحة الرئيسية