اطبع هذه الصفحة


و وأدت الغيرة

محمد بن سرّار اليامي

 
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، ,بعد:
يا كل مسلم ...
اعلم أن الدعوة إلى خلع حجاب المرأة ، والتخلص من جلبابها دعوة لوأد الغيرة ..
واعلم أن الدعوة إلى دمج المرأة في جميع مجالات تنمية الحياة وإظهارها في الطرقات والأماكن العامة متبرجة سافرة دعوة أيضاً لوأد الغيرة .
واعلم أن الدعوة إلى مشاركتهن في الاجتماعات واللجان ، والمؤتمرات ،والأمسيات الشعرية والنثرية ، والتمثيلية دعوة أيضاً لوأد الغيرة ..
واعلم أن الدعوة إلى فتح بيوتات الأزياء والكوافير ومقاهي الإنترنت النسائية ، ونوادي الرياضة النسائية ، وقيادة السيارات لهن دعوة لوأد الغيرة بل دعوة لقتلها في مهدها.
واعلم أن الدعوة إلى إشاعة الصداقة بين الجنسين عبر البرامج الإعلامية المسموعة والمرئية والمقروءة دعوة إلى الدياثة ووأد الغيرة .
واعلم أن الدعوة إلى مساواة المرأة بالرجل مساواةً مطلقة دعوة إلى تخلي الرجل عن رجولة لا يدعو لها رجل أبداً .
واعلم أن الدعوة إلى توظيفها كالرجل في المتاجر والفنادق والوزارات والمحاكم ، ومكاتب السفر والسياحة والجندية ، والمندوبة للمبيعات ، دعوة لوأد الغيرة ، وهذا قليل من كثير يطمع به كل كافر ومنافق لوأد الفضيلة ، وزرع الرذيلة .
وهذا إن حصل كان من أعظم الجنايات في حق الإنسانية جمعاء.
إذ أن المرأة للعفاف ، والصيانة ، والحشمة ، والستر ، والقرار في الدار.
وليست للتحرر من طاعة الخالق ، أو لنحر العفاف ، أو للتبرج والضياع والانحراف ... كلا والله ..

أيها المبارك ...
أنت القوام على المرأة ..
وأنت المسؤول عنها بين يدي الله جل وعز ..
وأنت القوي وهي الضعيفة ..
وأنت الآسر لها وهي الأسيرة ..
وأنت الحكيم المتريث وهي العاطفية الرقيقة ..

أيها المبارك ..
إن غيرتك عليها تهيأ لها الحق الكامل في الحياة الطيبة الكريمة ..
إن غيرتك عليها تهيأ لها الحماية والأمان إذ أنها تتحلى بخمارها وحجابها وجلبابها ، يقول جل وعز :" يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً". الأحزاب : 59. فأي أمنٍ من الأذى بعد هذا .
إن غيرتك عليها تمنعها من الذئاب البشرية ، مما يجعلها تقوم بدورها المبارك في المجتمع المسلم .
إن غيرتك علها تحفظها من الخضوع بالقول لكل أجنبي عليها ، فيحفظها الله بإذنه جل وعز .
إن غيرتك عليها تحفظها من الشيطان ، إذ أن الشيطان يستشرفها إذا خرجت من بيتها ، وغيرتك تصونها من الشيطان بإذن الله ، فلا تخرج إلا لحاجة ماسة ، ومع محرم لها ، أو القرار في الدار خير لها ، كما قال المعصوم صلى الله عليه وسلم .
ولله در من قال عن نسوة أهل الغيرة ، الصالحات :

يعز على من يطرق الباب لفظها *** جواباً فلا عقداً تراه ولا حلا
يطيل وقوفاً لا يُجاب مُحرماً *** عليها كلام الأجنبي ، وإن قلاّ

في أسباب ضعفها في زماننا

اعلم أيها المبارك ...
* أن من أعظم أسباب ضعفها في عصرنا ، هو ضعف الوازع الديني ، وانقطاع العلاقة بين المخلوق والخالق ، إذ أن الشريعة أمرت بحفظ الأعراض ، وبغض الأبصار ، ومن لم يحفظ العرض ، ولم يغض البصر كان في استجابته لوازع الدين نظر من نقص أو ضعف أو زوال والعياذ بالله .. فالغيرة من الإيمان .

* أيضاً من أسباب الضعف : الفهم الخاطئ لمعاني الرجولة ، إذ أننا في عصر تميعت فيه الرجولة ، وأصبحت الغيرة فيه من التشدد الزائد ، وأصبحت الغيرة فيه شك في المرأة ، وطعن في المقاصد ، وهذا غلط وأيما غلط .
بل هو والله من عبث الشيطان بتلاميذه وأتباعه .

* أيضاً من الأسباب: انعكاس بعض المفاهيم عن من سقمت عقولهم ، كما أسلفت . - فالغيرة عندهم شك وريبة ، وطعن في المقاصد الحسنة . - والخمر عندهم مشروبات روحية .. - والزنا عندهم حرية شخصية .. - والربا عندهم فائدة ربحية .. وهكذا دواليك .. وهذا ينم عن سقم في العقول ، ومرض في الأفهام ،وتلاعب من الرجيم بأتباعه..

* وأيضاً من الأسباب : الهجمة العارمة القوية على أفكار المجتمعات الإسلامية ، والغزو الفكري المشبوه ، ويعضد هذا السبب ويعاونه كثرة الوسائل الإعلامية ، ووسائل تلقي الثقافات المختلفة وانتشارها ، وتيسرها لكل طالب ،في هذا ما فيه من إذابة المجتمع المسلم وسلوكه ، وتعاليمه في مستنقع حثالات البشر ، ومع أوحال الرذيلة والانحلال .

* دخول جحر الضب وراء أمم الغرب ، والحرص ممن قل دينه ، وذاب حياؤه على متابعة أساليبهم في الحياة في كل صغير منها وكبير.
وأول ما يضيع إذا حصل هذا ... الغيرة .... إذ أنها تتنافى مع جميع ثوابت الغربي.
قال عليه الصلاة والسلام :" لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ..." الحديث ..
وترك الغيرة على المحارم من أتباع سنن أهل السوء والفساد ممن كان قبلنا ..

* وأيضاً من الأسباب : الجنوح من كثير من أبناء التوحيد للحياة المادية ، وغلبة الدرهم والدنيا عند كثير إلا من رحم الله ..
وأيضاً العناية بالجوانب الكمالية ، والترفيهية على حساب غيرها ، مما يؤدي إلى أن تتلاشى هذه الخصلة الحميدة – أعني الغيرة – في سبيل الحصول على هذه الكماليات فتتلاشى القيم الحميدة ، والمبادئ المجيدة أمام هذه المغريات الحياتية ، والدعايات الشهوانية فتضيع الغيرة أيما ضياع .

* أيضاً من الأسباب: عدم تفعيل قوامة الرجل من إقرار زوجته وموليته في دارها والحفاظ على خمارها .
وهذا يؤدي إلى خروجها وتبرجها وطلبها لمساواة الرجل في ما يختص به .
فتبرز المرأة من دارها وتحيطها الأنظار ، وتحف بها الفتن فتشيع الفاحشة في الذين آمنوا..
ويستشرفها الشيطان فيفرح بذلك دعاة الفساد والطغيان.

* أيضاً من الأسباب: اتباع داعي الهوى مما يجعل الإنسان ينسى أو يتناسى حق الله ، وأمره جل وعز ليحقق مراده ويرضي هواه ... وما علم المسكين أن من يهوى .. هوى في الهاوية .
 

محمد اليامي
  • رسائل دعوية
  • رسائل موسمية
  • فوائد من الكتب
  • المتميزة
  • كتب دعوية
  • الصفحة الرئيسية