اطبع هذه الصفحة


ثمرات الأوراق 1

محمد بن سرّار اليامي

 
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده........وبعد:

قال الأول :
" نقل فؤادك حيث شئت من الهوى "

وأنا أقول : نقل فؤادك وذهنك حيث شئت من الكتب والعلم والفائدة....، فإن من طالع فناً من فنون العلم ولزمه زمن كلّ بصره وضعفت بصيرته ، والمراوحة منهج كي لاتمل النفوس وتكل...
فطوراً مع القرآن الكريم، في تحليق عظيم في عالم البيان ودنيا البلاغة، وطوراً مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم، ومع جوامع كلمه، ودرر حكمه ، وروائع أقواله, وتارةً مع البخاري وشروحه ، وثالثه مع السنن...
وطوراً مع علوم التفسير ، والتأويل لكلام العزيز الجليل جل وعز..
وطوراً مع تشقيقات الفقهاء وتقاسيمهم البديعة النافعة ، في فهم مسألة وحل معضلة..، والفقه في الدين عظيم ، وحاجة العامة للفقيه أشد منها للواعظ و المربي...فهو الذي يفقه أمر الله ونهيه، وحلاله وحرامه، يفقه الناس..
وطوراً في ربوع الأدب، وخمائل المقطوعات الأخّاذة، من السحر الحلال، وإن من البيان لسحراً يخلب الألباب، ويهز القلوب، ويفل العقول...
وكلما تقلبت في هذه الأطوار زاد حبك، وشغفك للقراءة، وقلّ مللك وسأمك منها ..؛ وهذا مجرّب...؛ والنفس ملولة كسولة، مالم تأطرها، وتنوع لها تنويعةً ماتعة...
إذا حصل الكتاب ، وحضر العقل ، فالزم قلمك، وقيد صيدك، فإن الكتابة قيد الصيد، ولقد رأيت كتاباً ماتعاً نافعاً فيه من كل بستان زهرة، ومن كل فن قطرة هو:
"الصبابات فيما وجد على ظهور الكتب من الكتابات"؛ جمع فيه مؤلفه ما وجده مكتوباً من الفوائد على ظهور بعض الكتب من الفوائد والشوارد والأوابد؛ فجاء في كل عقد فلة، وكان في فنون عدة ، وهذه النوعية من الكتب لذيذة لإزجاء الوقت عند القاريء كي لا يمل ولايكل...
فمن أنفع القراءة ماكان بفهم حاضر، وفكر متقد، وقلم مقيد..
والقراءة السريعة قد تكون نافعة أحياناً لبعض الكتب فبل الشراء وسيأتي هذا في الأعداد المقبلة وهو "كيف تشتري كتاباً" إن شاء الله تعالى وهي إلمامة سريعة بمادة الكتاب قبل شرائه، في المقدمة والخاتمة و الفهرس، وفيها- أي القراءة السريعة- إسترجاع للمعلومات ، وجمع لشتات المعلومات ، وشحذ للذاكرة ، ومعرفة للأدلة ، ومضان الفوائد ، والأوابد ..

واعلم – أيها المبارك – أن كل كتاب لا يخلو من فائدة ، فعليك بالمطالعة ، وإفراد صفحة من صفائح عمرك الغالي لها ، وجعلها في جدولك فهي سرّ من أسرار لموعك ، وسطوعك ، وتفوقك ، ونجاحك ،ثم إلزم مع المطالعة والفائدة والتقييد العمل ، فليس العلم بكثرة الرواية ولكنه بالدراية ، وليس العلم بالتقميش ، ولكنه بالعمل والتفتيش .
فـ ...........اعمـــــــــل بعلمك تغنم أيها الرجـــــــــــــل
                         لا ينفع العلـــــــــــــــــــــم إن لم يحسن العـــمــــــــــــــل
والعلــــــــــــــــــــــــــم زينٌ وتقـــــــــــــــــــــــوى الله زينته
                         والمتقـــــــــــــــــــــــون لــــهم في علمـــــهـم شغــــــــــــــــل

فالقارئ المتميز هو من يعمل بعلمه وقراءته ، ليورثه الله علم مالم يعلم ، ويفتح على قلبه وعقله ....
ثم تذكر أن ما قرأته وعلمته سيكون حجة ...إما لك أو عليك ... فلا تستكثرن من حجج الله عليك ... وإلى اللقاء .

 

محمد اليامي
  • رسائل دعوية
  • رسائل موسمية
  • فوائد من الكتب
  • المتميزة
  • كتب دعوية
  • الصفحة الرئيسية