اطبع هذه الصفحة


لغة السلف

محمد بن سرّار اليامي

 
فإن لغة الاحتساب مفتاح سعادة في حياة المتميزة ، لا تطلب أجرها من الناس ، ولهذا لو مدحها مادح ، أو قدح فيها قادح لم يؤثر فيها { إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً * إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً * فوقاهم الله شر ذلك اليوم } الإنسان: 9-11

والمقصود أخيتي النية الصادقة الخالصة لوجه الله جل في علاه ، والعمل الصائب على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم .

هي لغة أهل الإيمان في أعمالهم لا يطلبون من هذه الدنيا شيئاً ومع هذا تأتي الدنيا راغمة قال أحدهم :

طلبنا العمل للدنيا فأبى الله إلا أن يكون له .

المحتسبة ... لا تغضب من النقد ، ولا يؤثر فيها الحسد ، ولا يُسقط عملها المكر ولا الخديعة ولا الرياء ولا السمعة .

المحتسبة .... صبرت نفسها لطاعة ربها ، والجزاء من جنس العمل { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}الزمر:10.

المحتسبة ... لا دنيا تريد ، ولا شارة ، ولا أمارة ، ولا مال ,و لا عمارة ، ولا سمعة ، ولا وظيفة ، ولا سيارة ... تريد جنة عرضها السماوات والأرض { يريدون وجهه } الأنعام: 52

المحتسبة ... طعم آخر للإنسانية ، ولون آخر للبشرية ، تذوب من أجل الآخرين ، ولا تكترث بشيء في سبيل ذلك لأن همتها أسمى وأعلى وأحلى وأغلى من هذا الحطام الفاني.

المحتسبة ... بزّت صواحبها ، وعجزت المتسابقات لها عن سبقها ، وتعبت اللاحقات لها أن يلحقوا بها .

تعبها لذة ، وعرقها مسك ، ومالها وقف ، ونفسها قربان { فبأي ءالاء ربكما تكذبان} الرحمن:13 . فهلا حملنا مفتاح الاحتساب لنعيش في متعة التميز.
 

محمد اليامي
  • رسائل دعوية
  • رسائل موسمية
  • فوائد من الكتب
  • المتميزة
  • كتب دعوية
  • الصفحة الرئيسية