صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







أعجوبة

محمد بن سرّار اليامي

 
رأيت رجلاً كثير الاعتداد برأيه لا يكاد أن يعترف بهفوة ، بل والله لكأنه معصوم عن النقائص ، منزه عن المعايب.
إذا رزق الفتى وجهاً وقاحاً
تقلب في الأمور كما يشاء
وله في كل فن دارية ومعرفة ، فهو الخبير في الطب، وهو الحاذق في الرأي ، وهو العالم في الشرع ، وهو المعلم في النجارة والحدادة والسباكة ولا أدري.
هل هذا جانب من جوانب لموع هذه الشخصية وتميزها أم أنه جانب من معصوميته المزعومة ....؟؟!! لا أدري ؟؟
ولقد ملّ الناس وملوه .. فهو المدعي دائماً ، وهم الضحايا والنتيجة الفشل ، وأن الخطأ من صنع هذا الجهاز. . أو قائل هذا الرأي أو من أنشأ هذه الفكرة ... ليس مني أنا!! هذا عذر معروف دائماً.
والدعاوى مالم يقيموا عليها
بينات أصحابها أدعياء
فتذكرت قول نابليون : حسنة الجاهل أنه دائماً في حالة رضى عن نفسه .
ويقول أحد الحكماء:
طريق الجاهل مستقيم في نظره .

وإن عناء أن تُفهم جاهلاً
فيحسب جهلاً أنه منك أفهم
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه
إذا أنت تبنيه وغيرك يهدم
وإن كان أحياناً يصيب ، ولكن كما قال الأول:
يصيب وما يدري ويخطي وما درى
وهلاّ يكون الجهل إلا كذلك
وكم من امرأةٍ تعيش هذه الأطوار في حياتها ، فيتحسى من حولها أصناف الأذى من جراء هذه الحماقات ، وتذكرت قول المتنبي وكأني بزوجها يستشهد به :
ومن نكد الدنيا على الحرّ أن يرى  *** عدواً له ما من صداقته بُدُّ
وتعلمت دروساً مهمة في حياتي ... منها أن هذه المحرومة من الثقة بنفسها وبمبدئها ، معدومة العناية بمشاعر الآخرين ، مفرطة في إثبات رأيها والانتصار لقولها ولو على أي حساب .. متقلبة متلونة.
يوماً يمان إذا لاقيت ذا يمنٍ  *** وإن لقيت معدياً فعدناني
وعلمت أن رضا الخلق غير مقدور عليه ، فأرضي الله وكفى ، وعلمت أن هذه الدنيا بلا هدف سامي تكون موتاً ، وبطن الأرض خير من ظاهرها ، وعلمت أن البشرية كلما رجت الكمال والجمال ، والجلال في غير شرع الله جل وعز كلما كانت فريسة سهلة للأمراض النفسية والعصبية ولاختلال الشخصية ... كهذه الأعجوبة الآنفة الذكر ... فهل يُعلم هذا يا طالبة التميز ؟!!

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
محمد اليامي
  • رسائل دعوية
  • رسائل موسمية
  • فوائد من الكتب
  • المتميزة
  • كتب دعوية
  • الصفحة الرئيسية