اطبع هذه الصفحة


من رسائل الإيمان (22)
خمسون وصية ووصية لتكون خاشعاً

اضغط هنا لتحميل الكتاب على ملف وورد

أمير بن محمد المدري
إمام وخطيب مسجد الإيمان – اليمن


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين، ورسول رب العالمين، أرسله الله رحمة للعالمين، فهدى به من الضلالة، وأخرج به الخلق من الظلمات إلى النور، وعلى آله الطاهرين، وأصحابه الطيبين، وعلى من دعا بدعوته وهدى إلى سنته إلى يوم الدين.
وبعد
إن الصلاة ليست عبثاً، وليست حركات مجردة من الروح والتدبر .. إنها مناجاة لله خالق السماوات والأرض ووقوف بين يديه .. يجد حلاوتها من سعى فيها إلى الخشوع فأدركه، ويستريح فيها ولا يستريح منها، ويسعد عندما يخاطب ربه تبارك وتعالى، ويعلم أن الله عز وجل يجيبه ويستجيب له.
ولا يمكن أن تحقق الصلاة أهدافها إلا إذا توافر لها الخشوع وحضور القلب. وروح الصلاة هو الخشوع، ولذلك أثبت ربنا تبارك وتعالى صفة الفلاح للمؤمنين الذين هم في صلاتهم خاشعون، فقال عز من قال: ((قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)) [المؤمنون: 1، 2]. الخشوع محلّه القلب، ولا بُدّ أن تظهر آثاره على الجوارح، على الوجه والجسم.أما إذا ظهرت آثار الخشوع على الجوارح ولم يكن في القلب شيء منه فهذا خشوع النفاق.
ليست الصلاة حركات تستغرق ساعات من اليوم وينقضي الأمر وتُنسى معاني الصلاة لكنها حركات تصحيح وثورة تغيير تستهدف تعديل مسار الحياة لتعيد صياغتها على عين الله .

.إن ذلك كله يدعونا إلى أن نبيّن ونذكر الوسائل التي تعين المرء على التحلي بالخشوع.

1 - عليك أن تجمع نفسك قبل الدخول في الصلاة؛ فلا تُحرم بالصلاة إلا بنفسٍ مجتمعة، وفكرٍ متدبِّر، وقلبٍ حاضر.وعليك يا أخي أن تستحضر عظمة الله الذي تقف بين يديه؛ فهو سبحانه ملك الملوك وجبّار السماوات والأرض، هو الملك القدّوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر . وأن تستحضر أنك واقف بين يديه سبحانه تناجيه وتدعوه .. وتستحضر تقصيرك وتفريطك وضعفك وحاجتك إلى الله ..

2- الخشوع يتحقق بإقبال العبد على الله بفكره وقلبه وجوارحه، وعندئذٍ سيقبل الله عليه بالمغفرة والقبول، كما جاء في حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الله مقبلاً على العبد في صلاته ما لم يلتفت، فإذا التفت صرف وجهه عنه» [رواه أبو داود والنّسائي [أبو داود برقم 909، والنسائي 3/ 8].اجعل الكعبة قبلة وجهك وبدنك ورب الكعبة قبلة روحك وقلبك واعلم انه على قدر إقبالك على الله يكون إقبال الله عليك واذا أعرضت اعرض الله عنك.

3 -
استحضر تفاهة الدنيا، وأن البقاء فيها - مهما طال- إلى رحيل .. وهو مؤقت، وأن متاعها متاع الغرور .. وتستحضر أننا صائرون إلى الله ليوفّينا أعمالنا؛ وعن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للذي أوصاه: «إذا صلّيت فصلّ صلاة مودّع» [رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي]. وعن أنس رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اذْكُر المَوْتَ في صَلاَتِكَ؛ فإِنَّ الرَّجُلَ إذا ذَكَرَ المَوْتَ في صَلاَتِهِ لَحَرِيٌّ أنْ يُحْسِنَ صلاتَهُ، وَصَلّ صلاةَ رَجُلٍ لا يَظُنُّ أنَّهُ يُصَلّي صلاةً غَيْرَها» [صحيح الجامع ح842].

4-
لا تتعجل في أداء الصلاة. إن ذلك سبب في إفساد صلاتك. ولقد صلّى رجلٌ أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأساء صلاته، فقال له صلى الله عليه وسلم : «ارجع فصلّ فإنك لم تصلِّ» [البخاري برقم 793، ومسلم برقم 397، وأبو داود برقم 856.2].غالباً ما تكون العجلة سبباً في ضياع معنى الخشوع؛ فقد روى أصحاب السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تُجزئ صلاةٌ لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود» [ابن ماجة 870، وأبو داود 855، والنسائي 2/ 183، والترمذي برقم 265 ].

5-الصلاة في أول الوقت أعون على الحصول على الخشوع؛ ذلك لأن المرء يكون في فسحة من الوقت، إن كان يريد أن يدخل الخلاء، أو أن يجمع نفسه، أو أن يختار المكان الملائم للصلاة الخاشعة.

6- على المصلّي سواءً كان بالمسجد أو في البيت أن يتخذ سُترة يقف وراءها أو أن يقترب من الجدار حتى لا يشغله شاغل ولا يمرّ بين يديه مارٌّ، فقد روى أبو داود والنسائي وغيرهما من حديث سهل بن حثمة مرفوعاً: «إذا صلّى أحدكم إلى سترة فليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته» [أبو داود برقم 695، والنسائي 2/ 62، وانظر كلام ابن حجر في الفتح 1/ 571 – 584 ].

7-- أحسن وضوءك وتطهر بالوضوء من الأوساخ وأقدم على ربك متطهراً واعلم أن ظاهر الوضوء طهارة البدن وأعضاء العبادة وباطنه طهارة القلب من أوساخ الذنوب فإن لذلك تأثير في الخشوع وحضور القلب.

8- احرص على أداء السُّنن الرواتب؛ فأداء الرواتب القبلية يوقظ القلب ويهيئه للخشوع، وأداء الرواتب البعدية يمكّن المعاني الكريمة التي اكتسبها المصلّي. فأداء الرواتب والنوافل يسهِّل على المرء الوصول إلى الخشوع في الصلاة.

9 - قلّل من حركاتك في أثناء الصلاة، بل لا تتحرك إلا لضرورة؛ فسكون الجوارح يعين على حضور القلب.والسكون لا يكون إلا بالطمأنينة فمن لم يطمئن لم يسكن فيها.

10- استبعد المشاغل كلّها في وقت الصلاة، فلتضبط أمورك بحيث لا يكون لك صارف عن الإقبال على الصلاة في وقتها المحدّد المعروف. كان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول: (من فقه الرجل أن يبدأ بحاجته قبل دخوله في الصلاة، ليدخل في الصلاة وقلبه فارغ).فمدافعة الأخبثين تذهب بالخشوع.
ومما يساعد على الخشوع ألاّ يصلي المرء وهو مشغول بالطعام.

11- التزم بأحكام الصلاة وآدابها، وامتنع عن محظوراتها؛ فلا تسابق الإمام، ولا تنظر إلى السماء ...بل اجعل نظرك في موضع سجودك، واجتنب تدوير بصرك في أنحاء المسجد الذي تصلّي فيه. واجتنب متابعة من يدخل ومن يخرج ومن يمرّ بجانبك.

12- لا تشغل نفسك بأمر الدنيا في أثناء الصلاة، واطرد الخواطر كلما وردت، واستعيذ الله من الشيطان ووسوسته؛ إن الخشوع يحصل للعبد إذا فرَّع قلبه من الدنيا، واشتغل بالصلاة عمَّا عداها، فحينئذٍ تكون الصلاة راحة له وقرّة عين.

13- اجتنب الصلاة في مكان فيه صور؛ كيلا يشغلك عن الصلاة وتدبّر ما تقرأ؛ و عليك أن تختار المكان الطاهر البعيد عن الصوارف، المكان المناسب من كل النواحي التي تصفِّي الذهن وتعين على حضور القلب.

14- احرص على أكل الحلال؛ فإن ذلك يرقِّق القلب، ويجلب الخشية، ويقرِّبك من ربك، ويجعلك مُجاب الدعوة .. وكلّ ذلك يبلغك الخشوع في الصلاة؛ واعلم يا أخي أنك كلما حرصت على عمل الصالحات واجتناب المعاصي كان الخشوع أقرب.

15- حاذر من الرياء الذي بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه الشرك الخفي؛ فالرياء محبط للعمل، وأخلصْ عملك لله، وانتبه إلى وساوس الشيطان احذر كيده ومكره؛ فإنه عدوّ مبين.

16- ما يساعد على الخشوع التوبة إلى الله من الذنوب وتجديد التوبة مرة بعد مرة؛
فالتوبة تجبُّ ما قبلها، وتصفي القلب وتجعله شفّافاً رقيقاً، وتعين على الخشوع .

17- مما يساعد على الخشوع أن يستقلّ العبد عبادته ويعترف بالتقصير، ويتواضع لله، وأن يحذر من العجب بما يقوم به من طاعة، فالعجب قتّال.

18- مما يساعد على الخشوع الإكثار من قراءة القرآن، وزيارة القبور للموعظة، والإكثار من ذكر الموت، ومحاسبة النفس، والاستعداد ليوم المعاد.

19 - مما يساعد على الخشوع التفكير في أعمال الصلاة وأقوالها وتدبُّر ذلك؛ فمن المعلوم أن الصلاة أقوال وأفعال مبدوءة بالتكبير مختومة بالتسليم، فمن الجدير بك أن تتدبر يا أخي الحكمة منها.

20- وضع اليمنى على اليسرى على الصّدر: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام في الصلاة وضع يده اليمنى على اليسرى و كان يضعهما على الصدر ، و الحكمة في هذه الهيئة أنها صفة السائل الذليل وهو أمنع من العبث وأقرب إلى الخشوع.

21- تحريك السبابة: قال النبي صلى الله عليه وسلم :« لهي أشد على الشيطان من الحديد »، و الإشارة بالسبابة تذكّر العبد بوحدانية الله تعالى والإخلاص في العبادة وهذا أعظم شيء يكرهه الشيطان نعوذ بالله منه.

22- التنويع في السور والآيات والأذكار والأدعية في الصلاة: وهذا يُشعر المصلي بتجدد المعاني، ويفيده ورود المضامين المتعددة للآيات والأذكار فالتنويع من السنّة وأكمل في الخشوع.

23- التأمل في حال السلف في صلاتهم، والقراءة عن ذلك فهذا مما يعين على الخشوع .

24- ترك التشبه بالبهائم: فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة عن ثلاث: عن نقر الغراب وافتراش السبع وأن يوطن الرجل المقام الواحد كإيطان البعير، وإبطان البعير: يألف الرجل مكانا معلوماً من المسجد مخصوصاً به يصلي فيه كالبعير لا يُغير مناخه فيوطنه.

25- علاج قسوة القلب، ومرضه، وغفلته؛ فإن هذه الأمراض من أعظم الأسباب في عدم الخشوع في الصلاة؛ لأن القلب إذا صلح صلحت الأعمال والأحوال.

26- الابتعاد عن الوسوسة؛ فإنها أعظم موانع الخشوع في الصلاة، فإذا نجا العبد من هذا المرض الخطير فقد نجا من شرور كثيرة:والوسوسة: حديث النفس والشيطان، بما لا نفع فيه ولا خير.

27- متابعة المؤذن من الأمور التي تجلب الخشوع في الصلاة:لا شك أن متابعة المؤذن والقول مثل ما يقول تكون من أسباب جلب الخشوع في الصلاة؛ لأن إجابة المؤذن، بـ: ((لا حول ولا قوة إلا بالله)) فيها الالتجاء إلى الله تعالى، واعتماد القلب عليه، فلا حول ولا قوة للعبد إلا به سبحانه،

28- العمل بآداب المشي إلى الصلاة فإن ذلك يكون من أسباب التوفيق للخشوع في الصلاة.

29- عدم تغطية الفم في الصلاة.

30- عدم تخصيص مكان من المسجد للصلاة فيه دائمًا لغير الإمام.

31- الإشارة بالسبابة وتحريكها في الدعاء في التشهد: الإشارة بالسبابة تجلب الخشوع، وفيها إغاظة للشيطان.

32- مما يجلب الخشوع في الصلاة تحسين القراءة بالقرآن، والترنم بذلك، وترتيله، ومن الأفضل والأكمل أن يستاك قبل الصلاة.

33- مما يجلب الخشوع في الصلاة سجود التلاوة؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول: يا ويله [وفي رواية يا ويلي] أُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأُمرت بالسجود فأبيت فلي النار».

34- المحافظة على سنن الصلاة: القولية والفعلية:فهي تجلب الخشوع في الصلاة، ويزيد ثوابها، وترفع درجات صاحبها في الدنيا والآخرة، وهي سنن أقوال وأفعال، ولا تبطل الصلاة بترك شيء منها عمدًا ولا سهوًا، وسنن الصلاة، هي ما عدا الشروط، والأركان، والواجبات.

35- الاستجابة لله ولرسوله مع العلم أن الله يحول الله بين المرء وقلبه:قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)) [الأنفال:24] ، فالله تعالى يأمر عباده المؤمنين بالاستجابة له ولرسوله، والانقياد والمبادرة إلى ذلك، والاجتناب لما نهى عنه الله ورسوله، والدعوة إلى ذلك؛ لأن حياة القلب والروح بعبوديته تعالى، ولزوم طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم .

36- من الأسباب العظيمة التي تجلب الخشوع في الصلاة أن يسأل العبد ربه، ويتضرع إليه بسؤاله التوفيق للخشوع الذي يحبه اللَّه سبحانه في الصلاة.

37- من الأسباب التي تُعينُ على الخشوع في الصلاة: أن يعلم العبد المسلم أنه ليس له من صلاته إلا ما عقل منها؛ لحديث عمّار بن ياسر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَنْصَرِفُ وَمَا كُتِبَ لَهُ إِلَّا عُشْرُ صَلَاتِهِ، تُسْعُهَا، ثُمْنُهَا، سُبْعُهَا، سُدْسُهَا، خُمْسُهَا، رُبْعُهَا، ثُلُثُهَا، نِصْفُهَا»[ [أبو داود والنسائي وابن حبان وهو حديث حسن، الترغيب:750]..

38- مما يُعين على الخشوع في الصلاة ويجلبه معرفة ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الخشوع في الصلاة؛ وقد كانت الصلاة قرّة عينه صلى الله عليه وسلم .

39- مما يُعين على الخشوع معرفة ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من التحذير من ترك الخشوع في الصلاة وسرقتها، والعلم بما ثبت من فضائل الخشوع وفوائده.

40- التنويع في دعاء الاستفتاح، والقراءة، والأذكار في الصلاة.

41- الاجتهاد في الدعاء في مواضعه في الصلاة.فإذا اجتهد العبد في الدعاء، والتذلُّل لله فيه، والإلحاح، والطلب منه تعالى؛ فإن هذا مما يزيد العبد محبة لربّه، وخشوعاً، وتذلُّلاً، ورغبة فيما عنده، ورهبة من عذابه.

42- مما يُعين على تثبيت الخشوع في القلب المحافظة على الأذكار المشروعة أدبار الصلوات المفروضة، وفيها من الفوائد مع ما يحصل بسبب ذلك من تثبيت الخشوع في القلب.

43- اعلم أن الخشوع في القلب والقلب كالعضلة يجب تمرينها لتكبر وتقوى...فلا تتوقع أن يأتيك الخشوع في يوم وليلة...وإنما يجب أن تعلم أن الأمر يحتاج إلى تدريب مستمر لكي تدرب عضلة القلب على الخشوع.

44- أذكر الله خلال اليوم في كل ساعة ولو دقيقة...فمن كان قلبه لاهيا عن الله طوال اليوم من الصعب إن ينتقل فجأة إلى الخشوع في الصلاة..فذكر الله خلال اليوم ممهدات للخشوع.

45- عند خلعك نعلك عند المسجد تصور أنك خلعت الدنيا من قلبك وقل دعاء دخول المسجد.

46- اذهب إلى المسجد بعد الأذان مباشرة (والأفضل أن تكون في المسجد وقت الأذان)....

47- عند التكبير تصور انك ترمي الدنيا وما فيها خلف ظهرك....وحاول تصور أنها قد تكون آخر صلاة في حياتك.

48- إذا شرعت في القراءة فقدم الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم فالصلاة معركة من الشيطان ولا مقام أعظم ولا أغيظ ولا اشد على الشيطان من هذا المقام .

49- بطئ من جميع حركات الصلاة ومن سرعة القراءة فقلّما تجتمع الجودة مع السرعة ....بطئ السرعة إلى نصف ما اعتدت عليه سواءً في القراءة أو في حركة الركوع والسجود...فخشوع الجسد يساعد على خشوع القلب،ولا تسرق من صلاتك فإنما تسرق من خشوعك وإيمانك....

50- قم مقام المتذلل الخاضع المسكين المستعطف لسيده وارفع يديك للتكبير عالياً إلى حذو منكبيك بل إلى شحمة أذنيك على هيئة المستسلم وكما ألقيت بظاهر كفيك واستدبرت الدنيا فالقها من قلبك هذه الساعة واستقبل بباطن يدك الكعبة وبقلبك رب الكعبة وكن ناكس الرأس خاشع البصر.

51- استشعر في السجود لذة القرب من الرب الجليل الذي قال لنبيه: ((واسجد واقترب ))واستشعر كأن ذنوبك موضوعة فوق رأسك وكلما خشعت وبكيت وصدقت في خشوعك وبكائك كلما تساقطت الذنوب ذنبا ذنباً حتى ترفع راسك من سجدتك بغير الوجه الذي سجدت به.

52- بعد الصلاة استغفر الله ثلاثا ..الأولى لتقصيرك في أداء الصلاة كما يجب ،والثانية لتقصيرك عن حمد الله أن أذن لك أن تصلي بين يديه والثالثة لذنوبك أجمعين.
أؤكد لك إن واظبت على جميع النقاط أعلاه فستجد فرق كبير في صلاتك خلال أسبوع أو أقل بإذن الله...
أسأل الله أن ينفع بهذه الرسالة من يطلع عليها، وأن يغفر زللي ويتجاوز عن خطئي وأن يختم لي بالحسنى، وصلَّى الله عليه محمد وآله وسلّم تسليماً كثيراً. والحمد لله رب العالمين.
 

أمير بن محمد المدري
إمام وخطيب مسجد الإيمان
اليمن- عمران
Almadari_1@hotmail.com
 

 

أضغط هنا لتحميل الموضوع على هيئة مطوية



 

أمير المدري
  • كتب وبحوث
  • مقالات ورسائل
  • خطب من القرآن
  • الخطب المنبرية
  • الصفحة الرئيسية