اطبع هذه الصفحة


اللسان وآفاته

أمير بن محمد المدري
إمام وخطيب مسجد الإيمان – اليمن

 
الحمد لله المبديء المعيد ذي العرش المجيد الفعال المريد أحاط بكل شيء علما وهو على كل شيء شهيد وهو أقرب الى الانسان من حبل المريد أحمده سبحانه وأشكره شكراً أبتغي به من فضله المزيد وأشهد أن لا اله إلا وحده لا شريك له الولي الحميد الواسع المجيد
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله البشير النذير المنصور برب العزة لا بالعدة والعديد اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى اله وأصحابه الكرام اولي الفضل الطارف والتليد ومن تبعهم من صالح العبيد .
أما بعد عباد الله إتقوا الله تعالى وتدبروا القران المجيد وأ‘لموا أن من اتقى الله وقاه وجعل له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجاً قال تعالى
((وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ َ علَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ))الطلاق3,2

عباد الله :-
إن من النعم العظيمة على هذا الإنسان نعمة اللسان والبيان فبها يعبر الانسان عن كل ما يريد وهذه النعمة يتميز بها الإنسان على سائر المخلوقات .
قال تعالى : ممتنناً على هذا الإنسان ، (( الرحمن علّم القرآن خلق الإنسان علمه البيان )) الرحمن
وقال - سبحانه -:
(( ألم نجعل له عينين 8 ولسانا وشفتين 9 وهديناه النجدين ))10 {البلد: 8 - 10}.
وباللسان يتميز الإنسان عن العجماوات، فيترجم عن مكنونات الجنان، ويخبر عن مستودعات الضمير.
والكلمة خفيفة على اللسان، سهلة الجريان، لها مكانتها وقيمتها في نظر الشارع الحكيم، وعند العلماء والعقلاء.
؛ فالعبد يكتب عليه كل ما يتكلم به، قال - تعالى –(( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) ق: 18
، والمؤمن مأمور بأن يكون كلامه مستقيماً لا اعوجاج فيه ولا انحراف، قال تعالى -: (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم)) {الأحزاب: 70، 71
وألا يُحدِّث بكل ما سمع، قال النبي - صلى الله عليه وسلم –(( "كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع"))
كما نهى المسلم أن يكون ثرثاراً أو متشدقاً أو متفيهقاً، قال - صلى الله عليه وسلم -: (("إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً، وإن من أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون"))
والثرثار هو؛ كثير الكلام تكلفاً.
والمتشدق؛ المتطاول على الناس بكلامه، ويتكلم بملء فيه تفاصحاً وتعظيماً لكلامه.
والمتفيهق هو؛ المتكبر.
وهذه النعمة الجليلة لا بد لها من شكر وشكرها بتسخيرها في الذكر و الشكر لخالقها ليلاً ونهاراً سراً وعلانية فالإنسان مسؤؤل عن هذه النعمة

وقال تعالى (( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ))الإسراء 36
أي ولا تتبع -أيها الإنسان- ما لا تعلم، بل تأكَّد وتثبَّت. إن الإنسان مسؤول عما استعمَل فيه سمعه وبصره وفؤاده ولسانه، فإذا استعمَلها في الخير نال الثواب، وإذا استعملها في الشر نال العقاب.
فكل كلمة تخرج من هذا النعم محاسب عليها الإنسان إن كانت خيراً فخيراً وإن كانت شراٌ فشراً لذلك كما جاء في حديث ابي هريرة المتفق عليه :

قال صلى الله عليه وسلم :
(( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ))متفق عليه
الحلم زين والسكوت سلامة
فإذا نطقت فلا تكن مهذارا
ما إن ندمت على السكوت مرة
ولقد ندمت على الكلام مرارا
وكما قيل بأن البلاء موكل بالمنطق لذلك قال تعالى :
((لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ))النساء114
لا نفع في كثير من كلام الناس سرّاً فيما بينهم, إلا إذا كان حديثًا داعيًا إلى بذل المعروف من الصدقة, أو الكلمة الطيبة, أو التوفيق بين الناس, ومن يفعل تلك الأمور طلبًا لرضا الله تعالى راجيًا ثوابه, فسوف نؤتيه ثوابًا جزيلا واسعًا.
عباد الله إن للسان خطورة عظمى إذ به يسلم الانسان في الدنيا والاخرة وبه يعطب وبه يقدَم وبه يؤخر ولذا ينبغي للمسلم أن يعي ويفهم أنه محاسب على ما يتفوه
ولقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم : (( عن أكثر ما يدخل الناس النارفقال اللسان والفرج )).
وها هو معاذ يقول له النبي صلى الله بعد الوصية العظيمة في الصيام والإيمان والجهاد
ألا أدلك على ملاك ذلك كله قال بلى يا رسول الله قال:
((امسك عليك هذا ))وأشار إلى لسانه قال يا رسول الله أو نؤاخذ بما نتكلم فقال صلى الله عليه وسلم (( ثكلتك أمك يا معاذ وهل يٌكب الناس في جهنم على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ))رواه الترمذي.

عباد الله : اعلموا يا عباد الله إنه قد أفلح وفاز من رزقه الله لساناً ذاكراً وشاكراً
واعلموا يا عباد الله أن العبد قد يشتري بكلمة طيبة رضوان الله والرحمة جل وعلا وبكلمة أخرى قد يسخط الله عليه ، قال صلى الله عليه وسلم :
((إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله عز وجل له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى بها عليه سخطه إلى يوم يلقاه )) صحيح البخاري
ها هو أبو بكر يراه عمر وهو ماسكٌ بلسانه ويشير إليه ويقول هذا أوردني الموارد
و هاهوإبن مسعود على الصفا يقول وهو يخاطب لسانه:
يا لسان قل خيراً تغنم واسكت ن شر تسلم من قبل أن تندم.
وقال عمر( من كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه كثرت زلاته ومن كثرت زلاته فالنار أولى به ).
عباد الله ينبغي للمسلم أن يحفظ لسانه فلا يتكلم إلا فيما يرجو فيه الربح والزيادة في دينه ودنياه فالله يقول(( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً ))لإسراء53
وقل لعبادي المؤمنين يقولوا في تخاطبهم وتحاورهم الكلام الحسن الطيب؛ فإنهم إن لم يفعلوا ذلك ألقى الشيطان بينهم العداوة والفساد والخصام. إن الشيطان كان للإنسان عدوًا ظاهر العداوة.
وقال تعالى : ((وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً )) البقرة

عباد الله:
إن كثيراً من الأمراض الاجتماعية من غيبة، ونميمة، وسب، وشتم، وقذف، وخصام، وكذب، وزور وغيرها … فللسان فيها أكبر النصيب،
وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه و سلم - قال:"((إذا أصبح ابن ادم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان تقول:اتق الله فينا فإنما نحن بك,فإن استقمت استقمنا ,و إن اعوججت اعوججنا))رواه الترمذي
إن المسلم إذا سمح للسانه أن يلغو في هذه الأعراض وغيرها كان عرضة للضياع والإفلاس في الآخرة، وشتان بين إفلاس الدنيا وإفلاس الآخرة.
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، قال: المفلس من أمتي من يأتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار ))
ومن حفظ لسانه من كل سوء كان الجزاء عظيمًا والاجر كبيراّ ولذا قال صلى الله عليه وسلم((من يضمن لى ما بين لحييه (يعني لسانه) وما بين رجليه (يعني فرجه) أضمن له الجنة )) أخرجه البخاري

عبد الله
إن كنت تبغي العلا للجنان
فعليك يا صاح بحفظ اللسان

عباد الله إنّ للسان آفات عظيمة قد تٌهلك الإنسان وتجعله في النار من هذه الافات
أولا الغيبة : والغيبة هي كما عرفها النبي صلى الله عليه وسلم : ذكرك أخاك بما يكره .
قال تعالى : ((وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ))الحجرات 12
وقال صلى الله عليه وسلم : (( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ))
ومن الأحاديث المخيفة في هذا الباب قوله صلى الله عليه وسلم (( إن أدنى الربا كأن يزني الرجل بأمه وإن اربا الربى استطالة الرجل في عرض أخيه لمسلم )):
يأتي ما عز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول يا رسول الله إني زنيت فطهرني وبعد إعراض النبي عنه ثلاث مرات أمر أصحابه برجمه بعد أن علم أنه قد فعل وبعد أن رجم إذا رجلان يتحدثان يقول أحدهما للآخر انظر إلى هذا ستره الله ففضح نفسه حتى رُجم رجم الكلب ،فمر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بجيفة حمار فقال أين فلان وفلان فقالوا لبيك يا رسول الله انزلا فكلا من هذه الجيفة قالوا يا رسول الله وهل تأكل هذه الجيفة قال ما نلتما من عرض أخيكما قبل انتن من هذه الجيفة .
واعلموا أيها المسلمون أن الغيبة قد تكون في البدن والنسب والخلق والدين والدار والثوب وأخبث أنواع الغيبة غيبة أهل الخير والصلاح والعلماء فلحومهم مسمومة .
ومن اعتدى على العلماء بالسب ابتلاه الله بموت القلب ، ومن سمع الغيبةهو مشارك في إثمها إذا لم ينهى عنهه ويعرض عن ذلك المجلس
قال تعالى : ((وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ))الأنعام68
وقال صلى الله عليه وسلم : ((من رد عن عرض أخيه كان حقاً على الله أن يعتقه من النار ))
اسأل الله ان يطهر السنتنا وإياكم من الغيبة. بارك الله لي ولكم في القران العظيم ’ونفعنا وإياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم إنه تعالى جواد كريم .

الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما
ثانيا من آفات اللسان النميمة وهي نقل كلام الناس بعضهم البعض بقصد الإفساد .
عن حذيفة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم : ((لا يدخل نمّام))
قال تعالى : ((وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ ))القلم10
فاتقوا الله عباد الله واضبطوا ألسنتكم، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تتلفظوا، فما كان خيراً فتكلموا به، وما كان سوءاً فدعوه، واحذروا من آفات اللسان فإنها لا تزال بالمرء حتى تهلكه .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً )) الأحزاب:70-71.

ثالثا من آفات اللسان الكذب :
والمؤمن قد يكون جباناً قد يكون بخيلاً لكن لا يكون كذّاباً بأي حال من الأحوال ولم يكن خلقاً أبغض إلى النبي مثل الكذب وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ((أن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً ))
وقال صلى الله عليه وسلم : ((ويل للذي يكذب ليضحك القوم ويل له ثم ويل له ))
وأعظم أنواع الكذب : الكذب على الله تعالى :
((وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ))الزمر60
ومن أعظم أنواع الكذب أيضاً الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال :
((إن كذباً علي ليس ككذباً على أحد فمن كذب علي متعمداً فليتبؤا مقعده من النار ))
رابعامن آفات اللسان شهادة الزور فقد جاء النهي عن ذلك كما قال تعالى : ((وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً ))الفرقان72
وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : (( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ذكر منها شهادة الزور إلا وشهادة الزور ))
وكذلك اليمين الغموس التي تغمس بصاحبها في نار جهنم حين يحلف الانسان وهويعلم أنه على باطلوأنه كاذب كل ذلك من اللسان .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين منها يزل بها أبعد ما بين المشرق والمغرب)) رواه البخاري .
وقال صلى الله عليه وسلم : (( ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم منهم رجل منفق سلعته بالحلف يقول والله الذي لا إله غيره لقد أعطيت منها كذا وكذا ))
ومن آفات اللسان : اللعن والسب والسخرية والإستهزاء بالمسلمين
قال تعالى :
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ))الحجرات11
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشريعته لا يهزأ قوم مؤمنون من قوم مؤمنين؛ عسى أن يكون المهزوء به منهم خيرًا من الهازئين, ولا يهزأ نساء مؤمنات من نساء مؤمنات; عسى أن يكون المهزوء به منهنَّ خيرًا من الهازئات, ولا يَعِبْ بعضكم بعضًا, ولا يَدْعُ بعضكم بعضًا بما يكره من الألقاب, بئس الصفة والاسم الفسوق, وهو السخرية واللمز والتنابز بالألقاب, بعد ما دخلتم في الإسلام وعقلتموه, ومن لم يتب من هذه السخرية واللمز والتنابز والفسوق فأولئك هم الذين ظلموا أنفسهم بارتكاب هذه المناهي.
وقال صلى الله عليه وسلم (( إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يمنياً وشمالاً فإذا لم تجد مكاناً رجعت إلى قائلها )).
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((سباب المسلم فسوق )) رواه البخاري ومسلم.
وفي الحديث الذي يرويه البيهقي: ((إن العبد ليقول الكلمة لا يقولها إلا ليضحك بها المجلس يهوى به أبعد ما بين السماء والأرض، وإن المرء ليزل عن لسانه أشد مما يزل عن قدميه ))
ويقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: ((إياكم والفحش فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش ))
ويقول فيما روى الترمذي:((ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء ))
ومن أفات اللسان ايضا فضول الكلام والكلام فيما لا يعني فقد قال صلى الله عليه وسلم :
((من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه ))
وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: (("توفي رجل من أصحابه - يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال رجل: أبشر بالجنة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أولا تدري، فلعله تكلم بما لا يعنيه، أو بخل بما لا يغنيه")) رواه الترمذي
أسأل الله جل وعلا أن يُعنا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته هذا وصلوا ـ رحمكم الله ـ على خير البرية، وأزكى البشرية محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة، فقد أمركم الله بذلك فقال في كتابه الكريم: ((إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً)) الأحزاب:56
اللهم صل وسلم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم
 

أمير المدري
  • كتب وبحوث
  • مقالات ورسائل
  • خطب من القرآن
  • الخطب المنبرية
  • الصفحة الرئيسية