اطبع هذه الصفحة


خطبة الجمعة في الجامع الكبير بسبت تُنومة
الجمعة ( 2) رمضان 1436هـ ، بعنوان :
( ثلاث وقفاتٍ مع الشهر الكريم )

أ . د / صالح بن علي أبو عرَّاد
أستاذ التربية الإسلامية ومدير مركز البحوث التربوية
بكلية التربية في جامعة الملك خالد


الحمد لله الذي جعل شهر رمضان سيد أشهر العام ، وأجزل في أيامه ولياليه الفضائل والإنعام ، وعمر نهاره بالصيام ونوّر ليله بالقيام . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ذو الجلال والإكرام ، والفضل والإنعام ، وأشهد أن نبينا ورسولنا ، وقائدنا وقدوتنا محمدًا بن عبد الله عبده ورسوله ، أفضل من صلى وصام ، وأتقى من تهجد وقام ، صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا ، أما بعد :
فيا عباد الله اتقوا الله تعالى في أنفسكم ، واتقوا الله جل جلاله في سركم وعلانيتكم ، وأقوالكم وأعمالكم ونواياكم ، واعلموا بارك الله فيكم أن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسعٌ عليم ، وأن الله سبحانه يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم ، فاللهم إنّا نسألك أن نكون ممن تختصهم برحمتك وعفوك وكرمك يا أرحم الراحمين ويا أكرّم الأكرمين .
موضوع خُطبتي لهذا اليوم سيكون بإذن الله تعالى مع ثلاث وقفاتٍ مع شهر رمضان المبارك ، ومع عبادة الصيام ، ومع عددٍ من التنبيهات للصائمين والصائمات .
فأما شهر رمضان فهو الشهر الكريم والموسم العظيم الذي خصه الله سبحانه على سائر الشهور بالتشريف والتكريم ، فأنزل فيه القرآن العظيم ، و فرض على عباده المؤمنين صيام نهاره لعلهم يتقون ، وجعله أحد أركان الإسلام الخمسة التي لا يقوم الدين إلاّ بها ، وهو الشهر الذي تُصفد فيه الشياطين ، وتفتح فيه أبواب الجنات ، وتغلق فيه أبواب النيران ، وهو الشهر الذي فيه ليلة القدر ، كما أن شهر رمضان هو الشهر القمري الذي صحَّ في الحديث الشريف عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن من صامه إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ، وأن من قامه إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ، وهو الشهر الذي يكون لله فيه عتقاء من النار ، وذلك في كل ليلة من لياليه ثم يغفر الله سبحانه للصائمين في آخر ليلةٍ منه .
ومن فضل الله تعالى أن جعل شهر رمضان موسماً عظيماً للبذل والعطاء ، والمسارعة في أعمال الخير بكل أشكالها ، وميداناً للتسابق في أعمال البِر والصلة والإحسان ، وهو فرصةٌ عظيمةٌ لاغتنام الأوقات في الأعمال الصالحات ، من تلاوةٍ للآيات البينات ، ومحافظةٍ على إقامة الصلوات المكتوبات ، وصلةٍ للأرحام والقرابات ، وانشغالٍ بذكر الله تعالى في كل الأوقات ، وبذلٍ للمعروف والإحسان وإنفاق الصدقات طمعاً في الأجر والثواب من رب الأرض والسماوات . قال جل من قائل : { وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } ( البقرة : 110 ) .
نسأل الله تعالى كما بلغنا هذا الشهر أن يُبلغنا طاعته ورضاه ، وأن يوفقنا جميعاً في أيامه ولياليه لجميل القول وصالح العمل وحسن النية ، وأن يتسلمه منّا عملاً صالحاً متقبلاً ، وأن يُعيننا على صيامه وقيامه ، وأن يجعلنا ممن يدركون خيره كاملاً غير منقوص ، وأن يرزقنا فيه رحمةً ومغفرةً وعتقاً من النار .
وأما العبادة في شهر رمضان فهي أنواعٌ كثيرةٌ وأشكالٌ متعددة ؛ فمنها ما هو بالقول ، ومنها ما يكون بالعمل ، ومنها ما يجمع بين القول والعمل ، ومنها ما يكون بالنية الخالصة ؛ إلاّ أن من أبرزها ما يلي :
= الصيام طاعةً وامتثالاً لأمر الله تعالى عن كل الـمفطرات الحسية والمعنوية ، قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } ( البقرة : 183) . ولقوله تعالى : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } ( البقرة : 185) .
= ومن العبادات في شهر رمضان أداء صلاتي التراويح والقيام في المساجد مع جماعة المسلمين ، وقد صحّ في شأنها قوله ( صلى الله عليه وسلم ) : " من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " ( متفقٌ عليه ) .
وجاء الحث النبوي الكريم على أداء صلاة الترويح مع الإمام حتى ينصرف لقوله ( صلى الله عليه وسلم ) كما جاء عند أصحاب السُنن عن أبي ذرٍ ( رضي الله عنه ) : " من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة " .
= ومن العبادات في هذا الشهر الصدقة الخالصة لوجه الله تعالى بالمال أو بالطعام أو بالشراب أو بالملبس أو بالمسكن أو بالأثاث أو بالعلاج أو بنشر العلم وتعليمه أو بغير ذلك مما فيه نفعٌ وفائدة للمسلمين أفراداً أو جماعات ، فقد صحّ من حديث أنس ( رضي الله عنه ) أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " أفضل الصدقة صدقةٌ في رمضان " ( رواه الترمذي ) .
فهنيئاً لـمن استثمر هذه المناسبة العظيمة في بذل الصدقات وتقديم المساعدات للمحتاجين إليها من عباد الله في أي مكانٍ فقد جاء في الحديث الشريف عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ( رضي الله عنه ) ، أنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" أَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَطْعَمَ مُؤْمِنًا عَلَى جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ ، وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَقَى مُؤْمِنًا عَلَى ظَمَأ سَقَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ ، وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ كَسَا مُؤْمِنًا عَلَى عُرْيٍ كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ خُضْرِ الْجَنَّةِ " ( رواه الترمذي وأبو داوود وغيرهما ) .
= ومن الصدقة في هذا الشهر على وجه الخصوص تفطير الصائمين لما صحّ عن زيد بن خالد الجهني أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " من فطَّر صائماً، كان له مثلُ أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً " ( رواه الترمذي ) .
= ومن العبادات العظيمة في هذا الشهر الاجتهاد في قراءة القرآن الكريم وتلاوته وتدبر آياته وهكذا كان فعل السلف - رحمهم الله - يتلون القرآن الكريم في شهر رمضان في الصلوات وفي غيرها، وتزيد عنايتهم به في هذا الشهر العظيم .
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ): "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها". الله أكبر ولله الحمد كل حرفٍ من آيات القرآن الكريم بعشر حسنات !
إن معنى هذ أن قراءة قوله تعالى : " بسم الله الرحمن الرحيم " ، وهي آيةٌ مكونة من تسعة عشر حرفاً يُكسب القارئ مئةً وتسعين حسنة ، والله يضاعف لمن يشاء ، ولو أن إنساناً قرأ سورة الإخلاص " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ،وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ " ؛ فإن فيها ستة وستون حرفاً ، وهذا يعني أن له بإذن الله تعالى ستمائة وستين حسنة في أقل من دقيقة ، والله يضاعف لمن يشاء ، فكيف بمن أكرمه الله بختم القرآن مراتٍ عديدة ؟؟
= ومن العبادات التوبة إلى الله تعالى من الذنوب والمعاصي والإقلاع عن السلوكيات الخاطئة والأعمال القبيحة التي يكرهها الله تعالى ظاهراً وباطناً سواءً أكان ذلك في شهر رمضان أو غيره تحقيقاً لمعنى قوله تعالى : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31] . وقوله سبحانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ } [التحريم: 8] .
= ومن العبادات التي تُستحب في شهر رمضان أن يعتمر الإنسان إلى بيت الله الحرام في مكة المكرّمة ، وقد نص حديث النبي صلى الله عليه وسلّم على أن عمرة في رمضان تعدل حجة معه صلى الله عليه وسلم .
= ومن العبادات المرتبطة بهذا الشهر الاعتكاف في المساجد ، ولاسيما خلال العشر الأواخر من الشهر تحرياً لليلة القدر وطمعاً في نيل أجرها وفضلها ، فيحبس الإنسان نفسه على طاعة الله وذكره ، والانقطاع عن كل شاغلٍ يشغله مدة اعتكافه .
= كما أن من العبادات زيارة الأقارب وصلة الرحم ، وتفقد أحوال الجيران والأصدقاء ، والتواصل مع الإخوان والمعارف والسؤال عنهم .
= ويأتي من العبادات الإكثار من ترديد كلمة التوحيد ، والشهادتين ، والاستغفار ، والإكثار من الصلاة على النبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، والدعاء الصالح للنفس والأهل والأولاد وللمسلمين في كل زمانٍ ومكان ، وخاصةً عند ساعة الإفطار ، وفي الثلث الأخير من الليل .
وهنا لا بُد من التذكير يا عباد الله بأن من الواجب علينا جميعاً أن نُكثر في هذه الأيام على وجه الخصوص من الدعاء بأن يحفظ الله تعالى بلادنا وبلاد المسلمين ، وأن يُديم علينا نعمة الأمن والأمان والإيمان ، وأن ينصر من نصر الدين ، وأن يحفظ ثغور المسلمين , وأن ينصُر ويحفظ حماة البلاد المخلصين , وأن يكون جل في عُلاه عوناً للمرابطين على الحدود, وأن يرزقهم الثبات على الحق ، وأن يصرف عنّا وعنهم كل سوءٍ وشر ، وأن يكون لهم مؤيداً وظهيراً , ومعيناً ونصيراً . اللهم انا نستودعك قواتنا وجنودنا ورجال أمننا فاحفظهم بحفظك الذي لا يُرام ، واحرسهم بعينك التي لا تنام يامن لا تضيع ودائعه ، واكفنا وإياهم من كل شر وضُر ، وأعنّا جميعاً على كل خير .
أقول ما تسمعون ، وأستغفر الله العظيم لي ولـكم ولجميع المسلمين والمسلمات من كل ذنبٍ وخطيئة ، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم .

الخطبة الثانية
الحمد لله نحمده ونشكره ونُثني عليه الخير كُله ، ونتوب إليه ونستغفره ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله أشرفُ مرسلٍ أُنزل عليه أشرف ذكر ، إمام الـمرسلين ، وخاتم النبيين ، وسيد الأولين والآخرين ، صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا ، أما بعد :
فاتقوا الله - عباد الله - واعلموا بارك الله فيكم أن من التنبيهات التي لا بُد من الإشارة إليها والتذكير بها ، ما يقوم به بعض الناس من أفعالٍ وأقوالٍ وتصرفاتٍ إما جهلاً ، وإما تقليداً ، وإما زيادةً في محبة الخير على غير علمٍ وبصيرة ، ويأتي من هذه التنبيهات ما يلي :
= أن يصوم البعض في نهار رمضان من أذان الفجر إلى أذان المغرب لكنه للأسف الشديد يصوم ولا يصلي بعض الصلوات خاصة صلاتي الظهر والعصر لأنه ينام من الفجر إلى العصر ، بل إن من الغافلين من ينام إلى ما بعد أذان المغرب ؛ فإذا استيقظ بقي حتى وقت السحر في لهوٍ وغفلةٍ وضياع وربما يزيد الأمر سوءاً فلا يصلي الفجر مع جماعة المسلمين .
= ومن التنبيهات التي تُلاحظ في شهر رمضان تهاون بعض المسلمين في أداء صلاة التراويح وقيام الليل ، أو عدم إتمام الصلاة مع الإمام فيهما زهداً في أجرهما ، وانشغالاً عنهما بالكثير من المـُلهيات والمشاغل الدنيوية الزائفة فتكون النتيجة أنهم يحرمون أنفسهم من الأجر العظيم والثواب الكبير الذي لا يتحقق في غير ليالي هذا الشهر الفضيل .
= ومن التنبيهات التي نلفت النظر إليها في شهر رمضان التساهل في قراءة وتلاوة القرآن الكريم وهجره عند بعض الناس إهمالاً حتى أن منهم من يدخل شهر رمضان ، وتمر أيامه ولياليه وهم في هجرٍ لكتاب الله العزيز وغفلةٍ عنه فلم يختموه ولو مرةً واحدة ، وهذا والله تفريط كبير وتقصير عظيم .
= ومن التنبيهات التي تكثُر ملاحظتها بعض مظاهر الإسراف في تجهيز موائد الإفطار والسحور بأنواعٍ مختلفةٍ من المأكولات والمشروبات مما لذ وطاب ، والتفنن في ألوان الطعام والإكثار من أصنافه وأشكاله ، ثم لا يؤكل منه إلاّ القليل ، وتكون النتيجة أن يُهدر الباقي ويُرمى مع النفايات والعياذ بالله ؛ فيكون ذلك سبباً في كُفر النعمة ، وحصول غضب الجبار سبحانه نسأل الله تعالى أن يكفينا وأن يُعيذنا جميعاً من ذلك .
= ومما ينبغي التنبيه إليه ما يُلاحظ من إطالة بعض أئمة المساجد في الدعاء لصلاة التراويح وصلاة القيام ، والتجاوز في عباراته وطريقته ، وإذا كان يحرُم الاعتداء في الدُّعاء لقوله تعالى : { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } ( الأعراف : 55 ) ، فقد قال بعض أهل العلم إن الاعتداء في الدعاء قد يكون في الأداء والطريقة ، وقد يكون في الألفاظ والـمعاني ، والواجب بارك الله فيكم أن يلتزم الداعي بهدي النبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم الذي كان يدعو بجوامع الدعاء ، دونما إطالة مُملة ، ولا رفعٍ للصوت فوق الحد المعقول ، ولا ابتداع في طريقة الدعاء وألفاظه ، ولا حرص على السجع والتكلُف ، ولا إكثار من التفاصيل ، ولا تَّغنِّي ولا تَّلحين في الدُّعاء ، ولا تقصُّد للتَّشهُّق والبكاء ، ونحو ذلك مما لم يثبت ولا يصح عن معلم الناس الخير صلى الله عليه وسلم .
عباد الله : هذه بعض التنبيهات التي رأيت أن أذكِّر بها في هذه الخُطبة ، فما كان من توفيق وصوابٍ وسداد فذاك من فضل الله تعالى علينا جميعًا ، وما كان من خطأٍ أو زللٍ فمن نفسي ومن الشيطان .
ثم اعلموا - بارك الله فيكم - أن أصدق الحديث كتاب الله تعالى ، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتـها ، وكل محدثةٍ بدعة ، وكل بدعةٍ ضلالة ، وكل ضلالةٍ في النار . واعلموا أن الله تعالى أمركم بالصلاة والسلام على النبي فقال جل شأنه : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } ( الأحزاب : 56 ) .
وقد صحَّ عن النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) أنه قال : " من صلى عليَّ صلاةً ، صلى الله عليه بها عشرًا " . فاللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد ، وعلى آله وصحبه الطاهرين ، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين : أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي ، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين ، وعن التابعين ، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وعنّا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين .
اللهم بارك لنا في شهر رمضان، اللهم بارك لنا في شهر رمضان، اللهم بارك لنا في شهر رمضان، وأعنَّا فيه على الصيام والقيام وتلاوة القرآن ، ووفقنا فيه لكل خير.
اللهم أصلح لنا ديننا ، وأصلح لنا دنيانا ، وأصلح لنا آخرتنا ، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير ، والموت راحةً لنا من كل شر .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، واحفظ اللهم لنا بلادنا وبلاد المسلمين من كيد الكائدين ، وحسد الحاسدين ، ومكر الماكرين ، وتربُص المتربصين ، واعتداء المُعتدين ، وإرجاف المُرجفين ، وترويع الآمنين ، واحفظ اللهم لنا ولاة أمرنا ، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي تدُلهم على الخير وتُعينهم عليه . اللهم من أراد بلادنا وبلاد المسلمين بسوءٍ فأشغله في نفسه ، ورد كيده في نحره ، واجعل تدبيره تدميرًا له يا رب العالمين .
اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أنزل علينا من بركات السماء ، اللهم اسقنا ولا تحرمنا ولا تجعلنا من القانطين . اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى . اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وأغننا اللهم بفضلك عمن سواك يا رب العالمين .
اللهم أحسن حياتنا ، وأحسن مماتنا ، وأحسن ختامنا ، وأحسن مآلنا . اللهم أعنّا على كل خير ، واكفنا من كل شر ، وأغفر اللهم لنا ما قدّمنا وما أخّرنا ، وما أسررنا وما أعلنّا ، وما أنت أعلم به منّا .
اللهم اغفر لنا ولآبائنا ، وأمهاتنا ، وأزواجنا ، وذرياتنا ، وإخواننا ، وأخواتنا ، وتجاوز اللهم عن ذنوبنا وخطايانا ، وارحمنا يا رحمان يا رحيم برحمتك التي وسعت كل شيء . ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الأخرة حسنة ، وقنا عذاب النار ، يا عزيز يا غفّار ، يا رب العالمين .
عباد الله : { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } .
وَأَقِمِ الصَّلاةَ ، إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .

 

صالح أبوعرَّاد
  • كتب وبحوث
  • رسائل دعوية
  • مقالات تربوية
  • الخطب المنبرية
  • الصفحة الرئيسية