اطبع هذه الصفحة


إلى جنودنا البواسل

أ . د / صالح بن علي أبو عرَّاد
(أستاذ التربية الإسلامية بجامعة الملك خالد في أبها)


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فأوجِّه هذه الرسالة إلى جنودنا البواسل وإخواننا الأفاضل الذين يرابطون على ثغور الوطن الغالي، ويدافعون عن حدود بلادنا الحبيبة، معتزين بوجودهم ومرابطتهم في ميادين العزة والشرف والكرامة، وأقول لهم:


= يا من حملوا أرواحهم على أكفهم،
ويا من جادوا بأرواحهم ودمائهم رخيصة دفاعاً عن مقدساتنا وبلادنا ووطننا الغالي، أسأل الله تعالى أن يُسدّد رميكم، وأن يُبارك سعيكم، وأن يكتب أجركم، وأن يوفقكم لنصرة الدين وحماية الوطن، وأن يجعلكم ذخرا لأوطانكم وقيادتكم ومجتمعكم وأهليكم، وأن يرد عنّا وعنكم وعن بلادنا الغالية كل شرٍ أوضُر يراد بنا.

= أيها الأبطال الشرفاء،
يا من تدافعون عن بلادنا، وتحمون حدودها، وتردعون كل معتدٍ يحاول المساس بأمنها وتعكير صفو الحياة بين جنباتها، تأكدوا أن الله تعالى في عونكم وتأييدكم على عدوه وعدوكم لأنكم (بإذن الله تعالى) حماة بلاد الحرمين الشريفين، ومهبط الوحي، وقبلة المسلمين التي يتجه إليها المصلون في كل مكان، ولأنكم تدافعون عن الحق، وتعملون على نشر السلام، وتعزيزَ الشرعيَّة.

= أخوة الإيمان من المجاهدين والمرابطين على الحدود،
هنيئاً لكم ما أنتم فيه من فضيلة الجهاد والرباط في سبيل الله تعالى، وعليكم - بارك الله فيكم - بإصلاح النية وإخلاصها قبل كل شيء حتى يكون العمل الذي تقومون به خالصاً لوجهه سبحانه، ومقبولاً بإذن الله تعالى؛ فأي جهادٍ أعظم من حماية بلاد الحرمين الشريفين، وأي رباطٍ أعظم من رباطكم على الحدود والثغور لحماية الآمنين من عبث العابثين وإفساد المفسدين. وقد صحَّ عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: «رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها».

= هنيئاً لكم نيل شرف الرباط في سبيل الله تعالى،
والحصول بفضل الله تعالى وكرمه على عظيم أجره وجزيل ثوابه فقد جاء عن أَبي عَبْسٍ أنه قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ: "مَنْ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّار" (رواه الترمذي).

= أيها الأبطال الأشاوس،
اعلموا بارك الله فيكم ولكم أنكم فخرٌ لكل سعوديٍ، وكل خليجيٍ، وكل عربيٍ، وكل مسلم أينما كان بجهادكم الذي تحققون من خلاله رسالة عظيمة، وتؤدون عملاً جليلاً، نفتخر به جميعاً، ونعتز به ونتباهى حينما نراكم على ثغرة عظيمة، تجتهدون من خلالها في نصرة الـمظلوم، وتحقيق الأمن، الاستقرار، وحفظ الوطن من الـمُعتدين والحاقدين والطامعين.

وختاماً:
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسدّاد، والهداية والرشاد، والحمد لله رب العالمين.

 

صالح أبوعرَّاد
  • كتب وبحوث
  • رسائل دعوية
  • مقالات تربوية
  • الخطب المنبرية
  • الصفحة الرئيسية