اطبع هذه الصفحة


تنبيهات في شهر رمضان
خطبة الجمعة في الجامع الكبير
بسبت تنومة
يوم الجمعة  26 شعبان 1434هـ

الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد
أستاذ التربية الإسلامية بكلية المعلمين في أبها
ومدير مركز البحوث التربوية بالكلية

 
الحمد لله الملك القدوس السلام ، الذي أكرمنا وهدانا للإسلام ، وأعزّنا وشرفنا بالصلاة والصيام ، وأنعم علينا بالنعم العظام ، أحمد ربي وأشكره ، وأتوب إليه وأستغفره ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ذو الجلال والإكرام ، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا بن عبد الله ، إمام الـمرسلين ، وسيد الأولين والآخرين ، صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا ، أما بعد :
فيا عباد الله اتقوا الله تعالى وخافوه ، وأكثروا من ذكره وشكره في السر والعلن ، واسألوه من عظيم فضله وكريم عطاياه في كل وقتٍ وحين ، واستغفروه لذنوبكم وخطاياكم فإنه هو الغفور الرحيم . واعلموا - بارك الله فيكم - أنه سيحل علينا بعد أيامٍ قلائل بإذن الله تعالى ضيفٌ كريمٌ وشهرٌ فضيل ، هو شهر الصيام الذي قال الله تعالى في شأنه : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } ( سورة البقرة : 185 ) .

وهذا الشهر كما نعلم جميعًا شهر الخير و البركات الذي تتضاعف فيه الأجور ، وتُصفد فيه مردةُ الشياطين ، وتُفتح فيه أبواب الجنة ، وتُغلق فيه أبواب النيران ، وهو الشهر الذي تُضاعف فيه الحسنات ، وتُقال العثرات ، وتجاب الدعوات ، وهو الشهر الذي تخفق القلوب ، وتتطلع النفوس مع بزوغ أول ليلة من لياليه إلى ذلك النداء الرباني الخالد الذي يقول : ( يا باغي الخير أقبل ، و يا باغي الشر أقصر ) .
فحيّا الله شهر رمضان المبارك ، وحيّا الله مدرسة البِر والإحسان ، وحيّا الله موسم الخيرات والصدقات ، وحيّا الله ميدان التنافس في الطاعات والقربات ، والمسارعة إلى مرضاة رب الأرض والسماوات ، والله تعالى نسأل أن يُبلغنا إياه في خيرٍ وسترٍ وعافية ، وأن يكتب لنا فيه عملاً صالحًا مقبولاً ، وأن يتسلمه منا بالقبول والرضوان .


مرحبا أهلا وسهلا بالصــيام --- يا حبيـــبا زارنـا في كل عـام
قــد لـقـيناك بحُـبٍ مفــعمٍ --- كل حـبٍ في ســوى المولى حـرام
فاقبل اللهــم ربي صومـــنا --- ثم زدنا من عطاياك الجـــسام


أيها الكرام : إن من الواجب علينا أن نعلم أن هناك بعض الملحوظات التي تُلاحظ على مُمارسات وسلوكيات وتصرفات بعض أفراد المجتمع المسلم في شهر رمضان المبارك ، والتي جانبت في ظاهرها الصواب وانـحرفت عن الجادة ، والتي ربـما أوقعت صاحبها في الإثم من حيث يُريد الأجر والثواب ، بل إنها رُبما خالفت منهج الدين الصحيح وهدي رسولنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم بقصدٍ أو بدون قصد ، وسأعرض في خُطبتي هذه لعددٍ من تلك الملحوظات والمظاهر السلبية التي تنتشر خلال أيام هذا الشهر ولياليه على وجه الخصوص ، مؤملاً أن نتأمل فيها ، وأن نقف معها وقفاتٍ صادقةٍ ؛ فنجتهد في تصحيحها والعمل على تجنُبها مستعينين في ذلك بالله تعالى إنه على كل شيءٍ قدير .
أما أبرز تلك المظاهر فيُمكن الإشارة إليها فيما يلي :
اولاً / الإكثار من أصناف الأطعمة والمأكولات والمشروبات التي يتم إعدادها وتجهيزها وتوفيرها من كل مكان - ولله الحمد والشكر والمنّة - لتكون على موائد الإفطار والسحور وما بينهما حتى يصل الأمر عند الكثيرين إلى حد الإسراف والتبذير الذي نهانا الله تعالى عنه في قوله تعالى : { وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } ( سورة الأعراف : 31 ) .
وهذا يفرض علينا جميعًا أن نتواصى بالحق ، وأن نأمر بعضنا بالـمعروف ، وأن نتناهى عن المنكر ، وأن نحرص على عدم الإسراف والتبذير ، وأن نحذر من كفر النعمة التي أنعم الله بها علينا دون غيرنا من الشعوب ، واختصنا بـها دونما حولٍ منّا ولا قوة ، وأن نتذكر أن لنا إخوة مسلمين يشتكون من الفقر والحاجة والعوز حتى أنهم لا يكادون يجدون كسرة الخبز ، ولا حبة التمر ، ولا شَربة الماء ، وأن هناك الكثير من الفقراء والمساكين والمحتاجين الذين لا يجدون ما يُفطرون به ولا ما يتسحرون عليه .
ثانيًا / كثرة اجتماعات الناس في ليالي هذا الشهر الكريم على غير منفعة ودونما فائدة ، وكثرة تبادل الزيارات التي تضيع معها الأوقات ، والتي يكثر فيها القيل والقال ، و التي تحرِم أصحابها من استثمار ساعات هذا الشهر الكريم في التقرب إلى الله تعالى بالطاعات والإكثار من العبادات والقُربات القولية والفعلية ، ولاسيما أننا نعلم جميعًا أن الحسنات والأجور تتضاعف في أيام وليالي هذا الشهر الكريم ، فكان من البدهي أن يحرص الإنسان المسلم على اغتنام كل ما يُمكنه اغتنامه في النافع والمُفيد من الأقوال والأعمال الصالحة التي يحبها الله تعالى و يرضاها ، ويهب لصاحبها الأجر والثواب .
وهنا يجب على كل فردٍ منا أن يتقي الله تعالى في هذا الشأن ، وألاّ يُفرِّط في أوقاته فتذهب هدرًا وتضيع منه بلا نفعٍ ولا فائدة ، وأن يعلم أن عليه أن يستثمر وقته فيما يُقربه إلى الله تعالى من ذكرٍ لله تعالى ، وقراءةٍ للقرآن الكريم ، ومدارسةٍ للعلوم النافعة ، وإصلاح ذات البين ، وأداء بعض الأعمال التطوعية الخيِّرة التي تخدم الآخرين في المجتمع وتقضي لهم الحاجات .
ثالثًا / كثرة الانشغال بالأمور الدنيوية البحتة في ليالي شهر رمضان حتى أن البعض قد لا يجد وقتًا كافيًا لأداء بعض العبادات التي يختص بها شهر رمضان المبارك عن غيره من الشهور ، فهناك من يلتزم خلال هذا الشهر بما يجعل وقته مزدحمًا ومشغولاً كالمشاركة في الدورات ، والسهرات ، والجلسات ، والمناسبات ، والرحلات وغيرها ؛ فتكون النتيجة أن يُضطر للتفريط في أداء بعض العبادات كالصلوات المفروضة ، أو صلاة التراويح والتهجد أو بعضًا منها حتى يتمكن من الوفاء بالتزاماته التي فرضها على نفسه والتزم بها دون أن يُنزل الله بها سُلطانًا .
وهنا لا بُد أن يتذكر الإنسان المسلم أن الله تعالى لن يسأله عن تلك الأمور الهامشية الجانبية ، ولا عن تقصيره في أدائها ، ولكنه سيسأله وسيُحاسبه عما افترضه عليه من الفرائض والواجبات ، وعما يسره له من الفرص لعمل الخير ففرط فيه وتغافل عنه وانشغل .
رابعًا / تلك الوجبات التي يتم توزيعها والتي تُسمى بإفطار الصائم ، والتي يحرص بعض المُحسنين والمُحبين للخير على توزيعها في المساجد وأماكن التجمعات على الصائمين في شهر رمضان المبارك رغبةً منهم فيما أعده الله تعالى من الأجر والثواب لمن فطّر صائمًا ، وهي خطوةٌ طيبةٌ ومباركةٌ - بإذن الله تعالى - إلاّ أنه لوحظ أن هناك من لا يُعطي هذه الوجبات حقها من العناية والاهتمام ؛ فبعض الوجبات تكون غير صالحةٍ للتناول ، وربُما كانت مُعدةً بطريقةٍ غير سليمة ، ومنها ما يزيد عن القدر المطلوب فيكون مصيره أن يُرمى في صناديق النفايات أو يتعرض للامتهان ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العظيم .
وهنا لا بُد أن يعتني كل من يقوم بتوزيع هذه الوجبات كإفطارٍ للصائمين بمراقبة ومتابعة مثل هذا العمل الطيب المبارك ، وأن يتأكد من سلامة إنـجازه وعدم العبث أو التهاون في تنفيذه وأنه طيب النوعية وحسن الإعداد حتى يقبله الله تعالى ويكتب أجره ، لأن الله تعالى طيبٌ ولا يقبل إلاّ طيبًا من القول أو العمل .
خامسًا / التقصير الواضح والدائم في توفير الأئمة الحافظين لكتاب الله تعالى في الجوامع والمساجد التي يرتادها المصلين لأداء صلاة العشاء والتراويح والتهجد والقيام ، فما من رمضانٍ مضى إلاّ وتكون هناك أزمةٌ في توافر الأئمة الحافظين والمتمكنين من الإمامة المطلوبة ، وتكون النتيجة تكدس الناس في جوامع محدودة ، وفي أماكن معينة ، الأمر الذي ترتب عليه عدم تـمكن بعض المصلين ، ولاسيما من كبار السن والمرضى والنساء ومن في حُكمهم من الصلاة مع جماعة المسلمين ، لأنهم ليسوا قريبين من الجوامع أو المساجد التي تُقام فيها الصلوات ويتوافر فيها الأئمة .
وهذا يفرض علينا وعلى الجهات المعنية أن تحرص على إيجاد حلٍ مناسبٍ لهذه الظاهرة السلبية التي يشتكي منها الكثير في واقعنا وفي مجتمعنا الذي تكثُر فيه - ولله الحمد - الحلقات والجمعيات المعنية بتحفيظ القرآن الكريم ، والتي تُعلن على مدار العام منذ عشرات السنوات عن تخريج أعدادٍ كبيرةٍ من الحُفاظ ، ولكننا لا نكاد نـجد أحدًا منهم في المساجد - وبخاصةٍ في ليالي شهر رمضان المبارك - اللهم إلاّ النزر اليسير - ، فلماذا لا يُنظر في إلزام هؤلاء الحُفاظ بإمامة المساجد في أيام هذا الشهر ولياليه وتوجيههم إليها لتجاوز هذه الظاهرة والعمل على حل إشكالها .
سادسًا / إطالة القراءة والدعاء في صلاة التراويح والقيام في بعض المساجد بصورةٍ تجعل الكثيرين من الناس يتهاونون في أداء هذه الصلوات ، أو أنهم قد لا يؤدونها بالكلية وعذرهم في ذلك أن الأئمة يُطيلون القراءة بدعوى ختم القرآن ، وأنهم يُطيلون في الدعاء بشكلٍ مخالفٍ للسُنة الصحيحة التي أشار إليها كثيرٌ من العلماء ، بل إنهم رُبما أتوا في بعض الأدعية بالكثير من الغرائب والعجائب والأوصاف والألفاظ التي لا تنسجم مع روح الصلاة ، إضافةً إلى أنهم يُكثرون فيه من السجع والتعدي والمبالغة في الأوصاف ، والتقعر في الألفاظ التي لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلّم ولا عن صحابته الكرام رضي الله عنهم .
وهنا أقول : إن الواجب علينا جميعًا أن نُسهم في تشجيع هؤلاء المصلين الذين لديهم بعض التهاون ، وأن نحثهم على أداء هذه الصلوات مع جماعة المسلمين ، وهو ما يُمكن تحقيقه لو أننا حرصنا على أن يتلمس الأئمة الأفاضل مثل هذا الجانب عند من يُصلون خلفهم ، فيعمل كل إمامٍ على تخفيف القراءة وعدم إطالتها مراعاةً لحال من هم خلفه ولاسيما أن فيهم الكبار في السن ، والشيوخ والعجزة ، والمرضى والمتعبين صحيًا ، وغيرهم من أصحاب الظروف الذين لو تمت مراعاتهم لتحقق كسبهم وتشجيعهم وإعانتهم على أداء هذه الصلوات مع جماعة المسلمين ، وحتى لا نكون عونًا للشيطان عليهم .
سابعًا / الاختلاف الملاحظ بين أئمة المساجد في وقت صلاة التهجد والقيام ؛ فهناك من يُصليها في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ، وهناك من يُصليها في الساعة الثانية ، وقد تُصلى في الساعة الثالثة ، وهكذا . وعلى الرغم من كون هذا الأمر يُناسب البعض إلاّ أنه في حقيقته يُربك الكثيرين وقد يحرم بعضهم من النوم في ليل رمضان ، ورُبما جعل بعضهم يُسوف حتى يفوته أداء الصلاة مع الجماعة .
وهنا أحب أن أطرح حلاً لهذا الأمر الذي نعلم جميعًا أن فيه سعةً ولله الحمد والشكر ، ولكنني أرى أن أداء صلاة التهجد في آخر الليل أفضل لأنه يُتيح لمن يريد النوم وقتًا كافيًا بعد التراويح ، ولأن معظم الناس في زماننا لا ينامون في ليل رمضان ، ولأن أداء الصلاة في آخر الليل يوافق المعنى الذي جاء في بعض الأحاديث الصحيحة التي تحُث على تأخير وقت هذه الصلاة لتوافق وقت السحر والثلث الأخير من الليل ، ثم لأن من أداها في وسط الليل ثم نام فقد يغلبه النوم ، فلا يتسحر ، وربما فاتته صلاة الفجر مع الجماعة ، وعلى كل حال فإن في الأمر سعةً ولله الحمد .
عباد الله .. هذه بعض الظواهر التي نعيشُها في شهر رمضان والتي أحببت التنبيه إليها فما كان من توفيق وصوابٍ فمن الله تعالى ، وما كان من خطأٍ أو زللٍ فمن نفسي ومن الشيطان .
أقول قـولي هذا ، وأستغفر الله تعالى لي ولـكم ولكافة المسلمين والمسلمات من كل ذنبٍ وخطيئة ، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه ، والشُكر له على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه . أما بعد :
فاتقوا الله - عباد الله - واعلموا أن عليكم أن تكثروا من استغفار ربكم والتوبة إليه في كل وقتٍ وحين ، وعليكم - بارك الله فيكم - بالحذر الشديد من صغائر الذنوب فإنها تجتمع على العبد حتى تهلكه إن لم يُبادر بالتوبة والاستغفار .
إخوة الإيمان : إن مما يُلاحظ على بعض المصلين - هدانا الله وإياهم - أنهم يتأخرون عن الحضور إلى المساجد في يوم الجمعة ، وهم بذلك يحرمون أنفسهم من فضل التبكير إلى المسجد وإلى الجمعة وما في ذلك من الأجر الكبير الذي أخبرنا به نبينا محمدٍ ( صلى الله عليه وسلم ) ، والمؤسف أن بعض المتأخرين لا يدخل إلى المسجد إلاّ والمؤذن يرفع الأذان ، ومع ذلك يظل واقفًا حتى ينتهي المؤذن ثم يُكبر ويصلي الركعتين ، وهذا مخالفٌ لما ينبغي أن يكون ، فالصحيح - بارك الله فيكم - أن من جاء إلى الجمعة متأخرَا ودخل والمؤذن يؤذن ، فلا يجلس حتى يُصلي ركعتين خفيفتين ، ولكن عليه ألاَّ ينتظر انتهاء الأذان وإنما يُبادر فيُصلي الركعتين الخفيفتين ، وأن يجتهد في إدراك الخطبة والاستماع إليها لأن الاستماع والإنصات للخطبة شرطٌ من شروط صحة الجمعة والله تعالى أعلم .
ثم اعلموا - بارك الله فيكم - أن أصدق الحديث كتاب الله تعالى ، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتـها ، وكل محدثةٍ بدعة ، وكل بدعةٍ ضلالة ، وكل ضلالةٍ في النار . واعلموا أن الله تعالى أمركم بالصلاة والسلام على النبي فقال جل شأنه : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } ( الأحزاب : 56 ) . وقد صحَّ عن النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) أنه قال : " من صلى عليَّ صلاةً صلى الله عليه بها عشرًا " . فاللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد ، وعلى آله وصحبه الطاهرين ، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين : أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي ، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين ، وعن التابعين ، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وعنّا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، ودمِّر أعداء الملة والدين ، اللهم احفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وبارك اللهم لنا في دنيانا التي فيها معاشنا ، واحفظ الله لنا ولاة أمرنا ، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي تدُلهم على الخير وتُعينهم عليه .
اللهم انصر إخواننا المسلمين في ( بلاد الشام ) على من عاداهم وطغى وبغى عليهم ، اللهم الطف بإخواننا المسلمين في ( مصر ) ، واكفنا وإياهم كيد الكائدين ، ومكر الـماكرين ، وحقد الحاقدين ، واعتداء الـمعتدين . اللهم من أراد بلادنا وبلاد المسلمين بسوءٍ فأشغله في نفسه ، ورد كيده في نحره ، واجعل تدبيره تدميرًا له يا رب العالمين .
اللهم ارحم أمواتنا وأموات المسلمين ، واغفر اللهم لنا ولهم ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ، واجعل اللهم لنا من رحمتك ورضوانك أوفر الحظ والنصيب .
اللهم اهدِ وأصلح شباب المسلمين ، واحفظهم اللهم من كل شرٍ يُراد بهم ، اللهم حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم ، وكرِّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان ، إنك وليُ ذلك والقادر عليه .
اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أنزل علينا من بركات السماء ، اللهم اسقنا ولا تحرمنا ولا تجعلنا من القانطين . اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى . اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وأغننا اللهم بفضلك عمن سواك يا رب العالمين .
ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنةً ، وقنا عذاب النار ، يا عزيز يا غفّار . { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } .
عباد الله : { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }
وَأَقِمِ الصَّلاةَ ، إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .


أخوكم الأستاذ الدكتور
صــــــالح بن علــي أبو عــرَّاد
أستاذ التربية الإسلامية
ومدير مركز البحوث التربوية
بكلية التربية في جامعة الملك خالد

 

صالح أبوعرَّاد
  • كتب وبحوث
  • رسائل دعوية
  • مقالات تربوية
  • الخطب المنبرية
  • الصفحة الرئيسية