اطبع هذه الصفحة


ثمان وصايا للسطو على التحقيقات وكتب التراث + نموذج تطبيقي= دار الحديث بالقاهرة نموذجاً

عبدالرحمن بن عبدالله الصبيح

 
1
نظراً لشيوع السطو على الكتب و التحقيقات فإني أود أن أقدم بعض النصائح للإخوة السارقين أصحاب دور النشر وفقهم الله. أرجوا أخذ الموضوع بجدية..

2
تعجبني الدار التي تثق بنفسها كثيراً،وتفعل كل شيء تريده بالشكل الذي تريده ولا تشعر بأي تأنيب ضمير، فمحققيها الفضلاء لم تمرَّ بهم كلمة ”ضمير” من قبل

3
تردد الدار في نشرها للكتاب يضعف من قيمة السطو؛ فيصبح سطواً بارداً لا قيمة ولا ضجيج له، المبتدئون يفعلون ذلك، أما من تمرس في المهنة فلا ينزل لهذا المستوى.

4
يعجبني الوضوح في الهدف، ورسم الخطة لذلك. الهدف بكل وضوح: السطو على تحقيقات وعمل الآخرين لتقديمها في “ثوب قشيب!” = هذه العبارة أصبحت مستهلكة!

5
قَدَّمت “المكتبة العصرية” نسختين من فتح الباري، أحد هاتين النسختين تقع في أربع مجلدات فقط! لا تسأل كيف حصل ذلك، لأنه قد حصل بالفعل!

6
حتى لا أظلم “المكتبة العصرية” فلها جهود طيبة، وقدمت كتباً نفدت من السوق، كما أنها طبعت كتباً أخرى طباعة فاخرة، لكنها أصبحت علامة على الكتب التجارية.

7
تتميز المكتبة العصرية أنها تقدم بعض كتبها على استحياء، وتقدم الكتب التي لا حقوق عليها -غالباً-، على كل حال هي أفضل من غيرها.

8
النموذج الفاقع؛ والذي أود دراسته أنا وإياكم؛ نموذج طريف جداً، ولكنه مؤلم جداً!
هو نموذج [دار الحديث] بالقاهرة!!

9
أرادت هذه الدار أن تقدم شيئا جديدا للساحة، إلى متى و الناس لا تسرق إلا “أهوال يوم القيامة”و “المسيح الدجال” و ” صيد الخاطر” و “الفوائد”؟

10
استقر رأي [دار الحديث بالقاهرة] بعد الدراسة و البحث –طبعاً!- على السطو على [مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية] هكذا مرة واحدة!!

11
هدفهم -كما ذكروا في المقدمة- تقديمه في ثوب قشيب! (أقشب!) من الثوب الذي كان فيه! وبالفعل سارت الدار بخطوات واثقة لا تعرف التردد.

12
وحتى تعمَّ الفائدة فإنني سأذكر بعض شأنهم فيما أسموه تحقيقاً أو تخريجاً.

13
كانوا واثقين من أنفسهم جداً بحيث لو اطلع ابن قاسم على عملهم لظن أنه قد سرق جهدهم أو –على الأقل- شك في نفسه واتهمها! والعجيب أن مقدمة ابن قاسم أقل زخماً من مقدمتهم!!

14
ابتدأ المحقق حديثه بقصة معلمه الذي لم يسمه، والذي كان يوصيه دائماً “عليك بالتيميات و القيميات!” ثم عرف أنه يعني ابن تيمية وابن القيم.

15
لا شك أن وصية المعلم هذا تشكل ناقوس خطر لمحققي كتب الشيخين، وليتحسس محققو كتب ابن القيم رؤوسهم، فيبدو أنه مشروعهم القادم

16
ولأن هؤلاء المحققين المساكين التعساء لا يملكون شيئا فإني أدعوكم لإخفاء هذا الموضوع عنهم وتحديداً عن الشيخ الفاضل علي العمران
لا تقلقوا الشيخ ..

17
أول ما فعلته [دار الحديث] في [الفتاوى] أنها شطبت اسم الشيخ ابن قاسم من غلاف الكتاب!! وهكذا يجب أن يكون السطو، والسبب بكل بساطة أنهم وجدوا نسخة مخطوطة من الفتاوى!!!

18
يقول: إنه جعل “النسخة ابن قاسم النجدي المطبوعة” أصلاً يقابل عليه!!
ههههه شرُ البلية ما يضحك!

19
بعض الأذكياء يقول: كيف وجد نسخا أو نسخة مخطوطة من الفتاوى و ابن قاسم هو من جمع ورتَّب الفتاوى أصلاً؟ الجواب بكل بساطة: أنت لا تفهم شيئاً أصلاً!

20
من محاسن الصدف أنهم رتبوا الفتاوى وقسموها بنفس ترتيب نسخة ابن قاسم تماماً، ولكن نسخة [دار الحديث] 20 مجلد فقط؛ لأنهم ضموا مجلدين في مجلد في بعض الأحيان.

21
هل تظن أنه حين ضم مجلدين في مجلد واحد خَجِل؟ كلا، ولِمَ الخجل؟ حين تفتح الكتاب في منتصفه تجد غلاف المجلد المدموج.

22
ترجم لابن تيمية في 180 صفحة تقريباً، وذكر في مصادر التحقيق أمهات الكتب، ودواوين السنة، وذكر من المصادر: موقع [صيد الفوائد!] و [ملتقى أهل الحديث!]

23
ولأنه رأى أن في فهرسة الشيخ “النجدي” -كذا يسميه- مزيد فائدة فقد رأى أن يدرج الفهرس كما هو تتميماً للفائدة!!! الشغل كذا مضبوط، خلينا نصير واضحين:)

24
فاتني أن أقارن بين الفهرس وبين أرقام الصفحات الكتاب، فكل ما أخشاه أن يكونوا قد أثبتوا أرقام صفحات [الفتاوى الأصلية!]

25
ثم سألا -لأنهما اثنين!- الله أن يكون هذا العمل خالصاً لوجه الله الكريم!
آمين يا رب!!

26
ما هو شعورك حين تقرأ عن أكثر من ربع قرن من الزمان، طاف فيه الشيخ ابن قاسم الدنيا بمرضه يجمع الفتاوى و يسهر عليها

27
ثم ترى من .. بكل بساطة وبواسطة الحواسيب من يسطوا على جهد الآخرين حتى… يقدمها في ثوب قشيب!

28
قلتُ: لشيوع السطو، فإني أود بعد تقديم المثال التطبيقي السابق أن أتقدم ببعض النصائح لهذه الدور:

29
أولاً: اختر نسخة جيدة، فلا تسرق أي نسخة، المشكلة أن هذه الدور “عَجَّازة!” فهي تسرق من الشاملة و لا تقارن بالأصل! وهذا خطأ..

30
ثانياً: أصعب شيء في سرقة الكتب و السطو على التحقيقات إعادة صف الكتاب وليس العبثيات المسماة تخريجاً! والكتب القديمة تميزت بجودة الصف وقلة الأخطاء.

31
ثالثاً: ما دمت قد سطوت، ولأننا لا نملك أن نقنعك بغير هذا، أفلا يسعك أن تطبع طباعة جيدة؟ وأن تغلف تغليفاً مقبولاً؟

32
رابعاً: متى تنتهي ظاهرة البياض وتداخل الخطوط في الطبعات التجارية؟ لقد كُفيتم ثلاثة أرباع الجهد، ألا تبذلوا جهداً قليلاً في الطباعة؟

33
خامساً: إياك أن تخفض من سعر نسختك، فهذا يُشعر بأنها نسخة تجارية أو مسروقة، بل عليك تقديمها وكأنها أصل الكتاب.

34
سادساً: لا داعي لتصدير الكتاب بصور المخطوطات و النسخ التي حصلت عليها، دار الحديث لم تفعل هذا، هذا تقليد قديم انتهى وقته.

35
سابعاً: يجب على المُحقق “الساطي” أن يكون جريئاً فيشتم التحقيقات الأخرى، و وينتقص من أعمال الآخرين في بداية الكتاب، ولا بأس أن يتهم الآخرين بسرقة عمله.

36
ثامناً: أوصيك بألَّا تكتب على الغلاف “حققه فلان” الأفضل و الايسر “اعتنى به- خرج أحاديثه- علق عليه” ونحو ذلك من العبارات الموهمة =

37
نعم،، هناك من يفعل ذلك، ولكن مالك وللطرق الوعره؟!

38
هل يكون هؤلاء السُرَّاق عقوبة سلطها الله على كثير من دور النشر لمغالاتهم في الأسعار؟ ربما..
و على كل حال أرجوا أن يكونوا استفادوا مما سبق وأن يُحَسِّنوا من عملهم.

39
كثير من طلبة العلم قليل ذات اليد، فلا يستطيع مطاولة دور النشر، فلعل من مِنح السرقات أنها قد تقدم له الكتاب بسعر أقل. وتوصل الكتاب لمن لا يصل إليه الكتاب.

40
تمام الأربعين ….
[انتهى]
دمتم بود

 

عبدالرحمن  الصبيح
  • الخطب المنبرية
  • رسائل ومقالات
  • الصفحة الرئيسية